هآرتس | تابعونا جيدًا لعلّنا نشعر بالفلسطينيين‎‎

ترجمات رؤية

رؤية

ترجمة -محمود معاذ

الديموقراطيون الإسرائيليون يثيرون عاصفة: كيف لجهاز الأمن العام استخدام أجهزة التتبع لمكافحة كورونا عن طريق وضعها في الحيوانات، وصرحت رئيسة المحكمة العليا “إستر حايوت” أن استخدام هذه التقنية تسبّب في بث الخوف في المصابين وحرمانهم من النوم، بينما وصف القاضي “يتسحاق عميت” تلك الفكرة بأنها ما هي إلا مركب حمضي يمكن أن يقوض الدفاعات الحديدية للديمقراطية، وقال وزير الصحة نيتسان هوروفيتش قبل أن يتم تعيينه: “تلك أشياء يتم القيام بها في دول ديكتاتورية”.

حقيقةً كم هو جيد أن يكون لدينا حراس كهؤلاء! فمن دونهم لن تكون هناك ديمقراطية هنا! لذا ممنوع اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تحرم العيون الحساسة للحيوانات من النوم، لا يريد الشاباك القيام بذلك، فهو يفضّل أن تقوم “هيئة مدنية” بهذه المهمة لئلا تتأثر سلبًا الثقة الكبيرة التي يضعها الجمهور فيهم. وبحسب البروفيسور مردخاي كرمنيتسر، “وجد أن 400 ألف شخص قد أرسلوا لمدة 1.5 مليون يوم من الحبس الانفرادي دون مبرر”.

مرة أخرى، ينتقي الجمهور ما يريد أن يراه وما يريد أن يتغاضى عنه. فبالنسبة لهم هو غير كائن، خمسة ملايين إنسان يعيشون أعوامًا عديدة تحت نظام الشاباك المجحف، الآن يبحث الشاباك عن سمعته بسبب القضايا الخطيرة التي يتم رفعها ضدهم.

بالأمس القريب جرى التصديق على استخدام الشاباك خاصية تتبع المحتمل إصابتهم بمتطور أوميكرون لمدة أيام فقط، وهذا يوضح ويبرز الفارق بين إسرائيل الديموقراطية وإسرائيل الديكتاتورية، فمع أن ملايين الفلسطينيين يستخدمون الوسائل ذاتها لسنوات عديدة ولكن دون توقف، يستخدمونها مع الفلسطينيين في الضفة الغربية التي صارت جزءًا من إسرائيل بسبب كثرة المستوطنات المبنية عليها، وكذلك قطاع غزة، ولكن بدرجة أقل، ولكن في غزة ربما يفضّلون أجهزة التتبع بشكلٍ دائم عن الوضع المزري الذي يعيشون فيه بسبب السياسة الإسرائيلية المتبعة مع القطاع، وخلال التعامل معهم يتم يوميًّا دهس كل ما له علاقة بحقوق الإنسان، لذا من الواضح أن رفض الهيئات الإسرائيلية اتّباع وسيلة التتبع حتى لحاملي متطور أوميكرون، يبرز تلون ونفاق الديمقراطية الإسرائيلية والتقوَى التي تظهرها الأوساط الليبرالية، فيثورون لأجل هذا بينما يتغاضون حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين.

اليوم، الفلسطينيون في المناطق المحتلة يعيشون تحت ظروف صعبة وحالة من التعقبات والتنصت والمطاردة والوشاية. ولا يوجد الكثير من الشعوب في العالم يعيشون تحت نظام شمولي ومتشدد جدًّا مثل النظام الذي يوجد في المناطق المحتلة، ففي شوارع الضفة تنتشر آلاف الكاميرات، تُشخص الوجوه ولون الملابس الداخلية، الجنود يقومون كل ليلة باقتحام غرف النوم وغرف الأولاد فقط لتصويرهم من أجل وضعها في ألبومات المجرمين التي توجد لدى الاحتلال، بينما إسرائيل ترتعب من تعقبات كورونا.

إلى أي درجة يمكن للمجتمع أن يكون منافقًا ويحافظ على الضوء الشديد في ديمقراطيته الخيالية والمظلمة كليًّا للنظام الذي تقوده في ساحتها الخلفية. إذا كان هناك 400 ألف إسرائيلي جرى ارسالهم بالخطأ إلى الحجر، فكم هو عدد الفلسطينيين الذين أُرسِلوا إلى السجن بالخطأ على أيدي نفس هذا الجهاز؟ هل 40 ألف؟ 400 ألف؟ ومع ذلك رئيسة المحكمة العليا تنام قريرة العين! فلا يمكن بسبب الأمن السماح بفعل كل شيء بهم.

وطالما أن هناك تهديدًا وأن هذا من الممكن أن يحدث، عندها فإنه يجب على جميع الديمقراطيين الإسرائيليين أن يستيقظوا للنضال من أجل الدفاع عن حياة ديمقراطيتهم، ولكن الديمقراطي الحقيقي يجب عليه القول الآن: استمروا في تعقُّبنا.. اجعلونا نشعر ولو للحظة بما نفعله منذ سنوات بملايين البشر!

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا