الصحافة الفرنسية| اليمين المتطرف على أعتاب الإليزيه.. ولماذا يتجه السياسيون لشبكات التواصل الجديدة؟

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

انتخابات 2022 الرئاسية بفرنسا.. خطر مارين لوبن أصبح حقيقة

مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الفرنسي، تتجه أنظار الصحف إلى رصد المؤشرات الشعبية على الأرض، حيث أشارت جريدة “نوفيل أوبس” إلى تمكن مارين لوبن، ابنة الزعيم التاريخي لحزب اليمين المتطرف من احتلال الساحة الانتخابية وحشد المسيرات، حتى باتت ترسّخ نفسها كأحد الثوابت السياسية الفرنسية، كما أصبحت قريبة من أي وقت مضى من الفوز بالسباق الانتخابي المقبل.

ودعونا نُبرز إجراء هذه المقارنة: فبعد أربعين عامًا من انتصارات اليسار منذ عام 1981، وبينما هو في أدنى مستوى له لدى جميع نوايا التصويت، قد يتحول الشعار السابق للرئيس فرنسوا ميتران، “القوة الهادئة”، بكل أسف وسخرية لصالح، ليس مرشح جمهوري، بل لصالح مارين لوبان، رئيسة التجمع الوطني؛ لأن ابنة الزعيم التاريخي لليمين المتطرف بدت مفاجأة الاستحقاق الانتخابي الفرنسي.

وبفضل استحواذها على ناخبين مستقرين للغاية، وثقتها في التأهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 2022، صار لديها فرصة للفوز على منافسها الرئيسي، إيمانويل ماكرون، وما بدا حتى الآن مستحيلًا في استطلاعات الرأي السابقة لم يعد اليوم كذلك ببساطة: فاليمين المتطرف بات على أعتاب السلطة في فرنسا.

الاستخفاف

كيف يمكن الوصول إلى هناك في ظل هذا الموقف الذي يبدو وكأنه فخ ديمقراطي، بعد الإعلان عن مناظرة بين ماكرون ولوبان، والتي تزعج العديد من الناخبين، ويمكن أن تزيد الامتناع بشكل خطير؟ أولًا: هناك صلابة في القاعدة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، الذي يواصل الجمع بين بعض أنصار اليسار ويناشد اليمين بشكل متزايد. وبالإضافة إلى ضعف العروض السياسية البديلة، فاليسار تقوضه الانقسامات وليس لديه زعيم طبيعي، واليمين ممزق بشكل متزايد بين مؤيدي ماكرون ومؤيدي لوبن.

لكن عملية التجذر المستدامة لحزب التجمع الوطني بين الفئات الشعبية، وخاصة الشباب، هي التي تصنع الفارق. وبمرور الانتخابات واحدة تلو الأخرى، لم يعد التصويت لحزب التجمع الوطني مجرد تصويت على رفض الأحزاب الأخرى، بل هو تصويت بالانتماء وشعبوية وطنية فرنسية لا يمكن مقاومة قوتها مع مرور الوقت.

ومن الواضح أن مارين لوبن أسهمت في الكثير من هذا النجاح. فبعد عشر سنوات من وصولها إلى رأس حزب الجبهة الوطنية، الذي تمكن من إقحامها في السباق الوطني، أصقلت بوعي برنامجها وصورتها، وتخلصت ظاهريًّا من معظم المساوئ الكلاسيكية لليمين المتطرف. وبعد خروجها سريعًا عقب فشلها في عام 2017 ومناظرتها الكارثية مع ماكرون، عادت الآن لتستفيد بأهمية أطروحات اليمين المتطرف وتثبت أقدامها الآن على شاشات التلفزيون.

والأفضل من ذلك، أنها تستفيد أيضًا من رفض سياسات الرئيس ماكرون وانهيار فكرة الجبهة الجمهورية. وإذا كان لديها فرصة للفوز بالانتخابات المقبلة، فذلك أيضًا لأن ماكرون قد يخسر بسبب أنه أصبح منفرًا لجزء من الناخبين. وحتى لو كانت التنبؤات قبل عام من الانتخابات تُعد دربًا من المجازفة، لكن الخطر أصبح حقيقيًّا.

ردود أفعال حزبية

إذن مالعمل؟ أولًا وقبل كل شيء، يجب أن نتذكر دائمًا ما هو اليمين المتطرف، وأنه لم يتوقف أبدًا عن كونه يمينًا متطرفًا، حتى لو تنكر للخروج من عملية الشيطنة. وتحت ستار المظهر الخارجي شديد التهويل، فإن رفض المهاجرين يظل بالفعل هو البرنامج نفسه لليمين المتطرف، ونفس ردود الأفعال الوقائعية، حيث أيدت مارين لوبان الرسالة المفتوحة من الجيش الداعية إلى التمرد، والانقسام باعتباره المحرك الوحيد؛ حيث إنها غالبًا ما تتحدث عن “الفوضى”، كما لو كانت تتمناها في أعماقها.

ويجب بالأحرى أن نتصدى لمصادر التصويت لليمين المتطرف، ومواجهة الشعور بالانهيار الطبقي والتخلي عن الطبقات الوسطى والشعبية، وبناء سياسة تتصدى لعدم المساواة الحقيقية. وبالنسبة لليسار، فهذا يعني إعادة الاتصال بالأساس كما فعل الديموقراطيون الأمريكيون المجتمعون حول جو بايدن، وبهذا الثمن فقط يمكن للشعبوية القومية في فرنسا أن تتراجع، ونأمل ألا يكون قد فات الأوان قبل انتخابات عام 2022.

المدرسون والعسكريون وسكان الريف… فرنسا التي يعاني ماكرون من أجل استمالتها

أما صحيفة “ليكبريس” فتحدثت عن الصعوبات التي يواجهها إيمانويل ماكرون في خوض الانتخابات المقبلة، فقبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية، بدأ الرئيس مهمة ضخمة تهدف إلى تصحيح صورته.

ويُعدّ سفر ماكرون إلى رواندا أحد أبرز أحداث ولايته الخمسية، حيث يريد تحقيق تقارب بين باريس وكيجالي يمر من خلال العمل على التاريخ والذاكرة بشأن مسؤوليات فرنسا خلال حرب الإبادة الجماعية التي شهدها هذا البلد أوائل التسعينيات. وقد تبنى ماكرون نهجًا مشابهًا في المسألة الجزائرية، حيث أقر باعتقال بلاده للمحامي “علي بومنجل” وتعذيبه. وفي مقابلة أجراها ماكرون مع مجلة زاديج، قال: “هذه ليست سياسة التوبة ولا سياسة الإنكار؛ بل هي سياسة الاعتراف. أنا أؤمن بها كثيرًا، والأمر هنا يتعلق بقبول أن البعض ينظر إلينا على أننا مُذِلون، حتى أنا أيضًا جرى تصوري على هذا النحو؛ لأننا لا نعترف بالذكريات المفردة، ولا الأصوات الفردية، ولا المصائر المفردة الموجودة في المجتمع”.

وإذا كان الرئيس ماكرون قد سار على الحبل نظرًا لأن هذه الموضوعات حساسة للغاية، فيمكنه أن يجني ربحًا سياسيًّا، لكن الأمر غير واضح؛ حتى أن أحد الوزراء المقربين منه قال دون أن يخفي انزعاجه: “يمكننا جذب ناخبي يسار الوسط الذين يقرأون صحيفة لوموند ويستمعون إلى راديو فرانس إنتر، لكن هذا الأمر لا يحدث على الإطلاق”.

صعوبة حقيقية في مخاطبة “أولئك الذين يعتبرون العالم غير عادل”

هذا هو أحد ألغاز إيمانويل ماكرون؛ فهذا الرئيس لا يستطيع التحدث إلى بعض فرنسا؛ فبقدر ما يعرف كيفية مخاطبة الشباب – حيث سجل الفيديو الخاص به مع إحدى القنوات الشبابية على موقع يوتيوب أكثر من عشرة ملايين مشاهدة في غضون أيام قليلة، دون أن يرسل الرئيس من خلاله أي رسالة (والرسالة الوحيدة التي حملها حول المشاركة في الحياة الديمقراطية وفي الانتخابات تم حذفها) – بقدر ما يحول بعض الجمهور أنظارهم بعيدًا عنه عندما يصبح نهج الإليزيه سياسيًّا بشكل كبير.

وللأسف يقول أحد مؤيديه عن المدرسين على سبيل المثال: “ماكرون يواجه صعوبة كبيرة في مخاطبة من يعتبرون العالم غير عادل”. وهنا يمكن أن تطول القائمة: ففرنسا العسكرية، فيما عدا الجنود، لا تُعِره أذنها على الرغم من الجهود المدوية والمتعثرة المبذولة منذ عام 2017. يقول أحد أعضاء الحكومة: “لم ننفق الكثير على جيوشنا منذ القرن الماضي وانتهاء الحرب الباردة، ودون الاستفادة من ذلك بأي ميزة تذكر”.

وقال فريديريك دابي، المدير العام للمعهد الفرنسي للرأي العام إن فرنسا اليمينية تتذبذب وتتأرجح، وتابع: “هناك تراجع ليس مرئيًّا بشكل كبير بالتأكيد، لكنه حقيقي، وسببه أولًا الإخفاق في تلقيح الناخبين الأكبر سنًّا، ثم الشعور بالعجز عن ممارسة السيادة، وهناك انتقادات شديدة من عدة فئات، مثل سكان الريف، تتمثل في اتهامه بعدم معرفة بلده”.

وإذا لم تصل الرسالة في بعض الأحيان، فهل هذا بسبب ما يفعله ماكرون أو بسبب هويته؟ إنه بصدد الاستعداد لكشف ما ينوي القيام به في العام المقبل أثناء “جولاته”، لكن الشرط الأساسي يقتضي أولًا تغيير ما هو عليه لآن، وتصحيح الطريقة التي ينظر بها الفرنسيون إليه. وفي عام 2020، لاحظ أحد مستشاريه أنه على دراية بثلاث عيوب في رؤيته، وهي أنه يوصف برئيس الأثرياء ورئيس المدن والرئيس المتغطرس. وقبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية، حاول، في قطاع تلو الآخر تقريبًا، تفكيك هذه الصورة، وأفادته الأزمة الصحية بالتخفيف من الانتقادات الموجهة إليه، كما تهدف المقابلة التي أجريت مع مجلة زاديج إلى إظهار ماكرون الذي كان بالأمس طالبًا يعيش في غرفة خادمة، والذي هو رئيس اليوم، ولا يزال مرتبطًا بالمناطق وبأرض البلاد ذاتها.

وبشكل عام، فإن شعبية ماكرون قادرة على المقاومة؛ فوفقًا لمؤشر المعهد الفرنسي للرأي العام وجريدة لو جورنال دي ديمانش المشترك، تبلغ شعبية الرئيس 40٪، مقارنة بشعبية الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، في نفس الوقت من ولايته، والتي سجلت 29٪ آنذاك، بينما سجلت شعبية الرئيس السابق فرانسوا هولاند 15٪.

لماذا يستثمر السياسيون في شبكات التواصل الجديدة؟

وبحث موقع “فرانس تي في إنفو” في أسباب توجه صناع السياسة لشبكات التواصل الاجتماعي الجديدة، فعلى غرار رئيس الوزراء الفرنسي السيد جان كاستكس، الذي حل مؤخرًا ضيفًا على قناة الصحفي صامويل إتيان بمنصة تويتش للبث الحي، يكثف السياسيون مداخلاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي الجديدة فما السبب؟

ويعدّ ظهور جان كاستكس على موقع “تويتش” مثالًا على توجه عام، ففي الأشهر الأخيرة، ضاعف السياسيون مداخلاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي التي لم يعتادوا عليها؛ حيث ظهر غابرييل آتال، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، مع أحد صُنّاع المحتوى المؤثرين على منصة يوتيوب، وشارك أرنو مونتبورغ نقاشًا على منصة كلوب هاوس، المخصصة للصوت والتي لا تزال غير معروفة، هذا بالإضافة إلى مشاركة ماكرون للتحدي الأخير الذي أطلقه اثنان من مؤثري منصة يوتيوب، وهما كارليتو وماكفلاي، ويوضح موقع فرانس إنفو في ثلاث نقاط أسباب هذه المداخلات:

 

لأن أي مساحة جديدة للنقاش تستحق الاستثمار

وقال غابرييل آتال في مؤتمر صحفي تعليقًا على مقابلة جان كاستكس على منصة تويتش: “لا يمكن أن يكون هناك تعجرف في اختيار وسائل الإعلام”. ولا يعد المتحدث الرسمي باسم الحكومة غريبًا عن منصة البث الحي، حيث أطلق من قبل وسم “Sansfiltre#”، وهو برنامج شهري للحوار مع المؤثرين على المنصة.

وإذا كان يتم اعتبار بعض الشبكات الاجتماعية على أنها مساحات “متخصصة”، فقد وجد السياسيون فيها فرصة لمخاطبة جمهور معين يتعرض أحيانًا للإغفال السياسي في ظل مشهد إعلامي متفتت، وهذا الأمر أحدث تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. يقول رومين بيغنيل، أستاذ الإعلام السياسي في كلية “سيانس بو” والنائب السابق لمدير هيئة المعلومات بالحكومة في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند: “اقترحت على فرانسوا هولاند في عام 2013 إجراء مقابلة على شبكات التواصل الاجتماعي بحيث يكون بإمكان مستخدمو الإنترنت طرح الأسئلة”.

لكن المتخصص في الإعلام السياسي لم يتلق أي رد من الإليزيه في ذلك الوقت، مضيفًا: “من الآن فصاعدًا، يتجه السياسيون بشكل طبيعي إلى الشبكات الاجتماعية، فهم صغار السن وقد التحقوا، مثل بقية السكان، بالممارسات الرقمية التي باتت طبيعية في نهاية المطاف”، وليس من المستغرب إذن رؤية غابرييل آتال، البالغ من العمر 31 عامًا، على موقع تويتش.

وفي سنوات قليلة، استطاعت شبكات التواصل الاجتماعي الاندماج بشكل كامل في الاستراتيجية السياسية. ولكن “تويتر وفيسبوك” بشكل خاص، يظلان الأداتين الأكثر استخدامًا، بينما وفقًا لتيري فيدال، الباحث بالمركز الوطني للبحث العلمي والمتخصص في تفاعل السياسات مع وسائل الإعلام الجديدة، “تظل منصات انستغرام وتويتش وتيك توك هامشية في نظر الساسة. فثلثا مستخدمي الإنترنت متواجدون على منصة فيسبوك، وهذا هو الأهم، مقارنة بمنصة تويتر الأكثر تخصصًا بعض الشيء، والتي تشمل ناشطين وصحفيين بشكل أساسي، وعلى هذه المنصة يشبه التواجد السياسي الإلكتروني البيانات الصحفية”.

لأننا يجب أن نصل إلى الشباب

وتتمتع منصتا تويتش وتيك توك في أذهان الناشرين السياسيين بميزة واحدة وهي: الوصول إلى السكان الأصغر سنًّا. يقول تيري فيدال: “من المنطقي، إذا أردنا استهداف الشباب، أن ننتقل إلى الشبكات الاجتماعية، وإذا أردنا مخاطبة الأكبر سنًّا، أن نذهب إلى التلفزيون. فوفقًا للدراسات، فإن الشباب هم الأقل اهتمامًا بالسياسة بين باقي السكان. وهم ليسوا على الشبكات الاجتماعية لاستقبال الرسائل السياسية، بل للاطلاع على المحتوى ذي الصلة باهتماماتهم”.

يقول غيوم كالين، مدير أبحاث الرأي بمعهد كانتار لدراسات السوق والتسويق: “يحصل 76٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا على المعلومات عبر الإنترنت أولًا، بينما يحصل 34٪ فقط من الفرنسيين على معلوماتهم بشكل أساسي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. ويفضّل الأصغر سنًا الشبكات الاجتماعية للحصول على المعلومات، بينما يفضّل الأكبر مواقع أو تطبيقات الصحافة المكتوبة”.

لذلك، يهتم السياسيون بالوصول إلى قنوات البث التي المقربة من أهدافهم، حيث يؤكد رومان بيغنيل أن “هدفهم هو الوصول إلى جمهور لم يعد يتجه إلى وسائل الإعلام التقليدية على الإطلاق، لاستعادة أواصر الثقة. وينجح الأمر عندما يتم تبني نغمة مختلفة. وهذا هو ما لفت الانتباه في المقابلة مع الرئيس السابق فرانسوا هولاند”. فهذه الاستراتيجية مفيدة في محاولة الوصول إلى الفئة قليلة التصويت، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الإقليمية في يونيو 2021، أو الانتخابات الرئاسية في أبريل 2022.

لكن المنصة ليست كل شيء؛ فالمحتوى مهم بنفس القدر، والخطب النمطية تتعرض بشكل سريع للاستهزاء من قبل مستخدمي الإنترنت. لذلك يؤكد تيري فيدال أنه “يجب أن نتساءل حول مدى التوافق بين الوظيفة والدعم؛ لأنه غالبًا ما يُنظر إلى تداخل السياسات على أنه مجرد عملية إعلامية”.

à franceinfo

ووفقًا لتيري فيدال، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي، فإن “الإعلام هو رسالة في المقام الأول، وإذا كان غير متسق أو غير مناسب أو غير واضح، فلن ينجح. فالمسكين غابرييل آتال قد يتحدث مع المؤثرين لكن لا يمكنه أن يقول أكثر مما قاله خلال المؤتمر الصحفي”.

أخيرًا، يمكن للسياسيين أيضًا من خلال استهداف الشباب وشبكاتهم الاجتماعية، توجيه ضربة مزدوجة؛ حيث يلاحظ فيليب مورو-شيفروليه، الأستاذ في كلية “سيانس بو” والمتخصص في الإعلام السياسي، أن “المشكلة الأولى للشباب في فرنسا هي أنهم لا يصوّتون؛ ولذلك لا يتحدث إليهم الساسة للحصول على أصواتهم؛ بل يخاطبونهم لإظهار أنهم يشعرون بالشباب، ولكي يراهم ” كبار السن” عصريين.

لأن التناقض ليس مؤكدًا بالضرورة

ولا يتواجد الصحفيون أو الإعلاميون بالضرورة على منصات تويتش أو انستغرام أو تيك توك، وهذا أمر جيد بالنسبة لبعض السياسيين الذين يرون في هذه المنصات وسيلة للتواصل المباشر مع الجمهور. ويوضح تيري فيدال أن أبرز الأمثلة على هذا الأمر هو استخدام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمنصة تويتر.

ويمكن أيضًا اعتبار أداة مثل تويتش، أو الدردشة مع المؤثرين على انستغرام، أقل نمطية من حيث النبرة، وأقل عدوانية من الحديث مع أحد الصحفيين على وسائل الإعلام التقليدية. فوفقا لرومان بيجينل: “يسلط صموئيل إتيان الضوء في قناته على منصة تويتش على مفهوم الخير. وبالذهاب إلى هذه الشبكات، يرى السياسيون أنهم سوف يتعاملون مع جمهور أكثر ترحيبًا وأقل تسييسًا”.

وعلى صفحات جريدة لو فيجارو، يوضح فيليب أوليفييه، عضو البرلمان الأوروبي في الجمعية الوطنية أن: “منصة كلوب هاوس تعطي انطباعًا بأننا في محادثة هاتفية، وهذا يقربنا بشكل لا يصدق، ويمكننا أيضًا تنظيم مؤتمرات صحفية هناك، أو إجراء المناقشات المنتظمة مع المشتركين”. ومع ذلك، يرى رومان بيغينل أن السياسيين غالبًا ما ينخدعون في رؤيتهم للشبكات الاجتماعية الجديدة، ويقول: “في الواقع، لدينا أمثلة لصحفيين في وسائل الإعلام العامة، وعلى العكس من ذلك، هناك أشخاص مؤهلون جدًّا على شبكات التواصل الاجتماعي، وأحيانًا يتم التقليل من المؤثرين والاعتقاد بأنه من السهل خداعهم، لكن هذا ليس صحيحًا”.

ربما يعجبك أيضا