مركز تحليل السياسات الأوروبية | وسط ابتهاج روسي..«قاضي الموت» يستعد لتولي رئاسة إيران وروسيا تبتهج

آية سيد

ترجمة: آية سيد

في 25 مايو الماضي، أصدر مجلس الوصاية على الدستور الإيراني أسماء المرشحين المعتمدين لخوض الانتخابات الرئاسية هذا الشهر. ضمت هذه القائمة إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية وزعيم المعسكر المتشدد، ومجموعة من الشخصيات السياسية التي ليس لها ثقل كبير، وجميعهم يضمنون وضع نهاية لثماني سنوات صاخبة من الحكومة التي يقودها الإصلاحيون.

وفي ظل كون إيران نقطة جوهرية في مخططات روسيا للشرق الأوسط، وحصنًا ضد مخططات تركيا، فإن تعزيز سيطرة المتشددين يحمل تداعيات عميقة للقوتين الإقليميتين. وعلى الرغم من أن المسئولين في البلدين أحجما عن التعليق على الانتخابات، تُلقي وسائل إعلام الدولة الضوء على توقعات كل منهما، حيث ترحب روسيا بإيران، الأكثر عداءً للغرب، وتهدف تركيا بالفعل لإضعاف الثقة في القائد المفترض.

كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على رئيسي في 2019 بسبب دوره في القمع الوحشي لما يُسمى بالحركة الخضراء في 2009، ومشاركته كمسئول رفيع المستوى في “لجنة الموت” التي أمرت عام 1988 بإعدام 5 آلاف سجين سياسي على الأقل.

وفي حالة فوزه، سوف يخلف رئيسي الإصلاحي حسن روحاني، الذي وصل إلى الرئاسة في 2013 ببرنامج انتخابي يركز على التقارب مع الغرب. أتم روحاني حملته بخطة العمل الشاملة المشتركة، التي تمت بوساطة أعضاء مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، والتي بادلت تخفيف العقوبات بوقف البرنامج النووي لإيران. كافأ الناخبون الإيرانيون ائتلاف روحاني بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية لعام 2016.

لكن المنافع الاقتصادية للاتفاق لم تتجاوز الدائرة الداخلية للمرشد الأعلى. في الأسبوع الأخير من 2017 والأول من 2018، احتشد الإيرانيون في أضخم احتجاجات منذ عقد. كافحت الحكومة لكي توفر الإغاثة أو تمنع الأزمات الناشئة، واستمرت الاحتجاجات وتحولت إلى إضرابات عامة على مدار 2018. ومع انسحاب إدارة ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة وعجز إدارة روحاني الواضح، فقد المعسكر الإصلاحي مصداقيته. وعندما رفعت الحكومة أسعار البنزين في نوفمبر 2019، نزل 20 ألف مواطن إيراني إلى الشوارع في أضخم احتجاجات منذ الثورة الإسلامية، ولقى 1500 مصرعهم في الحملة القمعية اللاحقة. وفي الانتخابات التشريعية لعام 2020، هزم المتشددون الإصلاحيين، مدفوعين جزئيًّا بانخفاض 20% في نسبة المشاركة. لقد أدى رفض مجلس الوصاية على الدستور للمنافسين الحقيقيين لرئيسي في الانتخابات المقبلة إلى دعوات للمقاطعة، حيث تُظهر وكالات استطلاعات الرأي التابعة للدولة أن نسبة المشاركة المتوقعة أقل بسبع نقاط عن نسبة 2020.

وبالرغم من مبادرات روحاني تجاه الغرب، ظلت روسيا حليفًا ثابتًا خلال فترة حكمه، حيث عملت عن كثب لدعم نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، وباعت صواريخ إس-300 لإيران عقب التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، وعرضت على إيران العضوية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، فيما رحبت وسائل الإعلام الروسية التابعة للدولة في الداخل والخارج بعودة مناهضة أمريكا إلى الرئاسة الإيرانية. جاء في أحد المقالات في وكالة الأنباء الروسية (تاس)، أن رئيس السلطة القضائية “قد يقرّب طهران من بكين وموسكو، ويُبعدها عن بروكسل وواشنطن”. وامتدح مقال في موقع (سبوتنيك إيران) “قيادة رئيسي وعزمه في السياسة الخارجية”. وفسّر مقال باللغة الروسية في موقع (سبوتنيك أرمينيا) إعدام رئيسي لمئات الانفصاليين الآذريين كجزء من لجنة الموت 1988 كدليل على أنه سيحابي أرمينيا على أذربيجان في أي صراع.

لا يلعب الإعدام الجماعي لأصحاب القومية التركية بنفس القدر في تركيا، حيث تُعدُّ معاملة الآذريين مجرد واحدة من قائمة طويلة من الشكاوى في حق إيران. في ناجورنو-قره باغ واليمن وليبيا، وجدت تركيا وإيران نفسيهما تدعمان وتسلحان ميليشيات متعارضة. في سوريا، اشتبكت قوات نظامية تركية مع حزب الله المدعوم إيرانيًّا، ولكونها تواجه متشددًا شيعيًّا بالجوار، نشرت وسائل الإعلام التركية التابعة للدولة مقالات بالإنجليزية، والروسية، والتركية تشكك في شرعية انتخابات لا تسمح بوجود منافسين حقيقيين، ووصفت مقالات أخرى رئيسي بأنه “قاضي الموت” أو تخيلت هزيمته على يد مرشح معتدل.

ومع صعود رئيسي، يمكن أن يتوقع العالم عدائية إيران عدائية بشكل أكبر. وبالنسبة لروسيا، هذا يعني درء أي ارتفاع محتمل في النفوذ الغربي في إيران، ولذلك دفعت وسائل الإعلام التابعة للدولة رواية عن عالم أقوى، وأكثر أمنًا حول دائرة النفوذ الروسية. وبالنسبة إلى تركيا، يمثّل رئيسي مزيدًا من التدهور في العلاقة العدائية بشدة. سعت المنافذ التركية لقطع الدعم لرئيسي قبل بدء الانتخابات. وفي العلاقات مع روسيا وتركيا، يبدو من المضمون أن رئاسة رئيسي ستزيد من حدة التوترات القائمة.

للاطلاع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا