الصحافة العبرية| الأزمة تكمن في الشرطة وليس الشاباك.. وتباطؤ أمريكي تجاه النووي الإيراني

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة: فريق رؤية

أمريكا تهدف لإعادة إعمار الاقتصاد

 رأى المحلل بموقع مركز القدس للشؤون العامة والسياسة “بنحاس عنباري” أنه ليس في نية الولايات المتحدة البدء بمبادرة سلام جديدة، لكنها مهتمة جدًّا بالدفع قدمًا بالموضوع الاقتصادي، وبناءً على ذلك فهي تؤيد فكرة استبدال حكومة محمد اشتية بحكومة تكنوقراط لا تنتمي إلى “فتح” ولا إلى “حماس”، وتكون مقبولة من “حماس” من أجل تأمين وصول المساعدات لإعادة إعمار غزة.

ولفت إلى أن مبادرات تأليف حكومة تكنوقراط طُرحت أكثر من مرة في السياسة الفلسطينية، ولا تحمل أي جديد. الرغبة في إعادة توحيد غزة ورام الله لها شعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، وكل فلسطيني يلوّح بها يحصل على نقاط، لذلك نسمع الكثير عن مبادرات الوحدة، لكن الطريق إلى تحقيق ذلك لا يزال طويلًا.

واعتبر المحلل أن المنطق يقضي ألا يمنح المجتمع الدولي “حماس” مساعدة مالية، وأن يكون مستعدًا لإعادة إعمار غزة، فقط عبر السلطة الفلسطينية. إذا كانت الحكومة التي ستحصل على أموال المساعدة في غزة حكومة حيادية وليست تابعة لـ “فتح”، فإن “حماس” ستقبل الأمر، وأن تحويل أموال قطر المخصصة لسكان غزة مباشرة إلى المصارف هو نوع من التدريب على تحويل أموال إعادة الإعمار.

واختتم المحلل بالقول إنه نظرًا إلى أن إسرائيل اشترطت أن تكون أي خطة لإعادة إعمار غزة مرتبطة بإطلاق سراح الأسرى الموجودين لدى حماس، ونظرًا إلى أن الحركة حددت سقفًا عاليًا لإطلاق سراح الأسرى من الزعماء، يجب التعامل بحذر مع إعلان حماس قبولها بحكومة تكنوقراط.

روسيا ملتزمة بأمن إسرائيل

في ذكرى مرور 30 عامًا على العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين روسيا وإسرائيل، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالاً لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافاروف استعرض من خلاله تاريخ العلاقات الإيجابية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة تعترف بدولة إسرائيل في مايو 1948، وأن العلاقات بين البلدين شهدت صعودًا وهبوطًا. ولكن اليوم يمكن القول بثقة إن التعاون الروسي – الإسرائيلي فعال ومتبادل، ونجح في الاختبار مع مرور الزمن، ويواصل تطوره بصورة ملحوظة ونشطة في كل المجالات.

وأوضح لافاروف بأن أساس هذا التعاون قبل كل شيء هو الحوار السياسي المكثف على أعلى المستويات والاتصالات البرلمانية المتقدمة التي تشمل مجموعات صداقة تأسست في الهيئات التشريعية في الدولتين. العلاقات بين الوزارات تقوم على قاعدة ثابتة. خلال العقود الأخيرة تراكمت تجربة تفاعلية كبيرة على مختلف المستويات، مثل الاقتصاد والعلم والتكنولوجيا والصحة والتعليم. أكثر من 20 اتفاقًا وُقّعت بين الحكومتين، ما يدل على جدول أعمال متبادل وغني.

وأضاف لافاروف بأنهم في موسكو مهتمون باستمرار التشاور مع شركائهم الإسرائيليين في موضوعات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ويولون دائمًا اهتمامًا كبيرًا للحلول الشاملة لمشكلات الشرق الأوسط، والتي تأخذ في الاعتبار بصورة أساسية المصالح الأمنية لإسرائيل، وهذه هي النقطة المبدئية.

كما أكد بأنهم واثقون بأنه لا بديل من مبدأ الدولتين لحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي بما يتلاءم مع القانون الدولي المعروف، وأنهم يشجعون بمختلف الوسائل إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه فقط بواسطة المفاوضات يمكن التوصل إلى حل شامل لكل قضايا الوضع النهائي، وأنهم مستعدون للعمل مع نظرائهم الإسرائيليين ضمن إطار استئناف عمل اللجنة الرباعية الدولية من أجل الدفع بعملية سياسية ومن خلال تعاون وثيق مع مندوبي الجامعة العربية.

فقط التسوية هي الحل

رأى الكاتب “شموئيل شنهار” بصحيفة هآرتس أنه ليس هناك طريقة لحل مشكلة قطاع غزة إلا التسوية. ويجب علينا الاعتراف بأن الجيش الإسرائيلي ليس مؤهلًا للسيطرة على غزة وقتًا طويلًا. الجيش مؤهل للقيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق – غزو غزة بوحدتين عسكريتين أو ثلاث وحدات – لكنه لن يكون مؤهلًا لتنفيذ عملية تطهير ذات مفعول رجعي للخلايا على الأرض والقضاء على القوة المقاتلة لـ”حماس”. من جهتها ستقاتل “حماس” من بيت إلى بيت، ومن زقاق إلى زقاق، وعندما تصبح عاجزة عن الصمود أكثر – ستطلب من عناصرها النزول إلى شبكة الأنفاق وسيختفون. قيادة “حماس” ستنزل أيضًا إلى الأنفاق ولن ينجح الجيش في ضربها. وعند الحاجة ستجتاز هذه القيادة الحدود المصرية مرة أُخرى عن طريق الأنفاق.

كما أنه وفي أحسن الأحوال، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى السيطرة على قطاع غزة وعلى مليوني شخص وقتًا طويلًا. فهي مهمة صعبة ولا هدف لها، كما أنها تثير التساؤل عما سيفعله الجيش هناك؟ أسيعالج الحاجات الهائلة للسكان؟ أم يؤمن المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، والغذاء، والعمل؟ علاوة على ذلك، لن تنتهي العملية باحتلال الأرض. مقاتلو “حماس” سيبرزون من الأنفاق، وسينصبون الكمائن للجنود الإسرائيليين، وسيخوضون حرب عصابات شرسة ووحشية. لن يمر يوم من دون سقوط مصابين. وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تجنيد آلاف الاحتياطيين من أجل تنفيذ مهماته، دون الحديث عن الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بالدولة، ومع الافتراض بأن احتلال القطاع لن يؤدي إلى انضمام حزب الله إلى القتال من الشمال، وربما أيضًا إلى هجمات إيرانية من سوريا.

وأوضح الكاتب أن الخلاصة التي توصل إليها هي أن الطريقة الوحيدة لضمان الهدوء في النقب الغربي هي عملية سياسية مع “حماس” تؤدي إلى تسوية. تسوية معقولة في مقابل هدوء ليست ثمنًا مرتفعًا ولا تشكل تشجيعًا لـ”حماس”، ولا تشكل تهديدًا استراتيجيًّا لإسرائيل. ما سيتحقق في المقابل هو ضروري لحياة سكان غلاف غزة.

هل إسرائيل على طريق إنهاء الخلاف مع لبنان؟

تناول المحلل يتسحاق ليفانون الشأن اللبناني الإسرائيلي واحتماليات إنهاء الخلاف بين البلدين في ظل الصراع الدائر بينهما من أجل ترسيم الحدود البحرية، خاصة في ظل المباحثات التي دعا إيلها الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي يقودها ممثله عاموس هوكشتاين، الأمر الذي قد يثير الشكوك لدى حزب الله ورئيسه حسن نصر الله في حيادية الممثل الأمريكي كونه إسرائيليًّا خدم في الجيش الإسرائيلي، إلا أن نصر الله ليس أمامه خيار آخر نظرًا لأن قرار التعين أمريكي بامتياز.

وأكد ليفانون أن هوكشتاين عمل مع بايدن عندما كان نائبًا للرئيس، وهو ضليع في مجال الطاقة. وكانت المحادثات بين إسرائيل ولبنان توقفت عدة أشهر، في الأساس بسبب مطالب لبنان بزيادة المساحة المخصصة له زيادة كبيرة. قرر بايدن بذل جهد إضافي لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى تسوية مقبولة من الطرفين. نائبة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند وصلت إلى بيروت لإجراء محادثات، بعدها وصل أيضًا عاموس هوكشتاين، واجتمع الاثنان مع القيادة اللبنانية من أجل إعادة تحريك الاجتماعات بين إسرائيل ولبنان.

واعتبر ليفانون أن الشيء الإيجابي في الأمر هو أن لبنان لا يريد إغضاب الولايات المتحدة لأنها الداعم الأساسي للجيش اللبناني، وهو ضمنيًّا أيضًا لا يريد إغضاب إسرائيل، وعمليًّا ليس لديه هامش كبير للمناورة. فرئيس الجمهورية ميشيل عون يؤجل التوجه مجددًا إلى الأمم المتحدة للمطالبة بمساحة أكبر لأنه يعرف أن هذا الأمر سيُنهي المفاوضات. وفي خطوة استعراضية مهمة أحال على التقاعد رئيس الوفد اللبناني في المحادثات الجنرال بسام ياسين المعروف بتشدده ومواقفه المتصلبة.

1948 قصة لا تنتهي!

أكد الكاتب والمحلل بصحيفة يديعوت أحرونوت “ميخائيل ميلشتاين” أن سنة 1948 ترفض الاختفاء من الخطاب الإسرائيلي وهذا أمر جيد، حيث اندلع مؤخرًا نقاش حاد في أعقاب دعوات صدرت عن إعلاميين ومفكرين في إسرائيل تطالب بتعليم النكبة الفلسطينية في نظام التعليم اليهودي، برز هذا النقاش في وقت قريب من اندلاع أحداث مايو التي أكدت هي أيضاً أن 1948 لم تكن حدثًا عابرًا انتهى، بل هي قصة لا ولن تنتهي.

ورأى الكاتب أن المطلوب من الفلسطينيين الاعتراف بأن “النكبة” لم تهبط عليهم كعاصفة رعدية في يوم صاف، بل كانت جزءًا من حدث تاريخي متعدد الأبعاد كان لهم دور فاعل فيه، والمواقف التي وقفها زعماؤهم وحظيت بتأييد شعبي جارف كان لها عواقب وخيمة، وأن المطالبة باعتذار إسرائيل عن النكبة يوازي إلى حد بعيد مطالبة اليابان وألمانيا من الحلفاء بالاعتذار عن الضرر الذي تسببوا به لمواطني بلديهما خلال الحرب العالمية الثانية. لقد هُزم الفلسطينيون في سنة 1948 وعاشوا صدمة جماعية يجب على اليهود الاعتراف بها والمشاركة في نقاش حيال الوسائل المؤدية إلى حل تداعياتها البعيدة الأجل، حيث يمكن أن نندم على الماضي، لكن لا حاجة إلى الاعتذار عنه. وأن الاستمرار في التمسك بتصوير الذات بصورة الضحية المطلقة والمطالبة بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء يشكلان أساسًا لعدم الثقة وإدامة الصراع، وليس للمصالحة.

الأزمة تكمن في الشرطة وليس الشاباك

تناولت الكاتبة “زاهافا جلاون” بصحيفة هآرتس الأزمة الراهنة المتمثلة في العنق الذي يضرب القرى العربية، والتعامل الشرطي معها في ظل الدعوات لنقل مسئولية التصدي لتلك الأعمال لجهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي المعروف بالشاباك، وقالت الكاتبة إن عملية مكافحة العنف والإجرام في المجتمع العربي لن تكون مهمة هينة، وعليه فلا يمكن التنازل عن الأمور الأساسية والمقصود بها حماية نسيج المجتمع العربي لصالح الأمور الثانوية، أي القضاء على الإجرام المنظم. فإذا تم القضاء على الإجرام المنظم وتم تدمير نسيج المجتمع العربي فقد خسرنا المعركة، ولذلك ينبغي للنضال ضد الإجرام المنظم أن يشمل ويُشرك المجتمع العربي بجميع أطيافه.

وأضافت أنه يجب احترام حقوق الإنسان والمواطن، حتى خلال عملية مكافحة الإجرام. وعليه فليس باستطاعة جهاز الشاباك الذي يطبّق في حدود دولة إسرائيل وفي الأراضي المحتلة أيضا آليات عنيفة، حماية حقوق الفلسطينيين. لذا تشكل عملية مكافحة الجريمة في المجتمع العربي باشتراك جهاز الشاباك، خطوة خطيرة وغير شرعية تقوم الدولة من خلالها باستخدام أجهزتها وخدماتها الأمنية ضد مواطنيها العزل.

التسوية المقترحة في الشيخ جراح غير مناسبة

رأت بصحيفة هآرتس الكاتبة “دافنا جولان” أن اقتراح التسوية الذي قدمه قضاة المحكمة العليا بشأن ملف الشيخ جراح يضع تحديًا كبيرًا أمام الطرفين. لكن وبالرغم من أنه لم يسهم بتحقيق العدالة، إلا أنه يُعدّ إنجازًا مهمًّا داخل النضال المتعنت وطويل الأمد الذي خاضته العائلات الفلسطينية ضد محاولات تهجيرها عنوة. وسيتم وفقًا للاقتراح، الاعتراف بالسكان الفلسطينيين كسكان مَحميين ولن يتم إخلاؤهم بغض النظر عن مسألة الملكية، والتي سيتم استيضاحها في محاكم أخرى. كما اقترح القضاة أيضًا الامتناع عن تنفيذ مخططات بناء أو إخلاء أيًّا كان نوعها على مدار 15 عامًا، ابتداءً من لحظة التوقيع على اتفاقية التسوية.

وقد حاول القضاة من خلال اقتراحهم هذا نقل مسؤولية تطبيق القرار لطرفيّ الصراع، بدلًا من البتّ فيه بأنفسهم. لكنهم، قدموا ومن ناحية أخرى، اقتراحًا وجد الطرفان صعوبة بالغة بتقبله؛ حيث تعيق هذه التسوية إخلاء العائلات الفلسطينية بل وتبقي مسألة الملكية – لأول مرة في التاريخ – معلقة ومفتوحة، رغم إصدار عشرات الأحكام القضائية التي صادقت على ملكية الأراضي اليهودية. وفيما يتعلق بالعائلات الفلسطينية، ورغم أنّ التسوية تبقيهم في منازلهم، إلّا أنّ تجميد مخططات الإخلاء والبناء يؤجل التنفيذ لـ 15 عامًا لا غير.

ورغم أنّ هذا الاقتراح هو الأول من نوعه كونه يناقش قضية الملكية مجددًا، إلّا أنّ السكان الفلسطينيين القابعين تحت تهديد الإخلاء المستمر، كانوا يأملون بالحصول أخيرًا على اعتراف بملكيتهم. وعليه، قدموا اقتراحًا قانونيًّا جديدًا طالبوا خلاله إلزام دولة إسرائيل بالاعتراف بملكتيهم للمنازل التي يقطنونها كلاجئين بحسب القضاء الأردن، ولم تكتف المحكمة العليا بتجاهل هذا الرأي القانوني أو قضية الملكية فحسب، بل تجاهلت أيضًا مصير هؤلاء السكان كلاجئين لا يحق لهم المطالبة ببيوتهم التي هُجروا قبل عام 1948.

تباطؤ أمريكي في القضية الإيرانية

تناول رسام الكاريكاتير عاموس بيدرمان بصحيفة هآرتس حالة الجمود والبطء الشديد من قبل الإدارة الأمريكية في التعاطي مع الأزمة النووية الإيرانية، وعدم العمل على حسم الأمور مع طهران في ظل دعاوي الحوار بين الطرفين من قبل الإدارة الأمريكية، والذي لم تستجب له طهران، وفقًا لما أثبتته التجارب التاريخية بهذا الصدد، إذ طالما استخدمت إيران أوقات الهدنة والتفاوض السلمي في العمل على إنجاز المهمة النووية بشكل أسرع.

وصور بيدرمان، الرئيس الأمريكي منتظرًا نظيره الإيراني على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي يعمل الآخر على وضع اللمسات الأخيرة لمشروعه النووي، مؤكدًا لنظيره الأمريكي أنه قادم للتفاوض ولن يتأخر.

image 11

ربما يعجبك أيضا