ذا هيل | «الذئب المحارب» في ثياب الحمل.. أحدث حرب أيديولوجية لشي جين بينج

آية سيد

رؤية

ترجمة – آية سيد

عقد الزعيم الصيني شي جين بينج مؤخرًا جلسة مع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، حيث أصدر توجيهات بتعزيز قدرة الحزب في التواصل العالمي لنشر قصة الصين على نحو أفضل. لكن البعض في الغرب أساءوا تفسير ذلك، مثلما أوردت مجلة بوليتيكو في تقريرها بعنوان “شي ينزع أنياب الذئب المحارب”، لكننا نعتقد أنه يشن جولة جديدة وأكبر من الحرب الأيديولوجية ضد العالم الحر.

شي غير راضٍ عن فاعلية جهاز الدعاية الخارجية حتى الآن، والذي كلّف إنشاؤه الصين مليارات الدولارات. إن الآراء السلبية عن الصين في أعلى مستوياتها في كثير من الدول الغربية بسبب كوفيد-19. لكن، بدلًا من رؤية هذا كانعكاس لسياسات الحزب الشيوعي الصيني، يزعم شي أن الآراء السلبية عن الصين نتيجة لأن آلته الدعائية لا تخبر قصة الصين بطريقة جيدة. إنه يريد أن تضاهي قوة الصين في الحوار الدولي قوتها المركبة الحالية ومكانتها الصاعدة. بعبارة أخرى، إذا كانت الصين بنفس قوة الولايات المتحدة، يجب أن يكون لها نفس الصوت الآمر مثل الولايات المتحدة.

بالنسبة إلى شي، تحتاج الصين لقوة أكبر في الحوار الدولي لخلق رأي إيجابي من أجل تنميتها واستقرارها، ولبناء “مجتمع بمستقبل مشترك للبشرية”. في الحقيقة، هذا يعني أن الحزب الشيوعي الصيني يجب أن يتحكم في الرواية العالمية لضمان أمن النظام الشيوعي وتوسيع نفوذه. وعلى وجه التحديد، وفقًا لترجمة خطاب شي، فإنه يريد أن “يساعد الأجانب على إدراك أن الحزب الشيوعي الصيني يسعى حقًا من أجل سعادة الشعب الصيني، وفهم لماذا يستطيع الحزب الشيوعي الصيني أن يحكم، ولماذا الماركسية تنجح ولماذا الاشتراكية بالخصائص الصينية رائعة”. بعبارة أخرى، “قصة الصين” هي “قصة الحزب الشيوعي الصيني”، وهو ما يتطلب الكثير من التلفيق.

ولتحقيق هذا، يريد شي أن تبني الصين نظام اتصال استراتيجي بخصائص صينية مميزة، وأن تُحسّن جاذبية ثقافتها، والإعجاب بصورتها، وقدرة إقناع الحوار الصيني لتوجيه الرأي العام العالمي.

من وجهة نظرنا، أدرك شي أن “دبلوماسية الذئب المحارب” التي تتبعها الصين جاءت بنتيجة عكسية. وعلى الرغم من أنه بدأ الرواية وشجعها، فإنه يرى الآن أنه يجب على الصين إنشاء جهاز “محبوب وودود” لكي يجعل معلوماتها المضللة أكثر قابلية للتصديق، ويساعد في التستر على جرائم الصين ضد الإنسانية. وبدلًا من نزع أنياب ذئابه المحاربين، سوف يطلب منهم شي ارتداء ثياب الحمل لكي يتحكموا بمهارة في تلفيق قصة الصين. يجب أن ينشر الحزب بشكل موسع الأيديولوجية الشيوعية ونموذج الحكم الديكتاتوري، ويُقنع بقية العالم بأن يُصدق ما يُسمى بـ”الحلول الصينية”.

أمر شي رؤساء الحزب بالمبادرة لتنفيذ هذه المهمة. يجب أن تجعل مدارس الحزب بناء قدرات الدعاية الدولية جزءًا مهمًا من مناهجها، ويجب أن تقدم الجامعات الباحثين والمواهب اللازمة لهذه الحرب السياسية المعاصرة. إن الحزب الشيوعي الصيني ليس مهتمًا بالمشاركة في حوار هادف مع الولايات المتحدة؛ بدلًا من هذا، إنه يسعى لتقديم نظام حوار يهدف لاستبدال قوة أمريكا الناعمة أو الحد منها.

هذه الحرب الأيديولوجية سيكون لها تأثير متعدد الجوانب. سوف تنشر الصين المزيد من برامج التبادل الدولي والمؤتمرات الدولية. وسوف تكثف استخدام البرامج الثقافية الصينية – الموسيقى، والفنون، وتعليم لغة الماندرين الصينية – لتوصيل دعايتها وإشراك الأشخاص في الدول المستهدفة. لقد حدث هذا من قبل، مثلًا عندما وقعت أوركسترا فيلاديلفيا في أزمة مالية في 2011 وعرضت الصين اتفاقية تعاون مع مركزها الوطني للفنون المسرحية، ما جعلها عنصرًا في نظام الدعاية الصيني. وبصورة مماثلة، لعبت أوركسترا برلين أوهايو “قصيدة للعلم الأحمر” للإشادة بـ”الإنجازات العظيمة” للصين. نحن نتوقع أن تضع الصين المزيد من الأموال في منظمات فنية وثقافية غربية أخرى.

وعلى نحو مماثل، سوف تزيد الصين استثمارها في المؤسسات الإعلامية الغربية، مستخدمةً منصاتها ومراسليها لنشر المحتوى الذي يبدو منطقيًّا في ظاهره. نحن نتوقع أن تعرض الصين على الصحفيين الغربيين عقودًا لدمجهم في جيش الصين المتوسع من المؤثرين في الرأي العام العالمي المتعاطفين مع الحزب الشيوعي الصيني.

إن جوهر حرب شي الأيديولوجية هو تجميل صورة النظام الشيوعي، وهو يتطلب التضليل والتعتيم على الحقيقة حول الأعمال الوحشية التي ترتكبها الصين في انتهاك لحقوق الإنسان. الهدف هو الفوز بقلوب وعقول الناس حول العالم. ربما من المقدر له أن يفشل، لكن أحدث لعبة للدعاية الصينية، وهي “الذئاب المحاربون في ثياب الحمل”، خطيرة ويجب أن يكون العالم متيقظًا لها.

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا