المونيتور | هل تهدد جماعة «أنصار الإسلام» هيئة تحرير الشام في شمال سوريا؟

بسام عباس

رؤية

ترجمة – بسام عباس

تُصنَّف جماعة “أنصار الإسلام” على أنها حركة سلفية جهادية تسعى إلى إقامة “دولة إسلامية” وفق أدبياتها، وتهدف لإقامة نظام حكم إسلامي، وتحصيل “الحقوق المشروعة” للشعب الكردي والحفاظ عليها. تأسست الجماعة في سبتمبر 2001، وتمركزت في شمال شرق العراق، لا سيما في مناطق كردستان العراق.

في عام 2014، استقرت جماعة أنصار الإسلام في سوريا، تحديدًا في دمشق وريفها والقنيطرة، من خلال اندماجها مع لواء “أسامة بن زيد” ولواء “العز بن عبد السلام” ولواء “العاديات”.

وفي فبراير 2015، أعلنت عن إنشاء فرعها الشمالي في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وتنشط بشكل أساسي في ريف اللاذقية الشمالي. وتعمل جماعة أنصار الإسلام تحت مظلة غرفة عمليات “حرّض المؤمنين” التي تأسست في أكتوبر 2018 وتضم ” تنظيم حراس الدين” و “أنصار التوحيد” و “جبهة أنصار الدين”.

وبحسب مصادر قريبة من جماعة أنصار الإسلام تحدثت إلى “المونيتور”، فإن الجماعة يقودها سوريون من أصل كردي، ينفون على الرغم من اعتناقهم أيديولوجية مماثلة للقاعدة أن تكون لهم أي علاقة تنظيمية بالتنظيم. وبحسب المصادر، فإن جماعة أنصار الإسلام ترفض القتال خارج سوريا ولا تدعم عمليات القاعدة حول العالم. ولفتت المصادر إلى أن الجماعة ترفض أيضًا التدخل في شؤون المجتمع المحلي، حيث تتمسك فقط بقتال قوات الحكومة السورية على الجبهات المختلفة.

وقالت المصادر إن “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر على محافظة إدلب، تسعى جاهدةً لتقييد تحركات جماعة أنصار الإسلام من خلال اعتقال بعض قيادات الجماعة، ومنعها من تحصيل أموال من الزكاة والتبرعات.

ووفقًا للمصادر نفسها، طلبت تركيا من هيئة تحرير الشام “إنهاء” وجود أنصار الإسلام في سوريا، نظرًا لكون هذه المجموعة كردية ولها صلات بالسلفيين الأكراد في كردستان العراق، وهو ما تعتبره أنقرة تهديدًا جهاديًا لها.

لكن مصادر في هيئة تحرير الشام نفت هذه المزاعم التي اعتبرتها “لا أساس لها من الصحة”، قائلة إن هيئة تحرير الشام لا تتصرف بناءً على أوامر تركيا كما تحاول أنصار الإسلام تصويرها.

وفي تصريحات لـ “المونيتور”، قال “عباس شريفة”، الباحث في شؤون الجماعات الجهادية في مركز جسور للدراسات بتركيا: “تضم جماعة أنصار الإسلام نحو 250 مقاتلًا منتشرين على الجبهات ضد النظام السوري في الجبال الساحلية شمال غرب سوريا. والجماعة لديها معدات رديئة، وهي أيضًا ذات تمويل ضعيف. إنهم يقاتلون بالأسلحة الخفيفة فقط”.

وأضاف: منعت هيئة تحرير الشام الجماعة من تحصيل أي تبرعات من المساهمين، والجماعة لديها تأثير ضئيل أو معدوم على الأرض. إنها مجرد امتداد لجماعة أنصار الإسلام العراقية التي تتبنى أيديولوجية سلفية جهادية. ولكنهم [المقاتلون] مستقلون ولا يتبعون أي جماعة جهادية، وكان لديهم، في السابق، قادة عراقيون، لكن معظم قادتهم الآن سوريون “.

وأوضح شريفة: “هناك شد وجذب مستمر بين جماعة أنصار الإسلام وهيئة تحرير الشام. ففي بعض الأحيان تعتقل هيئة تحرير الشام بعض عناصر الجماعة، ولكنها لا تسعى إلى تفكيكها؛ لأن عناصرها يقاتلون النظام السوري في ساحات القتال، وهو أمر مفيد لهيئة تحرير الشام التي تسعى فقط إلى كبح جماحهم”.

وأوضح أن تركيا تريد السيطرة على فصائل المعارضة المختلفة حتى لا تتأثر بالفوضى الجهادية في شمال غرب سوريا، والتي [أي الفوضى] تصب في مصلحة روسيا التي تسعى إلى استخدام [وجود] الجماعات الجهادية كذريعة لشن حملة عسكرية في إدلب. وإلا فإن جماعة أنصار الإسلام هي جماعة ضعيفة يمكن لهيئة تحرير الشام تدميرها في أي لحظة. وقد اعتقلت بالفعل العديد من قادة الجماعة، دون إثارة أي رد أو انتقام [من أنصار الإسلام].

وقال قيادي جهادي سابق في إدلب، معروف باسم “أبو خالد الحموي”، لـ “المونيتور”: “لدى أنصار الإسلام عدد قليل من المقاتلين وعتاد عسكري ضعيف. إنها تسعى لمحاربة النظام السوري وروسيا. وليس لديها عداء مع تركيا، وبالتالي أعتقد أنه من غير المرجح أن تطلب أنقرة من هيئة تحرير الشام القضاء عليها. وعلى أي حال، ليس من مصلحة هيئة تحرير الشام التخلص من الجماعة الآن “.

قال “أبو سليمان الشامي”، القيادي المقرب من هيئة تحرير الشام ومقره إدلب، لـ “المونيتور”: “هيئة تحرير الشام لا تتلقى أوامر من أي جهة ولا تنوي تفكيك جماعة أنصار الإسلام؛ لأن التنظيم لا يهددها عن بعد، على عكس الجماعات الجهادية الأخرى مثل تنظيم داعش أو الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة”.

وأضاف: “كما أن جماعة أنصار الإسلام لا تتدخل في الحكم وإدارة الشؤون في إدلب. وليس لديها دعم شعبي أو إعلامي، وليس لديها أيضًا المقدرة على جذب الشباب، ما يجعلها غير ذات أهمية وغير مهددة لهيئة تحرير الشام”.

ويبدو أن هيئة تحرير الشام تسعى للاستفادة من هذه الجماعات الجهادية الصغيرة في مفاوضاتها مع الغرب، وتقدم نفسها على أنها الطرف الذي يقاتل هذه الجماعات الجهادية القريبة من تنظيم داعش أو القاعدة، وقد صنفت الولايات المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هيئة تحرير الشام، التي تعود أصولها إلى تنظيم القاعدة، على أنها جماعة إرهابية، وهذا هو السبب في أن هيئة تحرير الشام تراقب عن كثب حركات ونشاط أي من هذه الجماعات.

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا