الصحافة العبرية| بينيت على خطى نتنياهو.. وأمريكا خسرت أفغانستان للأبد

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

إسرائيل أمام أمر إيراني واقع

أكد الكاتب “إريك بندر” أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ورثت وضعًا ثابتًا لا رجعة فيه، وهو وجود البرنامج النووي الإيراني في مرحلته الأكثر تقدمًا.

وأشار الكاتب بصحيفة معاريف إلى أن الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت في واشنطن نهاية الأسبوع الماضي، أوضح أن الحديث لا يدور فقط حول عدم تفاهم وقلة تجربة، وحول رئيس حكومة في بداية طريقه، إنما أيضًا حول سياسة خاطئة من الأساس، وهي سياسة تقوم على قاعدة أساسية هي عدم المسؤولية.

وتطرق الكاتب لكون رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أعرب خلال زيارته إلى الولايات المتحدة عن موقفه الذاهب إلى أن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران خطأ، وأكد أن إسرائيل لن تكون طرفًا في هذا الاتفاق، موضحًا أن رفع العقوبات عن إيران في النقطة الزمنية الراهنة سيعزز إلى حد كبير نظام الملالي في طهران، وأن الفائدة التي يمكن جنيها من تقييد تخصيب اليورانيوم محدودة جدًّا نظرًا إلى التقدم الكبير الذي حققه الإيرانيون في هذا الصدد. وبموازاة ذلك أكد بينيت أيضًا أن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق العمل بحرية ضد البرنامج النووي الإيراني، وأننا نتوقع أن نحظى بالدعم من صفوف المعارضة في الموضوع الإيراني.

محصلة اجتماع بينيت وبايدن صفر!

أوضح الكاتب “أيال زيسر” أن أهمية اللقاء الذي عُقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت تكمن في مجرد انعقاده؛ فمن الجيد أن يتحدث الزعيمان وأن يتبادلا الرأي، وكذلك من الجيد أن نسمع من الرئيس الأمريكي إعلانه الالتزام بحاجات إسرائيل الأمنية.

ولكن على الرغم من الابتسامات والمصافحات، إلا أنه لم تخرج أي بشرى حقيقية فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، رغم أن الرئيس بايدن أطلق وعودًا غامضة في الهواء بشأن استخدام خيارات أُخرى في حال فشل الخيار الدبلوماسي.

وأشار الكاتب إلى أنه يجب فتح العيون على إيران ومواصلة القيام بعمليات سرية من الأفضل عدم الحديث عنها بغية تأخير تقدمها نحو النووي، لكن في الوقت نفسه يجب مواصلة مكافحة مساعي طهران للسيطرة على المنطقة وتشديد الإغلاق على إسرائيل، وتركيز الجهد على العراق أيضًا الذي يعدّ البوابة الإيرانية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الذي يقع على مسافة صاروخ أو طائرة مسيّرة عن إسرائيل.    

في المخاطرة المحسوبة.. السنوار ينتصر مرة أخرى

قال الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم “دانييل سيروتي” إن زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قد اعتاد أن يخبر رفاقه وضيوفه أن إحدى الخطوات الرئيسية التي تعلم أن يتبناها أمام حراسه في السجون الإسرائيلية حيث قضى معظم حياته البالغة كانت “حركة المخاطرة المحسوبة”، ومن الواضح أنه لم يتخل عن نهج تلك المخاطرة، ويمكن ملاحظة ذلك في الطريقة التي تعمل بها حماس على تحديد الأجندة الأمنية في المنطقة، بالنظر إلى مسألة آلية تحويل أموال المنحة القطرية، وفي طريقة إجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصرية لمزيد من الهدوء والتهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة.

السنوار يقوم بمخاطرة محسوبة هنا وهو يعرف السبب. إن عملية تنظيم قطاع غزة تعني شيئًا واحدًا بالنسبة لحماس: استمرار سيطرة التنظيم في غزة، عندما يتم إضفاء الشرعية على هذا النظام بطريقة إسلامية، تمامًا مثل عودة التسهيلات إلى قطاع غزة التي تمت الموافقة عليها في الأشهر الأخيرة.

وأوضح الكاتب أن حماس رفضت في الماضي بشدة معادلة التفاهمات وإعادة إعمار قطاع غزة مقابل تفكيك حماس والفصائل الفلسطينية ونزع سلاح القطاع، بعد كل شيء، اليوم اقتراح نزع السلاح من قطاع غزة كشرط لتهدئة طويلة الأمد غير وارد، وقد تمكنت قيادة حماس في غزة، بقيادة السنوار، حتى الآن من إزالته من جدول الأعمال – مخاطرة أخرى محسوبة لنجاح السنوار على ما يبدو.

بينيت يسير على درب نتنياهو

تطرقت الكاتبة “لندا نوعا” لتصريحات رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع، وإعلانه عن الأسلوب الذي ستتبعه حكومته من أجل الحفاظ على التوازن الخيالي، قائلًا: لن تضم إسرائيل المزيد من الأراضي الفلسطينية، لكنها لن تسمح بإنشاء دولة فلسطينية.

كما أنه صرح في نفس المقابلة أن إسرائيل ستستمر بتوسيع مستوطناتها بحجة “النمو الطبيعي”. لكن، وفي المقابل سيحصل الفلسطينيون أيضًا على موافقة للبناء في “البلدات القائمة”، أي أن إسرائيل ستستمر بالتوسع بشكل غير قانوني- فهذا الموجود- بينما سيظل الفلسطينيون على ما هم عليه.

ورأى بينيت أنه خلافًا لنتنياهو، الذي رسّخ سياسة اللاسياسة هذه التي سرت على حكومات اليمين والمستوطنين، الذين استفادوا من الوضع حتى وإن فضلوا الضم، يستخدم بينيت التنوع السياسي في حكومته الائتلافية لتبرير هذه السياسة. وأوضحت الكاتبة بصحيفة “هآرتس” أن بينيت بدا وكأنه يقول إن الاحتلال والضم التدريجي إلى جانب توسيع المستوطنات شرعي، لكن نسي أن يقول إن هذا ليس حلًّا وسطًا بأي شكل من الأشكال، ويدرك اليسار الحكومي ذلك جيدًا، ولكنه يسمح بترسيخ هذا النهج، بل ويسمح لبينيت باستخدامهم كذريعة لتطبيقه.

أمريكا خسرت أفغانستان للأبد

رأى الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم “إرميا روزمان” أن الولايات المتحدة خسرت أفغانستان بشكل نهائي، بعد أن أطاحت القوة العسكرية الأمريكية بحركة طالبان ومنعت عودتها لمدة 20 عامًا، لكن مع انسحاب القوات الأمريكية، تلاشى نتاج عِقدين من البناء وكأنه لم يكن موجودًا أبدًا، باستثناء أكوام المعدات العسكرية التي تُركت وراءها.

ويوجد في العالم الآن دولة إسلامية أصولية أخرى، وهي أفغانستان الإسلامية التي تديرها طالبان، وليس هناك شك في أن دولة فلسطينية ستكون مثلها في المستقبل، ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، ستظل حركة حماس تفوز في الانتخابات الفلسطينية. 

وبالنسبة لإسرائيل فإن دولة تديرها حماس على حدود المستوطنات الرئيسية والمراكز الاقتصادية والمطار الدولي، ستشكل تهديدًا وجوديًّا، وستكون إسرائيل كلها ضمن مدى مجموعة متنوعة من الصواريخ قصيرة وبعيدة المدى وقذائف الهاون ونيران القناصة، ويمكن اختراقها بسهولة عبر الأنفاق. إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يُخبر الإرهابيين في العالم بأن أمريكا لم تعد مهتمة بدورها بعد الحرب العالمية الثانية كضامن عسكري للحرية، وسيكون من الحكمة أن تفهم أي دولة أنه لا يمكنها في النهاية الاعتماد إلا على قوتها الخاصة. 

وإذا أضعفت إسرائيل قدرتها على الدفاع عن نفسها من خلال سحب قواتها مقابل إنشاء دولة فلسطينية، فعليها أن تفهم أنها ستُترك تعاني وحدها في حال وقعت هذه الدولة في أيدي الإسلاميين الأصوليين، والتاريخ والحقائق على الأرض تتنبأ بذلك بقوة.

الفلسطينيون لم يختفوا

تعرضت صحيفة هآرتس في افتتاحية لها هذا الأسبوع للقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينيت مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتصريح الأخير “أصبحنا صديقين، شراكة أمريكا – إسرائيل غير قابلة للزعزعة”، وأشارت الصحيفة إلى أن مثل تلك التصريحات التي تلقى استحسان الجمهور الإسرائيلي هي التي تعطي أهمية كبيرة للزيارة الأولى من بينيت للولايات المتحدة، لكن ذلك لا ينفي، طبقًا للصحيفة، وجود خلاف في قضيتين رئيسيتين بين الجانبين.

وأوضحت هآرتس أن الخلاف الأساسي هو التعامل مع إيران، حيث يفضّل الأمريكيون البدء بحل الأزمة دبلوماسيًّا، بينما يفضل الجانب الإسرائيلي ضرب أهداف إيرانية بشكل مباشر مهما كان الثمن، والخلاف الثاني يكمن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي قال عنه بينيت إنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية والولايات المتحدة مهتمة بالوصول لحل وتسوية مرضية لجميع الأطراف، وأضافت هآرتس أنه من المستحيل الوصول لتسوية بينما يرفض بينيت أحد أهم المبادئ التي يمكن من خلالها الوصول لسلام عادل بين الطرفين؛ وهو حل الدولة الفلسطينية، كما يجب عليه الدخول في مفوضات مع أبو مازن حول إعادة إعمار غزة وإيقاف عمليات الاستيلاء على الأراضي والمباني الفلسطينية.

سعادة كبيرة تنتاب نتنياهو!

توقع الرسام الكاريكاتيري بصحيفة هآرتس “عاموس بيدرمان” سيطرة السعادة على رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو بسبب الانتقادات التي يتلقاها نفتالي بينيت رئيس الحكومة الحالي جراء مقتل شرطي حرس الحدود “بارئيل حداريا شموئيلي” على السياج المحيط بقطاع غزة، وكانت الانتقادات اللاذعة قد طالت الأخير بسبب ما أسمته عائلة القتيل بالإهمال وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الجنود حول السياج.

وجاء نتنياهو في الكاريكاتير مستلقيًا مستمتعًا بإجازته بجوار زوجته، بينما يشيد بمن يسيرون في جنازة الشرطي وهم يكيلون الشتائم لرئيس الحكومة بينيت، فيردد الجمهور “بينيت الخائن … بينيت ابن العا… ….”، في حين يشيد نتنياهو بالجمهور الغاضب قائلا: “رفقاء رائعون”.

image

ربما يعجبك أيضا