الصحافة الألمانية| الحزب الاشتراكي مفاجأة الانتخابات الألمانية.. وتباين الموقف العربي من طالبان

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

بعد 18 عامًا في الحكم.. هل يخسر أردوغان الانتخابات القادمة؟

نشر موقع “تاجسشبيجل” تقريرًا للكاتب “غابرييل دنكل” أشار إلى موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة، حيث يمثل عاملا السن والفترة الطويلة التي قضاها أردوغان في السلطة سلاح المعارضة للتشكيك في قدرته على إدارة البلاد من جديد.

وأثارت العديد من اللقاءات المتكررة للرئيس وهو في حالة إعياء شديد أو نوم أثناء خطاباته أو مؤتمراته، والتي كان آخرها خلال خطابة بمناسبة احتفال حزب العدالة والتنمية بعيد الأضحى، التكهنات حول حالته الصحية والمزاجية؛ فقد انتشر هذ المقطع على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا والذي سخر بسببه العديد من الأتراك من الحالة التي ظهر عليها الرجل البالغ من العمر 67 عامًا، حيث غرد أحد المستخدمين الأتراك قائلًا: من الطبيعي أن نشاهد النوم أو النعاس يغلب أحد المستمعين لكن أن يغلب النوم أحد المتحدثين؛ فهذا نراه فقط مع أردوغان! كما تساءلت صحيفة “توبلامسال” المعارضة حول صحة أردوغان، وهل يعاني أ من الإجهاد أم من المرض؟ كما أثيرت العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الفيديو مباشرًا أم تسجيلًا، ومن قام بنشره ولماذا؟

القراءة من الشاشات

في بث مباشر آخر في الـ 12 من أغسطس الماضي كان أردوغان يجيب على أسئلة الصحفيين الموالين، وقد أظهرت الكاميرات أنه يقرأ الإجابات من خلال شاشات خلف الكاميرات يتم التحكم بها عن بُعد، وهذه كلها تعد سوابق لم تحدث قبل ذلك خلال فترة حكم أروغان المعروف بارتجاله وحبه للتحرر من القيود أثناء حواراته المباشرة ومؤتمراته؛ لذا تساءل الصحفي” تيمور سويكان” من صحيفة “بيرغون” اليسارية المعارضة قائلا: ماذا حدث لأردوغان؟ وأين خطاباته النارية وخاصة خلال الحملات الانتخابية، وخلال لقاءاته بحزب العدالة والتنمية؟

أكاذيب وتناقضات

لطالما تعوّد الرئيس على الأقوال دون الأفعال، ولطالما كرر الأكاذيب ووقع في الكثير من التناقضات؛ فأردوغان حينما كان في المعارضة عام 2002 انتقد في خطابٍ ألقاه أمام مجموعته البرلمانية بقاء السياسيين في العمل السياسي بعد سن التقاعد، وطالب رئيس الوزراء آنذاك بولنت أجاويد (77عاما) من حزب اليسار الديمقراطي DSP أن يستقيل لأنه كان مريضًا ولم يعد قادرًا على حكم البلاد، كما نقلت صحيفة “ستار” في وقت سابق عن أردوغان قوله إنه لا يريد الانضمام إلى أحزاب تضم في عضويتها أعضاء فوق سن الـ 65 عامًا، لكن أردوغان اليوم قد بلغ عمره 67 عامًا وهو لا يزال على رأس السلطة والحكم في البلاد، فأين تبخرت أقواله؟ تدرك المعارضة التركية جيدًا أن أردوغان لن يترك السلطة رغبة منه، ولذلك تعول المعارضة على تأثير مثل هذه الأمور في الإطاحة به من السلطة.

شعبية أردوغان وحزبه في تراجع مستمر

أظهر مقطع فيديو حديث لأردوغان وهو يتعامل بعنف مع طفل أثناء افتتاح نفق على الطريق السريع، حيث قام الطفل بقص الشريط قبل أن يقوم أردوغان بذلك، ما دفع أردوغان إلى الضرب على رأس الطفل ثلاثة مرات بعنف لتعنيفه على ما صنع، وقد انتشرت هذه المقاطع بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقارنت العديد من المقاطع ما بين تعامل من يزعمون أنهم يرفعون لواء الإسلام وبين من يسمون العلمانيين وعلى رأسهم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك الذي محبًّا للأطفال!

وبسبب هذه الحوادث السابقة وغيرها من الأسباب، تُظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبية حكومة أردوغان وانخفاض معدلات التأييد؛ ففي نهاية أغسطس 2021، أعلن معهد استطلاعات الرأي في اسطنبول “متروبول” أنه وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، حصل حزب العدالة والتنمية على 29.3% فقط مقارنة 42.5% في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في يونيو 2018 فيما حقق حزب الشعب الجمهوري وحده، وهو أكبر أحزاب المعارضة، حوالي 19%، وبذلك يتفوق تحالف المعارضة على تحالف الشعب الحاكم. ولأول مرة منذ 19 عامًا، لم يعد من المؤكد ما إذا كان التحالف الحكومي الحالي سيحقق الأغلبية أم لا؟ لكن الانتخابات القادمة التي ستجرى في تركيا في عام 2023 هي التي ستحسم هذا الجدل في النهاية.

هل يتحمل المسلمون في الغرب تبعات الأحداث الأخيرة في أفغانستان؟

نشر موقع “تسايت” مقالًا للكاتبة “حنان سلامات” تحدث عن تأثير بعض الأحداث على حياة المسلمين في أوروبا والغرب، حيث شكلت أحداث11 سبتمبر نقطة فاصلة في حياة هؤلاء المسلمين، فباتوا في موضع الاتهام وتعرّض الكثير منهم للتمييز والعنصرية، ويبدو أن الأحداث التي تمر بها بعض بؤر الصراعات في العالم في الوقت الحالي قد تعيد هذا السيناريو المؤلم للمسلمين في الغرب مرة أخرى، فما الذي يجب على المسلمين هناك صنعه حتى يمكن الحيلولة دون تكرار هذا السيناريو؟

يبدو كما لو أن طالبان استولت بالأمس فقط على كابول وأعلنت فيها حكمها الإرهابي وليس في عام 1996.ارتطبتت هجمات 11 سبتمبر، بعد خمس سنوات، بهذا الحدث المشؤوم. هذه اللحظة المؤلمة، والتي غيرت أيضًا حياة العديد من المسلمين حول العالم، وخاصة أولئك الذين يعيشون في الغرب، والذين كانوا مضطرين للعمل كمتخصصين في مجال الدراسات الإسلامية حتى يمكنهم الدفاع عن أنفسهم ورد الاتهامات التي تكال إليهم فقط لأنهم مسلمون.

الآن وبعد 20 عامًا، تغزو طالبان كابول مرة أخرى، فهل ستبدأ اللعبة من جديد؟ فكلما عززت طالبان سلطتها في أفغانستان، سترتفع الأصوات التي تطالب المسلمين بالنأي بأنفسهم عن هذه الحركة، ومرة أخرى يضطر المسلمون للدفاع والتبرير. لم أكن، وكذلك غيري من الأكاديميين والعاملين والنشطاء الذين لديهم تاريخ وباع طويل في المجال الأكاديمي يمتد عبر ألمانيا وسويسرا والنمسا، نتبنى نفس الرأي، وبالتأكيد لم تكن ردود دينية، لكن في النهاية كنا نحتفظ بالعديد من التساؤلات والانتقادات للأحاديث البينية خوفًا من استغلالها من أن يصب هذا في مصلحة العنصريين ومعادي الإسلام أو خوفًا من ترسيخ الصور النمطية السلبية عن الإسلام في المجتمع، فهل كان هذا صحيحاً؟

عاصرت العديد من الأحداث التي أكدت أن هذه الدول الديمقراطية أيضًا تعاني بالفعل من التناقضات، وتعترف عمليًّا بمسميات مثل الأقلية والأكثرية، سواء كانت الأقلية يهودية أم إسلامية أم من أي دين آخر، ومع ذلك فإنني أعتقد أنه كان من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها المجتمعات المسلمة في السنوات الأخيرة هو الانضمام إلى النقاش العام فقط عندما تصبح الأمور صعبة. ففي كثير من الأحيان يتبنى الكثير من المسلمين موقفًا سلبيًّا بسبب الخوف من الوقوع في الخطأ أو الخوف من التشهير، وهذا في النهاية يؤثر بالسلب على الخطاب الإعلامي، سواء الليبرالي أو المحافظ والذي لا يجعل المتلقي جزءًا من هذا الخطاب ولكنه فقط مستقبل له.

حظر ارتداء البرقع في سويسرا

ينظر أغلب المسلمين إلى فرض الحكومة السويسرية حظر ارتداء البرقع على أنه عنصرية وتمييز ضد المسلمين، لكنهم في الوقت نفسه لا يظهرون أن أغلب المجتمع المسلم لا يرى بفرضية البرقع أو النقاب، وهذا ما يجب أن نركز عليه ونوضحه، وهذا النقاش ينسحب على العديد من القضايا الأخرى التي تتطلب مناقشات دينية واجتماعية صادقة وجادة، مثل معاداة السامية، ورهاب المثلية وكره النساء، وهي قضايا مجتمعية وليست إسلامية فقط، وإذا كنا نحن المسلمين الأوروبيين الذين نعيش في ديمقراطيات لا نواجه مثل هذه الانتهاكات، فمن سيفعل؟

الأصل في الديمقراطية التعددية أن تنتمي الأقليات بشكل طبيعي إلى الجمهور، وبالتالي فهي جزء من الثقافة العامة للمناقشة، وهناك بالفعل العديد من جمعيات المساجد ومنظمات الشباب في ألمانيا وسويسرا والنمسا تشارك بشكل علني، ويجب أن تصبح هذه الأصوات أعلى وأكثر تعددًا وأن تخلق مساحات جديدة يمكن أن تتطور فيها الحرية الفكرية، في الفن والثقافة والأدب وأيضًا في الدراسات الدينية، لكن يجب على المجتمع المدني ووسائل الإعلام أيضًا السماح بهذه المساحات ودعمها.

موقف العالم الإسلامي من طالبان.. بين التأييد الضمني والرفض الصريح

وطالعنا موقع “دويتش فيلله” بتقرير “للكاتب كيرستن نيب” لفت إلى موقف العالم الإسلامي من حركة طالبان، سواء على الجانب العقدي أم على الجانب العملي، وأشار الموقع إلى أن الموقف الرسمي للعالم الإسلامي ورموزه ضعيف للغاية، وأكد أنه يتسم في مجمله بالحذر، ومع ذلك فهناك من أعلن رفضه وهناك من أعلن تأييده ومباركته لهذ الأمر باعتباره نصرًا على الاحتلال وميلادًا لفجر جديد تعود فيه عزة الإسلام والمسلمين، كما يزعمون.

ويشكو بعض المثقفين المسلمين بالفعل من إحجام الرموز والمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي عن الإعلان من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان وبيان مذهبهم الخاطئ ونظرتهم الدينية.

تصريحات متعجلة

سارع السيد “علي القرداغي”، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بتهنئة حركة طالبان والشعب الأفغاني على إخراج المحتلين من أفغانستان وأكد أن الاتحاد مستبشر بالخير ومتفائل بالخطوات التي اتخذتها الحركة، من الصفح والعفو، وعدم إراقة الدماء، والبدء بمرحلة جديدة يشارك فيها الجميع لتحقق الأمن في المجتمع، كما رحب بالسلوك المنفتح لطالبان تجاه جيرانهم والمجتمع الدولي. وهذه إشادة رسمية واضحة على لسان أحد الرموز الدينية يمتدح فيها حركة عنيفة متطرفة، ومع ذلك فإن القرداغي، كغيره تجنب النقد الصريح للحركة أو الإشارة إلى موقفها العقدي والفكري من فهم الإسلام؛ فنادرًا ما يتم النقدر بطريقة صريحة ومباشر في مثل هذه المواقف، وهو ما يفسر الموقف المتردد لغالبية الرموز والمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي من حركة طالبان.

لا يوجد رفض واضح

يقول السيد “ميلاد كريمي”، نائب رئيس مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر، إن موقف العلماء المسلمين من سيطرة طالبان غير واضح ويقتصر على التصريحات الفردية أو المواقف الحذرة إلى حد ما، ولا يوجد حتى الآن رفض واضح من قبل هؤلاء لفكر طالبان، وربما كانت هناك تصريحات سياسية أكثر منها دينية، كتلك التي أدلى بها مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي، والذي قال إن نصر اللّٰه العزيز الذي أنجزه لعباده في أفغانستان على أعظم قوة استكبارية في الأرض، طوى ظلمات اليأس وأشاع فيها إشراقة الرجاء بأنه سيأتيهم نصر الله.

على الجانب الآخر في ألمانيا ناقش بعض المسلمين تطورات الأحداث في أفغانستان، ووصف رئيس المجلس المركزي للمسلمين، أيمن مزيك، استيلاء طالبان على السلطة ليس فقط بأنه هزيمة كارثية للغرب، ولكنه في الوقت نفسه يمثل كارثة على المسلمين في جميع أنحاء العالم، لأن الغالبية العظمى من المسلمين، وكذلك الأفغان لا يريدون تطبيق عقيدة قبلية قاسية ومتطرفة.

كلمات واضحة من ألمانيا

لكن بالنسبة للمحامي “مراد كايمان”، فإن ردود الفعل العامة للجمعيات الإسلامية في ألمانيا أيضًا ضعيفة للغاية، وكان يتوقع تصريحات أقوى من ذلك، ويتابع كايمان بأن صمت العديد من الجمعيات الإسلامية الألمانية في الواقع يمثل نوعًا من التضامن الضمني مع طالبان وقبولًا لمزاعمهم الدينية، وأن طالبان باتت تمثل نموذجًا يحتذى به في التنشئة الاجتماعية الدينية الصحيحة.

كما تم توجيه انتقادات مماثلة في المنطقة العربية، وإن كانت نادرًا ما يحدث ذلك أيضًا، حيث انتقدت الكاتبة هبة يسري، في مقال لها على الإنترنت عبر شبكة العربية حقيقة، وجود أصوات في مصر تطالب بالترحيب بنجاح طالبان ودعم القضية الإسلامية، ووصفت يسري هذه الأصوات بالماكرة والخطيرة، لأنه عندما يسمع الشباب عن انتصارات طالبان، فقد يعتقدون أن ذلك يرجع لأنهم مسلمون حقًّا وليس لأنهم أقوياء من الناحية العسكرية، وأنهم يمثلون الإسلام ومن ثم فمن يحاربهم إنما يحارب الإخوان وهذا أخطر ما في الأمر لذلك لا بُد من التوضيح بأن طالبان لا تمثل الإسلام.

فهم متطرف ومتشدد للشريعة الإسلامية

تستند حركة طالبان في فكرها الديني على مدرسة “دار العلوم” في ديوباند بولاية أوتار براديش الهندية، والتي تعدّ أحد أكبر المراكز الدينية في العالم الإسلامي، ومع ذلك، فإن فهمهم للدين الإسلام لا علاقة له بالإسلام إطلاقًا، كما يقول المتخصص في الدرسات الإسلامية، أحمد مالك كريمي، الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، وأخطر ما في هذه الحركة وأخواتها أنها تزعم أنها تملك التوكيل الحصري باسم الإله وأن فهمهم للشريعة الإسلامية هو مراد الدين، ومن ثم فالذي يخالف هذا الفهم البشري يعدّ كافرًا من وجهة نظرهم وهذا مكمن الخطر والداء، وبحسب كريمي، فاختزال النساء إلى كائنات للخدمة بشكل أساسي ولأغراض الإنجاب أمر غير مقبول وهو عكس مراد الشارع، كما أنه احتقار لخلق الله.

صمتٌ مخزٍ تجاه الحركة

يعتقد كريمي أن الأمر الأكثر إشكالية هو التزام العديد من ممثلي المسلمين بالصمت حيال طالبان، وأن هذا يثير الشكوك بأن البعض منهم لديه موافقة ضمنية على ما تعتقده وتصنعه حركة طالبان، فهم صامتون لأنهم يرون تخيلاتهم تتحقق ومع ذلك، هناك سبب آخر للتردد يمكن تصوره، كما يقول ميلاد كريمي، وهو أن العديد من هؤلاء العلماء الدينيين بلا عقل وعاجزون وكسالى للغاية، ولا يريدون الوفاء بمسؤولياتهم الدينية؛ الأمر الذي أثر بالسلب كثيرًا على الإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم.

هل يستعيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا مقعد المستشارية مرة أخرى؟

نشر موقع “إن تي في” تقريرًا للكاتب “سيباستيان هولد” تحدث عن مشهد الانتخابات الألمانية الذي يزداد سخونة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي تولت المنصب منذ عام 2005، وتشير الاستطلاعات في نفس الوقت إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) هو المرشح بقوة لاستعادة مقعد المستشارية الذي كان يشغله السياسي من الحزب “جيرهارد شرودر” قبل 2005، ويبدو أن أولاف شولتس (SPD) سيتمكن هذه المرة من إزاحة خصمة أرمين لاشيت (CDU) وتولي منصب المستشار خلافًا ميركل.

في بعض الأحيان يكون الفشل والسقوط حافزًا للنجاح، ويبدو أن هذا ينطبق أيضًا على الأحزاب السياسية؛ فبعدما طرد الحزب الديمقراطي الحر من البوندستاج عام 2013 عاد بقوة مرة أخرى بعد ذلك، ونفس الشيء يتكرر مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يسعى بقوة من أجل المستشارية مرة أخرى، ويبدو أنه سيتمكن من ذلك رغم أنه لا تزال العودة الحمراء نتاجًا للصدفة أكثر من كونها نتيجة عمل حكيم وبصيرة سياسية، حيث يعاني الحزب المسيحي الديمقراطي من العديد من المشاكل، كما أن مرشحة حزب الخضراء (أنالينا بربوك) هي الأخرى تفتقر إلى الخبرة، ومن ثمّ بات الحزب الوحيد القادر تنظيميًّا من حيث الموظفين والبرامج على خلافة ميركل لهذا المنصب هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).

هذا الحزب الذي تعرّض لخسارة غير مسبوقة في تاريخه حين حصل على نسبة 11% فقط من أصوات الألمان، وهي أقل نسبة يحصل عليها الحزب منذ عام 1949، وهي الخسارة التي استقالت على إثرها زعيمة الحزب والكتلة البرلمانية “أندريا ناليس”.

إعادة تماسك الحزب

بدا أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي كان في حالة سقوط حر في طريقه للعودة من جديد، واستغرق الأمر ستة أشهر تقريبًا حتى جرى العثور على بديل لـ نالس، وبعد العديد من الاجتماعات تولى كل من ساسكيا إسكين ونوربرت فالتر بوريانز، اللذين لم يكونا معروفين في ذلك الوقت، وكانت المهمة الأولى التي يجب عليهما إتمامها هي استعادة مكانة الحزب والعبور به من أزمة البقاء مع التحالف الحاكم بقيادة ميركل والذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي الديمقراطي، وليس مجرد التفكير في عودة مقعد المستشارية، ومثّل السيد “لارس كلينجبيل”، الأمين العام لحزب كلمة السر في هذه الخطوة. كلينجبيل الذي يبلغ من العمر 43 عامًا فقط لديه ثروة غير عادية من الخبرة، حيث يتولى منصب الأمين العام للحزب منذ ما يقرب من أربع سنوات، كما أنه كان ممثل الحزب في التفاوض الذي انتهى بالائتلاف الذي قاده المستشار الألماني السابق “جيرهارد شرودر”، إضافة إلى أنه يرجع له الفضل في إعادة الحيوية للحزب ودعم صفوفه بالكوادر الشبابية في جميع المستويات.

نهج جديد للحزب

يقول الرئيس الحالي للحزب “نوربرت فالتر بوريانز” إن الدرس الذي تعلمناه من هزيمة 2017 هو ضرورة الإعداد الجيد والمسبق لأي عمل سياسي، وهو ما ظهر نتيجته في عام 2020، حيث أعلن الحزب عن برنامج واضح، كما أعلن عن مرشحه لمنصب المستشارية وهو “أولاف شولس”، وأن السر في قوة الحزب هو تماسكه واتفاقه، أما شتات أعضاء الحزب وتفرقهم فهو سبب ضعف الحزب وهوانه.

ورغم معاناة الحزب بالفعل من استقالة العديد من قياداته ذوي الخبرة في بداية عام 2020، إلا أنه يحاول استغلال ما لديه من إمكانات وخبرات؛ لذا جاء اختيار الحزب “أولاف شولتز”، للترشح لمنصب المستشار. ورغم أن رولف موتزينيتش، زعيم المجموعة البرلمانية، يحظى بتقدير نوابه، إلا أنه لا يمتلك القدر الكافي من التأثير خارج البرلمان، كذلك الحال بالنسبة للرئيسين الجديدين اللذين يمتلكان أيضًا تأثيرًا على المجموعة البرلمانية وكذلك على المستوى الخارجي ولكن بنسبة أقل بكثير، لذا كان اختيار الحزب لأولاف شولتس اختيارًا موفقًا.

إشارات أولية

لقد نجع بالفعل “السيد بلارس كلينجبيل” كعادته في قيادة الحملة الانتخابية لأولاف شولتس والذي أكد أنه ليس هناك من يستطيع خلافة ميركل سوى شولتس، وأن الحزب الاشتراكي هو القادر على إدارة المرحلة المقبلة، وهذا ما أكدته استطلاعات الرأي الحديثة وما ستؤكده النتائج على الأرض، ولا شك أن الحملة الانتخابية التي قادها كلينجبيل والتي تتمثل كلماتها الرئيسية في الكفاءة والخبرة هي اللاعب الرئيس في ترجيح كافة شولتس أمام مرشح الائتلاف الحاكم أرمين لاشيت، وإذا ما تمكن شولتس من الفوز بمقعد المستشار في ألمانيا فإن الفضل في هذا الفوز سيعود أغلبه إلى الأمين الحالي للحزب والذي يمثّل الشخصية الفارقة في حاضر الحزب ومستقبله بلا شك.

ربما يعجبك أيضا