الصحافة العبرية| المواجهة مع إيران مسألة وقت.. وهل نقترب من نكبة ثانية؟

ترجمات رؤية

ترجمة – محمد فوزي/ محمود معاذ

تصرفات إسرائيل المنفردة تثير الأمريكيين

أثار المحلل بصحيفة يديعوت أحرونوت “إيتمار إيخنر” تساؤلًا حول ما إذا انتهت فترة الود بين الإدارة الامريكية وإسرائيل، فعلى الرغم من أن واشنطن أعلنت مؤخرًا أن إسرائيل من بين الدول المرشحة للإعفاء من التأشيرة للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه سرعان ما أعقبه الأمريكان باحتجاج شديد على البناء في المستوطنات وإصرار غريب على أن إسرائيل لم تبلغ واشنطن إجراء تصنيف المنظمات الفلسطينية كتنظيمات إرهابية، تلك الخطوات أثارت بالفعل المزيد من التوترات لدى الإدارة الأمريكية الديمقراطية للرئيس جو بايدن.

ومن أجل تبديد التوترات، وصل وفد يمثل وزارة الخارجية والشاباك إلى واشنطن، ومن المفترض أن يعرض على إدارة بايدن المعلومات الاستخباراتية التي صنّف وزير الدفاع بني جانتس على أساسها ست منظمات فلسطينية من المجتمع المدني كتنظيمات إرهابية؛ إذ تدعي إسرائيل أن هذه المنظمات هي فروع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتستخدم من أجل تبييض الأموال.

وأشار الكاتب إلى أنه في إسرائيل لم يعتقدوا أن الإعلان سيتسبب بأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة، في الأساس لأن الولايات المتحدة لا يعنيها أمر هذه المنظمات ولا تمولها. وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل وضعت الولايات المتحدة في الصورة وأعلمتها بالمستجدات. والتبليغ الأخير والحاسم جرى خلال لقاء بين المدير العام لوزارة الخارجية للشؤون الاستراتيجية يهوشواع زركا والقائم بأعمال منسّق مكافحة الإرهاب جون غودفري.

إيران لا تعتد ببايدن

تطرق الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم “أيال زيسر” للهجوم الذي قام به الحرس الثوري الإيراني بواسطة وكلائه من الميليشيات الشيعية التي تنشط في العراق، على قاعدة للجيش الأميركي في التنف الواقعة على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن. القاعدة التي يخدم فيها مئات الجنود الأمريكيين، وإلى جانبهم عناصر استخباراتية من بريطانيا وفرنسا أقيمت من أجل محاربة داعش، لكنها الآن تتابع جهود إيران للتمركز في المنطقة.

واعتبر الكاتب أن الهجوم دلالة على أن إيران لا تحسب لبايدن حسابًا، حيث تسرّب للإيرانيين شعور بأنه يوجد في البيت الأبيض اليوم رئيس آخر أقل ما يقال عنه إن الشرق الأوسط لم يعد في رأس اهتماماته، وليس لديه القوة والرغبة في الدخول في مواجهة مع إيران، لذا بادرت الأخيرة وتجرأت على مهاجمة الأمريكيين في سوريا والعراق، وأن استخدام المسيّرات في الهجوم يدل على قدرة موجودة فقط لدى إيران والميليشيات الشيعية التي تشغلها في العراق وسوريا.

وأضاف زيسر بأن الهجوم يحمل رسالة واضحة إلى إسرائيل. وفي ضوء عدم القدرة على الوصول إلى إسرائيل بحد ذاتها، اختار الإيرانيون المس بالولايات المتحدة، التي يعتبرونها ضعيفة وعرضة للأذى، وبالتالي لن ترد. هم يأملون بأن تمارس واشنطن ضغطًا على إسرائيل للجم عملياتها في سوريا، تمامًا مثلما تحاول إسرائيل المس ببشار الأسد للضغط على الإيرانيين.

اجتماع بينيت وبوتين لن يسفر عن جديد!

قبيل الاجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توقع الكاتب شلومو شامير بصحيفة معاريف أن يحظى باستقبال حار، والسبب أن بينت هو رئيس الحكومة الوحيد في دولة ديمقراطية في العالم الغربي الذي يصل إلى روسيا في زيارة رسمية ويلتقي بوتين، وهذا حدث سياسي استثنائي.

بوتين شخصية تجري مقاطعتها على الساحة الدولية. وخصوصًا من طرف زعماء الدول الأوروبية الغربية. ولا يُذكر أن زار رئيس دولة كبرى أو دولة أوروبية مركزية روسيا في الأعوام الأخيرة والتقى بوتين الذي يرد على المقاطعة بتجاهُل الأحداث العالمية. الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام كانت الرابعة التي غاب عنها الرئيس الروسي.

ويتجاهل رئيس حكومة إسرائيل مقاطعة الدول الغربية غير الرسمية للرئيس بوتين، ويواصل سياسة بنيامين نتنياهو الذي زار روسيا عدة مرات والتقى بوتين وحرص على نشر تفاصيل محادثاته مع الرئيس الروسي. والحقيقة التي لم تعد سرًّا اليوم أن الاجتماعات المتعاقبة لبنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي لم تثمر أرباحًا سياسية خاصة لإسرائيل، وهذا بالضبط ما يجب أن نتوقعه من لقاء بينت وبوتين في مدينة سوتشي.

هذا التقدير لا ينتقص أبدًا من أهمية الاجتماع بحد ذاته بين بينت وبوتين. بالنسبة إلى بينت، للاجتماع أهمية عملية كبيرة في الساحة الداخلية، ويمكن أن يساعده في تعزيز مكانته في إسرائيل. لا حاجة إلى أن تكون خبيرًا كي تقدّر أن الموضوعات المركزية التي ستُبحث في محادثات بوتين – بينت هي: مصير الاتفاق النووي مع إيران، وسياسة روسيا وطرق ممارسة نفوذها في سوريا بعد الاعتراف بحكم نظام الأسد.

ليبرمان: المواجهة مع إيران مسألة وقت

أجرت صحيفة معاريف حوارًا صحفيًّا مع ريس حزب إسرائيل بيتنا ووزير المالية أفيجدور ليبرمان، أكد خلاله أن المواجهة مع إيران مسألة وقت، وأكد أن هذا الأمر لن يستغرق طويلاً، وأي عملية دبلوماسية أو اتفاق لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، وأن المواجهة هي السبيل الوحيد لمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك قدرة نووية.

وأضاف ليبرمان أنه يرى أن إيران هي مشكلة المجتمع الدولي، لكنها قبل أي شيء مشكلة إسرائيل، لأن زعماءها يصرّحون صباح مساء بأن سياستهم تهدف إلى القضاء على إسرائيل، وهم بالفعل ينوون ذلك.

وتطرق ليبرمان إلى الميزانية الكبيرة التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية لوزارة الدفاع، فقال إنه لا ينبغي لأي أحد أن يتفاجأ من الحجم الكبير لميزانية الجيش التي تمت المصادقة عليها، وأشار إلى أن هذه الأموال تذهب لتمكين الجيش وتعزيز قوته، ولشراء منظومات دفاعية وقتالية متقدمة، إلى جانب ميزانيات لبرنامج حماية منطقة الشمال، والذي استغرق إعداده 3 أعوام.

ماذا لو كان المعتدون عربًا؟!

قال الكاتب بصحيفة هآرتس “ميكي جيتسين” أنه وخلال الأسبوع الماضي قد وقع أحد أبشع الأحداث التي عرفتها الرياضة الإسرائيلية منذ فترة طويلة؛ حيث اعتدى أعضاء “لا فاميليا” – مشجعو فريق كرة القدم بيتار القدس- بشكل وحشي على مشجّعين آخرين لبيتار القدس داخل الإستاد لاستمرارهم بالتصفيق والتشجيع عند ظهور اللاعب الجديد، كامسو مارا، المسلم الغيني، على أرض الملعب.

أدينَ هذا الاعتداء البشع بشدة من قِبل مشجعي الفريق الآخرين، بل ولاقى ردود أفعال حادة اللهجة من قِبل رموز النادي، وعلى رأسهم إيلي أوحانا. ولكن، تخيلوا لو أن أعضاء “لا فاميليا” كانوا عربًا؟ ما الذي كان سيحدث لو اعتدى مشجعون عرب على مشجعين عرب آخرين لنفس الفريق لمجرد هتافهم للاعب يهودي؟ بل وكيف كانت ستغطي وسائل الإعلام الإسرائيلية الحدث؟ أكانت ستتصدر تصريحات رموز الرياضة الإسرائيلية عناوين الصحف الرئيسية؟ أكان سيسارع الجميع بالادعاء بأنّ “العنيفين قلة قليلة”؟ وأنّ “معظم المشجعين أسوياء”؟ أكانت الشرطة ستكتفي بفرض عقاب خفيف؟

وأشار الكاتب إلى أن الإعلام الإسرائيلي طالب مؤخرًا من سياسية عربية الاستنكار والاعتذار عن العنف الذي يمزق المجتمع العربي، فقط لتمثيلها إياه. كما هبت قبل ذلك بأسبوع عاصفة إعلامية غير مسبوقة عقب اكتشاف اشتراك مستشارة رئيس لجنة الخارجية والأمن، النائب رام بن براك البرلمانية في دورة مرشدي رحلات نظمتها الحركة الإسلامية، وظهورها لاحقًا بصورة جمعتها مع رجال دين مسلمين، يُزعم بتورطهم في مساع تحريضية.

ويعتقد الكاتب أن أمام إسرائيل طريق طويل ومرصوف بالصعاب، بل وسوف يستدعي التوقف عن التفكير بشكل نمطي من أجل خلق واقع أفضل لجميع سكان هذه البلاد.

تأثيرات كورونا ليست مجرد إحصائيات

أكد الكاتب خين أريئيل أنه بعد مرور عام ونصف العام من ظهور جائحة كورونا، وفي اللحظة التي ظن فيها الجميع أن الجائحة اقتربت من نهايتها لأن المساحات العامة والمطارات عجّت بالمسافرين رغم جائحة كورونا، فقد اشتد الفقر ضراوة وقسوة.

وأضاف الكاتب بأنه يقف خلف المعطيات التي لا تحصى كثيرون ممن خسروا كل مدخراتهم، نساء معنّفات لا مكان لهن في الملاجئ، وشباب يجوبون الشوارع بلا غاية، عائلات بلا مأوى، أطفال جوعى لم يتمكن أحد من تلبية احتياجاتهم، وعمال أقيلوا أو أحيلوا لإجازات غير مدفوعة الأجر ولم يتمكنوا بعد من العودة إلى سوق العمل.

كما اتسعت في ظل الجائحة مشاعر الاغتراب بين الأجيال المختلفة، خاصة المسنين، حيث يشعر العديد منهم بأن الدولة تخلت عنهم؛ فقد صرّحوا بأن علاقتهم مع عائلاتهم وأصدقائهم جزئية وغير مرضية، لكن هذا ليس مجرد إحساس، حيث تشير معطيات كثيرة إلى أن الإغلاق، وتجميد الأنشطة والضغط النفسي في ظل الجائحة زاد من نسبة مرضهم.

هل نحن في الطريق لنكبة ثانية؟

تطرق الكاتب بصحيفة هآرتس “بار سيجال” لتصريح النائب بيتسيلئيل سموتريتش للنواب العرب أثناء نقاش مشروع قانون أساس الهجرة الذي قدمه النائب سيمحا روتمان عن حزب سموطريتش بالتالي: “بَقيتم هنا بالخطأ ببساطة لأن بن غوريون لم يكمل مهمّته ولم يتخلص منكم خلال حرب عام 48″، بل وكرر على مسمعهم قائلا: “إنّها الحقيقة، إنّها الحقيقة”.

وأشار الكاتب إلى أنه من الصعب الاستهانة بخطورة هذا التصريح: فهذه ليست مجرد حرب روايات يدور محورها حول “عودة بني صهيون، “الحق التاريخي” أو “النكبة”، بل حول تبني الرواية الفلسطينية وشرعنتها.

وقال الكاتب إنه لا يمكن اعتبار أقوال سموتريتش إلا مؤشرًا لاحتمال حدوث نكبة ثانية. لن تشبه هذه النكبة ما حدث في 48؛ بل ستكون نكبة حديثة وأنيقة، ولكنها لن تقل خطورة عن سابقتها. بل وسيحظى سموتريتش وأمثاله تحت رعاية الدولة وفي ظل المصادقة على قانون القومية بالحق التحريض ضد الآخرين وتجاهلهم. وعليه سيظل واقع الفلسطينيين في الضفة الغربية على ما هو عليه، بل وسيستمر تطهيرهم العرقي، وسلب أراضيهم وتخريب ممتلكاتهم.

مهمة ثقيلة على كاهل حكومة إسرائيل

تعرض رسم كاريكاتيري بصحيفة كالكاليست للأعباء المالية الكبيرة التي يعاني منها وزير المالية أفيجدور ليبرمان بشكل خاص والحكومة الإسرائيلية بشكل عام، وذلك في ظل كثرة المتطلبات المالية للعديد من القضايا والملفات، وصعوبة توفير الحد المناسب من المخصصات لكل قضية من القضايا.

وتشير أصابع الاتهام لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي أثقل كاهل الدولة بالكثير من الأعباء، وترك تركة صعبة؛ نظرًا لفشلة الكبير في إدارة العديد من الملفات وتوفير الدعم الميزانيات للعديد من القطاعات.

ويُظهر الرسام ليبرمان مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت وكأنهم يحاولون انتشال بعض الملفات وإحيائها ماليًّا، كالتعليم والصحة والإسكان، ويقف في الخلفية نتنياهو مستترًا، كناية عن أنه المسئول عن تلك الأزمات.

ربما يعجبك أيضا