الصحافة العبرية | الصراخ في الكنيست إهانة للديمقراطية.. وأيام الاختبار بين إسرائيل وحماس

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

حكومة التغيير الجديدة يمكن أن تكون حكومة فرصة

رأى عضو الكنيست عن حركة ميريتس “يائير جولان” في مقال له بصحيفة معاريف أن حكومة التغيير الجديدة يمكن بل يجب أن تكون حكومة فرصة، وعلى الرغم من الفوارق في التوجهات، إلا أنه يمكننا في حكومة وحدة وطنية الدفع قدمًا وبسرعة بموضوعات لا يمكن أن تقوم بها حكومة مصغرة.

فعلى المستوى الحكومي والقيم: أولًا، عودة النزاهة إلى الحياة العامة، وزيادة الشفافية في كل ما يتعلق بتخصيص الميزانيات، ومنع استخدام النفوذ السياسي في التعيينات. ثانياً، إعادة الطاعة والانصياع إلى منظومة القضاء وسلطة القانون، والعودة إلى مبدأ أن مصدر السلطة العليا هو قوانين دولة إسرائيل وليس توراة إسرائيل، والتأكد من أن محاكمة نتنياهو ستستمر في التقدم دون عرقلة حتى نهايتها. ثالثاً، تقييد ولاية رئيس الحكومة بولايتين، ورؤساء السلطات المحلية بثلاث ولايات، وإقامة لجنة تحقيق حكومية للبحث في كارثة هارميرون وكارثة جفعات زئيف، والاضطرابات في المدن المختلطة.

وعلى الصعيد السياسي الأمني، يجب تثبيت وقف إطلاق النار مع “حماس” من خلال الموافقة على تقديم مساعدة إنسانية فورية، مع اشتراط إعادة إعمار غزة بتشكيل آلية دولية لمراقبة طريقة توزيع هذه المساعدة ومنع “حماس” من إعادة تسلّحها. في المقابل، بناء السلطة الفلسطينية كشريك فلسطيني عبر تحويل المساعدة الإنسانية من خلالها وتقديم مساعدة دولية خاصة بالضفة الغربية.

وكذلك إنقاذ العلاقات المتدهورة بالولايات المتحدة؛ ففي استطلاع أجرته “فوكس نيوز”؛ أعرب 51% فقط من مواطني أمريكا عن تأييدهم بيع طائرات حربية لإسرائيل، مقابل معارضة 44%؛ لذا على رئيس الحكومة المنتخَب أن يجتمع بالرئيس بايدن سريعًا، وأن يوضح أنه لا ينوي خوض أي مواجهات، والتنسيق مع واشنطن بقدر الممكن.

أيام الاختبار بين إسرائيل وحماس

أكد المحلل السياسي بموقع القدس للدراسات السياسية “يوني بن مناحم” أن صبر حركة حماس بدأ ينفد من المماطلة في الاتصالات السياسية التي تريد مصر الدفع بها قدمًا لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتوصل لاحقًا إلى تهدئة طويلة الأمد، حيث يعمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جاهدًا لتحقيق هذا الهدف، انطلاقًا من مصالح مصرية، وأيضًا بطلب شخصي من الرئيس جو بايدن.

ولكن طبقاً لـ “حماس”، فإن لها أهدافًا أُخرى، وليس لديها مشكلة في تجاهُل مصالح مصر والمجتمع الدولي، فهي كما ظهر في الحرب الأخيرة تحرص على مصالحها فقط، وليس لديها أي مشكلة في رمي وقف إطلاق النار جانبًا، والتفاهم على التهدئة، وبدء هجوم صاروخي على إسرائيل كما فعلت في “يوم القدس” الأخير.

وطبقًا للكاتب فإن “حماس” تعتقد أن لديها فرصة لتحدي الحكومة الجديدة في إسرائيل، ولكي تفرض إرادتها عليها حتى في أيامها الأولى. ليس لديها ما تخسره، كل شيء مدمر في غزة، وشن جولة قتال قصيرة تستمر عدة أيام فقط سيكون بمثابة جرس إنذار لكل الأطراف التي تماطل ولا تنجح في تحريك عملية إعادة بناء القطاع.

وأضاف بأن التباطؤ في الاتصالات السياسية في كل ما له علاقة بمساعي تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع ينطوي على خطر انفجار التصعيد في الوضع الأمني، وأن الأيام المقبلة ستكون بمثابة اختبار للحكومة الجديدة في إسرائيل، لا سيما فيما يتعلق بمسيرة الأعلام في القدس، في ضوء تهديدات “حماس” وتحذيرات إدارة بايدن من مغبة الانجرار نحو خطوات أحادية الجانب.

القائمة المشتركة هي المعارضة الوحيدة

اعتبرت الكاتبة بصحيفة هآرتس “عميرا هاس” أن أعضاء القائمة المشتركة الستة (خمسة فلسطينيين ويهودي واحد معادٍ للصهيونية) هم المعارضة الديمقراطية الوحيدة لحكومة اليمين التي تألفت في إسرائيل. وفي الواقع “المعارضة اليهودية”، المؤلفة من حزب الصهيونية الدينية والليكود والأحزاب الحريدية، ستصوت مع الحكومة الجديدة ما دامت هذه الحكومة تواصل نهب أراضي الفلسطينيين، وتقليص ميزانيات المستشفيات، وقصف غزة. أما الأحزاب الصهيونية الاجتماعية (حزب العمل وحركة ميرتس) فهي أقلية من حيث الكمية والتأثير، ولا يمكنها الاعتراض؛ فهي مكبلة بالاتفاقات الائتلافية وتخاف من تخييب أمل أنصارها المقتنعين بأنهم “استعادوا الدولة” لأن الحريديم ونتنياهو لم يعودا في السلطة.

وأكدت الكاتبة أن القائمة المشتركة هي المعارضة الديمقراطية الوحيدة؛ ليس فقط بسبب دعمها خطوات مثل رفع الأجور وزيادة الضرائب على الشركات وأصحاب الملايين، والرقابة، والحد من تجارة السلاح، وترميم منظومة الرفاه، وإلغاء قانون القومية، وزيادة ميزانيات مجالس محلية متأخرة، ولكن بحكم وجودها وبرنامجها السياسي، فهي تقف في وجه المكانة المتدنية التي وُضِعت فيها إسرائيل، التي تعتبر نفسها دولة ديمقراطية؛ لذا فإن أعضاءها يمثلون مليونَي فلسطيني،

وأضافت بأنه صحيح أن القائمة المشتركة هي كتلة صغيرة في الكنيست، لكنها تمثل عددًا أكبر بكثير من الناس الذين يعيشون في البلد ويخضعون لسياسة الحكومة الإسرائيلية، وهم نحو 7 ملايين شخص، ولا شك أنه في بلد طبيعي أحزاب القائمة المشتركة هي التي يجب أن تؤلّف الحكومة.

الصراخ في الكنيست إهانة للديمقراطية الإسرائيلية!

اعتبر الكاتب يوسي بايلين أن النقاش الذي جرى في الكنيست قبل نيل الحكومة الثقة كان وصمة عار بالنسبة إلى كل من تهمّه الديمقراطية! واعتبر الكاتب بصحيفة “إسرائيل اليوم” أن صراخ أعضاء الكنيست من اليمين والحريديم لم يكن ردًّا على كلام رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت، بل كان قرارًا مسبقًا بألا يسمحوا له بفتح فمه، حيث رفعوا يافطات وشعارات خلال محاولات بينت الكلام. في كل مرة كان يقوم عضو كنيست من الليكود أو من حزب “الصهيونية اليهودية” بالصراخ، وبعد إخراجه من القاعة يقوم زميل له ويبدأ بالصراخ إلى أن يتم إخراجه هو أيضًا.

ولم يحاول نتنياهو أن يؤدي دور الرجل المهذب الذي يعترف بأنه فشل في تأليف حكومة ويتمنى النجاح لخصومه الذين سيتحملون مسؤولية قيادة الدولة. نتنياهو الذي عيّن أفيجدور ليبرمان وزيرًا للخارجية والدفاع تذكّر الآن أن ينتقد فساده. الشخص الذي لم يخجل من خرق اتفاق المداورة في رئاسة الحكومة مع بني جانتس يدين اليوم خرق بينت وعوده الانتخابية. الشخص الذي أعلن قبل أعوام تأييده لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، يتهم من على منبر الكنيست الائتلاف الجديد بأن أغلبية أعضائه يؤيدون حل الدولتين. الشخص الذي وافق سابقًا على تجميد المستوطنات عشرة أشهر يتهم بينت بأنه لن يستطيع مواجهة بايدن في مطالبته بتجميد المستوطنات!

بارقة أمل تاريخية بين العرب واليهود في إسرائيل

كتب “رون جيرليتش” بصحيفة هآرتس أنه يجب الاعتراف بأن سواد الجمهور اليهودي الأعظم، يؤمن بإمكانية الائتلاف مع “العربي الجيد”، لأن هناك “عربيًّا شريرًا” يستحيل الوثوق به والائتلاف معه سياسيًّا، حيث يقول نسعى جاهدين لتحدي تصور اليهود عن العرب، لأنها وباعتقادنا تقوم على أسس خاطئة. كما نسعى من خلال نضالنا العربي – اليهودي المشترك للنهوض بمجتمع مشترك وعادل، وإلى إزالة كل الحواجز الجماعية التي تحتمي خلفها الأغلبية اليهودية مبقية بذلك المواطنين العرب خارجًا. حققنا ومن خلال الجهود المشتركة ومن خلال الحملات التوعوية مع شركائنا العرب، تغييرًا ببعض السياسات الحكومية وإنجازات لا يستهان بها. ولكن، كان أكثر ما رغبنا بتحقيقه هو وقف محاولات نزع شرعية المواطنين العرب السياسية؛ بل وتعزيز وترسيخ حقهم بالمشاركة بقيادة الدولة. تمنينا ذلك، بل وعملنا جاهدين لتحقيقه خلال السنوات الأخيرة الماضية من خلال الكتابة والضغط سياسيًّا على متخذي القرار.

وأضاف بأن ثمن هذا الإنجاز والمتمثل في مشاركة حزب عربي في الائتلاف الحكومي كان باهظًا؛ فقد قاد إلى انشقاق سياسي شطر المجتمع العربي بالبلاد إلى شطرين. لا يجوز الاستخفاف بوحدة الشعب الفلسطيني، فنحن نعي جيدًا أهميتها لشركائنا. والآن يحدونا الأمل أن تنضم كل القوى السياسية العربية بالبلاد لمعسكر المركز – اليسار من أجل تشكيل حكومة تعيد تعريف العلاقات العربية – اليهودية من جديد وتنهي الاحتلال.

هل تحل بكين وموسكو محل أمريكا كوسيط في القضية الفلسطينية؟

أوضح تحليل بموقع دراسات الأمن القومي أن تجدد المواجهة العنيفة بين إسرائيل والفلسطينيين خلال شهر مايو لفت مرة أخرى الانتباه العالمي إلى الحاجة إلى تشجيع عملية مفاوضات السلام بين الطرفين، وفتح النقاش حول قدرة روسيا أو الصين على المساعدة في تقريب الأطراف من طاولة المفاوضات.

وأكد التحليل أنه بالفعل تطوعت الصين لاستضافة محادثات غير رسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وعلى الرغم من ترحيب السلطة الفلسطينية بالاقتراح، إلا أن الجهود لم تنضج بعد. في غضون ذلك، أعاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التأكيد على دعم موسكو للمحادثات بشأن حل قضايا الوضع الدائم الرئيسية وبدء العملية السياسية من خلال اللجنة الرباعية الدولية، روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن إجماع معظم المعلقين على أن تأثير روسيا والصين على أي عملية سلام متجددة سيكون محدودًا، غير أن الأمر يستحق الدراسة، ما إذا كانت موسكو وبكين قد تنظران إلى التقاعس الأمريكي بشأن هذه القضية – أو الرد “البطيء” على ما يبدو من جانب واشنطن – وما إذا كان الاتجاه العام التركيز على القضايا الداخلية أو مناطق أخرى من العالم، فرصة لزيادة مشاركتهما في التوصل إلى تسوية متفق عليها بين الطرفين.

وخلص التحليل إلى أن الصين وروسيا ليس لديهما القدرة ولا الاهتمام بالتدخل كقوتين قياديتين في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده؛ فنهجهما هو الدعم الخطابي بشكل أساسي، غالبًا داخل الأمم المتحدة؛ لذا تدرك بكين وموسكو حدودهما، وأن أوراق المساومة المتاحة للصين للضغط على إسرائيل والفلسطينيين قليلة، وعلى الرغم من قدرة روسيا التواصل مع جميع الأطراف، إلا أنها تفتقر إلى النفوذ للتأثير على إسرائيل أو الفلسطينيين بحاجة إلى تغيير المواقف، والصين وروسيا ليستا على استعداد حتى للنظر في إمكانية أن تكونا الضمانة الوحيدة للحل وليستا مهتمتين بلعب دور أكبر خوفًا من الفشل.

أخيرًا.. نتنياهو خارج السلطة!

تناول رسم كاريكاتيري ساخر بصحيفة كالكاليست الاقتصادية الوضع السياسي في إسرائيل، وتشكيل الائتلاف الحكومي دون بنيامين نتنياهو لأول مرة منذ 12 عامًا، إذ تطلب الأمر تكاتف عدة جهود وقوى سياسية متعددة التوجهات لتشكيل الائتلاف والإطاحة به خارج الحكم.

وصوَّر الرسم جميع القوى السياسية وممثليها متحدين لاقتلاع ثمرة الجزر العالقة في الأرض بجذورها، كناية عن تشبث نتنياهو بالحكم وصعوبة المهمة من جانب المعارضة لتولي الحكم بدلًا منه.

ربما يعجبك أيضا