الصحافة الفرنسية| ماكرون يأمل في ملء فراغ واشنطن.. والمليشيات الإيرانية بالعراق دولة داخل دولة

مترجمو رؤية

ترجمة: فريق رؤية

بعد التخلي الأمريكي.. ماكرون يحلم بدور الوسيط في الشرق الأوسط

أشارت جريدة “ماريان” إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس إيمانويل ماكرون للمنطقة. ففي زيارته الثانية إلى العراق، شارك الرئيس الفرنسي نهاية الأسبوع الماضي في قمة إقليمية تهدف إلى مكافحة الإرهاب، وفي ضوء انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، قالت باريس إنها تريد الحفاظ على وجودها العسكري بالعراق، ففرنسا التي تدرك أيضًا حدود الالتزام العسكري أحادي الجانب، تحاول بصعوبة الخروج من منطقة الساحل الإفريقي وترك المجال لقوة أوروبية لا تزال متعثرة.

ويدرك الرئيس الفرنسي جيدًا أن الطبيعة تخشى الفراغ، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث قال على هامش قمة بغداد: “مهما كانت الخيارات الأمريكية، سوف نحافظ على وجودنا لمحاربة الإرهاب في العراق، طالما استمرت الجماعات الإرهابية تمارس أعمالها، وطالما أن الحكومة العراقية تطلب دعمنا”.

وبالرغم من التخطيط منذ فترة طويلة لهذه الرحلة، فقد حالف التقويم الدبلوماسي تمامًا الرئيس الفرنسي، الذي أراد الاستفادة من فك الارتباط الأمريكي في أفغانستان لتمرير رسالته. ووفقًا للجنرال دومينيك ترانكان، الرئيس السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة في مقابلة مع جريدة ماريان، فإن “باريس تريد أن تظهر أن الدول الأخرى المهتمة ما زالت في المنطقة، لا سيما فيما يخص مكافحة تنظيم داعش. ففرنسا لا تزال عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، وبالتالي لديها شرعية تامة للتدخل في مناطق الأزمات”.

الجيش العراقي أكثر خبرة من الجيش الأفغاني

وإلى جانب وزراء الخارجية السعودية والإيرانية على وجه الخصوص، كان ماكرون الرئيس الغربي الوحيد، لكن هذه الزيارة الثانية لبغداد في غضون سنة واحدة تُعدّ ذات أهمية خاصة للرئيس الفرنسي؛ حيث إنها تؤكد أولًا على الفائدة الاستراتيجية للعراق الذي يقع في منتصف الإقليم، والذي تصنّفه الخارجية الفرنسية بأنه صاحب “دبلوماسية متوازنة”. وتمامًا كأفغانستان، استسلم العراق أمام هجمات الجماعات الجهادية بعد التدخلات العسكرية الغربية.

ولكن بعد استعادة طالبان لكابول في 15 أغسطس، وبينما لا يزال تنظيم داعش نشطًا، يبدو العراق، الذي كان شاهدًا على أربعين عامًا من النزاع، أكثر ثباتًا وقدرة على عدم الوقوع في أيدي الجهاديين. يقول فرات علاني المراسل الفرنسي العراقي الفائز بجائزة ألبرت لندن لعام 2019: “يرجع الفضل في هذا الأمر أن الجيش العراقي، المورّث من حقبة الرئيس الراحل صدام حسين، هو جيش نظامي يتمتع بالانضباط والخبرة. وفي الواقع، لا يمكن مضاهاة هذا الجيش بقوات حكومة كابول السابقة”.

التخلي الأمريكي

وبينما يرغب جو بايدن في الانتهاء من “الحروب التي لا نهاية لها” التي هزت الشرق الأوسط، يفتح الفراغ الذي تركته الأمريكيون نافذةً للرئيس الفرنسي الذي يحلم بلعب دور الوسيط الدولي في المنطقة. ويرى دومينيك أن هناك شكلًا من أشكال الاستمرارية منذ خطاب السوربون في عام 2017 عندما دعا رئيس الدولة إلى إنشاء قوات “دفاع أوروبا”. ويوضح الجنرال ترانكان أنه “بعد انتهاء رئاسة ترامب، ومع تولي بايدن السلطة، اعتقد الأوروبيون أن التعددية قد عادت إلى الشرق الأوسط، لكن من الواضح أن ذلك لن يحدث، حيث يريد الأخير مغادرة الجبهة الشرق أوسطية من أجل تكريس نفسه لمواجهة الإشكالية الصينية”.

وفي مواجهة هذا التخلي الأمريكي، قرر ماكرون الاقتحام، حيث تمد باريس العراق بالفعل بالدعم العسكري، مع وجود حوالي 800 عسكري من القوات الخاصة، وتُعد فرنسا الدولة الثانية في العراق بعد الولايات المتحدة من حيث عدد العسكريين المتواجدين هناك.

ولا يزال هناك نحو 2500 جندي أمريكي في العراق، حيث لم يتم تحديد أي موعد نهائي لانسحابهم، ولكن من العام المقبل، سوف يقتصر الوجود الأمريكي رسميًّا على مستشار واحد للقوات العراقية. ويرى برتراند بديع، الباحث بمركز الدراسات والبحوث الدولية، أنه بالرغم من ذلك، لا تزال الوساطة الفرنسية نسبية، وقال: “هذه الطريقة في الاختلاف عن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تجعلنا نغفل أن تأثير فرنسا على العراق لا يمكن أن يكون إلا هامشي، وذلك لأن الجانب الرمزي لا يزال مهمًّا”.

دفاع أوروبا

وفي الوقت الحالي، يعاني إيمانويل ماكرون من العزلة في كفاحه الدولي ضد الجهادية، سواء في الشرق الأوسط أو في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، فقد اتسمت فترة ولايته بخيبة أمل فيم يخص التعاون الأوروبي، لا سيما مع برلين. فعلى الرغم من دعوات فرنسا في شهر فبراير الماضي، رفضت ألمانيا إرسال قوات إضافية لبعثة الأمم المتحدة إلى مالي، فهل يتغير الموقف الألماني مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟ وفقًا لبرتراند بادي، علينا ألا نتوقع تحولًا جذريًّا في موقف ألمانيا؛ “فموقفهم الدبلوماسي كان ثابتًا بشأن رفض التدخل في الساحل التزامًا باستراتيجة الحد الأدنى من استخدام الأداة العسكرية، وبذلك يكون موقفهم على العكس تمامًا من موقفنا”.

والدليل على ذلك أن قوات “تاكوبا” الأوروبية، التي أنشئت في نهاية قمة باو 2020، والمنوط بها تولي الأمور في منطقة الساحل، لا تزال تخطو خطواتها الأولى حتى هذه اللحظة. يقول برتراند بادي قاطعًا: “من الواضح أن تاكوبا لن تكون بارخان. ففي هذه الظروف، من الصعب معرفة كيف يمكن لهذه التجربة الأوروبية التي فشلت في الساحل أن تعمل في الشرق الأوسط”. وأضاف: “من أجل حماية الصورة المثالية، قلّلنا دائمًا من حجم الفجوة بين فرنسا وألمانيا فيما يخص السياسات الخارجية”.

وإذا لم ينجح مشروع دفاع أوروبا في الانطلاق، فيمكن لماكرون أن يفخر بعلاقته الوثيقة مع النظام العراقي. يقول فرات علاني: “لقد كان مصطفى القزمي، رئيس الوزراء الحالي، موظفًا سابقًا بالجهاز السري، وهو يتمتع بقبضة قوية على البلاد. وبالفعل جرى توقيع الكثير من العقود لصالح الشركات الفرنسية”. ففي مارس الماضي، وقّعت مجموعة توتال الفرنسية للنفط عقدًا على أربعة مشاريع في مجال الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية وإعادة معالجة مياه البحر.

إسرائيل والسلطة الفلسطينة يستأنفان حوارًا بلغ طريقًا مسدودًا

أما جريدة “لاكروا” فسلطت الضوء على اللقاء الذي جمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس نهاية شهر أغسطس الماضي، في إطار استراتيجية تهدف في المقام الأول إلى إفشال حركة حماس.

لماذا يتم استئناف المناقشات؟

بعد أكثر من عشر سنوات دون تبادل رسمي بين الجانبين، عُقد اجتماع غير مسبوق بين المسئولَين، وبالنسبة للسلطة الفلسطينية، يمكن أن يعود السبب جزئيًّا وراء اللجوء لهذه الاستراتيجية إلى العزلة المتزايدة التي يعاني منها رئيسها محمود عباس. أما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فيقول آلان ديخوف، مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ومدير مركز البحوث الدولية: “بالإضافة إلى التخلص مما كانت عليه الأمور في عهد نتنياهو، ترغب إسرائيل في تعزيز السلطة الفلسطينية الضعيفة، بقيادة زعيم هيئة التحرير الذي يبلغ من العمر 86 عامًا، ويميل إلى نظام الحكم الاستبداي”.

وبالنسبة لستيفاني ليثيير، المؤرخة ومديرة الأبحاث في مدرسة الدراسات العليا، فإن القادة الجدد في الدولة العبرية يُظهرون “رغبة في إضفاء الشرعية على أنفسهم وتقديم تعهدات سريعة إلى حد ما بشأن قدرتهم على ضمان أمن البلد من جهة، وإعادة تنظيم علاقاتهم مع الفلسطينيين من جهة أخرى، لا سيما بعد ظهور بعض أوجه القصور عقب الصراع الذي شهده مايو الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في غزة، والذي خلف 260 قتيلًا فلسطينيًّا و13 قتيلًا في إسرائيل.

ما الفائدة التي ستعود على الطرفين؟

 بالرغم من إغلاق السلطة الفلسطينية الباب أمام أي تبادل دبلوماسي حتى الآن، يؤشر هذا الاجتماع إلى وجود احتياجات حيوية لدى الجانب الفلسطيني؛ حيث أدى التجميد الضريبي في عهد نتنياهو، ووقف المساعدات الأمريكية التي أمر بها دونالد ترامب، إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الفلسطيني، يقول آلان ديخوف: إن “الوباء ضرب الأراضي الفلسطينية بشدة”.

وفي هذا السياق وافقت إسرائيل على منح سلفة مالية للسلطة الفلسطينية تقدّر بنحو 500 مليون شيكل تخصم من الضرائب المستحقة على الحدود. يقول آلان ديخوف إن هذه الأموال كانت مستحقة عليهم، لكنها بالرغم من ذلك تمنح ميزانيتهم “متنفسًا من الهواء النقي” الحقيقي، كما أن الإسرائيليين لا يريدون أن يكون هناك استئناف دائم للحوار، حيث تقول ستيفاني ليثير: “هدف الإسرائيليين هو الرهان على السلطة الفلسطينية لإضعاف حماس”.

رد فعل حماس

لم ترحّب حماس التي تحكم قطاع غزة بهذا التقارب الجديد، حيث أدانت الحركة الإسلامية، المدرجة على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية والمعارض السياسي الرئيسي للسلطة الفلسطينية، الاجتماع وقالت إنه “يعمق الانقسامات الفلسطينية”، كما أطلقت حماس أيضًا بالونات حارقة باتجاه إسرائيل يوم الاجتماع. وعلى الفور ردت الدولة العبرية بضربات جوية. تقول ستيفاني ليثير: “هذا الهجوم الأول لحماس بعد هجوم الربيع الماضي، قد يكلفهم ثمنًا باهظًا”. من جانبها، بدت إدارة بايدن المؤيدة لحل الدولتين راضية تمامًا عن عودة الحوار؛ حيث عُقد الاجتماع بعد ساعات من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى واشنطن.

العراقيون يريدون تغييرًا حقيقيًّا وليس مجرد إصلاحات

وفي الشأن العراقي الذي يمر بلحظات حرجة، نشرت صحيفة “لومانيتيه” تقريرًا سلّط الضوء على تطلعات الشباب العراقي نحو مستقبلهم. فمنذ فترة طويلة، يحتل الجيش العراقي ساحة التحرير لمنع أي تجمع في العاصمة، لكن غضب الشباب لم يهدأ، ولم تأخذ الحكومة أيًّا من مطالب المتظاهرين في الاعتبار.

يقول حسين الحربي البالغ من العمر 25 عامًا، إنه يتجه بعزم نحو المستقبل وينوي أن يسلك الطريق ويتغلب على أي عقبات قد تواجهه. فهذا الشاب الذي يعمل عازف إيقاع في بغداد وممثلًا أيضًا، قرر الانضمام إلى المنتدى الاجتماعي العراقي، وهي منظمة غير حكومية تروّج للسلام ونبذ العنف. يقول حسين: “تعدّ المنظمة بمثابة أداة للعمل على الواقع العراقي ولتقديم إبداعات فنية أيضًا؛ الأمر الآن ليس كما كان من قبل؛ فالأوضاع صعبة على الوسط الفني بسبب ثقل الأحزاب الإسلامية في المجتمع”. وبعد أن كان مترددًا في بداية المحادثة، ازداد حسين جرأة، وتحدث عن حياته اليومية قائلًا: “أشعر بالرفض بسبب مظهري، خاصة عندما أسير في الشارع”.

في مواجهة عنف المجتمع

ويعترف الشاب عازف آلة الدودوك التي تسمى في العراق “بالدودوشي”، وهو مصطلح له دلالة تحقيرية يستخدم لوصم المثليين جنسيًّا، قائلاً: “بسبب هذه المضايقات ولأنني أشعر بالرفض، خلقت عالمي الخاص، وعزلت نفسي. أخبرت نفسي أنه لا بد من فعل العكس. لماذا يعاملني المجتمع بهذه الطريقة؟ بسبب الحروب والوضع الاقتصادي والتعليم والدين. كان عليّ استخدام الفن لمواجهة ما أتعرض له”. ومنذ ذلك الحين، صمّم هذا الشاب العراقي سلسلة من الأفلام الروائية القصيرة التي تصور مواقف الحياة الحقيقية في الحياة اليومية، مثل العنف ضد المثليين أو النساء، وهذه الأفلام الصامتة تنتهي بعبارة: “هذا الوضع مستمر لأنك صامت”.

وهكذا انضم حسين الحربي إلى مئات الآلاف من المتظاهرين من جيل الشباب الذين تحدوا القوة المركزية العراقية، والميليشيات الإسلامية، وحتى القبائل وقواعدهم التقليدية. وقد دفع هذا الجيل دمه ثمنًا لتمرده الذي لا هوادة فيه، وتكبدوا أكثر من 700 قتيل وآلاف الجرحى. لقد كانت ساحة التحرير ببغداد بؤرة الاحتجاجات التي استهدفت الجيش والشرطة والجماعات المسلحة في أكتوبر الماضي، حيث اختفى المئات من الفتيان والفتيات، وتعرضوا للضرب المبرح، وحتى الآن لايزال الجنود منتشرين في ميدان التحرير منعًا لأي تجمع.

جيل أكثر تضامنًا

وإذا كانت التظاهرات نادرة بسبب القمع والوباء، فإن الروح لا تزال حاضرة بقوة للتنديد بالفساد والطائفية أو للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والوظائف. ولا ينطبق هذا الأمر على العاصمة العراقية فقط، ففي مدينة النجف الأشرف، حيث ضريح الإمام علي المقدس لدى الشيعة، أنشأ “هاشم صلاح”، البالغ من العمر 26 عامًا، جمعية باسم “فكر في الآخر”. يقول الشاب العراقي: “تهدف هذه الجمعية للدفاع عن مفهوم الديمقراطية، ولكن بشكل يتوافق مع المجتمع العراقي. هذا الشاب الذي يتظاهر منذ عام 2015 غاضب من تجاهل الحكومة لمطالب الشباب. من جانبها تقول براء علاء، مهندسة تعمل في بغداد وتبلغ من العمر 26 عامًا، نفس الشئ، فهي تناضل من أجل حقوق المرأة ضد “الرجال الذين يريدون منعنا ارتداء السراويل وفرض ارتداء العباءة”.

أما هناء إدوار، ناشطة تقدمية ونسوية، فأعربت عن سعادتها لرؤية “مثل هؤلاء الشباب الذين لا يعتقدون أن المشاكل تختلف باختلاف الطائفة: شيعية أو سُنية أو مسيحية. ومن المفارقات أن هذه إحدى نتائج ظهور داعش عام 2014. ففي مواجهة هذا التنظيم الوحشي، أصبح الناس أكثر تضامنًا”. ويقدّر فارس حرام أستاذ الفلسفة في جامعة الكوفة والرئيس السابق لاتحاد كتاب النجف، أنه في عام 2011، سمحت المظاهرات بكسر جدار الخوف، في وقت تضاعفت فيه عمليات الاغتيال والخطف. وإذا كانت فكرة القيام بالإصلاحات أثارت حفيظة الجماهير العراقية حتى عام 2019، فقد ولّت هذه الحقبة؛ فأولئك الذين كانوا في السلطة في عام 2019 لم يقوموا بالإصلاحات اللازمة، والآن العراقيون يريدون تغييرًا حقيقيًّا وليس مجرد إصلاحات”.

المليشيات دولة داخل دولة

هنا يمكن أن تكون المواجهة أكثر شراسة في بلد لا تزال فيه القوات الأمريكية متمركزة، وحيث تسيطر الميليشيات الموالية لإيران من وحدات الحشد الشعبي أو من خارجه، والتي تأسست بهدف محاربة داعش، لكن قوتها الآن تخطت سلطة الدولة، والدليل على ذلك الصور الكثيرة المنتشرة بالمدن العراقية للجنرال قاسم سليماني، زعيم الحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس، زعيم كتائب حزب الله العراقية، اللذين اغتيلا معًا في بغداد بعدما استهدفتهما إحدى الضربات الأمريكية. ومن الواضح أن هذه الميليشيات مسلحة تعمل في مناطق متعددة وصاروا يبنون جامعاتهم الخاصة، ويتدخلون في قضايا الإسكان والبنية التحتية. ويتحدث معن الجبوري، الباحث والمستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية، عن “دولة داخل الدولة”، حيث تخشى الحكومة مواجهتهم لأنهم يمتلكون الإمكانات الكافية لمحاربة قوات الأمن”.

لقد كان لأحداث أكتوبر 2019 تداعيات سياسية، وباتت تتشكل الآن أحزاب جديدة غير طائفية. وهكذا أسس هشام الموزاني “البيت الوطني” الذي يحمل فكرة جبهة تضم منظمات غير فاسدة لم تتلطخ يدها بالدماء، مثل الحزب الشيوعي العراقي الذي تعرّض مقره مؤخرًا لهجوم بقنبلة حارقة في النجف. وفي انتظار إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في أكتوبر المقبل، يطالب معظم هذه الأحزاب الشابة، وكذلك الحزب الشيوعي العراقي، بمقاطعة الاقتراع، حيث يحذر هشام الموزاني قائلًا: إن “المشاركة في ظل استشراء الفساد في كافة المجالات وانتشار الجماعات المسلحة من شأنه إضفاء الشرعية على هذا النظام”.

ربما يعجبك أيضا