الصحافة الفرنسية| جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتدمير أوروبا.. وانفراجة في العلاقات الفرنسية الإيطالية

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة: فريق رؤية

قضية الهجرة والخروج من حوار الصماء

نبهت صحيفة “ليزايكو” الاقتصاديين إلى ضرورة التوقف عن التفكير فقط في الجانب الإيجابي لقضية الهجرة، حيث يكرر الاقتصاديون دائمًا أن الهجرة فرصة لبلد مثل فرنسا. لكن معظم الناخبين الذين أغواهم خطاب اليمين المتطرف المناهض للهجرة لا يهتمون بالناتج المحلي الإجمالي، وهم أكثر اهتمامًا بالهوية والتطلعات غير الموجودة في عمل الاقتصاديين.

وفي بلد مثل فرنسا، تبرز الهجرة كقضية رئيسية في البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابيات الرئاسية. وتؤكد القضية البولندية والحادث المروع في بحر المانش الإنجليزي عدم ارتياح أوروبا في مواجهة هذه القضايا التي تتسبب بالتوتر لدى الشعوب.

من جانبهم، أدان الاقتصاديون المعتقدات الخاطئة للسكان الذين يتأثرون سلبًا بالأخبار الكاذبة ورجال الأعمال الشعوبيين. فهم يقومون بدراسات متتالية حول الدور الإيجابي للمهاجرين في الابتكار وخلق الأعمال التجارية. ويشيرون إلى أن العمال الأجانب، حتى لو كان تعليمًا ضعيفًا، لا يأخذون عمل المواطنين. إنهم يوضحون أن الناس يبالغون في تقدير عدد المهاجرين. باختصار، يرى الاقتصاديون أنفسهم يحاربون الظلامية لإعادة الرأي المفقود إلى دائرة العقل. ولسوء الحظ، فإنهم يحققون القليل من النجاح.

أخلاقيات عالمية

وتمام مثل زملائنا، فإننا نشارك الدعوات إلى التهدئة، والتفكير في فرضية الاستبدال العظيم بنسبية، وتذوق فوائد التنوع. لكن ثمة شيئين يسببان الصدمة في حوار الصم هذا بين السكان والاقتصاديين: الأول هو أنهم لا يبذلون سوى القليل من الجهد لفهم وقياس ما يتحدث عنه الناس حقًّا؛ لأنهم يحملون الجدل على أرضية اقتصادية بحتة تقول إن الهجرة مفيدة للناتج المحلي الإجمالي، على أمل تشتيت المخاوف.

غير أن البعد الاقتصادي ليس هو ما يشغل الناس حيث تظهر الدراسات الاستقصائية الأسباب الحقيقية، وهي: اعتبارات الهوية كالمخاوف من عدم انتقال التقاليد واللغة والقيم إلى الجيل التالي. والخوف من تفكك المجتمع، ورفض استخدام إعادة التوزيع لصالح السكان الوافدين من البلدان الأجنبية. إن الإيثار الذي يقبله المواطنون لصالح مواطنيهم، لا ينطبق على جميع سكان العالم.

وهناك ظاهرة أخرى موازية تصدمنا، وهي الحياد الأيديولوجي الزائف للاقتصاديين. صحيح أنهم يزعمون أنهم يركزون على الأرقام والكفاءة الاقتصادية. لكن في الواقع، هم ليسوا محايدين أيديولوجيًّا بشأن ما يمثل أو لا يمثل فرصة للدولة، فالمنطق الاقتصادي يقترن بقناعة أخلاقية قوية تؤسس لرفض الانطواء على الذات.

أولاً، وعلى عكس العديد من المواطنين، لا يهتم الاقتصاديون بالهوية الوطنية كثيرًا. فالغالبية العظمى منهم عاملون ينتقلون في جميع أنحاء العالم ولغتهم العملية هي الإنجليزية. الصراحة والدفاع عن التقاليد ليسا من مهامهم المفضلة.

وأخيرًا، فإنهم يمتلكون أخلاقيات عالمية تساوي بين الجار واللاجئ المولود في بلد بعيد. وتكمن المشكلة في أن هذه القيم العالمية، التي تعبر أيضا عن قيم اليسار المثقف والكنيسة الكاثوليكية، لا تمثل قيم الشعب.

التفكير في الفجوة

وكمواطنين ملتزمين، نتفهم تمامًا وجهة نظر الاقتصاديين. لكننا نعتقد، كباحثين، أنه من الضروري بذل الجهد للتفكير في هذا التناقض وإدراك أن السبب وراء انشغال السكان بقضية الهجرة لا يعود لأسباب اقتصادية بقدر ما يعود لأسباب تتعلق بالقيم الثقافة، المشمولين بالتضامن، وما إلى ذلك.

لذلك فإن فضح الجهل وإعطاء دروس حول الفوائد الاقتصادية للهجرة لا يمت للواقع إلى حد كبير. وسواء أكان ذلك فيما يتعلق بقضايا الهجرة أو غيرها، لم يعد بإمكان تحليلاتنا الاقتصادية تجاهل التطلعات غير الاقتصادية للمواطنين؛ لذا توجب أخذها في الاعتبار وقياسها بشكل أكثر منهجية. وإذا لم نفعل ذلك، نكون قد حكمنا أنفسنا بأن نكون دائمًا مبتعدين عن الشعب.

جماعة الإخوان المسلمين تنفّذ مشروعًا تدميريًّا على المدى البعيد

حذرت جريدة “ليكسبريس” من الأيدولوجية المدمرة لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، وأشارت إلى أنه بينما تميل الجماعة إلى الاندماج الاجتماعي، يميل السلفيون إلى الانسحاب، لكن التيارين الإسلاميين يتشاركان في كراهية النموذج الغربي.

ولا يزال أمامنا طريق طويل ينبغي أن نقطعه لتمكين عامة الناس والمسؤولين المنتخبين والسلطات العامة من فهم الإسلاموية بشكل أفضل. هذا هو الهدف من مشروع مؤسسة “أميلي شيلي”، أستاذة علم الاجتماع المتخصصة في الشأن الإيراني وأستاذة السياسة في العالم الإسلامي المعاصر، والتي نشرت مؤخرا معجمًا رائعًا للحركات الإسلامية، وقد أجرت الصحيفة معها حوارًا كان أهم ما جاء فيه:

ليكسبريس: يتناول قاموسك الإسلام السياسي باعتباره تيارات متعددة وليس تيارًا واحدًا.. هل تبالغين في اختزال هذه الظاهرة؟

أميلي شيلي: تعمل الإسلاموية على أدلجة الإسلام، وتمتلك مجالًا متباينًا إلى حد بعيد. بحيث يتعدى العدو من إسلاموية إلى أخرى، وهو ما يفسر الكراهية الكامنة في هذا المجال. وبالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928، والتي تعتبر الرحم الذي خرجت منه كل الجماعات الجهادية، مثل القاعدة، فإن العدو هم اليهود والمسيحيون، بينما اتخذ تنظيم داعش، المنبثق عن تنظيم القاعدة، من الشيعة عدوها الأول.

داعش تشن أيضًا هجمات إرهابية ضد طالبان…

لكن حركة طالبان تجسّد تيارًا إسلامويًّا خاصًّا جدًّا، حيث تجمع بين الإسلاموية الدولية التي ظهرت بدءًا من النصف الثاني من القرن العشرين وثقافة “البشتونالي” المحلية. وتحمل هذه الثقافة مزيجًا بين التطلعات الدولية من ناحية والشرف والقواعد الثقافية للإسلام المحلي من ناحية أخرى. وعلى سبيل المثال لا يمثل اليهود قضية محورية بالنسبة لهم كما هي بالنسبة للقاعدة.

بينما تتركز مخاوف المجتمعات الأوروبية حول السلفيين، أوضحت أن جماعة الإخوان المسلمين تنتهج في الواقع نفس المشروع الذي يهدف إلى تخريب قيمنا..

كلا التيارين يمقتان النموذج الغربي بشدة، لكن عقيدة الإخوان المسلمين تشتمل أيضًا على تحريف يهدف إلى تدميره من الداخل. إنه مشروع طويل الأمد، يعتمد استخدام القواعد الديمقراطية لغرض تخريبي. فعندما انتُخب محمد مرسي رئيسًا لمصر في يونيو 2012، قبل الإطاحة به في العام التالي، أعلن قائلا: “القرآن دستورنا”، وهو أحد الشعارات الرئيسية للجماعة.

هل يخرج السلفيون بشكل متزايد من المشهد؟

إنهم يعلنون الانسحاب المجتمعي المطلق ورفض النظام الاجتماعي السياسي القائم. فإما أن يهاجروا إلى بلد مسلم، أو يجتمعون للعيش في مجتمعات. لكن هذا لا ينم بالضرورة عن تعارض بين الانتماء للإخوان المسلمين والسلفية غير الإخوانية، وأبرز دليل على هذا الأمر هو أوليفييه كوريل الملقب بالأمير الأبيض؛ ففي نهاية الثمانينيات، أسس هذا الرجل السوري الحاصل على الجنسية الفرنسية والمنتمي لجماعة الإخوان، والذي لقّبته الصحافة بلقب “الأمير الأبيض”، مجتمعًا سلفيًّا في قرية أرتيغات الصغيرة التابعة لبلدية أريج، وجذب عشرات العائلات. خرجت من هذه البوتقة فيما بعد إحدى أهم الشبكات الجهادية في فرنسا، والمهم أن جماعة الإخوان تُعدّ نوعًا من أنواع السلفية الثورية طويلة المدى، بينما يعتمد أولئك الذين اعتدنا على تسميتهم “بالسلفيين” بشكل أكبر، على القطيعة الفورية ويعلنون سخطهم على الوضع القائم.

بالاستماع إلى ما تقولين وقراءة كتابك.. نفهم أن الإخوان المسلمين هم أنفسهم سلفيون. لماذا لا تظهر هذه التبعية بشكل واضح؟

في الواقع، يؤمن الإخوان تمامًا مثل السلفيين بضرورة الالتزام بمنهج السلف الصالح في مسائل مثل الأخلاق أو الحكم بنظام الخلافة. لكن ثمة قطيعة شهدتها حقبة السبعينيات مع تيارات سلفية أخرى بسبب الخلاف حول مفهوم اللعنة. واعتبرت الغالبية العظمى من الإخوان أنه من أجل تشكيل قوة ضاربة تكون أكثر فاعلية، من الأفضل التوقف عن التشكيك في إسلام المسلمين الذين لا ينتمون إلى النمط الإخواني، ودمجهم في المعركة. لكن أقلية صغيرة اختارت الحفاظ على مبدأ اللعنة، وبالتالي وضع نفسها في معارضة جذرية لقواعد المجتمعات الديمقراطية. وهؤلاء هم السلفيون الذين نفكر بهم اليوم.

اشرحي لنا كيف يعيد الإسلاميون تفسير الكلمات التقليدية للإسلام، وهل لديك مثال على ذلك؟

في معناه الكلاسيكي، يمتلك تعبير “العدالة الإلهية” معنى واسعًا جدًّا يتداخل مع فكرتنا عن المساواة وإعادة التوزيع العادل للمراتب. لقد استحوذت جماعة الإخوان المسلمين على هذا المصطلح لتسمية العديد من أحزابها السياسية – مثل حزب العدالة والتنمية في المغرب أو حزب العدالة والتنمية في تركيا. لكن الجماعة ربطتها بفكرة القتال وقالت بضرورة تحقيق العدالة عن طريق القتال.

ومن خلال منظماتهم المجتمعية العديدة، يقوم الإخوان بتعويض أوجه النقص في الدولة عندما لا يتم تقديم خدمات أساسية مثل الصحة والتعليم بشكل جيد. في هذه الحالة، تعني العدالة سد الثغرات في السلطة السياسية، وهذا يسمح لهم بعد ذلك الانتقال إلى الحجة الثورية. لقد جلب الاستعمار الغربي الظلم ومن المشروع الانتفاض ضد القوى الاستبدادية القائمة.

وهل يندرج مصطلح “الشريعة” أيضًا ضمن هذه الفئة من المصطلحات التي اختطفها الإسلاموية؟

الشريعة هي مجموعة من النصوص القانونية والدينية. واعتمادًا على طريقة تفسيرها، يمكن أن تشكّل مرجعية عامة أو إطارًا قانونيًّا ملزمًا في إطار نظام حكم ديني متطلع مثل إيران. لكن بالنسبة للسلفيين، لا يمكن أن تخضع الشريعة بأي شكل من الأشكال للتأويل؛ لأنه هذا يحمل تعديًا على الذات الإلهية وبالتالي تحريف النص.

لقد ذكرت أيضًا مفاهيم بناها الإسلاميون من الصفر..

نعم، يمكن أن نذكر على سبيل المثال المصطلح العربي “أغراب”، والذي يعني “الأجانب”. لقد اتخذه الإخوان والسلفيون نشيدًا وطنيًّا، وأصبح الأجنبي هو الشخص الذي يمكن أن يتخلى عن هذا العالم الدنيوي ويقرّر في وقت ما الاتجاه إلى الله وحمل السلاح. لقد كان الجهاديون يقولون للشباب الفرنسي الذين يرغبون في الذهاب إلى سوريا: “أنتم أجانب”. وعندما كنت أعمل على الشبكات الفرنسية البلجيكية، أخبرني أحد رجال دين السجن أن أحد المحتجزين غنى في يوم من الأيام، بعد أن اعتقدت السلطات أنه تراجع عن التطرف، قصيدة الأغراب التي كتبها سيد قطب، منظر الإخوان المسلمين، عند عودته إلى زنزانته. وحينها فهم رجل الدين أن هذا السجين لا يزال تحت السيطرة، وتأكد ذلك بعد أن فتّش زنزانته.

هل حقًّا يستهدف منظرو الإسلام فرنسا بشكل خاص؟

نعم، لأنهم يستطيعون اللعب على ثلاثة عوامل وهي: ظاهرة الإسلاموفوبيا الموجودة بالفعل، والحجاب والعلمانية. إذا نظرت عن كثب إلى الهجمات الإسلامية التي تستهدف رموز العلمانية بشكل مباشر للغاية، فغالبًا ما يرتكبها أشخاص من البلدان التي تشهد انتهاك للحريات. فالإرهابي الذي هاجم مبنى شارلي إيبدو السابق كان باكستانيًّا لا ينتمي إلى جماعة جهادية ولكن إلى جماعة إخوانية غير سياسية وغير عنيفة. وفي باكستان، يمكن أن يدخل الإنسان السجن بسرعة كبيرة، أو حتى يتعرض للاغتيال على يد أحد رجال الميليشيات إذا تحدى السلطة. إن انتقاد الدين أمر لا يمكن تصوره هناك، وغالبًا ما يفترض الأشخاص الذين يعيشون في هذا البلد أن الصحافة تخضع للسلطة السياسية، وبالتالي، وإذا تناولت موضوعًا أو آخر، فذلك لأن الحكومة والطبقة السياسية تعطيها الإذن؛ بل وتشجعها أيضًا عليه.

مذكرة تعاون تجمع بين فرنسا وإيطاليا

وفي النهاية أبرزت جريدة “لو فيجاور” الانفراجة التي شهدتها العلاقات الفرنسية الإيطالية. فوسط ضجة كبيرة، وفي سياق التغير في أوروبا الذي يتزامن مع رحيل أنجيلا ميركل، وقّعت فرنسا وإيطاليا يوم الجمعة الماضية في روما معاهدة تعاون ثنائي لتوطيد العلاقة التي شهدت خلافًا دبلوماسيًّا في السنوات الأخيرة، وبحضور الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتا ريلا، وقّع الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة ماريو دراجي بالأحرف الأولى على المعاهدة في قصر كويرينال الرئاسي.

وتبادل الرجال الثلاثة عناقًا طويلًا، بينما حلق فريق الألعاب الجوية الفرنسي ونظيره الإيطالي ورسما الأسهم بالألوان الثلاثة فوق العاصمة، تاركةً عمودًا من الدخان بألوان أعلام البلدين في السماء. وتُعد هذه المعاهدة للتعاون الثنائي المعزز، المعروفة باسم معاهدة كويرينال، نادرة للغاية في أوروبا؛ حيث إنها المعاهدة الثانية فقط التي وقعتها فرنسا بعد معاهدة الإليزيه، والتي وُقِّعت بالأحرف الأولى في عام 1963 مع ألمانيا، وأكملتها معاهدة مدينة آخن الألمانية في عام 2019.

بالنسبة لماكرون.. المعاهدة “توثق صداقة عميقة”

من جانبه، أشاد ماريو دراجي بهذه اللحظة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع إيمانويل ماكرون عقب مراسم التوقيع، ووصفها بأنها “لحظة تاريخية في العلاقات بين بلدينا”. وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي قائلا: “إن المؤسسات التي نتشرف بتمثيلها تتشارك نفس القيم الجمهورية، من احترام لحقوق الإنسان والحقوق المدنية، وعلى النزعة الأوروبية”.

وتابع أيضًا: “من الكاتب ستندال إلى أومبرتو إيكو، ومن ماستورياني إلى بيلموندو، إلى كلوديا كاردينال، نتشارك العديد من الذكريات والمراجع المشتركة”. من جانبه قال إيمانويل ماكرون إن المعاهدة “توثق صداقة عميقة، وكان عدم وجود معاهدة كويرينال أمرًا شاذًا؛ لأن لدينا الكثير من القواسم التي توحدنا، كتاريخنا وثقافاتنا وفنانينا”. وشدد الرئيس الفرنسي على أن “الدولتين مؤسّستان للاتحاد وأول الموقعين على المعاهدات التي تدافع عن مزيد من التكامل والديمقراطية والسيادة الأوروبية”.

وقدم الرئيسان الكثير من الإشارات إلى التزامهما الأوروبي، معتقدين أن التقارب بينهما يعزز الاتحاد الأوروبي في سياق صعب تشهده القارة، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعندما تسلم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زمام الأمور في برلين. وقال ماكرون في روما: “السيدة ميركل لا تزال في المنصب حتى اليوم”، وأكد أن فرنسا لا تبحث عن “طرق بديلة” للعلاقة مع ألمانيا بعد رحيلها.

مرحلة انتقالية تاريخية

كما رحب المفوض الأوروبي للاقتصاد، الإيطالي باولو جينتيلوني، على تويتر، بالاتفاقية الفرنسية الإيطالية وقال إنها “تعزز الاتحاد الأوروبي بأكمله في ظل مرحلة انتقال تاريخية يعيشها”. وكان قد تم الإعلان عن المعاهدة في عام 2017 ولكن جرى تجميدها في عام 2018 بعد تشكيل حكومة شعبوية بقيادة حركة 5 نجوم بالتشارك مع رابطة ماتيو سالفيني اليمينية المتطرفة.

وبلغت الأزمة ذروتها في أوائل عام 2019 عندما التقى نائب رئيس المجلس الإيطالي، لويجي دي مايو، في فرنسا بزعيم من “السترات الصفراء”، قبل أن يدعو بعدها بوقت قصير، وزير الداخلية ماتيو سالفيني إلى استقالة الرئيس الفرنسي. وبهدف الاحتجاج، استدعت باريس سفيرها لدى إيطاليا في أخطر أزمة دبلوماسية تشهدها الجارتان منذ عام 1945.

وبشكل ملموس، تنص المعاهدة على تعزيز التعاون في مجالات الدبلوماسية والدفاع، والتحول الرقمي والبيئية، والثقافة والتعليم، والتعاون الاقتصادي والصناعي، والفضاء، كما أنها تؤسس لخدمة مدنية مشتركة للشباب وتنص على الدعوة المنتظمة للوزراء إلى المجالس الوزارية المعنية، على غرار معاهدة آخن مع ألمانيا. وتُعد فرنسا وإيطاليا ثاني وثالث أكبر اقتصادات منطقة اليورو بعد ألمانيا، فمعًا، يمثلان ما يقرب من ثلث مواطني الاتحاد الأوروبي وناتجه المحلي الإجمالي أيضًا.

ربما يعجبك أيضا