الصحافة الفرنسية | اليمين المتطرف يتسلح بالعنصرية ضد المسلمين.. وماذا تعلمنا من هجمات 11 سبتمبر؟

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

هل نتمكن من تطوير رواية مشتركة في مواجهة الإسلاموية؟

تساءلت جريدة “ماريان” عما تعلمناه بعد عِقدين من هجمات 11 سبتمبر 2001؟ وما الذي نذكره من هذه السنوات؟ تقول ناديا غيرتس كاتبة المقال البلجيكية، إن أقل ما يمكن قوله هو أننا لم ننجح على أي حال في تطوير رواية مشتركة، ولا سيما في بلجيكا.

ويحتل الإرهاب الإسلاموي بشكل خاص قلب الأخبار هذه الأيام، بالتزامن مع إحياء الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، وبدء محاكمة منفذي 13 نوفمبر 2015، التي استهدفت بلجيكا بشكل أكبر، لا سيما بلدية مولينبيك في بروكسل.

ويبدو أن الرغبة الشديدة في تجنب الاندماج هي التي تسود حتى الآن، حتى لا تتأجج “الإسلاموفوبيا”. إنه أمر محير للغاية، عندما تفكر في الأمر؛ فبينما أودت الهجمات باسم الإسلام بحياة أكثر من 200 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، واستهدفت ما يقرب من 90٪ من البلدان الإسلامية، لم يكن شاغلنا الأول هو محاربة التطرف الإسلاموي، ولكن بالتساؤل عما اقترفناه لنستحق هذا الأمر، وكنتيجة طبيعية، تجنبنا ظهور أي خطاب قد يبدو معاديًا للإسلام؛ فالأولوية كانت لضرورة تجنب “الوصم”.

لذلك، غالبًا ما لم نقم بتسمية الأشياء بمسمياتها؛ حيث إننا تحدثنا عن الإرهاب بدلًا من الحديث عن الإسلام السياسي، وتحدثنا عن الراديكالية، وسيارات الدهس، والأفراد المشوشين، والقتلة المنفردين، والأفعال غير المفهومة، ورددنا عبارة “هذه الأعمال ليس لها علاقة بالإسلام”.

وبالطبع، كان من الضروري توخي الحذر لتجنب الدخول في دوامة الكراهية والعنف، لأن الهجمات الإسلاموية سترد بلا كلل على الهجمات ضد المسلمين. لكن بينما يمكن القول اليوم إننا نجحنا في تجنب هذه الدوامة إلى حد كبير، إلا أن الاعتراف بوجود “داء الإسلام” – على حد تعبير الكاتب والشاعر والمفكر والروائي التونسي عبد الوهاب المؤدب – يظل أمرًا صعبًا. كما كتب رضوان عطية أستاذ العلوم الإسلامية، في اليوم التالي لقطع رأس المعلم صموئيل باتي: “الاستمرار في الاعتقاد بأن الذئب لا وجود له في الإسلام يعني أننا نكذب على بعضنا البعض!”.

والكثير منا يكذب؛ فالناس اليوم ليسوا أكثر استعدادًا لرؤية الواقع والتقييم الدقيق للخطر مما كانوا عليه بالأمس. وفي فرنسا، جرى حل التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في عام 2020 بسبب فكره المتطرف. لكن هذا لا يهم، فقد انتقل التجمع إلى بروكسل، وأعاد تسمية نفسه “جماعة معاداة الإسلاموفوبيا في أوروبا”؛ ما يؤكد دور بلجيكا كقاعدة احتياطية للإسلامويين.

لقد تعلمنا من ماركس أن الشخص الذي لا يعرف التاريخ محكوم عليه أن يعيشه من جديد. وتعلمنا من هتلر أن الفاشي كان يرتدي حذاءً ويمشي في خطوة عسكرية، لكننا ما زلنا لم نفهم أن التاريخ لا يعيد نفسه أبدًا بنفس الطريقة، وبالتالي يجب علينا تحديث آلية القراءة لدينا، وإلا فلن نفهم أي شيء مما يحدث لنا ومما يأتينا مباشرة”. وهذا العجز عن تطوير رواية مشتركة لما حدث لنا يصيبنا بالشلل. فإلى متى؟!

إيريك زيمور وخطاب الكراهية ضد مسلمي فرنسا

في ضوء الانتخابات الفرنسية المقبلة، حذر المفكر السياسي “حكيم القروي” من المرشح اليميني المحتمل للانتخابات “إيريك زيمور” وقال إنه بات يحتل محور الأخبار، ما لم تكن هي التي صنعته. فغرف ونشرات الأخبار لم تعد تتحدث إلا عنه فقط بعد أن بدأ في الترويج لكتابه (فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد) بكل بغطرسة، وتظاهر بأن أي سياسي لا يستطيع الوقوف أمامه، ويعتقد “زيمور” أنه مكلف بمهمة إلهية تتمثل إنقاذ فرنسا من الانحطاط بشكل عام، ومن العرب والمسلمين على وجه الخصوص.

وفي مواجهة هذا الهجوم، يجب علينا إدراك أن “زيمور” يزن ما بين 6 و8٪ في استطلاعات التصويت، ويعتبره أقل من 10٪ فقط من الفرنسيين ذا مصداقية كرئيس للجمهورية بفارق كبير جدًّا وراء قادة اليمين واليمين المتطرف فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية التي تشغل الفرنسيين.

ومع ذلك، سيثقل زيمور كاهله في الحملة الانتخابية لأن كراهيته للمسلمين ستكون بمثابة بوصلة الحملة. فمع كل مداخلة إعلامية لزيمور يتم نسجها بمهارة لإثارة السخط، سوف تسأل وسائل الإعلام المرشحين الآخرين عن رأيهم فيه، وسيسقط الجميع في الفخ. لذا، وبدلًا من سؤاله عن الحلول التي يقدّمها، يجب التشكيك في الأفكار المنحرفة التي يتبعها، والتي تؤكد على الكراهية وتفضيل النازية عن الإسلام، على غرار تصريحاته إن “كل المسلمين إسلاميون، والمارشال بيتان أنقذ يهود فرنسا، وكلما زاد عدد النساء اللاتي يتبوأن مكانة في المجتمع، تسارع الانحطاط”.

أما بالنسبة للهجرة، والتي سيتم الإجماع على تعطيلها، مع العلم أن ما يقرب من ربع الفرنسيين اليوم هم مهاجرون أو من أصل مهاجر من الهجرات الأوروبية بشكل أساسي، لماذا تتصرفون أيها المرشحون اليمينيون الأعزاء كما لو أن وقفها كان أمرًا ضروريًّا؟ تخيل أن تكون فرنسا دون مهاجرين، وكم سيكون عددنا؟ ومن سيدفع معاشات تقاعد جيل طفرة المواليد … وبدلًا من ذلك سلوا أنفسكم عن إخفاقات الأقلية الفرنسية في الاندماج!

وفي غضون ذلك، دعونا لا ننسى الوزن الحقيقي لإيريك زيمور، فهو ليس بالكثير، إنه شخص مثير للكراهية والانقسام، يحمل في داخله كراهية لفرنسا المعاصرة.. فرنسا التي لم تعد تخضع المرأة فيها للرجل.. فرنسا التي تحظر الخطاب العنصري.. فرنسا التي تحمل آمالًا في المساواة على المستوى الداخلي وفي أوروبا. وتلك النصوص الأوروبية التي تحد من سيادتنا، وفقًا لزيمور، هي في الحقيقة مستوحاة من إعلان حقوق الإنسان والمواطن ودساتير الجمهورية الفرنسية الرابعة والخامسة.

إن إيريك زيمور لا يحب فرنسا ولا الجمهورية ولا الديمقراطية.. إنه خطر على التماسك الوطني، فهو كاذب عنيد، ومتحذلق نشأ على خطأ. دعونا لا نقع في الفخ الذي ينصبه لنا الإعلام والسياسيون، ودعوه يبث كراهيته، بينما نظل نحن غير مبالين ونعمل من أجل الوفاق الوطني.

هل بدأ ماكرون استخدام دفتر شيكاته قبل انتخابات 2022؟

كما تساءل موقع “نوفيل أوبس” عن حقيقة المخصصات المالية الضخمة التي أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخرًا. فعبر تخصيص المساعدات للأسر المتواضعة الدخل وتعزيز ميزانية الشرطة ووضع خطة ضخمة لمارسيليا، يضاعف الرئيس عمليات التمويل منذ بداية هذا الصيف.

ويبدو أن الخطط والمساعدات والأموال ستمطر بالآلاف خلال هذا الخريف، بل وحتى منذ بداية هذا الصيف. حيث عرض الرئيس منذ أيام خطة لأكثر من ثلاثة ملايين عامل حر تهدف بشكل أساسي إلى تسهيل حصولهم على التأمين ضد البطالة وحماية ثرواتهم.

ماكرون يلعب ببطاقة الشباب

وقبل أيام، وعدت الحكومة بتخصيص شيك مالي بقيمة 100 يورو لستة ملايين أسرة فقيرة لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، كما أعلن رئيس الدولة أيضًا عن سلسلة من الإجراءات المالية، فضلًا عن تعزيز موارد الشرطة والدرك. ومع بداية شهر سبتمبر، قدّم ماكرون خطة “مارسيليا الضخمة” التي موّلتها الدولة بنحو 1.5 مليار يورو، كما أعلن أيضًا عن تخصيص 600 مليون يورو سنويًّا لتعويض المزارعين ضحايا الكوارث المناخية.

دخل طلابي يزيد عن مليارَي يورو

ودعا رئيس الدولة في خطابه يوم 12 يوليو، إلى تخصيص “دخل التزام” للشباب دون تدريب أو عمل، وتقدّر تكلفة هذا المشروع بما لا يقل عن ملياري يورو؛ ما يعطي شعورًا بأن عصر شعار “مهما كان الثمن” لم ينته بعد، وذلك رغم التصريحات الرسمية لوزير الاقتصاد برونو لو مير الأخيرة بأن هذا العصر قد ولّى، والتي أثارت بعض الانتقادات.

شكوك حول مشروع قانون الموازنة

يقول شارل دو كورسون، نائب رئيس لجنة الموازنة في الجمعية الوطنية، إنه لا توجد خطة اقتصادية وسيستمر هذا الوضع طالما استمرت سياسة الحانة المفتوحة حتى الانتخابات الرئاسية، وعدد من إعلانات التمويل الرئاسية غير مدرجة في الميزانية، وتابع النائب: “ربما نعرف المزيد يوم الأربعاء المقبل عدما تتقدم الحكومة بمشروع قانون الموازنة”.

وأعرب العديد من أعضاء الأغلبية في البرلمان عن شكوكهم، واعترفوا بأنهم يواجهون أحيانًا صعوبة في مناقشة جميع بنود الميزانية. تقول بينيدكت بيرول: “هل سيتم اللجوء لاستخدام سياسة دفتر الشيكات؟ لدي شعور بذلك، لكن في الوقت الحالي، لا يمكنني التأكيد، لأن الأمر سيعتمد على كيفية تضمين كل ذلك في الميزانية. بالإضافة إلى ذلك، نحن نعلم أن الحكومة ستعيد صياغة كل ذلك فيما بعد”.

توزيع المصروفات على فترات طويلة

لماذا هذا التعتيم؟ لأن الخطط المقدمة غالبًا ما تجمع بين الاستثمارات المخطط لها منذ فترة طويلة، والوسائل الجديدة، والتدابير القادمة بعد أشهر في بعض الأحيان. ومن المفترض أن يتم تقديم قانون الأمن الداخلي إلى مجلس الوزراء في بداية عام 2022، وبالتالي لن يتم التصويت عليه قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. أما فيما يتعلق بتعزيز الموارد التي تم إعلانها، فهي تأتي ضمن خطة استثمارية جرى وضعها قبل ثلاث سنوات. وفيما يخص خطة مرسيليا، فهي تعدّ جزءًا من الميزانية التي جرى اعتمادها قبل فصل الصيف. في الواقع، قد لا تظهر بعض التمويلات المذكورة أعلاه في مشروع قانون الموازنة لهذا الخريف.

خدمة ما بعد البيع لخطة التعافي الاقتصادي

يقول باتريك مينيولا، زعيم نواب وزارة القوى العاملة البرلمان: “هذه ليست مسابقة ليبين للأفكار الباهظة الثمن. فهناك انطباع بأن دفتر الشيكات مفتوح، لكن الرئيس يقوم أساسًا بخدمة ما بعد البيع لخطة التعافي الاقتصادي، لأن هذا الأمر عانى من سوء التنفيذ بشكل كبير على الأرض هذا العام، ولذا فإن ماكرون ملزم بالقيام بذلك بنفسه”. وعلينا أن نفهم أن بعض الأموال التي يتم إخبارنا عنها اليوم جرى تخصيصها بالفعل من قبل.

ربما يعجبك أيضا