الصحافة الألمانية | الإمارات في مهمة فضائية جديدة.. وزيارة وداع من ميركل لإسرائيل

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

الإمارات تخطط لاستكشاف كوكب الزهرة

نشر موقع “هايسى أون لاين” تقريرًا للكاتب “أندرياس ويلكنز” لفت إلى تخطيط دولة الإمارات العربية المتحدة لإنجاز المهمة الجديدة التي تتضمن بناء مركبة فضائية لديها القدرة على قطع مسافة قدرها 3.6 مليار كيلومتر لاستكشاف كوكب الزهرة وسبعة كويكبات داخل المجموعة الشمسية، وذلك في رحلة مدتها خمس سنوات من عام 2028 وحتى عام 2033.

وتخطّط الإمارات للقيام برحلة مسبار فضائي إلى حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، حيث صرّحت وكالة الفضاء الإماراتية أن المهمة ستبدأ في عام 2028 بأيادٍ إماراتية تمتلك الخبرة، بعدما استطاعت في السابق النجاح في مهمة استكشاف المريخ.

ومن المفترض أن يقترب المسبار من كوكب الزهرة منتصف عام 2028 ويدور حوله في منتصف عام 2029. وسوف يستكشف المسبار كوكب الزهرة، بالإضافة إلى جمع بيانات عن 7 كويكبات ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، وذلك قبل أن يهبط المسبار على كويكب على بُعد 560 مليون كيلومتر من الأرض في عام 2033.

وسيقطع المسبار الفضائي مسافة 3.6 مليار كيلومتر من خلال الدوران حول كوكب الزهرة ثم الأرض، ولذلك يجب أن يكون المسبار مزوّدًا بالطاقة اللازمة للوصول إلى حزام الكويكبات بين كوكب المشتري والمريخ. وسيقترب المسبار من الشمس لمسافة 109 مليون كيلومتر، لذلك يجب حمايته جيدًا من الحرارة، على مسافة 448 مليون كيلومتر كحد أقصى من الشمس. من ناحية أخرى، لا يتوفر سوى القليل من الطاقة الشمسية، وهذا أحد التحديات التي يجب التغلب عليها.

يذكر أن الإمارات تعمل على تطوير المهمة مع المختبر الأمريكي لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) في جامعة كولورادو، بولدر، والذي كان بالفعل شريكًا مهمًا في استكشاف المريخ (EMM).

 الانتخابات الألمانية.. هل يمكن أن يطيح تحالف “إشارة المرور” المحتمل بالاتحاد المسيحي؟

نشر موقع “تاجسشاو” تقريرًا للمراسلة “كورينا إيموندتس” أشار إلى نتائج الانتخابات الألمانية وسيناريوهات التحالفات المحتملة بعد هزيمة الاتحاد المسيحي وصعود نجم الحزب الاشتراكي الذي يقود المباحثات الاستكشافية في الوقت الحالي، ويصر على الدفع بالاتحاد المسيحي إلى حلبة المعارضة، بعدما كان يقود الحكومة منذ عام 2005.

وتفاوتت المواقف المعلنة للأحزاب الرئيسية في ألمانيا منذ إعلان نتائج الانتخابات؛ فبينما يزال الاتحاد المسيحي يعاني آثار الصدمة من سوء النتائج على مستوى البلاد ويبحث في أسباب تراجعه، يُصرُّ الحزب الاشتراكي الذي يعيش أجواء النصر على الدفع بالاتحاد إلى خارج السلطة، حيث المعارضة، ومن ثمّ باتت أحزاب، مثل حزب الخضر الذي حصل على نسبة 14,8% والحزب الديمقراطي الحر (11,5%)، هي التي تمتلك زمام المبادرة.

في الانتخابات الماضية تعثرت المفاوضات التي كان يقودها الحزب المسيحي مع أحزاب الخضر والحزب الديمقراطي فيما عُرف آنذاك بتحالف “جامايكا”، ولم تتمكن هذه الأحزاب من إتمام هذا التحالف بسبب الاختلاف حول المواقف من قضايا مثل العمل والمعاشات والصحة ورعاية المسنين والشؤون الداخلية والأمن، وكذلك سياسة المناخ واللجوء. وأصر كلٌّ من حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر على موقفيهما، ما دفع الاتحاد للجوء للحزب الاشتراكي لتكوين الائتلاف الذي حكم ألمانيا في الفترة الماضية.

وعادةً ما تكون الائتلافات بين الأحزاب المتعارضة في التوجه والأيدولوجية صعبة؛ فهذا الحزب ينتمي لليمين وذاك ينتمي لليسار، الأمر الذي يبرر فشل ائتلاف جاميكا في الانتخابات الماضية؛ فالحزب الديمقراطي الحر ينتمي لليمين بينما ينتمي حزب الخضر لليسار، ويمثل الاتحاد المسيحي الاتجاه المحافظ الذي يمكنه التعامل مع الاتجاهين.

وفي الانتخابات الماضية استطاع الحزب الديمقراطي الحر إعاقة التحالف بين الأسود (الاتحاد المسيحي) والأخضر لكنه فشل أيضًا في المشاركة في الحكومة، ولذلك يحاول زعيم الحزب الديمقراطي الحر “كريستيان ليندنر” هذه المرة تكوين ائتلاف معقد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، لأن إمكانية تحالف الحزب الديمقراطي مع الاتحاد المسيحي وحده غير واردة بسبب عدم الوصول لنسبة الـ 50% بالإضافة للخلاف القائم بين الشقيقين CDU/CSU على قيادة الحزب، لكن من الممكن أن يساوم الحزب الديمقراطي بالقبول بتحالف جامايكا للضغط على الأحمر الذي يجب عليه التنازل هذه المرة لصالح الحزب الديمقراطي الحر.

كما يخطط الحزب الديمقراطي لاستغلال نتائج الانتخابات هذه المرة الاستغلال الأمثل، حيث يصر على تحقيق المكاسب خوفًا من فقدان ثقة الناخبين وهجرتهم إلى أحزاب المعارضة حال تنازل الحزب عن موقفه من القضايا الجوهرية، لا سيما ما يتعلق بالاقتصاد الحر وملف الهجرة، ولذلك قال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر “فولكر ويسينغ” إنه يجب أن يكون واضحًا أن التحالف المحتمل لن يقتصر على الحد الأدنى من القواسم المشتركة؛ بل لا بُدّ من وضع النقاط على الحروف في العديد من الملفات الشائكة بين الأحزاب الثلاثة، ويجب أن يرى الشباب الذين صوّتوا للحزب الديمقراطي وحزب الخضر أن الأهداف المأمولة هي على قائمة أولويات الحكومة القادمة مهما كان لونها ومهما كانت مكوناتها، ما دام اشترك فيها الحزب الديمقراطي الحر.

سقوط المستشار النمساوي سيباستيان كورتس وسيناريوهات الحكومة المحتملة

نشر موقع “فرنكفورتر ألجماينا تسايتونج” تقريرًا للكاتب “ستيفان لوينشتاين” لفت النظر إلى استقالة المستشار النمساوي “سبستيان كوتس” إثر فضيحة فساد واستغلال أموال الشعب في تضليل الرأي العام النمساوي عن طريق استخدام أموال دافعي الضرائب لصالح تغطية إعلامية مؤيدة له، حيث اضطر سبستيان إلى تقديم استقالته استباقًا لخطوة عزله من قبل البرلمان بعد حجب الثقة عن حكومته.

لم يكن أمام كورتس سوى تقديم استقالته، حيث أصر شريك الائتلاف الحاكم (حزب الخضر) على تقديم كورتس استقالته، وإلّا سيشارك الحزب المعارضة في التصويت ضد كورتس لحجب الثقة عن حكومته، كما هدّد الحزب بانسحابه من الائتلاف حال إصرار حزب الشعب النمساوي على التمسك بكورتس في منصبه. وانتهز الحزب الاشتراكي النمساوي هذه الفرصة للدفع بمرشحته السيدة “باميلا ريندي فاغنر”، رئيسة الحزب، لتولي منصب المستشار، لكن الحزب النمساوي الحر يعارض هذه الخطوة.

سلطة الرئيس الاتحادي

ونظرًا لخطورة التهم الموجه لكورتس طالب العديد من نواب حزب الخضر باجتماع طارئ للبت في أمر كورتس، ومن ثم طالب حزب الخضر (شريك الائتلاف الحاكم) حزب الشعب النمساوي بالبحث عن بديل لكورتس. وقالت زعيمة الائتلاف “سيجريد ماورر” إنه يجب على حزب الشعب النمساوي البحث عن شخصية توافقية تحل محل كورتس، كما أكد “فيرنر كوجلر”، نائب المستشار النمساوي ورئيس حزب الخضر أن حزبه وافق على الاستمرار في الائتلاف الحكومي حال استقالة كورتس بهدف الحفاظ على استقرار البلاد والانتهاء من المشاريع الحيوية كالميزانية وخطة الإصلاح الضريبي، وتابع كوجلر بأنه من الضروري التنسيق مع الأحزاب الأخرى لاختيار مستشار جديد بدلًا من كورتس.

ورشح حزب الشعب النمساوي السيد “ألكسندر شالينبرج”، وزير الخارجية الحالي في حكومة كورتس لتولي منصب المستشار، وسيصدق الرئيس النمساوي “ألكسندر فان دير بيلن” على قرار تعيينه انتظارًا لموافقة البرلمان

وعندما سقط الائتلاف الحاكم للنمسا عام 2019 بقيادة سبستيان كورتس نتيجة لفضيحة إيبيزا التي جرى على إثرها إقالة واستقالة وزراء حزب الحرية النمساوي، عيّن الرئيس النمساوي “فان دير بيلن” حكومة جديدة بقيادة كورتس، لكن البرلمان حجب الثقة عن هذه الحكومة فاضطر بيلن لإعلان انتخابات مبكرة فاز فيها كورتس مرة ثانية، لذلك أجرى الرئيس النمساوي محادثات مع رؤساء الأحزاب الرئيسية في البرلمان النمساوي الممثلة في المجلس الوطني، للتوافق حول هذه الخطوة.

خيارات توافقية

لم يعترض رئيس حزب الخضر، شريك حزب الشعب النمساوي في الائتلاف الحاكم، على تولي وزير الخارجية الحالي والذي ينتمي لحز الشعب أيضًا، ومن ثَمّ إذا ما عُيِّن من قِبل الرئيس النمساوي فإنه من المؤكد قادر على المرور من عقبة البرلمان، حيث يمتلك الائتلاف الحاكم أغلبية في البرلمان النمساوي، كما تُعد الوزيرة الأوروبية كارولين إدستادلر من الشخصيات المؤهلة لتولي المنصب؛ حيث إنها لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكورتس؛ لكنها ترفض تولي حقبة المستشارية النمساوية.

 زيارة الوداع من ميركل إلى إسرائيل

نشر موقع “إن تي في” حوارًا أجراه الصحفي “فولكر بيترسن” مع الدكتور “موشيه زيمرمانموشيه زيمرمان”، المؤرخ والباحث في معاداة السامية، والأستاذ الزائر في الجامعات الألمانية والجامعة العبرية في القدس، حول أهمية زيارة أنجيلا ميركل الثامنة لإسرائيل خلال فترة توليها منصب المستشار، وأثر هذه الزيارة على مجرى العلاقات الألمانية الإسرائيلية في ظل التاريخ المعقد بين ألمانيا النازية التي ارتكبت جرائم في حق اليهود، مثل الهولوكوست، وبين الدولة اليهودية التي جمعت شتات اليهود في العالم… وإلى أهم ما جاء في الحوار:

فولكر بيترسن: ماذا يتوقع الجمهور الإسرائيلي من زيارة ميركل الأخيرة لإسرائيل بصفتها مستشارة؟

موشيه زيمرمان: لا يمكن الحديث عن توقعات كبيرة، ولا توجد بالفعل آمال كبيرة معلقة على هذه المحادثة المنتظرة بين ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت؛ فميركل قادمة إلى إسرائيل في زيارة وداع لأنها دائمًا ضيفة مُرحّب بها من قِبل السياسيين الإسرائيليين، وكذلك الجمهور الإسرائيلي، لكن لا يمكن أن يكون لزيارتها آثار وتأثير مثل زيارة رئيس الولايات المتحدة، على سبيل المثال.

بيترسن: هذه ثامن زيارة من ميركل لإسرائيل، في حين زار مستشار ألمانيا الأسبق “هيلموت كول”، الذي ظل في الحكم قرابة الثمانية عشر عامًا، إسرائيل مرتين فقط، فهل لذلك دلالة معينة؟

ميركل أكثر شهرة وتأثيرًا من “كول”، الذي ظل في المنصب فترة طويلة، كما أن سياسة ميركل تتسم بالهدوء، وهذا أمر يحظى بتقدير كبير في إسرائيل، لكن الأهم هو التزامها بالعمل من أجل أمن إسرائيل، حيث أعلنت ميركل سابقًا أن إسرائيل جزء من مبرر الوجود الألماني، وهذا شيء يقدّره كل إسرائيلي.

ماذا تعني هذه الجملة لإسرائيل؟

هذه الجملة تمثل دعمًا معنويًّا وأخلاقيًّا فقط تجاه إسرائيل، وأن ألمانيا ستقف دائمًا إلى جانبها مهما كانت سياستها؛ وهذا له مزاياه من منظور السياسة الإسرائيلية، على خلاف المنظور لدى السياسيين الفلسطينيين.

وهل يعني ذلك أن ألمانيا ستقدّم الدعم غير المشروط دومًا لإسرائيل؟

لم يُفهم هذا صراحة من كلام ميركل، ومع ذلك فإن مردود هذه الجمل هو الذي فسّر معناها؛ فقد حظيت هذه التصريحات بالترحيب في إسرائيل كما في ألمانيا، رغم وجود بعض المشككين، ومن ثم باتت تحظى زيارات ميركل لألمانيا بصخب إعلامي ومديح كبير من وسائل الإعلام الإسرائيلية والسياسيين الإسرائيليين.

هل من الحكمة إلقاء مثل هذه التصريحات في ظل توسط ألمانيا في تسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

نعم، إنه من الذكاء بمكان أن تُصرّح ميركل بمثل هذه التصريحات؛ لأنه لا أحد يكترث بالفلسطينيين، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن يعيها الفلسطينيون، ففقد أصبحوا أكثر تهميشا مع مرور الوقت، ولذلك لم يكن من الخطأ بالنسبة لميركل أن تُدلي بمثل هذه التصريحات التي تدل على أنها تقف إلى جانب الإسرائيليين وليس على الحياد.

كيف يمكن وصف العلاقات الألمانية الإسرائيلية اليوم؟

خلال فترة حكم نتنياهو كانت تمر هذه العلاقات بنوع من الاغتراب، لكن هذا الاغتراب لم يكن له عواقب، حيث حذرت ميركل، نتنياهو أكثر من مرة من مواصلة سياسة الاستيطان، لكن الأخير لم يبالِ، حيث يعرف الإسرائيليون أن السياسة الألمانية لا تتفق دائمًا مع سياسة الحكومة الإسرائيلية، لكنهم يعرفون أيضًا أنه لا توجد عواقب، وما دامت ألمانيا لا ترسل سفنًا حربية لقصف إسرائيل، فإن تل أبيب لن تبالي بانتقاد برلين للسياسة الإسرائيلية في أي ملف.

ما أهمية ألمانيا بالنسبة للسياسة الإسرائيلية الخارجية؟

تأتي القوى العظمى في المقدمة؛فالولايات المتحدة من جهة ثم روسيا والصين من جهة أخرى، ثم يأتي الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، في المرتبة الثالثة أو الرابعة، ولا شك أن العلاقات مع ألمانيا مهمة لإسرائيل، وخاصة في القطاع الاقتصادي، لكن أمن إسرائيل لا يضمنه تصريحات المستشارة الألمانية فحسب، بل التعاون الأمريكي الإسرائيلي، فهذا هو الفيصل، ولا يتعلق الأمر هنا بتضاؤل النفوذ الألماني؛ فألمانيا باتت أكثر أهمية لإسرائيل، لكنه لا يمكن أيضًا مقارنة أهمية ألمانيا بأهمية الأمريكان أو الروس أو الصينيين لإسرائيل.

إذًا.. هل العلاقات بين ألمانيا واسرائيل طبيعية أم أن التطبيع كلمة كبيرة وصعبة؟

التطبيع كلمة صعبة بالنسبة للألمان وليس للإسرائيليين؛ ففي استطلاع للرأي تم طرح سؤال: هل باتت العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل طبيعية مرة أخرى؟ وأجاب حوالي 90% بنعم، وهذا يعني أنه بالنسبة للغالبية المطلقة من الإسرائيليين، فإن العلاقات مع ألمانيا طبيعية بالفعل رغم أن هناك أيضًا معاداة للسامية في ألمانيا، والتي تظهر وجهها من حين لآخر، لكنها ليست التحدي الأكبر للإسرائيليين.

وماذا عن العلاقة مع العالم العربي والمجتمع المسلم؟

بالنسبة للإسرائيليين فإن إيران والفلسطينيين هم الأعداء لأنهم يعادون السامية، لذلك عندما يتعلق الأمر بمعاداة السامية فإن الإسرائيليين يتهمون أولًا العرب والإيرانيين، وربما تكون معاداة السامية هي إحدى المرتكزات التي تعتمد عليها إسرائيل في تصنيف موقف الدولة منها؛ فمعاداة السامية في أمريكا مختلفة عن ألمانيا وعن باقي دول الاتحاد الأوروبي وخاصة بولندا.

لماذا بولندا بالتحديد؟

بولندا لها ذكرى خاصة مع اليهود، حيث يرى العديد من الإسرائيليين أن البولنديين مسئولون عما حدث خلال الحرب العالمية الثانية مثلهم مثل الألمان، لأن هناك انطباعًا بأن البولنديين تعاونوا مع الألمان في قتل اليهود، وهذا لا علاقة له بالحقيقة أو الواقع؛ إنما هو من المسلّمات لدى اليهود، لذلك يمكنك القول إن ألمانيا لم تعد في المقدمة عندما يتعلق الأمر بمعاداة السامية.

وفقًا لدراسات حديثة فإن نسبة معاداة السامية في المجتمعات الغربية تصل إلى 20%، فهل هذه مناطق آمنة لليهود؟

نعم هذه مناطق آمنة لليهود لأن أوروبا لم تعد عدوة اليوم للإسرائيليين ومن ثم لم تعد قضية معاداة السامية هناك هي الشغل الشاغل، بخلاف العداء للعرب والفلسطينيين والإيرانيين، ولهذا السبب فإن العلاقة بين معاداة السامية والإيرانيين أو العرب هي الأمثل، وأنه لم يعد الألمان اليوم أعداء لإسرائيل، وليسوا أعداء لليهود. نحن نعلم أن هناك تحيزات معادية للسامية منتشرة وسط المجتمع الأوروبي، لكن من الصعب استغلال ذلك، ولهذا السبب فإن هذا الخطر يأتي في المرتبة الثانية.

ما الخط الأحمر الذي تبدأ منه معاداة السامية من وجهة نظرك؟ هل هو حق إسرائيل في الوجود؟

بصفتي باحث في معاداة السامية فإنني أعلم مدى صعوبة تعريف مصطلح معاداة السامية، لكن بالفعل فإن معاداة السامية قبل قيام دولة إسرائيل كان واضحًا، أما بعد قيام دولة إسرائيل فهناك الكثير من الانتقادات لليهود، خاصة في دولة إسرائيل، لا يمكن اعتبارها شكلًا من أشكال معاداة السامية، لكن العبرة دائمًا بمغزى الانتقاد ومضمونه؛ فلا يمكن تسوية من يرفض الاعتراف بوجود إسرائيل بمن ينتقد الحكومة اليهودية في بناء المستوطنات.

كيف تؤثر زيارة ميركل الأخيرة على مسار الصراع مع الفلسطينيين؟

لا يمكن للألمان ولا لغيرهم إحداث الفارق في هذا الملف، بل الأمريكيون فقط، ولذلك لا يمكن أن نتوقع من ألمانيا جديدًا بخلاف تقديم الدعم الاقتصادي للفلسطينيين أو تقديم المساعدة لتحسين العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

إذًا.. هل زيارة ميركل أكثر أهمية لألمانيا منها لإسرائيل؟

نعم، الزيارة تعني للمستشارة الألمانية شخصيًّا أكثر بكثير مما تعنيه لإسرائيل.

هل ينشغل الشارع السياسي الإسرائيلي بمن سيخلف ميركل في الفترة القادمة؟

لا، فمعظم الإسرائيليين ليسوا على دراية بالسياسة الألمانية، ومع ذلك فهناك انطباع بأن حكومة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ستكون “أقل صداقة لإسرائيل” من الحكومة التي كان يقودها المحافظون (حزب ميركل).

ربما يعجبك أيضا