الصحافة العبرية| سيطرة حماس باتت أمرًا واقعًا.. وهكذا يعمل الشاباك

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

خيبة أمل فلسطينية بإدارة بايدن

قال المحلل بمركز القدس للدراسات السياسية والاستراتيجية “يوني بن مناحم”، إنه بالاستناد إلى جهات رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية، يشعر رئيس السلطة بخيبة أمل كبيرة بسبب عدم وفاء الإدارة الأمريكية بوعودها تجاه الفلسطينيين. الاتصالات بين الإدارة الأمريكية وبين السلطة الفلسطينية تجري بواسطة الموفد الأمريكي الخاص المسؤول عن الملف الإسرائيلي- الفلسطيني في وزارة الخارجية هادي عمرو، والرئيس بايدن يتجاهل محمود عباس، ولم يوجه إليه دعوة لزيارة البيت الأبيض.

وأشار الكاتب إلى أن إدارة بايدن تبدو مشغولة بالتحدي الصيني وبالوضع الداخلي في الولايات المتحدة، وهي ترغب في مواصلة إدارة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني دون اضطرابات خاصة، ودون انهيار السلطة الفلسطينية، والمقصود الحفاظ على الوضع القائم. لكن محمود عباس في عجلة من أمره، ويريد أن يرى نتائج فورية للوعود التي أُعطيت للسلطة الفلسطينية، والانطباع السائد في قيادة السلطة الفلسطينية أن كل وعود الرئيس بايدن للفلسطينيين كانت بمثابة دعاية انتخابية وسراب تبدّد في لحظة دخول الرئيس إلى البيت الأبيض.

وأكد بن مناحم أن خيبة الأمل الفلسطينية تنبع من أن الرئيس بايدن لم يعمل على إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، والتي أغلقتها إدارة ترامب. وبحسب القانون الأمريكي، يملك الرئيس صلاحيات إلغاء القرار العائد إلى سنة 1987 والذي صنّف منظمة التحرير تنظيمًا إرهابيًّا، من خلال رسالة يرسلها إلى الكونجرس، لكن في رأي السلطة، يتخوف بايدن من ردة فعل الكونجرس واللوبي الصهيوني اليهودي بسبب الادعاءات بأن السلطة الفلسطينية تواصل دفع رواتب للأسرى وأفراد عائلاتهم، وتواصل التحريض ضد إسرائيل.

على حكومة التغيير أن تقوم بالتغيير

أكد الكاتب بصحيفة معاريف “شلومو شامير” أن لدى دولة إسرائيل وممثليها الرسميين مشكلة لا يعلمون بوجودها؛ أنه في واشنطن وموسكو وبروكسل، وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، استقبلت حكومة التغيير في إسرائيل بحسب الفهم الطبيعي لمصطلح “تغيير”، وهذا الفهم هو الذي أدى إلى موجة الاحتجاجات والإدانات على الساحة الدولية التي توجه إلى إسرائيل في هذه الأيام، بعد قرارها بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات.

ولكن على ما يبدو لا يوجد في إسرائيل وعي كاف للصورة الإيجابية لحكومة التغيير في العالم. لا يهتم من في العواصم التي ذكرناها سابقًا قط أن يمثل نفتالي بينت 6 مقاعد فقط. ولا أحد يتابع تصريحات أييليت شاكيد، ولا يقرأ أحد التفسيرات المختلفة لسلوك بني جانتس ونيتسان هوروفيتس.  المهم بالنسبة إلى زعماء دول مركزية معنية بوضع السلام والأمن في العالم هو أنه يوجد في إسرائيل حكومة جديدة يمكن، في تقديرهم، أن تشكل عاملًا يدفع قدمًا بالاستقرار في العالم.

إلى جانب هذا، هناك إجماع دولي على معارضة الاستيطان وليس من اليوم. هذه المعارضة ظهرت منذ كان رونالد ريجان رئيسًا، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا لا يتجزأ من السياسة الأمريكية الخارجية. أيضًا روسيا تعارض المستوطنات بشدة، والبيان الذي أصدرته لإدانة البناء فيها كان عنيفًا للغاية بسبب العلاقة القريبة التي تربط موسكو بالنظام في إيران.

في إسرائيل، الكل مشغول بالتقديرات إزاء صمود الحكومة بعد إقرار الميزانية. في واشنطن وموسكو وبروكسل، وفي مركز الأمم المتحدة في نيويورك، هناك قلق أكثر على مكانة إسرائيل كدولة حيوية من أجل الدفع قدمًا بالاستقرار الإقليمي.  قرار البناء في المستوطنات لم يساعد على ضمان هذه المكانة، يجب أن يفهموا في القدس أنهم محبوبون في الساحة الدولية أكثر مما يعتقدون، ويجب عليهم ألّا يفسدوا ذلك.

سيطرة حماس أصبحت أمرًا واقعًا

رأى المحلل “ميخائيل ميلشتاين أنه بعد مرور نصف عام على عملية “حارس الأسوار”، نجحت حماس في استعادة كل الأرصدة التي خسرتها جراء المعركة التي بادرت إليها بعد انتهاكها بصورة واضحة التسوية التي كانت قائمة آنذاك في غزة. علاوة على ذلك فقد حصدت الحركة أيضاً إنجازات استراتيجية لم تكن لديها قبل المواجهة، وأخذت شكل خطوات مدنية غير مسبوقة دفعت بها إسرائيل قدمًا مؤخرًا في قطاع غزة، وعلى رأسها زيادة عدد العاملين في إسرائيل وإزالة الحواجز من أمام تصدير واستيراد البضائع. بهذه الطريقة عادت إسرائيل و”حماس” إلى الوضع الذي كان قائمًا في 10 مايو، اليوم الذي بدأت فيه العملية، وبالتدريج بدأ ينشأ واقع أفضل بالنسبة إلى يحيى السنوار.

وأوضح المحلل أن معظم الإنجازات التي حددتها إسرائيل مع انتهاء عملية “حارس الأسوار” لم تتحقق نظريًّ وعمليًّا، باستثناء الهدوء الأمني، ومعظم التصريحات التي تتعلق بتغيير قواعد اللعبة تبددت، وعلى رأسها اشتراط الخطوات المدنية بتقدُّم المفاوضات في موضوع الأسرى والمفقودين. بالإضافة إلى ذلك، تبرز الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في استيعاب بعض دروس” حارس الأسوار”، وفي طليعتها تعامل حماس مع التسوية بصورة مرنة وغير ملزمة، وعدم ترددها عن خرقها بما يتلاءم مع مصالحها. بكلمات أُخرى كشفت عملية “حارس الأسوار” إلى حد بعيد تقويض نظرية التهدئة التي خرقتها حماس من دون أن يسبق ذلك تدهور أمني في القطاع، بينما كانت ذريعة الهجوم ما جرى في القدس.

وأضاف المحلل أن التسوية الناشئة حاليًا تكشف بوضوح كبير قبول إسرائيل اليوم لـحماس كأمر واقع في المدى البعيد، بصورة تشبه إلى حد بعيد قبول وجود حزب الله على الجبهة الشمالية. أكثر من ذلك قبول التسوية يُظهر الحقيقة المُرة بأن إسرائيل لا تملك بدائل استراتيجية حقيقية فيما يتعلق بقطاع غزة. نظرًا إلى أن إسقاط حكم حماس وإعادة احتلال القطاع من جديد غير مطروحين بجدية، وفي ضوء حقيقة عدم واقعية أفكار، مثل نزع السلاح من غزة ونشر قوات دولية في المنطقة، ليس أمام إسرائيل سوى الاختيار بين اشتباكات مستمرة معناها عدم الهدوء الأمني، وخصوصًا بالنسبة إلى سكان غلاف غزة، وبين تسوية طويلة الأجل تستغلها حماس لزيادة قوتها العسكرية في مواجهة معارك مستقبلية.

هكذا يعمل الشاباك  (افتتاحية هآرتس)

أعلن مكتب المدعي العام في تل أبيب تراجعه عن الاتهام الذي وجهه قبل نصف عام ضد ثلاثة من ستة متهمين عرب من سكان يافا بالمشاركة في أعمال التنكيل التي تعرّض لها جندي إسرائيلي خلال عملية “حارس الأسوار”. اثنان من المتهمين معتقلان منذ 4 أشهر، والثالث منذ 3 أشهر. وقد أثبتت الأدلة التي استندت إلى كاميرات المراقبة أن الثلاثة لم يكونوا موجودين البتة في الساحة. كذلك أُسقطت التهمة الموجهة إلى المتهم الرابع بالمشاركة في التنكيل. بعض المتهمين اعترف خلال التحقيقات بمشاركته، لكنه تراجع لاحقًا عن اعترافاته، بعد أن قدم محامو الدفاع أدلة عبر كاميرات المراقبة أثبتت عدم وجودهم في الساحة.

مؤخراً كثّف الشاباك تدخّله في التحقيقات مع المدنيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاكَم فيها فلسطينيون، وأيضًا مواطنون إسرائيليون عرب، بالاستناد إلى اعترافات حصل عليها الشاباك بواسطة العنف، ومن خلال أساليب تحقيق مريبة. ويمكن الجزم بأنه لولا أشرطة الفيديوهات لكان الأربعة دينوا وحُكم عليهم بالسجن أعوامًا طويلة. هذه المرة الحظ ساعدهم.

لكن التفكير فيما يجري في غرف تحقيق الشاباك، الذي يدفع مواطنين أبرياء إلى الاعتراف بأفعال لم يرتكبوها، يجب أن يطرد النوم من عيني كل مواطن، فكم بالأحرى مع النية والدعوة إلى إشراك الشاباك في محاربة الجريمة في البلدات العربية. الإدانات الكاذبة لا تشكل ظلمًا لا يُغتفر فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى بقاء مرتكبي الجرائم الحقيقيين طليقين وأحرارًا. في مقابلة أجرتها “هآرتس” (4/11) حذّرت الخبيرة في علم الجريمة د. حاغيت لارنو من تطورات خطرة وعقوبات منفردة لليهود والعرب ضمن إطار محاربة الجريمة في المجتمع العربي. “الأزمة الحالية تعطي الشرطة صلاحيات مؤذية جدًّا.. وهذا الأمر يجب أن يُقلق الجميع”. ينطبق هذا الكلام بصورة كبيرة على أساليب تحقيق الشاباك.

مَن يعتدي على الجنود يجب محاكمته بالطبع، لكن يجب عدم دفع مواطنين أبرياء إلى الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها. قضية التنكيل بالجندي في يافا يجب أن تشكل إشارة إنذار واضحة: يجب عدم توجيه التهم بأي ثمن، ويجب عدم تدخُّل الشاباك في محاربة الجريمة.

إقرار الموازنة الجديدة

تطرق رسام كاريكاتيري بصحيفة كالكاليست لقضية إقرار الموازنة العامة للدولة في إسرائيل أخيرًا بعد معاناة 3 سنوات من عدم الاتفاق عليها، الأمر الذي جعل الإعلام وكذلك الحكومة يحتفلون بالأمر وكأنه انتصار كبير، على الرغم من كونه شيء عادي ومنطقي في أي مكان في العالم.

وعبر الرسام عن ذلك بشخص يحتسى مشروبه لا يكترث بمظاهر الاحتفال الغريبة حوله، وحينما يسأله شخص آخر عن سبب تلك الاحتفالات، يرد عليه الشخص بأنه ربما بسبب شيء تافه كالاحتفال بالميزانية. فالناس لا يعدون إقرار الميزانية نجازًا في حد ذاته، وإنما يتطلعون لكيفية إدارة الميزانية في الفترة المقبلة، والتعامل مع المشاكل الكبرى التي تعانيها الدولة في مناح عدة.

image 5

ربما يعجبك أيضا