الصحافة العبرية|الملف الإيراني يتصدر أجندة إسرائيل دائمًا.. والمرأة الإسرائيلية لا تزال مضطهدة

مترجمو رؤية

ترجمة: محمود معاذ

الأزمة الإيرانية تصل لمرحلة الحسم

رأى المحلل بمركز القدس للدراسات السياسية “يوني بن مناحم” أن إعلان بريطانيا حركة “حماس” تنظيمًا إرهابيًّا جاء متأخرًا جدًّا، لكن كما يقولون أن تأتي متأخرًا، أفضل من ألا تأتي أبدًا. وأوضح المحلل أن القرار البريطاني يعتمد على معلومات استخباراتية بريطانية وإسرائيلية، وهكذا انضمت بريطانيا إلى دول مثل الولايات المتحدة، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، ونيوزيلندا التي سبق أن صنّفت “حماس” تنظيمًا إرهابيًّا.

وأضاف المحلل أن القرار البريطاني يساهم في النضال السياسي والدعائي الذي تقوم به إسرائيل التي تأمل أن تستفيد منه في خدمة هذه الأهداف. كما يساعد هذا القرار في التأثير في دول أُخرى كي تحذو حذو بريطانيا، وهو ما يشجع الدول العربية التي تقف ضد حركة “حماس” والإخوان المسلمين على السير على خطى بريطانيا وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما أن القرار البريطاني سوف يساعد إسرائيل في النضال القانوني ضد الدعاوى الفلسطينية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم وإرهاب في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وأكد بن مناحم أن هناك أيضًا تأثيرًا مهمًّا للقرار البريطاني، فهو يمنح تبريرًا أخلاقيًّا وأمنيًّا لإسرائيل لشن عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة للدفاع عن نفسها ضد هجمات “حماس” بالصواريخ، كما يساعد الإعلان في تحضير الرأي العام الدولي لفكرة أن إسرائيل تحارب ضد حركة إرهابية تسيطر على القطاع وتستخدمه قاعدة للهجوم على مواطني إسرائيل.

إيران تستهدف الخليج العربي

رأى الكاتب بصحيفة هآرتس “يوناتان ليز” أن إيران تقوم بالهجوم على أهداف في الخليج العربي بواسطة طائرات من دون طيار كوسيلة ضغط تهدف إلى الدفع قدمًا بمصالح لها علاقة ببرنامجها النووي، بالإضافة إلى صراعها للسيطرة على المنطقة. وتستعين طهران بالهجمات للضغط على المجتمع الدولي لكي يتساهل معها في مطالبه. وأكثر من مرة كان هناك علاقة بين توقيت هجوم على أهداف مدنية وبين خطوات أرادت إيران الحصول عليها في تلك الفترة من الولايات المتحدة والدول الكبرى.

وبحسب المعلومات التي يمتلكها المحلل، فإن إيران لا تقوم بهذه الهجمات بنفسها، بل تستعين بتنظيمات إرهابية في دول المنطقة، حيث أقامت قواعد مخصصة للمسيرات، والمقصود هجمات محدودة تنطلق من قواعد بعيدة عن أراضيها تسمح لها بالتحرك دون الانجرار إلى رد عسكري ضدها وطمس حجم تورطها بها.

وأوضح المحلل أن إيران تحاذر من الهجوم مباشرة على أهداف أمريكية، حيث إنها خطوة يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إليها، وتجعل موقف الولايات المتحدة أكثر تصلبًا حيالها. بدلاً من ذلك، تضرب إيران أمن الملاحة في الخليج، متوقعةً أن تضغط دول المنطقة على المجتمع الدولي للتصالح مع إيران والتساهل في مطالبه منها.

رئيس المستوطنات

عبرت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها عن سخطها بخصوص نية زيارة الرئيس الإسرائيلي “يتسحاك هارتسوج” لمستوطنات الخليل في اطار احتفالات عيد الخانوكا وقالت الصحيفة: “من بين كل الأماكن والمدن، اختار “هارتسوج” الخليل التي لا يضاهيها مكان حينما نتحدث عن بشاعة الاحتلال ووحشيته وكذلك عنف وتسلط المستوطنين”، وأضافت هآرتس أن الخليل هي المدينة التي اضطر مواطنوها الفلسطينيون بتركها وترك ثرواتهم وأراضيهم بسبب عنف وتهديدات المستوطنين فيها، لذا تُعدُّ زيارة المواطن رقم واحد في الدولة لها بمثابة منح شرعية للظلم البغيض الذي يحدث في تلك المدينة العربية.

وذَكَّرت “هآرتس” بالمذبحة التي ارتكبها المستوطن المتطرف “باروخ جولدشتاين” بإطلاق النيران على المصلين في الحرم الإبراهيمي أثناء أداء صلاة الفجر، معاودةً على تأكيدها أن تلك الزيارة هي خطوة احترام وتضامن مع عنف المستوطنين هناك، مشيرة إلى أنها ليست الزيارة الأولى لـ”هارتسوج”، ولكنها الثانية بعد زيارته من قبل مستوطنة هار براخا التي يعرف الفلسطينيون حولها مدى عنف سكانها، ونادت الصحيفة في نهاية افتتاحيتها بضرورة إلغاء الزيارة المزمع إقامتها قريبًا، إن كان يعتبر الرئيس نفسه بالفعل رئيسًا للجميع.

لم يتغير شيءٌ

بمناسبة فعاليات اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، كتبت عضوة الكنيست السابقة عن حزب الليكود “ليمور ليفنات” عن معدلات التحرش الجنسي في المجتمع الإسرائيلي، وكذلك معدل مقتل زوجات على أيدي أزواجهم، وقالت: “يعجبني الاهتمام الإعلامي والسياسيين طيلة هذا الأسبوع بهذه الفعاليات، ولكن المطلوب هنا ليس اهتمامًا لمدة يوم أو أسبوع، ولكن مطلوب نشر وعي وعمل دائم طيلة شهور السنة على القضاء على هذه الظاهرة، موضحة أن ظاهرة العنف ضد النساء لا تتضمن فقط السيدات؛ بل أيضا الشابات والصغيرات اللاتي يتعرضن للعنف داخل الأسرة وخارجها وليس لهم القوة لتخليص أنفسهن.

وذكرت “ليفنات” في مقال لها بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن ٢١ امرأة قد لاقين حتفهن في سنة ٢٠٢١ على أيدي أزواجهن، مشيرة إلى أن المجتمع يتذكر قضية واحدة منهم نظرًا لرواجها الإعلامي آنذاك، ولكن لا أحد يتذكر باقي الضحايا العشرين، كما لا يتذكر أفراد المجتمع جميع قضايا التحرش الجنسي والعنف التي وقعت في العام ذاته ضد النساء، مشيرة إلى أن معدل عدد النساء الذي قُتِل هذا العام يشبه المعدل ذاته في عام ١٩٩٤ حين دعت ليفنات نفسها لجلسة استثنائية في الكنيست لمناقشة قضية العنف ضد المرأة، وذلك رغم ظهور بعض الأمور التي من شأنها المساهمة في الحد من هذه الظاهرة منذ زمن طويل، مثل مراكز دعم واستيعاب النساء، وخطوط الطوارئ، والمنظمات، والإعلانات، وأوضحت في نهاية مقالها أن ذلك يعني ضرورة إيجاد حلول بديلة للحد من هذه الظاهرة “يجب البحث عن أدوات بديلة لتلك التقليدية لحماية النساء والصغيرات، وربما يتطلب الأمر تحليلًا نفسيًّا كاملًا للرجال الذين يمارسون عنفًا ضد النساء، لذا دعت كل أعضاء الكنيست، خاصة الرجال منهم، لتبني تلك القضية لأن العنف ضد النساء قضية لا تخص النساء وحدهن، ولكن المجتمع الإسرائيلي كله.

إيران تتصدر أجندة مباحثات إسرائيل دائمًا

أظهر رسم كاريكاتيري بصحيفة “هآرتس” استهزاء القادة الإيرانيين بالخطوات التي تقوم بها إسرائيل تجاه محاربة النظام الإيراني، حيث إنه مع كل زيارة خارجية تتصدر إيران جدول الموضوعات التي يتناولها القادة الإسرائيليون، وهو ما حدث مرة أخرى مؤخرًا من انتشار أنباء بأن إيران ستكون واحدة من النقاط الرئيسية في مناقشات الرئيس الإسرائيلي “يتسحاق هرتسوج” خلال اجتماعاته مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ووزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، وأعضاء البرلمان البريطاني خلال زيارته الرسمية. الأمر ذاته حدث مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينت” للولايات المتحدة ولقاؤه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويُظهر الرسام “عاموس بيدرمان” سخرية القادة في إيران فور سماع أنباء أن طهران سوف تتصدر الموضوعات المزمع نقاشها من قبل الرئيس الإسرائيلي مع رئيس وزراء بريطانيا في لقائهما المنتظر.

image 14

ربما يعجبك أيضا