الصحافة الألمانية | الصين وروسيا تواجهان أمريكا.. وأردوغان يتنعم في قصر الألف غرفة!

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

هل ينجح شولتز في تشكيل حكومة ألمانيا القادمة؟

نشر موقع “تاجسشاو” تقريرًا يتعلق بالمفاوضات التي يقودها المرشح لمنصب المستشار السيد “أولاف شولتز” من حزب الاشتراكي الديمقراطي مع حزبي الخضر والحزب الديمقراطي الحر، حيث وعد “أولاف” بسرعة إنجاز المفاوضات وإعلان الحكومة في أقرب وقت ممكن بعد الاتفاق مع أحزاب الائتلاف على القضايا والنقاط الرئيسية.

ويخطط شولتز، مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي، لأن يصبح مستشارًا اتحاديًّا جديدًا لألمانيا قبل عيد الميلاد في ديسمبر القادم. وتابع “شولتز” بأن المفاوضات بين أحزاب الائتلاف قطعت شوطًا كبيرًا، وجرى الاتفاق فيها على القضايا الرئيسية مثل حماية المناخ، والحد الأدنى للأجور، وزيادة الإنفاق على البحث العلمي، وزيادة الاستثمارات في مجال توليد الطاقة، وتابع بأن الائتلاف اتفق على تهيئة الظروف لخلق المزيد من فرص النمو الاقتصادي، وضمان التماسك الاجتماعي. وقال المستشار الفيدرالي الجديد المحتمل “إننا سنشرع في إعداد ألمانيا التي نتصورها للعِقد القادم، ويتعلق الأمر بتطوير صناعة خالية من ثاني أكسيد الكربون قادرة على المنافسة عالميًا. وللقيام بذلك يجب توسيع نطاق توليد الطاقة، ويجب أن يكون لدى الشركات توفر ما يكفي من الكهرباء بأسعار معقولة”، وتابع “شولتز”: “كدولة نريد أن نكون في الطليعة دائمًا وهذا ما يخطط له الائتلاف مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر”.

من جانبها قالت “أنالينا بيربوك” رئيسة حزب الخضر: لقد نجحنا في إجراء مفاوضات مكثفة لتحالف الإصلاح والتقدم، في حين أكد رئيس الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر، أن هذا التحالف يمثّل فرصة قوية لتحديث المجتمع والاقتصاد والدولة.

بعد فشل التفاوض حول النووي الإيراني.. هل تلجأ إسرائيل للخيار العسكري؟

نشر موقع “تسايت أون لاين” تقريرًا حول خيارات كل من واشنطن وتل أبيب تجاه طهران حال فشل المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقد هددت الولايات المتحدة وإسرائيل إيران بالفعل إذا فشلت الحلول الدبلوماسية لإنهاء البرنامج النووي الإيراني باللجوء للخيارات الأخرى، حيث تخشى الدولتان من قدرة إيران على بناء قنبلة ذرية إيرانية، ولذلك حذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في اجتماع مع نظرائه من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في واشنطن، إيران قائلًا: “نحن نعلم بأن هناك لحظات تضطر فيها الدول إلى استخدام القوة لحماية العالم من الشر، وعندما يكون هناك نظام إرهابي على وشك الحصول على سلاح نووي، فعلينا أن نتحرك ونوضح أن العالم المتحضر لن يسمح بذلك، وأن إسرائيل تحتفظ بالحق في الرد في أي وقت وبأي طريقة، وأن هذا ليس حقنا فقط بل هو وجبنا ومسؤوليتنا أيضًا”.

وفي نفس الوقت أيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين تصريحات لابيد وأكد أن واشنطن ستبحث مع أصدقائها الخيارات المتاحة والبحث عن أفضل السبل لمنع إيران من إنتاج السلاح النووي، إذا ما فشل الحل الدبلوماسي، واتهم بلينكين الحكومة الإيرانية بعدم الاستعداد للدخول في حوار، وحذر من أن وقت الحل التفاوضي آخذ في النفاد.

المبعوث الأمريكي الخاص يتحدث عن فشل محتمل

وتعتبر العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي نص على سحب العقوبات الغربية مقابل تخلي إيران عن تطوير برنامجها النووي العسكري، أمرًا غير مؤكد، حيث حذر المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روب مالي، من أن هناك بوادر قوية تشير إلى عدم نجاح التفاوض حول الاتفاق، وتابع مالي بأن هذه التحذيرات ضرورية لدفع الأطراف للتعامل مع مثل هذا السيناريو. كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال بالفعل إن الولايات المتحدة ستعتمد في البداية على الدبلوماسية في العلاقات مع إيران.

وتعثرت المفاوضات بشكل جذري عقب نجاح الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي والذي يشترط رفع العقوبات عن بلاده لاستئناف المفاوضات مرة أخرى، الأمر الذي ترفضه واشنطن وتطالب باستئناف التفاوض كخطوة في طريق رفع العقوبات، وقد أعلنت طهران مؤخرًا أنها تخصب اليورانيوم بنسبة تتجاوز المتفق عليه، وأنه بات لدى طهران ما يكفي لصنع القنبلة الذرية، الأمر الذي دفع إسرائيل للتشاور مع الولايات المتحدة حول الخطوات التالية لمواجهة الخطر الإيراني.

بوادر حرب باردة جديدة بين واشنطن وبكين

نشر موقع ميركور تقريرا للكاتبة “كريستين كول” لفت إلى مظاهر الحرب الباردة من خلال التحالفات الدولية التي تشكّلت مؤخرًا بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، ومخاوف العالم من إمكانية تطور هذه الحرب الباردة إلى حرب عالمية ثالثة قد تنهي الحياة على هذه البسيطة وتقضي على الأخضر واليابس، أو على الأقل ستكون الأكثر تدميرًا والأكثر تكلفة في تاريخ البشرية جمعاء

وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” في بداية الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اختُتمت مؤخرًا في نيويورك بأن العالم بات على حافة الهاوية، وأنه لم يشهد بالفعل في يوم من الأيام مثل هذا الخطر والانقسام، وحذر جوتيريش الولايات المتحدة والصين من حرب باردة جديدة، وطالب القوتين النوويتين بإعادة تقيم العلاقات بين البلدين.

وفي الحقيقة ليس جوتيريش وحده من يخشى هذا السيناريو في ظل تكرار كلمات مثل “الانقسام” و”المواجهة” و”المنافسة” و”الاحتواء” على الساحة العالمية، ولكن الغرب أيضًا يخشى بشدة وقوع هذا السيناريو ووقوع حرب باردة مع الصين وروسيا وإيران. في عام 1998 وصف السيد “زبيغنيو بريجنسكي”، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي “جيمي كارتر”، التحالف المحتمل بين “الصين وروسيا وإيران” بأنه “السيناريو الأكثر خطورة”.

انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان أدى إلى قيام تحالفات جديدة

أدى الانسحاب المتسرع للولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان إلى خلق حالة ساهمت بشكل كبير في تشكيل هذا التحالف؛ فالقوى النووية المجاورة لأفغانستان، مثل باكستان والهند وروسيا وإيران والصين، أخذت زمام المبادرة بهدف الحفاظ على أمنها القومي؛ فاجتمع وزراء خارجية روسيا والصين وإيران وباكستان في منتصف سبتمبر2021 لمناقشة الوضع في أفغانستان.

 وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بإمكان هذه الدول معًا إحداث فارق في المنطقة ومساعدة الأفغان في الخروج من الأزمة، كما قدّم وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” خطة من خمس نقاط للتعاون بين هذه الدول، وعلى إثر ذلك سافر ممثلو الصين وروسيا وباكستان مؤخرًا إلى الدوحة لإجراء محادثات مع طالبان، ورغم أنه لا يوجد بالفعل حتى الآن تحالف عسكري رسمي يضم هذه الدول إلا أن هناك كيانًا مماثلًا، وهو منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)التي أنشأتها الصين سابقًا، وتضم الكثير من البلدان مثل الصين وروسيا وباكستان ودول آسيا الوسطى في كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وكذلك الهند، وهي تمثل تحالفًا أمنيًّا منذ البداية؛ فمنظمة شنغهاي للتعاون تضم 40% من سكان العالم؛ ما يجعلها من أكبر المنظمة الإقليمية القائمة، كما ترغب العديد من الدول في الانضمام إليها، مثل إيران وسوريا وتركيا والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، وهذه الدول تفضّل التعامل مع المؤسسات الدولية التي لم يشرف عليها الغرب مثل منظمة شنغهاي للتعاون.

تحالفات واشنطن الأمنية ضد الصين

الولايات المتحدة هي الأخرى تسعى لبناء المزيد من التحالفات الجديدة، خاصة في المحيطين الهندي والهادي؛ فقد تسببت اتفاقية (أكوس-AUKUS) الأمنية للولايات المتحدة مع أستراليا وبريطانيا في إثارة عضب أوروبا، وخاصة فرنسا بعد انسحاب أستراليا من اتفاق خاص بشراء غواصات من فرنسا واستبداله بأخرى أمريكية تستخدم الطاقة النوويّة، الأمر الذي مثّل طعنة قوية للتحالف الهش بين أوروبا والولايات المتحدة (الناتو) والذي من الممكن أن يدفع بروكسل لتغير وجهتها نحو بكين أو موسكو؛ ما سيغيّر خريطة التحالفات في العالم في الفترة القادمة.

كما يخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضًا لإحياء التحالف الرباعيQSD  مع الهند واليابان وأستراليا لمواجهة الصين. وتخشى الصين بالفعل من هذا التحالف، ولذلك انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني “تشاو ليجيان” اتفاقية “أكوس” وأكد أنها ستقوض السلام والاستقرار الإقليميين وتشجع على سباق التسلح، وأن هذه المحاولات دلالة على أن سياسة واشنطن تحركها عقلية الحرب الباردة. من جانب آخر قال السيد “تشنغ لي”، مدير مركز “جون إل ثورنتون” الصيني في معهد بروكينغز إن أهم سياسات الرئيس جو بايدن هي بناء تحالفات دولية بالفعل. وردًّا على ذلك وسعت الصين علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع روسيا وإيران في الأشهر الأخيرة؛ ما أدى إلى توثيق العلاقات بين هذين البلدين في حقبة ما بعد الحرب الباردة.

وحتى الآن لم تشتعل الحرب الباردة بين الطرفين بالفعل، لكن التوترات تزداد – بلا شك – في السنوات الأخيرة بسبب الاتفاقات والتحالفات، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والتراجع عن اتفاقية باريس للمناخ، وممارسة الحرب التجارية مع الصين، حيث رفض دخول شركة هواوي الصينية إلى الولايات المتحدة بحجة إمكانية استغلالها في أعمال التجسس.

وفي المقابل تصر الصين على ضم تايوان والاستحواذ على بحر الصين الجنوبي في تحدٍّ صارخ للمجتمع الدولي، كما تتدخل روسيا في الانتخابات في العديد من البلدان، وتقود العديد من الهجمات الإلكترونية، وضمت مؤخرًا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. ولم تتوقف طهران أيضًا عن تأجيج الصراعات في العديد من بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط عن طريق دعم المليشيات الشيعية والجماعات الموالية لها، وهذه الأسباب كفيلة لإشعال فتيل حرب جديدة في أي لحظة، ولذلك اتصل رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي بنظيره الصيني “لي زو تشينج” وأبلغه بأن واشنطن لن تهاجم الصين على الرغم من الخلافات بين الجانبين.

الصين وروسيا في مواجهة أمريكا

يقول ديفيد دودويل، مدير شركة الدراسات السياسة التجارية “لهونج كونج وأبيك”، إن سياسة الصين لا تعتمد على استخدام القوة أو التلويح بها، ولذلك فهي تستخدم سلاح القوة الاقتصاد والقوة الناعمة، ومن ثم جاءت فكرة إنشاء مشروع طريق الحرير الجديد، الذي يمثل محاولة لبناء القوة الناعمة وتوسيع السيطرة الصينية على العالم، كما أنه في الوقت نفسه يمثل المساهمة في تطوير البنية التحتية والاستقرار وبناء اقتصادات قوية للبلدان المشاركة. كما كتبت السيدة “إيما أشفورد” في المجلة الأمريكية فورين بوليسي بأنه غالبًا ما يتم تصوير الصراع بين القوى العظمى على أنه الصراع الذي يجب أن يقضي فيه طرف على الآخر، لكن هذا ليس ما يحدث على الأرض الآن، حيث تسعى كلٌّ من الصين وروسيا فقط للحفاظ على مصالحهما، ولو كان الأمر يتعلق بالفوز والهزيمة وإنهاء السيطرة والهيمنة الأمريكية على العالم، لكانت هناك معطيات أخرى وملفات أكثر تعقيدًا.

أطراف الصراع تدرك جيدًا مخاطر الحرب الباردة

ظهرت في الآونة الأخيرة علامات متزايدة على أن جميع الأطراف تدرك جيدًا مخاطر هذه المواجهة؛ فقبل وقت قصير من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ عبر الهاتف، وأكد كلا الجانبين على ضرورة عدم تحول المنافسة إلى صراع، وقال بايدن أيضًا في نيويورك إنه لا يريد حربًا باردة مع الصين، كما أعلن الرئيس الصيني أن بلاده لن تبيع بعد ذلك محطات الطاقة التي تعمل بالفحم تلبيةً لطلب أوروبا والولايات المتحدة، كما صرّح ممثل الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بأنه يجب على أوروبا والصين العمل معًا على الرغم من جميع الاختلافات حول عدد من القضايا.

وفي عهد بايدن، وافقت الولايات المتحدة على التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران. وبحسب لافروف، تنسق روسيا والصين وإيران أيضًا مع الولايات المتحدة بشأن أفغانستان. ومنذ نهاية أغسطس وتتخذ الحكومة الأمريكية مسارًا أكثر هدوءً تجاه شركة Huawei؛ حيث أُفرج عن المدير المالي للشركةMeng Wanzhou ، الذي كان محتجزًا في كندا لمدة ثلاث سنوات بسبب طلب تسليم من الولايات المتحدة، وفي المقابل أطلقت الصين سراح اثنين من الكنديين المسجونين بتهمة التجسس، ويتوقع الخبراء تخفيف حدة الحرب التجارية الأمريكية مع الصين، وأن تتعاون واشنطن وبكين وبروكسل في العديد من الملفات التي تهم العالم، مثل الحفاظ على المناخ.

أزمات لا تنتهي.. هل سيصمد أردوغان حتى انتخابات 2023؟

نشر موقع “فرنكفورتر ألجماينا تسايتونج” تقريرًا للكاتب “بولنت موماي” تحدث عن تراجع وتآكل شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد عجزه الواضح وعدم قدرته من الناحية الصحية على قيادة الحزب، فضلًا عن قيادة بلاده في ظل استمرار تزايد معدلات التضخم وأزمة انهيار الليرة التركية إلى أدنى مستويتها خلال هذا العام مقابل الدولار الأمريكي.

التطورات الأخيرة في السياسة الداخلية تُقلق أردوغان كثيرًا؛ فقد صرّح أكثر من مرة بأنه هو المسؤول الأول عن الاقتصاد في البلاد، ومع ذلك يعاني الاقتصاد بشدة حتى أصبح من الصعب على الأتراك تحمل المعيشة بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، حيث يعتمد اقتصاد تركيا على تعاملات الدول الأجنبية، ولذلك تتهاوى قيمة الليرة التركية حتى وصلت لأدنى مستويتها على الإطلاق خلال هذا العام، وبلغ معدل التضخم الرسمي 19.58% وارتفعت أسعار السلع الرئيسية في غضون عام إلى مستويات غير مسبوقة، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر البيض بنسبة 70%، والدجاج بنسبة 69%، والعدس بنسبة 52%، وقال خبراء مؤسسة  ENAGالاقتصادية المستقلة إن معدل التضخم وصل لـ 44.7 % خلال شهر أغسطس، خلافًا لما يزعمه أردوغان وحكومته.

ديون وقروض استهلاكية

لم يعد يحصل الأتراك على قروض من البنوك لشراء شقة أو سيارة أو لعمل مشروع، بل لتغطية نفقاتهم، ويؤكد ذلك أن نسبة 75% من القروض المصرفية التي يحصل عليها الأتراك في الوقت الحالي يأخذها موظفون؛ فهناك 34.4 مليون تركي حصلوا على قروض استهلاكية في الفترة الماضية من خلال بطاقات الائتمان، وقفز عدد مَن اتُّخذت بحقهم إجراءات قانونية لعدم سداد ديونهم إلى 82%، الأمر الذي يعكس الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأتراك.

وبينما يوصي الرئيس التركي شعبه بالادخار، فإنه ينفق في الوقت نفسه سبعة ملايين ليرة يوميًّا (ما يقرب من 700 ألف يورو) وارتفعت نفقات مطبخ القصر الرئاسي بنسبة 64% في غضون عام، وبينما ينام أردوغان في قصره ذات الـ 1000 غرفة، يقضي الطلاب الأتراك الليل في الحدائق لأنهم لم يستطيعوا دفع مصاريف الإقامة، حيث ارتفعت قيمة الإيجار من 70 إلى 290% في غضون عام. هؤلاء الطلاب الذين ينامون في العراء يتهمهم أردوغان بأنهم إرهابيون، ولهذا سخرت رئيسة حزب الخير “ميرال أكشنر”، قائلة: “مرحبًا بكم في برنامج إرهابي الأسبوع مع السيد أردوغان!”.

أردوغان الذي يتهم الطلاب – الذين اضطُّروا لقضاء الليل في الحدائق لعدم قدرتهم على استئجار شقق، بأنهم كاذبون – افتتح مبنى “البيت التركي” في نيويورك بتكلفة 291 مليون دولار، ولم يكتفِ بذلك؛ بل جلب سيارتين من طراز  Mercedes S 600 Guard إلى الولايات المتحدة على متن طائرة عسكرية من تركيا ليواصل استفزاز شعبه بمظاهر الرفاهية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل إن إذاعة ألمانيا بالتركية (دويتشه فيله التركية) نقلت عن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) بأن شركة “رونيسانس القابضة”، التي شاركت بشكل كبير في بناء القصر المكون من 1000 غرفة، حوّلت نحو 210 ملايين دولار إلى حساب أجنبي خارج البلاد خلال مرحلة البناء. نصف المبلغ، أي 105 ملايين دولار، حُوّلت بعد ذلك بوقت قصير إلى حساب غير معروف على أنه “تبرع”، وهنا يأتي التساؤل: لماذا لم تتم عملية التبرع من من داخل تركيا بدلًا من التحويل عن طريق حساب خارجي في جزر فيرجن البريطانية، وما الجهة التي تلقت هذا المبلغ؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى تحقيقات نزيهة للإجابة عنها.

وتشير أغلب استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية الرئيس وحزب العدالة والتنمية، ومع ذلك بدلًا من أن يحاولا استعادة ثقة الناخبين، يُكّذب أردوغان الحقائق ويستمر في استغلال سلطته وترهيب الصحفيين ومؤسسات وشركات الاقتراع، وبدلًا من أن يحسن من صورته القبيحة التي تعكسها المرآة، يرغب في كسر المرآة وكأن هذا هو الحل، لذا عرض أحد أعضاء حزب الحركة القومية المتطرف، شريك حزب أردوغان، تشريعًا قانونيًّا يُعاقب القائمين على مؤسسات استطلاعات الرأي التي تتلاعب بالنتائج بعقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وبذلك يمكن لأردوغان السيطرة على باقي مؤسسات الرأي في تركيا ويرغمها على الالتزام بما تبثه وكالة الإحصاء الحكومية TÜIK والتي ادّعت أن معدل التضخم الحالي في تركيا وصل إلى حد الثلث أو تجاوز ذلك بقليل فقط.

معارضة موحدة

لم تنجح الحملة التي أطلقها أردوغان لمنع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من التوفيق بين المعارضة، حيث هدد أحزاب المعارضة من التعامل والتواصل مع هذا الحزب، ووصف محاولات التواصل مع الحزب بأنها تعاون مع حزب العمال الكردستاني ودعم للإرهاب، لكن الموقف المشترك للمعارضة أبطل هذه الحيلة وجعلها غير فعّالة، وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال كيليجدار أوغلو” إن عنوان حل المشكلة الكردية هو البرلمان، معلنًا أن حزب الشعوب الديمقراطي هو نقطة الاتصال، كما أعلنت أحزاب المعارضة الأخرى، التي تعمل بالاشتراك مع حزب الشعب الجمهوري، أن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يريد أردوغان حظره، هو حزب قانوني. ونتيجة لذلك أعلن حزب الشعوب الديمقراطي أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية بشكل مستقل، لكنه سيدعم المرشح الذي تطرحه المعارضة ضد أردوغان في الانتخابات الرئاسية.

ربما يعجبك أيضا