الصحافة العبرية حول المواجهات الأخيرة| القدس توحّد فلسطينيي الداخل.. وحماس فاجأت إسرائيل

مترجمو رؤية

مَن يقف وراء الاضطرابات في القدس؟

رأى الكاتب “فينحاس عانباري” أنه لو كان الأمر بيد سكان القدس الشرقية لحاولوا احتواء نشوب العنف حول الحرم القدسي، لكن الأمر ليس بيدهم، وهناك الكثير من الطهاة الذين يطبخون الطبخة التي تُسمى الحرم القدسي، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يجري بالفعل؟ وهل الأحداث في الحرم القدسي يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة جديدة مثل الأحداث في الحرم التي أشعلت انتفاضة الأقصى في عام 2000.

وأكد الكاتب بموقع القدس للشئون العامة والسياسية أنه على الرغم من احتدام الأحداث إلا أنه لم يُسمع من الفلسطينيين شعارات وطنية، فقط رأينا أعلامًا قليلة للسلطة و”حماس”، الشباب هتفوا “بالدم والنار سندافع عن الأقصى”، ودعوا إيران إلى قصف إسرائيل، لكن لم يُسمع شعار يدعو إلى قيام دولة فلسطينية أو يطالب بالقدس عاصمة لها. ويعتقد الكاتب أن أحد الأطراف التي ساعدت في تأجيج الأجواء كان الأردن؛ فرئيس الاستخبارات الأردنية وصل إلى المقاطعة لإقناع أبو مازن بالتراجع عن فكرة الانتخابات، وأيضًا عاتبه لأنه سمح لإسرائيل بالسيطرة على عقارات في القدس.

ونوه الكاتب إلى أن ساحات المسجد الأقصى تحولت إلى مكان للصراع بين جناحي الحركة الإسلامية في إسرائيل. ومن خلال الدفاع عن الأقصى يريد كل جناح في الحركة أن يثبت تفوقه على الآخر. وبينما التيار الجنوبي للحركة بقيادة منصور عباس يتعاون مع الأوقاف، فالتيار الشمالي برئاسة رائد صلاح يتحداها، وفي النهاية نرى شباب الجناح الشمالي يسبون منصور عباس ويحملون علم فلسطين مع علم تركيا.

الأحداث توحّد سكان القدس بفلسطينيي الداخل

تناول الكاتب “نير حاسون” الأحداث الدائرة في القدس، موضحًا أن الأحداث أسفرت يوم الجمعة الماضية في القدس عن أكثر من 200 جريح فلسطيني، والذين عالجهم الهلال الأحمر، أصيب اثنان منهما بجراح متوسطة، لم تكن صدفة أن كليهما لم يكونا مقدسيين- فأحدهما من مدينة سخنين والثاني من الناصرة؛ فأحد مميزات موجة الاحتجاجات الحالية في القدس هي تداخل واشتراك العرب مواطني الدولة في هذه الأحداث، خاصة الشباب منهم.

وقد وصل يوم الجمعة الماضية إلى نحو 250 شابًا وشابة؛ بالإضافة إلى ذلك، حضر إلى المسجد الأقصى آلاف المصلّين، وشارك المئات بالمظاهرات والمواجهات مع أفراد الشرطة.

وأكد الكاتب بصحيفة هآرتس أن النضال الفلسطيني ومنذ بداية الصراع في القدس اقتصر على المقدسيين، لكن أدت من حين لآخر الموجات الاحتجاجية، خاصة حول المسجد الأقصى، إلى اندلاع مظاهرات في مناطق أخرى، ولكن لا يتطرق أحد إلى تداخل النضالات واشتراك آلاف العرب مواطني الدولة في المظاهرات التي تحدث في القدس الشرقية.

وأشار “نير” إلى أن حضور أبناء أم الفحم للقدس كان الأبرز على الساحة مقارنةً بباقي المتظاهرين العرب مواطني الدولة، حيث يحمل أبناء أم الفحم صيت من لا يخاف عنف الشرطة. لا شك أن حشد المتظاهرين للحضور إلى القدس مرتبط بشكل وثيق مع احتجاجات شباب المدينة على تقاعس الشرطة عن دورها بمحاربة العنف في المجتمع العربي.

 القدس لا تزال في قلب النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني

أوضح الكاتب “أودي ديكل” أن الأحداث العنيفة التي حدثت مؤخرًا أعادت قضية القدس إلى جدول الأعمال، وأكدت مكانتها في قلب النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القدس لا تزال قصة شديدة الحساسية، وملتقى الديانات والطوائف والثقافات، وقضية مركزية في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وحجر عثرة في طريق التسوية السياسية، لأن كل طرف يعتبرها عاصمة دولته، إذْ تمتاز القدس بالفجوات الاجتماعية – الاقتصادية؛ فهناك نوعان من السكان الضعفاء من وجهة نظر اقتصادية في إسرائيل، هما العرب والحريديم، حوّلا القدس إلى المدينة الأكثر فقرًا في إسرائيل. العرب في القدس الشرقية يعيشون تحت المستوى الاجتماعي – الاقتصادي، وعام من كورونا أضر اقتصاديًّا بشدة بسكان الأحياء العربية في القدس الشرقية.

وأوصى الكاتب بتشكيل لجنة عمل لفحص فكرة إقامة سلطة بلدية منفصلة للأحياء في القدس الشرقية وتشجيع السكان العرب على إدارتها بأنفسهم، وفي الوقت عينه السماح بحرية التنقل للعمل بين جزئي المدينة، حيث تقتضي المصلحة الإسرائيلية السماح بنمو زعامة عربية محلية في الأحياء تكون شريكة في التخطيط وتطبيق خطط المحافظة على الوضع في شرقي المدينة، وتشكل أيضًا عنوانًا لحل المشكلات وتمنع تصعيد الأحداث من خلال الحوار، فالرد على التوتر لا يمكن أن يكون فقط باستخدام القوة وزيادة وجود الشرطة.

حماس فاجأت إسرائيل

أكد الكاتب بصحيفة هآرتس “عاموس هارئيل” أنه خلال الأيام الاخيرة أخطأت إسرائيل في إساءة تقدير نوايا حماس وقدرتها العملياتية، الآن ربما قيادة حماس في غزة ترتكب خطأ حاسمًا مشابهًا، ربما رؤساء حماس أصابتهم غطرسة معينة بعد الإطلاق السابق؛ ربما اعتقدوا أن الشلل السياسي في إسرائيل سيشل أيضًا خطوات الحكومة العسكرية، ويبدو أن العكس هو الصحيح، فرغم الأزمة سيكون الآن هناك شرعية واسعة لجباية ثمن باهظ من القطاع، والمواجهة العسكرية يمكن أن تقلب صورة الوضع السياسي وتحسن مرة أخرى وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

التغيير الأساسي الذي حدث مؤخرًا مقارنةً بجولات مواجهة سابقة يتعلق بقرار حماس أن تأخذ على عاتقها النضال من أجل القدس، وترجمة ذلك إلى إطلاق واسع نسبيًّا في القدس، في معظم الجولات منذ عملية “الجرف الصامد” في 2014 ساد منطق موحد كان مفهومًا من الطرفين. الهدف كان تحقيق أكبر قدر من الإنجازات في فترة زمنية محدودة (بشكل عام خلال يومين) دون تحطيم الأدوات بصورة تقتضي معركة طويلة.

وأشار عاموس إلى أن الخطة الأصلية للجيش الإسرائيلي كانت الامتناع عن القيام بعملية برية في القطاع التي يمكن أن يكتنفها الكثير من الإصابات، في الأيام القريبة القادمة ربما سيكون هناك تجنيد أوسع للاحتياط ونشر المزيد من الطواقم الحربية اللوائية التي تعتمد على وحدات نظامية على حدود القطاع، وحسب المعلومات فالقرار النهائي بشأن عملية برية لم يتخذ بعد، يبدو أن الأمر ما زال يتعلق بقوة القتال وعدد المصابين في الأيام القريبة القادمة.

تركيا تهدد إسرائيل

تناول تقرير بالمركز الأورشليمي للشئون السياسية، الموقف التركي من الأحداث الراهنة في مدينة القدس، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الرغبة التركية في محاولة تحسين العلاقات مع إسرائيل بسبب ضغوط إدارة بايدن، فإن العمليات الإسرائيلية الحالية ترفع أنقرة إلى مستوى جديد في الخطاب المعادي لإسرائيل.

إذ إن تركيا تهدد إرسال قوة لحماية الفلسطينيين والقدس، حيث قال وزير الخارجية التركي مولوت تشيبوشولو إن إسرائيل ستكون مسئولة عما يحدث في القدس. وأشار تشوبشولو إلى أن العالم الإسلامي اتخذ قرارًا للمرة الأولى، وأضاف: “سنرسل قوة دولية إلى إخواننا الفلسطينيين للدفاع عن القدس. وقال “إسرائيل لن تكون قادرة على مهاجمة إخوتنا متى شاءت من الآن فصاعدًا”.

وأضاف الوزير بأنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق، حيث سيتم تحديد الانتهاكات الإسرائيلية هنا بوضوح وتقرر في اجتماع الأمم المتحدة في جنيف تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في اجتماع مجلس حقوق الإنسان، داعيًا أتباع الديانات السماوية الثلاث دعم القضية، والعمل على وقف دائرة العنف ضد المسلمين في القدس.

الجميع يتودد القائمة العربية المشتركة

أدرك رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس والذي حظي حتى اللحظة الأخيرة بتودد الجميع أن تأثيره على معسكر التغيير سيكون أقل بكثير من تأثيره على حكومة برئاسة نتنياهو، لكن لن يكتفي المواطنون العرب من ناحيتهم بمجرد التودد والتملق هذا، بل سيطالبون بإنجازات ملموسة في حال تشكلت هذه الحكومة.

وأشار الكاتب بصحيفة هآرتس جاكي خوري إلى أن فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة قد ألزم الأحزاب العربية والقائمة العربية الموحدة بصفة خاصة، على البت مجددًا في مسـألة التوصية على هوية الشخص الذي سيشكّل الحكومة.

وشعر نواب القائمة العربية الموحدة ومنذ الإعلان عن نتائج الانتخابات، أنهم في مركز الخطاب العام، وأن جميع الجهات والتيارات السياسية تتودد إليهم. لا شك أن لقاء يجمع بين نائب عربي وبين حاخام يمثل مرجعية صهيونية دينية عليا، كالحاخام دروكمان، يعدّ انتهاكًا لكل المحظورات والتابوهات السياسية. لكن نجاح لقاء كهذا، قد يرجح كفة النائب عباس وزملائه في القائمة. يعترف نواب القائمة العربية الموحدة أن هذه الخطوة خطيرة سياسيًّا بل وقد تضرهم فلسطينيًّا، لكنّهم واثقون أن الأمور تقاس بخواتيمها.

فشل أمني ذريع!

تناول رسام الكاريكاتير عاموس بيدرمان الفشل الأمني الذريع للأمن الإسرائيلي في القدس، والذي تسبب في اشتعال المواجهات بين العرب واليهود، وذلك على خلفية السماح لليهود بالقيام بمسيرة الأعلام في المدينة، في الوقت الذي تتأزم فيه الأوضاع في نطاق المسجد الأقصى؛ ما أثار حفيظة الفلسطينيين بالمدينة. وصوّر الرسام أحد القيادات الأمنية وهو يعطى تعليمات باشتعال الأوضاع بدلًا من تطبيق العكس، كنايةً عن ضعف الرؤية الأمنية وعدم القدرة على اتخاذ القرار السليم!

ربما يعجبك أيضا