«ليكسبريس» | هل تأخرت باريس في تطعيم الفئات العمرية الأكبر سنًّا ضد كوفيد -19؟

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

في تقرير بصحيفة ليكسبريس الفرنسية نُشر أمس الاثنين، ذكرت أنه مع اقتراب دخول موجة جديدة من فيروس كورونا، يوجد في فرنسا ثغرات كبيرة في إنجاز تطعيم المواطنين، بينما تؤكد مؤشرات عودة الوباء بقوة.. فهل ستتمتع فرنسا بشتاء “هادئ” أم يفسده كوفيد -19؟

في الواقع، تواجه البلاد حاليًا انتعاشًا وبائيًّا على نطاق واسع. ومع اقتراب فصل الشتاء، وكما توقع العلماء، تشهد جميع دول القارة العجوز تقريبًا نفس الحالة. فهل نشهد بعد هذه الزيادة في عدد الحالات بدايات الموجة الخامسة؟ وهل تتشبع المستشفيات؟ مثل هذه الأسئلة تعاود الظهور مرة أخرى. لكن على العكس من الموجات السابقة، تتمتع فرنسا بميزة واحدة وهي النسبة المرتفعة لإنجاز التطعيم، حيث جرى تطعيم أكثر من ثلاثة أرباع الفرنسيين. لكن هل وصلت نسبة التطعيم بما يكفي لدى كبار السن، الذين هم أكثر عُرضة للإصابة بوباء؟

لا تزال هناك فرصة للتحسين

لقد مضى وقت طويل منذ أن تعرضت فرنسا للانتقاد بسبب بطء عملية التطعيم بعد الأشهر الأولى الصعبة – ناهيك عن الفوضى التي حدثت – وبينما كانت المملكة المتحدة تفتخر بنجاح حملتها الخاطفة. واليوم، لم تعد فرنسا بحاجة للخجل بعد أن نجحت حتى الآن في تطعيم أكثر من 76٪ من الفرنسيين الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل، وحوالي 89٪ من السكان فوق 12 عامًا.

وللتذكير، مُنحت الأولوية في التطعيم بعد إطلاقه في نهاية ديسمبر 2020 للفئات الأكبر سنًّا، بسبب احتمالية احتجازهم في المستشفيات، ويزداد هذا الخطر في حالة انتعاش الوباء.. ومع ذلك لم يتلق بعضهم اللقاح حتى الآن.

وبينما تتجاوز نسبة التطعيم 90٪ للفئات التي تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عامًا، والأخرى التي تتراوح أعمارها بين 65-74 عامًا، إلا أنها تقل فيما يتعلق بمن يبلغون 75 عامًا أو أكثر. ومن المؤكد أن المعدلات مرتفعة، ولكن لا ينبغي إهمال فرصة التحسين. فعلى سبيل المثال، بالنسبة للفئات التي تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، لم يتم تطعيم 500 ألف شخص منهم عن طريق موقع التأمين الصحي.

ولا يُعدّ التطعيم مجالًا للتسابق بين الدول، ولكن نجاحه يقاس أيضًا بالنسبة لأداء الدول الأخرى. فعلى المستوى الأوروبي، تمكنت القارة من اللحاق بالركب؛ حيث جرى ​​تطعيم 65٪ من سكان الاتحاد الأوروبي بالكامل. وبالمقارنة، تبلغ تغطية التطعيم في الولايات المتحدة حتى الآن 57٪، أما بالنسبة لإسرائيل، التي لطالما اعتبرت بطلة العالم في التطعيم، فتبلغ النسبة أيضًا 67٪.

معدلات أفضل لدى الجيران

وكالعادة، تشير الأرقام العالمية إلى تباينات قوية، وبالتالي لا يزال التطعيم متقدمًا بشكل غير متساو في القارة، حيث تتخلف البلدان الأقل حظًّا في الشرق عن البلدان الغنية في الغرب. ومقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، يوجد في فرنسا خلل في عملية التطعيم؛ ما دفع العديد من الشخصيات إلى انتقاد أداء فرنسا في تطعيم المسنين. حيث قال فرانسوا اكزافييه بيلامي عضو البرلمان الأوروبي: “فرنسا واحدة من أقل البلدان في أوروبا من حيث تطعيم الفئات الأكثر ضعفًا، كتطعيم المسنين على سبيل المثال”. والملاحظة الأولى التي تتبين لنا من خلال الرجوع إلى أرقام المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) تتمثل في أنه يوجد بالفعل سرعات متفاوتة للتطعيم في أوروبا. وفيما يخص كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم الثمانين عامًا، يتضح أن بعض البلدان متأخرة، ولا سيما تلك الواقعة في أوروبا الشرقية حيث يبلغ المعدل في رومانيا وبلغاريا على سبيل المثال 22٪، وأقل من 70٪ في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

وفي المقابل، نجحت بعض الدول في أوروبا الغربية مثل اسبانيا والبرتغال وأيرلندا في تطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا بشكل كامل. لكن في المملكة المتحدة وألمانيا، لا توجد بيانات متوفرة، لكن تغطية التطعيم تزيد عن 95٪ وفقًا للسلطات المحلية. وفي هذه المنطقة من أوروبا الغربية، تعد فرنسا استثناءً حيث يقترب المعدل إلى 90٪، ويقف عند 87٪ وتأتي خلف بعض البلدان الأخرى التي لم تنجح في تلقيح 100٪ من هذه الفئة العمرية مثل إيطاليا أو فنلندا أو النرويج أو السويد أو قبرص، بمعدلات تصل إلى 95٪ أو أكثر.

وأخيرًا، تحتل فرنسا المرتبة الخامسة عشرة من بين 27 دولة، لذلك تحتل مركزًا متوسطًا. علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن فرنسا تحتل مرتبة أفضل في الفئة العمرية بين 70 و79 عامًا حيث تأتي في المرتبة التاسعة بتغطية تطعيمية بلغت 97.8٪.

اذهب إلى هذا الجمهور

وأمام مخاطر حدوث موجة جديدة، تتجلى الحاجة الملحة في حماية الضعفاء. ففي فرنسا، تنوي السلطات تطعيم هذه الفئة من السكان بأسرع ما يمكن باستخدام البرنامج المعروف باسم “التوجه نحو” حيث يتم تنفيذ إجراءات مختلفة عن طريق تنشيط مختلف الأدوات، وهي تستند إلى حشد مختلف الجهات الفاعلة، على سبيل المثال مشاركة التأمين الصحي والأطباء المعالجين والجمعيات والمسؤولين المنتخبين. وفي حين أن أكثر من 500 ألف شخص فوق 80 عامًا لم يتم تطعيمهم، أعلنت وزارة الصحة إطلاق رقم مجاني بهدف تقديم التطعيم في المنزل أو مباشرة من أخصائي الرعاية الصحية. وتتلاءم هذه الأداة مع منطق برنامج “الانتقال إلى”، ولا يبقى إلا أن نرى ما إذا كانت فعالة في تعزيز نسب التطعيم.

وفي الوقت نفسه، تدعو الحكومة كبار السن إلى تلقي التطعيم المعزّز، في ظل احتمالية تزايد انتشار الفيروس بشكل متسارع.. فهل تكون التوصيات كافية؟ في الواقع “أعلنت الحكومة أنها ستقرر في الأسابيع المقبلة بناءً على توصية السلطات الصحية، ما إذا كانت ستشترط جرعة ثالثة أم لا”.

للاطلاع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا