الصحافة العبرية| نتنياهو يقود «الليكود» للسقوط.. وبايدن بحاجة إلى اتفاق أكثر من إيران

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

تظاهر إسرائيل بالغموض لا فائدة منه

أكد الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم “أيال زيسر” أنه يمكن للمرء أن ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه إيران ولكن ليس من دون تقديم بديل، بخلاف الجلوس مكتوفي الأيدي والأمل في أن التهديد الإيراني ينفجر ببساطة أو أن الولايات المتحدة ستتعامل معه نيابةً عنا.

وأشار إلى أنه يجب أن نعترف أيضًا بأن سياسة إسرائيل على مدى العقود القليلة الماضية كانت قادرة على تأخير تطلعات إيران النووية بشكل كبير، فضلًا عن منعها من ترسيخ نفسها عسكريًّا في سوريا، وإن لم توقفها تمامًا. ومع ذلك، لا تزال إيران على بعد حوالي 20 عامًا مما أرادت أن تكون عليه فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وهي عالقة في المستنقع السوري منذ حوالي عقد من الزمان.

والآن هناك حجة جديدة تدور حول تقويض الحكومة الإسرائيلية لسياسة الغموض الخاصة بها من خلال التباهي بعملياتها ضد إيران، وبالتالي حث الجمهورية الإسلامية على الرد. وأوضح الكاتب أن الغموض قد يكون موجوداً في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تعمل في ظل قيود تفرضها الرقابة العسكرية، أو بالنسبة لأولئك الذين لم يتعلموا بعد كيفية قراءة ما بين السطور، لكن مفهوم الغموض لم يكن موجودًا أبدًا في طهران أو بيروت أو دمشق.

وحقيقة الأمر أنه مهما حدث، فإن الإيرانيين والسوريين يوجهون أصابع الاتهام إلى إسرائيل؛ وذلك ليس من فراغ؛ بل لأن الأمريكيين الذين غالبًا ما يسرّبون معلومات لوسائل الإعلام عن تورط إسرائيل في ضربات بالمنطقة، لدرء التهديد للقوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط.

نتنياهو يعمل لصالح نفسه فقط

تناول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في مقال له بصحيفة “معاريف” المصادمات وأحداث العنف التي دارت في القدس الأيام الماضية بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، مشيرًا إلى أن المستوطنين لا يؤمنون بنتنياهو، ولا يثقون به في تحقيق أمانيهم، ولكنهم يعرفونه، ويعرفون أنه قابل للابتزاز وجبان، ولا يصمد، وليس له أي التزام حقيقي بإسرائيل، ويتذكرون كيف جسّد البند في اتفاق أوسلو الذي ألزم إسرائيل بالانسحاب من الخليل، إذ امتنع إسحق رابين عن عمل ذلك، وكذلك شمعون بيريز، أما “بيبي” فانسحب من المدينة، وهم يخشون أن يفعل الشيء نفسه من أماكن أخرى.

وأضاف أولمرت بأن الجميع يعرف بأن الأمر الوحيد الذي يشغل بال بيبي هو استمراره في سدة الحكم، ولا شيء آخر يمكن أن يثير انفعاله غير التهديد الحقيقي هذه الأيام، والوقوف أمام قضاة إسرائيل في القدس.

ولذلك فإن موجة المواجهات هي ما يحتاجه نتنياهو كي يخلق مظهرًا لوضع طوارئ متطرف يستهدف تشكيل حكومة وطنية برئاسته مع كل محافل اليمين، ولهذا فإنه لا يشعل عود الثقاب، بل سيفعله رجال المستوطنين، أما هو فيعطيهم إياه، ومن الأفضل أن تكون هذه في القدس – فهذا هو المكان الذي سيكون ممكنًا من حوله تركيز قدر أكبر من التضامن والتوافق في أوساط محافل اليمين “المعسكر الوطني”. وبغياب شرطة مصممة مستعدة لكبح المستوطنين بكل القوة وبلا تردد، فإنهم سينجحون في إشعال النار. أما نتنياهو فسيتفاجأ – ولكنه سيسارع إلى العمل لتوحيد المعسكر الوطني، وسينضم بينت لذلك. وإذا لم تنشب النار في القدس، فسيشعلها نتنياهو في حدود الشمال، أو بالصدام في الجنوب مع حماس. في اللحظة الأخيرة، عندما يوشك عالمه على الانهيار – سيحاول جعل عالمنا ينهار علينا.

بايدن بحاجة إلى اتفاق أكثر من إيران

أكد الكاتب “دان شفيتان” أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجريان حوارًا هادئًا مهذبًا بشأن الموضوع الإيراني، مع نيات جيدة ونقاش مفتوح، لكن نقاط الانطلاق الاستراتيجية والثقافية متعارضة، بحيث إن الاتفاق محصور في هامش الأمور ولا يتناول جوهر المسائل المطروحة للنقاش. وهناك فارق بين قوة عظمى لديها اعتبارات عالمية، ولأخطائها المتسلسلة في الشرق الأوسط تأثير محدود في أمنها القومي، وبين دولة تعيش في قلب منطقة معادية عنيفة وتواجه تهديدات وجودية.

وأضاف الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم بن إدارة بايدن تريد منع إيران من الحصول على ترسانة نووية ولا تريدها أن تصبح دولة على عتبة النووي، وهي أيضًا قلقة من عمليات التآمر والإرهاب والهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، لكن هدفها الأساسي تقليص الوجود الأمريكي في المنطقة بصورة كبيرة، وهي ليست مستعدة لتوظيف الجهد والوقت اللازمين من أجل بناء بديل محلي وناجع من هذا الوجود. وبخلاف أوباما، يبدو أن بايدن لا يسعى للتخلي عن الزعامة الأمريكية للنظام العالمي وإظهار عجزه أمام العالم؛ لكنه بحاجة إلى موارده الاستراتيجية لمواجهة التحدي الصيني، ويبحث عن تسوية سريعة بقدر الممكن تسمح له بالخروج من الشرق الأوسط، إذ يصرح بايدن بأنه يريد الرجوع إلى الحل العائد إلى سنة 2015، الذي عالج التخصيب، بالإضافة إلى رقابة ظاهرية على أبحاث السلاح، من دون الإصرار على كبح البرنامج الصاروخي، وبهذا يمكن القول إن إيران حصلت على كل ما تشتهيه.

ورأى الكاتب ضرورة أن يستمع بايدن شخصيًّا إلى حجج إسرائيل من رئيس الموساد، على الصعيد الاستراتيجي، السياسة التي اختارها بايدن هي عمليًّا الاستسلام للانزلاق التدريجي لإيران إلى موقع دولة على عتبة النووي، بعد أن نجح الإيرانيون في إصرارهم على مفاوضات مريحة بالنسبة إليهم، وهم يعرفون كيفية استخدام حماسته للتوصل إلى اتفاق من خلال ردعه عن التدخل في العمق وإقناعه باحتواء هذا الانزلاق.

 الفلسطينيون لن ينتفضوا!

رأت الكاتبة عميرا هاس أن إسرائيل تمنح الفلسطينيين كل يوم عشرات الأسباب للانتفاض والثورة، ولكن ذلك لا يحدث، وكان إطلاق النار على بعض طلاب اليشيفا عند مفترق زعترة، أكبر دليل على ذلك. فقد تمت هذه العملية ككل كعملية إطلاق نار فردية في إطار منظمة فلسطينية ما، لكنها كانت اعترافًا باستحالة اندلاع انتفاضة شعبية وذلك لانعدام أية جاهزية وتأهب لذلك؛ بحيث لم تتبلور وحتى اللحظة المعرفة والرؤية الكافية لتطويرها في ظروف مختلفة عن تلك التي سادت عشية انتفاضة عام 1987. وتدل عمليات إطلاق النار هذه بشكل لا يدعو للشك، أنّ توحيد هذا الشعب الذي نجحت إسرائيل بتمزيقه وتمزيق حيّزه السياسي ستكون مهمة صعبة للغاية، لا سيما في ظل استهزاء قيادته غير المنتخبة من حقه بالتعبير عن رأيه في صناديق الاقتراع.

إذ تتراكم الأسباب التي تستدعي اندلاع ثورة فلسطينية بل وتتردد على كل لسان – تارة بصدقٍ وتارة ببعض الزيف – ولكنها تؤكّد دومًا أنّ هذه المعجزة لن تحدث قريبًا. فهذا الجزء من الشعب الفلسطيني، الذي يعيش بين رفح وجنين، وصولًا إلى القدس الشرقية، قابع تحت حكم عسكري  – شرطي قمعي، يمنحه كل أسباب الثورة الممكنة، لكنه لا يثور.

كلهم يكذبون.. لكن هذا الرجل مبالغ فيه

تناول البروفيسور “باروخ لاشيم” الصعوبات التي واجهها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة؛ الأمر لذي باء بالفشل، وكتب لاشيم : “علمنا التاريخ أن السياسيين عادة ما يحتالون، ربما أن هذا أحد متطلبات المهنة، لكن انتهاك نتنياهو لاتفاق السلطة الذي كان قد انعقد مع جانتس رئيس حزب أزرق أبيض، كان غير مسبوق ويدفع الآن نتنياهو ثمنه”، وذلك في إشارة إلى عدم ثقة باقي الأحزاب به ودعمه بالانضمام إلى ائتلاف تحت قيادته، وأشار لوجود كذبات بيضاء لطبيعة المهنة، لكن كذبات نتنياهو جميعها سوداء، طبقًا للبروفيسور.

وأضاف في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو دائمًا ما يقود حربًا ضد الحقيقة، موضحًا أنه حتى أحزاب اليمين لم تثق بوعوده خلال محاولاته لإقناعهم بالانضمام لائتلافه، واستشهد الكاتب بهزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة والتي كانت بسبب بعض الأكاذيب التي روّجها وثبت عدم صحتها للجمهور.

وذكر الكاتب الجمهور بمقطع مصور لنتنياهو يؤكد خلاله أنه له يكون هناك أي شيء يثنيه عن الالتزام باتفاق تبادل السلطة مع حزب أزرق أبيض، لكنه لم يلتزم بوعده إذا ظهر ما يُسمَّون بمعارضي بيبي (نتنياهو) على الساحة السياسية؛ الأمر الذي أفشل محاولاته هذه المرة لتشكيل حكومة.

حان وقت انتقاد المتسببين في الكارثة

بعد مقتل العشرات خلال تدافع أثناء احتفال ديني بجبل الجرمق بالجليل، تعرض الكاتب أتيلا شومفال في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت لما أسماه بتملص جميع المسئولين عن تلك الكارثة وقال: “في إسرائيل ٢٠٢١، التهرب من المسئولية هي رياضة منتشرة، لكن رغم الألم والحزن، يجب من الثانية الأولى توجيه أصابع الاتهام نحو من تسبب في ذلك الحادث، والتحقيق بخصوص دفن ٤٥ إسرائيليًّا خلال احتفال ديني”،  وأشار الكاتب إلى حادث مشابه وقع في رومانيا عام ٢٠١٥ مات خلاله ٣٢ شخصًا بعد حريق ملهى ليلي، فقامت احتجاجات استقال على إثرها رئيس الوزراء الروماني آنذاك فيكتور بوتات وكل أعضاء حكومته.

وتمنى الكاتب وجود دور قوي وفعّال للإعلام الإسرائيلي في قيادة تلك الأزمة على غرار ما فعله نظراؤهم في رومانيا، وذلك بسبب أن “تحمل المسئولية في إسرائيل أصبح أمرًا فاحشًا”، مشيرًا إلى أن المسئولين يخرجون فقط بخطب رنانة بعد كل حادث وكأن ليس لأحدهم أي علاقة بالحادث، “لا يشعر أي منهم بالخزي لما حدث، في إسرائيل الحالية، أنت ناجح طالما استطعت التملص من مسئوليتك، بطل لو اختبأت وقت كارثة ولم يلحظك أحد، تبقى وتستمر في منصبك ما دمت تستطيع تجنب الأسئلة الصعبة المرتبطة بالكارثة”.

نتنياهو والليكود والسقوط للهاوية

صور رسام الكاريكاتير بصحيفة كالكايست الاقتصادية رئيس الوزراء في هيئة الشخص الذي يقود حزب الليكود إلى الهاوية، وذلك بسبب سياساته الخاطئة، وفشله في كسب ثقة الساسة وتشكيل الحكومة الإسرائيلية، منتقدًا انصياع كبار رجال الليكود خلفه دون معارضة!

إذْ صوّر الرسام نتنياهو في هيئة سائق للأتوبيس المتمثل في حزب الليكود، بينما يجلس في الخلف أعضاء الحزب غير مكترثين، في الوقت الذي يسير الأتوبيس لطريق منحدر، وعلى وشك السقوط.

ربما يعجبك أيضا