الصحافة الألمانية| كرة القدم تصلح ما أفسدته الهولوكوست.. ومخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان

مترجمو رؤية

ترجمة: فريق رؤية

كيف ستتعامل واشنطن مع الملف النووي الإيراني؟

نشر موقع “فينر تسايتونج” تقريرًا للكاتب “ماكسيميليان سبيرا” تحدث عن تعامل الولايات المتحدة مع الملف النووي الإيراني، حيث باتت واشنطن أمام تحدٍّ جديد بعدما اشترطت طهران رفع العقوبات الاقتصادية أولًا كشرط لاستئناف المفاوضات، وفي الوقت نفسه يسابق النظام الإيراني الزمن لتخصيب اليورانيوم والذي وصل إلى نسبة 60% في تصادم واضح لبنود الاتفاقية المبرمة بين الجانبين.

واضطرت إيران للموافقة على استئناف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل بعد أشهر من التوقف، حيث اشترط الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” أن ترفع واشنطن العقوبات على بلاده قبل استئناف المفاوضات، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لكن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان توقع أن تُفرج الولايات المتحدة عن الأصول الخارجية الإيرانية المجمدة، وخاصة من صادرات النفط والغاز، والتي تبلغ قيمتها حوالي عشرة مليارات دولار تقريبًا، باعتبار هذه الخطوة بادرة وعلامة على حسن النية. وعلى الجانب الآخر يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن تحقيق وعوده الانتخابية فيما يتعلق باستئناف الاتفاق النووي مع إيران، والذي يبدو حتى الآن غير مطروح.

كان الاتفاق الذي جرى توقيعه في عام 2015 في قصر كوبورغ في فيينا حدثًا مهمًا، حيث اتفقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا على عقد اتفاق نووي مع إيران يتم من خلاله وقف تصنيع السلاح النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات عن إيران تدريجيًّا. وفي عهد الرئيس دونالد ترامب انسحبت الولايات المتحدة من المعاهدة عام 2018، وبعد عام انسحبت إيران أيضًا من الاتفاق، وبدأت إيران في استئناف تخصيب اليورانيوم من 3.67% إلى 60%.

جبهات صلبة

وقد حاولت أطراف الاتفاقية؛ بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين، إعادة الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، كما حاول المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روب مالي من خلال وسطاء بريطانيين وفرنسيين إجبار إيران على الالتزام ببنود الاتفاقية. إيران بدورها تريد التنسيق مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي لحل القضايا الخلافية، حيث قال ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية جوزيب بوريل إنه من حيث المبدأ، ليس ضد أي اتفاق أو مفاوضات حول الخلافات التي تتعلق بالعقوبات السياسية التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي ضد السياسيين الإيرانيين والحرس الثوري الإيراني، وأنه إذا ما جرى حل هذه الخلافات يمكن لإيران على الأقل العودة إلى طاولة المفاوضات مع الدول الخمس المتمسكة بالاتفاقية حتى اللحظة، ولا شك أن عودة إيران للاتفاق بعد شهور من الغياب له علاقة بأسباب سياسية داخلية.

إيران في حالة فوضى

لا تزال إيران بحاجة ماسة إلى نجاح المحادثات أو عودة جميع الأطراف المتعاقدة بسبب تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث تظهر نظرة سريعة على الأرقام مدى شدة الركود الذي تعاني منه البالد نتيجة فرض العقوبات، فقد تسببت العقوبات الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق ترامب في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الإيراني بنسبة 7% في عام 2019 كما انخفضت عائدات تصدير النفط الإيراني إلى 31 مليار دولار بمقدار الثلثين، حيث بلغت في العام السابق (2018) أقل بقليل من 90 مليار دولار أمريكي. كما ارتفع معدل الفقر بنسبة 11%، الأمر الذي تسبب في احتجاجات دامية في البلاد. من جانبها أعلنت الهيئة الحكومية الإيرانية للتخطيط والموازنة أن البلاد تواجه أزمة مالية خطيرة، وأنه إذا ما استمرت العقوبات الأمريكية على هذا النحو ودون حلول ومواجهة فعّالة، فإنه من الممكن أن تعلن إيران إفلاسها في غضون عامين ونصف على أبعد تقدير. ووفقًا للأرقام الرسمية فإن 30% من الإيرانيين يعيشون بالفعل تحت خط الفقر، ولم يعد بإمكان الإيرانيين دفع الإيجار أو تحمل تكاليف العلاج.

في المقابل استغلت الصين الصعوبات الاقتصادية الإيرانية والجليد الدبلوماسي بين طهران وواشنطن، فعمقت بكين التعاون الاقتصادي مع الجمهورية الإسلامية في وقت مبكر من عام 2016، وجرى إبرام اتفاقية ضخمة في مارس 2021 يتم بموجبها ضخ استثمارات للصين بقيمة 400 مليار دولار في البنية التحتية الإيرانية على مدار الـ 25 عامًا القادمة.

ولم يتم الإفصاح عن المزيد من التفاصيل عن محتوى الاتفاقية، وهو ما يثير الشكوك لدى الإيرانيين في مضمون هذه الاتفاقية. وقال رجل الأعمال “سيروس رزاغي” إن الإيرانيين يفضّلون الجودة والابتكار الأوروبيين، ولذلك يبحث العديد من الإيرانيين عن التدريب والشركة في ألمانيا والنمسا وفرنسا، ومع ذلك ترى الحكومة الإيرانية العكس، وتتجه نحو الصين للضغط على الولايات المتحدة.

كما أن الأمريكيين قلقون من التطورات التقنية الأخيرة في البرنامج النووي الإيراني، فوفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تمتلك عشرة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وهي في طريقها لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% ليكون صالحًا للاستخدام العسكري، لكن السيد “أوليفر ماير” من معهد أبحاث السلام وسياسة الأمن في جامعة هامبورغ يقول بأنه لا يوجد حتى الآن دليل على أن إيران استأنفت برنامجها النووي العسكري المتوقف منذ 15 عامًا.

واشنطن تمسك بخيوط اللعبة حتى الآن

ترى الولايات المتحدة خطرًا قادمًا من إيران لذلك يريد الأمريكيون إقناع الصين بالحد من وارداتها النفطية لطهران، وهو المطلب الذي تتجاهله الصين حتى الآن، لكن عودة الاتفاقية النووية الإيرانية مهمة أيضًا للصين، لأنها ستسهل المزيد من الاستثمارات الصينية في العديد من المجالات الأخرى في البلاد. وفي حالة عدم نجاح المفاوضات يحتفظ البيت الأبيض وإسرائيل بكل الخيارات العسكرية، ولكن لا خيار أمام واشنطن في الوقت الحالي سوى تعزيز موقفها من استمرار العقوبات والتي فشلت كل المحاولات الدولية في تجاوزها أو التغلب عليها مثلما فشلت محاولة إنشاء شركة Instex التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي كانت منوطة بتسهيل عمليات التبادل التجاري بين الأوروبيين والإيرانيين كوسيلة قانونية للتحايل على العقوبات الأمريكي، وستُظهر جولات التفاوض الحالية ما إذا كان من الممكن إحياء الاتفاقية مرة أخرى في فيينا أم أن هناك سيناريوهات أخرى.

استمرار المباحثات الرسمية لتشكيل الحكومة الألمانية الجديدة

ونشر موقع “تاجسشبيجل” تقريرًا للكاتب “ألبرت فونك” لفت إلى استمرار المفاوضات الرسمية لتشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية بين أحزاب إشارة المرور، والتغلب على العوائق القائمة بين الأحزاب الثلاثة: الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والخضر، وحزب الحرية.

وكل حزب من الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف يتمسك بما يريد والمثير للدهشة أنه ربما يقتنع الجميع أنه حقق ما يريد في هذه المفاوضات. صاغ السيد “لارس كلينجبيل”، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، معادلة وشعار الائتلاف بوضوح، وقال بأن التمسك بالاجتماع وحماية البيئة والابتكار هي على التوالي القضايا التي تحتل موقع الصدارة بالنسبة لأحزاب الائتلاف الثلاثة، فيما قال السيد “أوتو فريك”، عضو الحزب الديمقراطي الحر بأن الديموغرافيا وإزالة الكربون والرقمنة هي من أهم القضايا بالنسبة للحزب الديمقراطي الحر. هذا الائتلاف المحتمل ربما يكون الائتلاف الحقيقي المكون من ثلاثة أحزاب رغم أن الائتلاف السابق كان يضم الاتحاد المسيحي (CSU-CDU)، إلا أن الاتحاد لا يعدّ بالفعل مكونًا من حزبين؛ بل من حزب كبير مهيمن (CSU) يضم بعض الأعضاء من حزب آخر (CDU).

ولا تزال هناك بالفعل خلافات بين الأحزاب الثلاثة المكونة لإشارة المرور، خاصة فيما يتعلق ببعض القضايا، مثل عملية تقنين الحشيش، وذلك رغم تقارب مواقف الأحزاب الثلاثة، كما أن هناك خلافًا آخر حول الحقائب الوزارية؛ فعادةً ما يستحوذ الشريك الأكبر في الائتلاف على الحقائب الوزارية السيادية، مثل الخارجية والدفاع والداخلية بالإضافة إلى وزارة المالية، لكن يبدو أن هذا لن يحدث هذه المرة، حيث يطالب الحزب الاشتراكي بسبع حقائب تتمثل في الشؤون المالية، والعمل والشؤون الاجتماعية، والدفاع، والصحة، والأسرة، بالإضافة إلى العدالة، هذه الحقائب الوزارية تخدم في أغلبها توجه الحزب الاجتماعي، بالإضافة لمنصب المستشار، بينما يحصل كل من حزب الخضر والحزب الديمقراطي على أربع حقائب، حيث يطمح الخضر في الحصول على وزارة البيئة والخارجية الوزارة الاتحادية لحماية المستهلك ووزارة النقل، وهي أيضًا حقائب تساهم في عملية التحول البيئي، في حين يطمح الحزب الديمقراطي الحر في الحصول على وزارة الاقتصاد والداخلية والتعليم والبحث وكذلك التنمية.

بعد التطورات الأخيرة.. مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان 

نشر موقع “تاجسشبيجل” تقريرًا للكاتب “كريستوف ايرهاردت” تحدث عن احتمالية اندلاع حرب أهلية في لبنان مجددًا، لا سيما بعد تهديدات حزب الله الأخيرة، والتأثير على مجرى التحقيقات القائمة التي يتولاها القاضي “طارق بيطار” فيما يتعلق بتفجير مرفأ بيروت، والذي راح ضحيته ما يزيد عن 200 لبناني، ويطالب أهالي الضحايا بمحاسبة المسؤولين عن الحادث.

وعاشت بيروت معارك لم تشهدها المدينة منذ وقت طويل، وهناك مخاوف كبيرة من اندلاع حرب أهلية ثانية في لبنان بعد مقتل بعض عناصر حزب الله في التظاهرات المطالبة بتنحي القاضي بيطار المسؤول عن الملف، ورغم أن السيد “حسن نصر الله” حث أتباعه على التزام الهدوء لأنه لا مصلحة له الآن في أن يغرق لبنان في الفوضى، إلا أن تصريحاته الأخيرة تحمل الكثير من علامات الاستفهام، فهل يريد الحزب أن يحقق هدفه في الإطاحة بالقاضي بيطار كثمن لهذه الدماء؟ أم سيكون هناك عمليات اغتيال في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، أو على الأقل استعراض للقوة العسكرية؟

ويخشى اللبنانيون من الانهيار الاقتصادي، سواء كانوا من المسلمين أم من المسيحيين؛ فالجميع ستطوله لعنات الدولة الممزقة بالفساد، لكن يبدو أن الأمور تسير هناك عكس الاتجاه؛ فقد أظهرت المواجهات التي وقعت في منطقتي المقبرة وعين الرمانة مدى الانقسام الذي يعاني منه لبنان رغم الهدوء الحذر، ويشعر الكثير من اللبنانيين بالقلق من تجديد المعارك وخروج الوضع عن السيطرة، ويبقى شبح رعب انزلاق البلاد إلى حرب أهلية هو التهديد الأكبر الذي يواجه لبنان في ظل استمرار هذه الأزمة.

بعد الهولوكوست.. كيف ساهمت كرة القدم في احتواء العداوة التاريخية بين ألمانيا وإسرائيل؟

نشر موقع “دويتش فيلله” تقريرًا للكاتب “فيليكس تامسوت” لفت إلى تأثير كرة القدم على التقارب بين الشعوب وسد الفجوات، خاصة بين الشعب الألماني الذي كان يُنظر إليه من أغلب الجماعات اليهودية على أنه شريك أساسي في المحرقة التي قادها الحاكم النازي أدلوف هتلر وراح ضحيتها الملايين من اليهود وغيرهم، ومن ثمّ توارثت العداوة بين الشعب اليهودي الذي تمثله إسرائيل في المقام الأول، وبين الشعب الألماني، لكن كرة القدم هي من أذابت لهيب هذه العداوة وزادت من التفاهم بين الشعبين.

العلاقة الألمانية الإسرائيلية

يواجه المنتخبان الوطنيان للسيدات في إسرائيل وألمانيا بعضهما البعض في تصفيات كأس العالم مرتين في غضون ستة أيام، حيث لُعبت المباراة الأولى بين المنتخبين في مدينة “بيتاح تكفا” بالقرب من تل أبيب، والتي فاز فيها المنتخب الألماني 1-0 بينما تلعب مباراة الإياب في مدينة إيسن الألمانية لحجز بطاقة التأهل لكأس العالم التي ستقام في أستراليا ونيوزيلندا عام 2023. وقد لعبت مثل هذه اللقاءات الرياضية بين البلدين دورًا كبيرًا في زيادة التفاهم والتقارب، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الهولوكوست. واليوم يلعب الإسرائيليون كرة القدم في ألمانيا كما يلعب الألمان في إسرائيل، وهناك مشجعون إسرائيليون للعديد من الأندية الألمانية مثل بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، بالإضافة إلى المنتخب الألماني أيضًا، وقد استغرق هذا الأمر عقودًا من الزمن للوصول لهذه النقطة.

رغبة متبادلة

تقول السيدة “هيسترمان”، أستاذة الدراسات الإسرائيلية والشرق أوسطية في معهد الدراسات اليهودية في هايدلبرغ، إنه منذ ستينيات القرن الماضي كان هناك رغبة حقيقة من جانب السياسيين في ألمانيا الغربية بتطوير العلاقات مع إسرائيل بهدف تأهيل المجتمع الألماني ديمقراطيًّا، وتابعت هيسترمان بأن هذا لم يحدث فقط على المستوى السياسي، ولكن أيضًا من خلال التعاون في مختلف المجالات، وقد كانت هناك مصلحة أيضًا للحكومة الإسرائيلية في تطوير هذه العلاقة لأسباب عملية، حيث كانت إسرائيل تقاتل آنذاك من أجل بقائها وليس من أجل المصالحة، وذلك رغم اعتقاد الكثير من الإسرائيليين آنذاك (أغلبهم من الناجين من الهولوكوست) أن الألمان وليس النازيين فقط يجب أن يتحملوا مسؤولية المذابح التي وقعت لليهود الأوروبيين خلال الحرب العالمية الثانية، ولذلك كانت هناك مظاهرات واحتجاجات مناهضة لأي تعاون أو تقارب بين إسرائيل وجمهورية ألمانيا الاتحادية، ووصل الأمر إلى محاولة تنفيذ هجوم إرهابي في أكتوبر 1952، حيث تم اعتقال رجل في وزارة الخارجية الإسرائيلية كان يحمل عبوة ناسفة لتفجيرها في المبنى اعتراضًا على شروع إسرائيل في مفاوضات مع جمهورية ألمانيا الاتحادية حول تعويضات المذبحة.

أولي هونيس وبول برايتنر في إسرائيل

استغلت حكومة ألمانيا الغربية كرة القدم في إذابة الجليد بين البلدين، حيث سافر منتخب ألمانيا الغربية إلى إسرائيل لأول مرة (فريق الناشئين تحت 19 عامًا) بعد عقدين من تأسيس دولة إسرائيل بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك لإقامة معسكر تدريبي استعدادًا لبطولة كأس أمم أوروبا للشباب تحت 19 عاما والتي أقيمت في مدينة لايبزيغ عام 1969. أمضى النجوم الشباب والذي كان من بينهم أولي هونيس وبول برايتنر ثلاثة أشهر في إسرائيل وأنهوا الرحلة بسلسلة من المباريات الودية ضد الفرق الإسرائيلية، وأقيمت المباريات بدون جمهور، حيث احتج بعض المتظاهرين أمام البوابات على إقامة المنتخب الألماني في إسرائيل.

لم تكن نعرف شيئًا عن المحرقة!

يقول اللاعب “يوخانا فولاخ”، الإسرائيلي من أصول ألمانية، والذي وُلِدَ بعد الهولوكوست ببولندا، ولعب للمنتخب الإسرائيلي في ذلك الوقت، أن ممثلي الحكومة الألمانية كانوا متخوفين من رفض الجانب الإسرائيلي إقامة معسكرات للمنتخب الألماني أو الفرق الألمانية على الأراضي الإسرائيلية، ويتابع الرجل البالغ الآن 76 عامًا أنه كان من الجيل الأول الذي ولد بعد المحرقة وأن هذه التعاون مع الألمان مثل تحديًّا واختبارًا استطعنا اجتيازه باقتدار.

وُلد فولاخ في عام 1945 في فلسطين وكان والداه قد هربا من ألمانيا قبل وقت قصير من الحرب العالمية الثانية. عندما كان فولاخ يبلغ من العمر أحد عشر عامًا، رافق والده في رحلة استمرت شهرًا إلى ولاية ساكسونيا السفلى، حيث كان والده هناك للبحث عن الممتلكات التي فقدتها عائلته خلال الهولوكوست. أصبح فولاخ لاحقًا أسطورة كرة قدم إسرائيلية، حيث فاز بكأس إسرائيل مرتين ولعب مع المنتخب الإسرائيلي أيضًا في كأس العالم في المكسيك عام 1970 وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي وصلت فيها إسرائيل إلى كأس العالم.

صداقة ملهمة بين اثنين من المدربين

المدرب الإسرائيلي إيمانويل شيفر، الذي ولد في بولندا عام 1924، وارتحل إلى ألمانيا، وكان الناجي الوحيد من الهولوكوست من عائلته لعب دورًا بارزًا في التقارب الرياضي بين إسرائيل وألمانيا، حيث شارك شيفر في دورة تدريبية في الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولونيا عام 1958، أي قبل سبع سنوات من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وجمهورية ألمانيا الاتحادية. تلقى شيفر تدريبًا على يد المدرب الألماني الأسطورة “هينيس فايسويلر” وحصل على المركز الثاني بين المشاركين في الدورة، بينما حصل المدرب الهولندي الأسطوري “رينوس ميشيلز” على المركز الأول. كانت الصداقة التي نشأت بين شيفر وفايسويلر خلال الدورة التدريبية حافزًا لعصر جديد من التعاون بين كرة القدم الإسرائيلية والألمانية، حيث كان فريق بوروسيا مونشنغلادباخ الذي كان يدربه ويسفيلر أول فريق ألماني يسافر إلى إسرائيل ويخوض مباراة تدريبية قبل وقت قصير من كأس العالم 1970، ولم يكن من قبيل المصادفة أن يقوم فايسويلر بتسهيل صفقة انتقال اللاعب الإسرائيلي شموئيل روزنتال إلى الدوري الألماني كأول لاعب إسرائيلي يلعب في الدوري الألماني عام 1972.

كرة القدم وسيلة جيدة لتطوير العلاقات

ظلت كرة القدم عاملًا مهمًّا في التقارب بين ألمانيا وإسرائيل؛ ففي عام 1987 واجه منتخبا البلدين بعضهما البعض في “تل أبيب” في أول أربع مباريات ودية، وقد لعب عشرة لاعبين إسرائيليين في الدوري الألماني، كما لعب أربعة لاعبين ألمان في الدوري الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تلعب المهاجمة الإسرائيلية الدولية “شارون بيك” حاليًا في صفوف نادي فرايبورج في الدوري الألماني.

وقد لعبت عدة فرق إسرائيلية ضد أندية ألمانية منذ انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 1992 وكان آخرها نادي اتحاد برلين الألماني للرجال ضد مكابي حيفا في نهاية سبتمبر. ويؤكد حارس المنتخب الإسرائيلي السابق فيسوكر أن كرة القدم ساهمت في تعزيز التفاهم المتبادل بين الألمان والإسرائيليين، ويتابع: “لقد تغافلنا عن الإرث الثقيل الذي خلفته الهولوكوست من خلال هذه الألعاب” في حين يقول زميله السابق في المنتخب الإسرائيلي، يوخانان فولاخ: “أنا سعيد جدًّا بأن محاولات الألمان لتقوية العلاقات بين البلدين بسبب شعورهم بالذنب كانت ناجحة”.

ربما يعجبك أيضا