الصحافة الألمانية| أفغانستان دليل على فشل سياسة برلين.. واستثمارات ضخمة لـ«سيمنز» في مصر

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

كيف ستؤثر نتيجة الانتخابات البرلمانية الألمانية المقبلة على العالم؟

نشر موقع “شبيجل بولتيك” تقريرًا حول الاستعددات القائمة في ألمانيا لسباق الانتخابات بين الأحزاب السياسية التي ستنتخب منصب “المستشار الاتحادي” لخلافة أنجيلا ميركل، التي تولت الحكم قرابة الـ 16 عامًا، وقررت عدم الترشح لولاية جديدة، وسترسم نتائج هذه الانتخابات السياسة المتوقعة لبرلين، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التغيرات المناخية وتداعيات جائحة كوفيد- 19، وإدارة ملف العلاقات مع الصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، وهذه ملفات شائكة ستختلف إدارتها باختلاف الائتلاف الحزبي الذي سيتولى السلطة بعد الائتلاف السابق.

وأشارت استطلاعات حديثة للرأي تقدم مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولافشولتس SPD)) على نظيره “أرمين لاشيت”(CPU) مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه ميركل، وفي هذا السياق وجّهت ميركل صفعة قوية لمنافس أرمين لاشيت، حين صرحت بأن سياسة مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولافشولتس لا تتفق مع سياستها، وقالت ميركل بعد اجتماع مع نظيرها النمساوي سيباستيان كورتس إنها سعيدة لأن شولتز اعترف بما جرى تحقيقه من خلال الائتلاف الكبير، وأن هذا يمثل تغيرًا نوعيًّا في سياسة الحزب الذي لطالما تحدث بشكل غير إيجابي عن الائتلاف والعمل المشترك، وتابعت ميركل بأن شولز يتهرب دائمًا من إعلان موقفه من الائتلاف مع حزبي الخضر واليسار، وأنها ترفض مثل هذا التحالف الذي يشارك فيه اليسار.

قضية التحالف بين اليسار وبين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في الانتخابات القادمة مطروحة على الأقل من الناحية البرجماتية، وذلك على الرغم من الخلافات الجوهرية بين هذه الأحزاب والتي ظهرت جليًّا في الأزمة الأخيرة في أفغانستان، حيث يقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر على النقيض من موقف حزب اليسار الذي يرفض مهام الناتو والبعثات الخارجية للجيش الألماني (البوندسفير) ولذلك رفض معظم نواب المجموعة البرلمانية اليسارية الموافقة على التفويض الأخير للقوات المسلحة لإنقاذ المتعاونيين مع القوات الألمانية واللاجئين الأفغان، ولذلك لم يصرح كل من مرشح حزب الخضر أو مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي برفض التحالف مع حزب اليسار، الأمر الذي تنتقده ميركل وتدينه بشدة. وربما يشكل دعم المستشارة الألمانية لمرشح حزبها ترجيحًا لكفته على حساب غريمه التقليدي مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وفي المقابل قد يتحالف الحزب الديمقراطي الاشتراكي مع حزب الخضر وتحدث المفاجأة لتظهر حقبة جديدة في تاريخ ألمانيا تتغيير فيها سياسات الحكومة الاتحادية، وهو ما سيعد تغييرًا سياسيًّا كبيرًا بأقوى دولة في أوروبا، لذا يراقب العالم أجمع، وخاصة أوروبا، ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية القادمة لنرى كيف ستواصل ألمانيا سياستها الخارجية وكيف ستؤسر على سياسة الاتحاد الأوروبي؟

لا يمكن تحميل الغرب وحده مسؤولية انتصار طالبان وتصاعد أزمات الشرق الأوسط

نشر موقع “تسايت أون لاين” حوارًا للصحفي “أندريا باكهاوس” مع الخبير والمحاضر بجامعة كامبريدج بإنجلترا ومركز أبحاث كارنيغي بالعاصمة الأمريكية واشنطن “أتش أيه هيلير”، وشمل الحوار العديد من القضايا على الساحتين العالمية والإقليمية، وفي مقدمتها: الوضع في أفغانستان، ومستقبل المنطقة والعالم، خاصة بعد استيلاء طالبان على السلطة هناك.

“إلقاء اللوم على الغرب وحده فيما يتعلق بقضية استيلاء طالبان على السلطة يعد فهما قاصرًا ونظرة غير حيادية”، يقول أستاذ العلوم السياسية “إتش إيه هيليير”. أقلعت آخر طائرة عسكرية أمريكية من مطار العاصمة الأفغانية كابول، مسجلةً النهاية المخزية لأطول حرب أمريكية، زعمت فيها الدول الغربية أنها كانت تحارب الإرهاب، ليس فقط في أفغانستان، ولكن أيضًا في سوريا والعراق، لكن الحقيقة أن هذه الحرب لم تقض على الإرهاب، بل على العكس زادت من أسبابه؛ فخلّفت شعوبًا تعاني من الخوف والفقر، بعد 20 عامًا من بدء الحرب المزعومة على الإرهاب.

تسايت أون لاين: قبل 20 عامًا توغلت القوات الأمريكية في أفغانستان بهدف القضاء على حركة طالبان التي آوت تنظيم القاعدة الإرهابي الذي قاد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ومع ذلك فشلت أمريكا وانتصرت طالبان، فلماذا انسحب الأمريكيون بهذه الطريقة المفاجئة؟

هيلير: لم يكن الانسحاب الأمريكي مفاجئًا، لكن مشاركة دول مثل الولايات المتحدة أو ألمانيا أو بريطانيا كانت تهدف في المقام الأول إلى حماية مصالحها، وليس في اعتبارهم أساسًا حقوق الشعب الأفغاني، ولذلك فإن الهاجس الأكبر لأوروبا في الوقت الحالي هو كيفية وقف زحف اللاجئين، فقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد انسحاب أمريكا بأنه يتعين على أوروبا منع اللاجئين الأفغان من القدوم إلينا، لكن بالطبع فإن الأمر كان سيختلف لو كان هؤلاء اللاجئون من المسيحيين البيض، ومع ذلك فليس كل السياسيين الغربيين وحوشًا، لكن بغض النظر عن خطابهم، فإن مصير شعب أفغانستان لم يكن أبدًا مصدر قلقهم، ويبدو كما لو أن الدول الغربية ليس لديها استراتيجية مُسبقة لانسحابها من أفغانستان.

تسايت أون لاين: لماذا انسحبت الولايات المتحدة بهذه الطريقة؟

هيلير: كان لدى الولايات المتحدة استراتيجية للتعامل مع الوضع في أفغانستان، لكن صُناع القرار في واشنطن لم يكونوا مشغولين بالأمر، كما كان هناك ضغط متزايد من قبل السياسيين والرأي العام الأمريكي لإخراج الجنود من أفغانستان جراء الخسائر المتزايدة، وحينها أدركت القيادة السياسية أنه لم يعد هناك أي اهتمام استراتيجي بالبقاء هناك، ومن ثم كان قرار الانسحاب وإنهاء المهمة.

تسايت أون لاين: بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 أعلن الرئيس جورج دبليو بوش أن الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، في حرب على الإرهاب، كيف أثرت هذه الحرب على العالم العربي؟

هيلير: هناك 22 دولة في العالم العربي، وقد اشتركت جميع هذه الدول بطريقة أو بأخرى في الحرب ضد الجماعات التي تعتبرها تهديدًا لأمنها، ومع ذلك فقد تسبب الغرب في الكثير من الضرر لبعض هذه البلدان على مدار العشرين عامًا الماضية؛ ففي العراق، على سبيل المثال، عانى الكثير من العراقيين بسبب هذه الحرب، فبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 الذي أطاح بحكم صدام حسين أقام الأمريكان نظامًا انتخابيًّا أعطى الشيعة أغلبية وأقصى السنّة من العديد من المناصب الرئيسية، وكان ذلك بهدف تمزيق المجتمع العراقي كما يقول الكثير من العراقيين. وقد كان هذا الغزو الأمريكي قائمًا على افتراضات خاطئة تزعم امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل – وهو ادعاء ثبت كذبه، وبذلك فلم يأت الأمريكان والغرب لتخليص العراقيين من نظام وحشي ظل جاثمًا على صدورهم لعقود، وإنما جاء لتمزيق العراق بين سنة وشيعة وأكراد، ومع ذلك لا يمكن الاستهانة بقدرة العراقيين على رأب الصدع، فعلى الرغم من كل الصعوبات، فقد حققوا الكثير بالفعل.

تسايت أون لاين: انضم الكثير من العراقيين لصفوف الميليشيات للحرب ضد المحتلين الأمريكيين، وبعضهم تطرف وانضم فيما بعد إلى جماعات إرهابية، مثل تنظيمي القاعدة وداعش، فهل يمكن القول بأن التدخلات الغربية ساعدت على ظهور الجماعات الإرهابية بدلًا من محاربتها؟

هيلير: هناك أسباب عديدة للتطرف؛ منها الأيديولوجي والنفسي والاجتماعي وغير ذلك، ومن ثمّ فلا يمكن القول بأن الغزو الأمريكي هو ما أدى إلى ظهور تنظيم داعش لكن ربما يكون ساهم في ظهوره وسهل على الجماعات الإرهابية جذب الشباب واستقطابهم؛ فتنظيم القاعدة كان موجودًا قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

تسايت أون لاين: كيف ساهم الغزو الغربي للعراق في ظهور تنظيم داعش؟

هيلير: استغل التنظيم هذا الغزو الغربي للعراق لتصدير نظرية المؤامرة وأن الغرب يريد القضاء على الإسلام والمسلمين، ومن ثمّ فيجب على المسلمين الجهاد والدفاع عن النفس والأرض.

تسايت أون لاين: بعد حوالي عشر سنوات، قاتل فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى جانب شركاء من العرب تنظيم داعش والقاعدة، هل يمكن هزيمة الإرهاب عسكريًّا؟

هيلير: مكافحة الإرهاب تتطلب إجراءات شاملة وتدخلات قاسية من جانب الشرطة والجيش، ولكن يجب أن تتم هذه التدخلات دائمًا وفقًا للمعايير القانونية المعمول بها، بغض النظر عما إذا كانت العمليات تتم في الداخل أو في الخارج. وتتحمل المجتمعات الغربية مسؤولية العمل مع المجتمعات الإسلامية حتى يتمكن الجميع من محاربة هذا التهديد معًا، وهناك بالفعل مجموعات إرهابية تنتسب إلى الإسلام، مثل تنظيم القاعدة وداعش وغيرهما من الجماعات غير الحكومية التي تستخدم العنف لتحقيق أهدافها السياسية، وهذه الجماعات ليست فقط في العراق وسوريا ولكن أيضًا في لبنان، كما أن هذه الجماعات لا تقتصر على الدين الإسلامي؛ فهي في كل مكان وقد تنتمي لأي توجه أيديولوجي، ومثل هذه الجماعات تمثل تهديدًا حقيقيًّا يجب مواجهته ولكن ليس تحت مظلة “الحرب على الإرهاب”؛ فهذا المصطلح مضلل كما أنه يأتي بنتائج عكسية.

تسايت أون لاين: ماذا عن هذه النتائج العكسية؟

هيلير: العديد من الأنظمة تستخدم رواية “الحرب على الإرهاب” لتقوية قوتها وإسكات المنتقدين، ليس فقط في العالم العربي، بل حتى الحكومة الصينية، على سبيل المثال، تقمع الأويغور بدعوى أنهم إرهابيون، ولم تجرؤ على التعامل مع المعارضين بهذه القسوة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لكن منذ أن بدأت الولايات المتحدة، أقوى دولة في العالم، في استخدام هذه المصطلحات، شعر المستبدون بالقوة واستغلوا مصطلح “الحرب على الإرهاب” لمحاربة كل أشكال المقاومة.

تسايت أون لاين: إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا التحليل صحيحًا؟

هيلير: يشكل نظام بشار الأسد تهديدًا أكبر بكثير على الشعب السوري من أي جماعة إرهابية غير حكومية في البلاد، ومع ذلك يستخدم بشار الأسد شعار “الحرب على الإرهاب” للقضاء على شعبه وقتل المدنيين الأبرياء.

تسايت أون لاين: في النهاية، هل يتحمل الغرب وحده مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط؟

هيلير: لا يمكن إنكار الأخطاء التي ارتكبها الزعماء الغربيون في المنطقة أثناء الحرب على الإرهاب، لكن ومع ذلك لا يمكننا إلقاء اللوم على الدول الغربية وحدها في الأخطاء الكارثية في المنطقة خلال العشرين عامًا الماضية؛ فهذه مغالطة في تقدير قوة الغرب، وهذا ليس معناه أن قادة الدول الغربية أبرياء، بل على العكس يجب محاسبة جميع الأطراف المخطئة في الداخل والخارج على جرائمهم في كل زمان ومكان.

هل حققت مهمة الجيش الألماني أهدفها في أفغانستان؟

نشر موقع “برلنرتسايت” مقالًا للكاتب “جريجور جيسي” لفت إلى نتائج مهمة القوات الألمانية وحلف الناتو في أفغانستان، وأسباب قبول ألمانيا المشاركة في هذه الحرب على الرغم من رفض الجيش الألماني المشاركة في الحرب على ليبيا والحرب في العراق، فلماذا شاركت ألمانيا في هذه الحرب رغم رفض أحزاب اليسار وحزب البديل من أجل ألمانيا لمثل هذه الخطوة؟، وهل حققت القوات الألمانية الأهداف الاستراتيجة جراء هذه المشاركة أم لا؟

أنهت الحكومة الألمانية مهمة الجيش الألماني في أفغانستان، وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الحكومة الفيدرالية تفتقر إلى الشجاعة في اتخاذ قراراتها الخاصة في العديد من قضايا السياسة الخارجية والقضايا العسكرية.

استراتيجية واهية

كان من الواضح أن رد الفعل العسكري على الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 جاء لرد هيبة الولايات المتحدة ولم يكن هناك استراتيجية حقيقة لمكافحة التطرف والإرهاب، وهو الأمر نفسه الذي حدث في أفغانستان حيث لم يكن هناك أفغاني واحد من بين منفذي هجمات 11 سبتمبر، بل إن الهجمات نفذت على يد عناصر إرهابية تلقت التمويل من بعض الدول التي تحافظ الولايات المتحدة على علاقات جيدة معها، كما تحافظ أيضًا على علاقات جيدة مع باكستان، التي مثلت ملاذًا لعناصر طالبان بعد هزيمتهم عام 2002، ومع ذلك لم تشكك الحكومة الفيدرالية أو الأحزاب السياسة مثل CDU / CSU وSPD وFDP وGreens  في مشاركة القوات الألمانية في مثل هذه المهمات المشبوهة.

نتائج العملية العسكرية في أفغانستان

لقي حوالي 59 جنديًّا من الجيش الألماني ومئات المدنيين من الأفغان، مصرعهم؛ بمن فيهم الأطفال، بالإضافة إلى جرح المئات منهم، كما تكلّفت هذه الحرب 12.5 مليار يورو، والذي كان من الممكن استخدامها بشكل أفضل لتنمية وتطوير ما يسمى ببلدان العالم الثالث. كما استولت حركة طالبان، التي كان يجب الإطاحة بها، على السلطة وأصبحت أقوى من أي وقت بعد انتصارها على حلف الناتو مرة أخرى، كما ذكرت صحيفة “التايمز” أن قيمة الأسلحة والمعدات التي سقطت في أيدي طالبان، من ممتلكات الجيش النظامي الأفغاني، بلغت حوالي 85 مليار دولار، ويحدث هذا في الوقت الذي يعتمد فيه حوالي 18 مليون أفغاني على المساعدات الإنسانية جراء هذه الحرب، وحتى ما تم إنجازه خلال السنوات العشرين الماضية، من التحاق المزيد من الفتيات بالمدارس، وحفر الآبار، وتطور الفن والثقافة، ومشاركة النساء الأفغانيات في البرلمان ورئاسة البلديات ذهب سدى، ولم تثمر عن تغير دائم في الحياة الاجتماعية بأفغانستان.

الولايات المتحدة وتسليح المجاهدين الأفغان

كانت قوات الناتو تسيطر على حوالي 30 % من الأراضي، في حين كانت بقية الأراضي الأفغانية تحت سيطرة ومسؤولية أمراء الحرب السابقين في أفغانستان، والذين اتضح لاحقًا أنهم فاسدون، فكيف يطلب من الأفغان مقاومة طالبان في الوقت الذي يرون فيه الرئيس الأفغاني ضعيفًا وسارقًا وكاذبًا، والذي بدلًا من أن يموت دفاعًا عن أرضه وأهله يفر من البلاد بحقائب مليئة بالمال، وحتى الضربات الأمريكية العسكرية عن طريق الطائرات بدون طيار كانت كفيلة وحدها بتحويل نظرة غالبية الأفغان إلى أنها قوات احتلال وليست للحماية أو الدعم. كما كان على واشنطن وبرلين أن تتعلما الدرس من التاريخ، فما كان الشعب الأفغاني الذي قهر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وقهر الاتحاد السوفيتي أن يعجز عن هزيمة الناتو أو القوات الأمريكية، مهما كانت قوتهم العسكرية؛ فهذه البلاد لا يمكن فيها فرض التطورات الاجتماعية بالقوة العسكرية.

الجيش الألماني وأرمين لاشيت والطائرات بدون طيار

يبدو أن المرشح لمنصب المستشارة وخلافة ميركل لم يستوعب دروس التاريخ جيدًا؛ فالذي يعتقد بعد هذا الفشل الذريع أن العالم سيكون أكثر أمانًا إذا استثمرت ألمانيا المزيد من المليارات في التسلح، وأن القوات الأوروبية يجب أن تكون قادرة على شن الحروب حتى بدون الولايات المتحدة، هو بالفعل مُغيّب أو لم يمكنه إدارك الحقائق السابقة. إن التزام كل من المرشح “أولاف شولز” والمرشحة “أنالينا بربوك” بهدف الناتو المتمثل في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء على ميزانية التسلح يعني أن ميزانية التسليح لللجيش الألماني من 47 مليار يورو إلى 75 مليار يورو، هذه الزيادة كان من الأفضل إنفاقها على زيادة مخصصات الأطفال. كما أن مطالبة “أرمين لاشيت” بتزويد الجيش الألماني بطائرات بدون طيار قد تؤدي بالفعل إلى تقليص عدد الضحايا في صفوف الجيش الألماني، لكنها في نفس الوقت قد تسهل من خوض الحروب، وتزيد من احتمالية وقوع عمليات قتل خارج نطاق القانون، كما أنها قد تُفقد القوات المسلحة (البوندسفير) غطائها الدستوري، حيث يحدد الدستور الألماني مهمة الجيش الألماني في الدفاع عن الوطن.

الحكومة الفيدرالية تحاول التستر على فشلها في أفغانستان

إن أحزاب التحالف التي هي على يقين من عدم وجود أي مستقبل في أفغانستان بسبب تدهور الوضع الأمني ومع ذلك تصر على ترحيل الأفغان هي أحزاب فاشلة، وهذا ما صرح به كل من وزير الداخلية سيهوفر ومرشح مستشار الاتحاد “لاشيت”، وكذلك المرشح الأعلى للحزب الديمقراطي الاشتراكي جيفي بضرورة ترحيل الأفغان مرة أخرى إلى أفغانستان رغم استيلاء حركة طالبان على السلطة، ورغم أنه لا يجوز سوى ترحيل المجرمين فقط إلى أفغانستان. الطريقة التي تعاملت بها القوات الألمانية مع إجلاء رعاياها والمتعاونين معها طريقة تؤكد فشل الحكومة الألمانية في هذه المهمة، حيث أجلت القوات المسلحة الألمانية حوالي 190 أفغانيًّا من المتعاونين مع القوات الألمانية، في حين ظل حوالي 40 ألف أفغاني يشعرون الآن بالخيانة من قبل الحكومة الفيدرالية، ولا شك أن الحكومة الألمانية كانت على علم منذ فترة طويلة بمحتوى صفقة ترامب مع طالبان وتاريخ الانتهاء منها في 31 أغسطس، لكنها تحاول أن تخفي فشلها في هذا الملف

الحرب في كوسوفو

يجب فتح التحقيق فيما يخص جميع بعثات الجيش الألماني في الخارج، فلقد شارك الجيش الألماني في الحرب في كوسوفو ضد يوغوسلافيا واستمر لأكثر من 20 عامًا، ومع ذلك لم ينجح ولم يحدث هناك تعايش سلمي، فهل يجب أن تستمر ألمانيا 20 سنة أخرى في أفغانستان حتى تتعلم الدرس؟

أفغانستان دليل على فشل سياسة ألمانيا الخارجية

أفغانستان هي دليل على فشل سياسة ألمانيا الخارجية، حيث لا يمكن اعتماد الحل العسكري في التغير الاجتماعي والثقافي، وقد أثبتت الحرب في أفغانستان أن ألمانيا ليس لديها القدرة على أن تمثل شرطيًّا عالميًّا، بل يجب أن تظل وسيطًا، وأن تسعى لعلاقات جيدة مع روسيا والصين، لأن كليهما ضروري لإيران وأفغانستان، ولحل العديد من بؤر التوتر الأخرى، كما يجب أن تصبح العلاقات مع الولايات المتحدة أكثر مساواة ويجب أن تحل السياسة والدبلوماسية محل تدخل القوات العسكرية.

استثمارات ضخمة لشركة سيمنز بمصر لبناء قناة سويس حديدية 

نشر موقع “بزنسانسايدر” تقريرًا حول الاستثمارات الضخمة لشركة سيمنز بمصر، والتي تبني شبكة حديدية للقطارات الكهربائية السريعة التي تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لتمثل قناة جديدة لنقل الركاب والبضائع عبر الياسبة بطول 660 كيلو متر مربع تقريبًا، وسيبلغ طول شبكة الطرق التي تقيمها شركة سيمنز بالتعاون مع غيرها من الشركات المحلية حوالي 1800 كيلومتر.

تقوم شركة سيمنز بالتعاون مع شركة كونسورتيوم وبدعم من الحكومة الألمانية باستثمارات تصل إلى حوالي 4.5 مليارات دولار أمريكي (حوالي 3.8 مليارات يورو) لإنشاء وبناء أول شبكة سكة حديد كهربائية في البلاد للقطارات عالية السرعة لنقل الركاب والبضائع، كما تشارك شركات محلية مثل شركة أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب في المشروع. وبحسب البيان الصحفي فإن حصة شركة سيمنز موبيليتي تبلغ حوالي ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وسيتم تسليم القطارات الأولى في منتصف إلى أواخر عام 2023. كما أن الشركة ستكون بموجب هذا العقد مسؤولة عن التركيب والتشغيل وكذلك خدمات الصيانة لمدة 15 عامًا. ومن المقرر التفاوض على الخطين الآخرين فائق السرعة، بما في ذلك البنية التحتية للسكك الحديدية والقطارات والصيانة، في الأشهر المقبلة. ومن المقرر أن تربط هذه الخطوط العاصمة القاهرة بسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة على طول نهر النيل بأسوان والأقصر وعبر مدينة الغردقة الساحلية بسفاجا.

أكثر من 30 مليون مسافر سنويًّا

يوفر المشروع في مرحلته الأولى حوالي 15000 وظيفة، بالإضافة 3800 وظيفة أخرى في الشركات المعاونة. وسيتم نقل أكثر من 30 مليون مسافر عبر هذه الخطوط كل عام، كما سيزداد نقل البضائع إلى الداخل بنسبة 15%. ويمثل هذا المشروع العملاق نقلة نوعية في الخطة المصرية الطموحة لربط الأراضي المصرية طولًا وعرضًا وشرقًا وغربًا، كما يشير هذا المشروع إلى الثقة الكبيرة والاستقرار الذي يشهده السوق المصري في ظل هذه التطورات الاقتصادية المتلاحة والتي بدت ملامحها في ربوع ومدن مصر، وخاصة المدن الجديدة والعاصمة الإدارية والقاهرة.

ربما يعجبك أيضا