الصحافة العبرية| لا للاستخفاف بالتهديد الإيراني.. وما مصير القضية الفلسطينية بعد أبو مازن؟

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – محمود معاذ

التوتر ليس سببًا في الهجمات الإرهابية

رأى الكاتب بموقع القدس للدراسات السياسية “يوسي كوبرفيسر”، أن ما يقود الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية ضد إسرائيل هو تراكمات من تحريض حركة حماس وتدخلها في أوساط المجتمع الفلسطيني، وأن التوترات الطارئة في المحيط السياسي ليست سببًا في تلك الهجمات.

وأضاف الكاتب أن التحريض على الكراهية وخلق وعي بمقاومة الصهيونية، هو أمر يحدث بشكل مستمر، ويهدف إلى غرس مبادئ الرواية الفلسطينية في الرأي العام الفلسطيني، والتي بموجبها لم يكن لليهود تاريخ سيادي على أرض إسرائيل – فلسطين، مقارنةً بالفلسطينيين الذين هم السكان الأصليون في هذا الجزء من البلاد، والذين ينحدرون من الكنعانيين، وأن اليهود، لا سيما الصهاينة وخاصة المستوطنين منهم، مخلوقات بطبيعتها لا تطاق، ويظهر هذا في معاملتهم للفلسطينيين، والتي توصف بالفصل العنصري والتطهير العرقي.

وأوضح الكاتب أن طريقة معالجة المشكلة لا تقتصر فقط على ضمان جودة حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن في إنشاء آليات ردع وإضعاف الحوافز الأيديولوجية والاقتصادية التي تدفع الجناة، كما يجب أن يكون واضحًا للفلسطينيين ومؤيديهم أنه يجب وقف انتشار الأكاذيب التي تكمن وراء الهجمات الإرهابية، وقد تتعاون الولايات المتحدة في مثل هذا الجهد، حتى أن الاتحاد الأوروبي وبعض أعضائه أظهروا مؤخرًا استعدادًا للسير في هذا الاتجاه، على سبيل المثال من خلال وقف تمويل الكتب المدرسية الفلسطينية، حيث لا تُظهر الخرائط إسرائيل.

وتابع بأن هذه الظاهرة لن تختفي في غمضة عين، ولكن كلما أدرك الفلسطينيون أنها تضر بهم، زادت القدرة على كبحها.

خطة ثلاثية المراحل لحل الصراع الفلسطيني

تناول الكاتب “يوئيل زينجار” في مقال له بصحيفة هآرتس مسألة الصراع مع الفلسطينيين، وتعرض للمعسكر الإسرائيلي الرافض للسلام، وقسّمه إلى جانبين، أحدهما يرى أن الضفة الغربية بكل أراضيها مِلكٌ لهم؛ لذا ليس هناك مجال لمفاوضات، والآخر يرى أنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام؛ لذا يجب السيطرة على أكبر قدر من أراضي الضفة واستخدامها كنقط للمساومة في حال استُؤنِفت المباحثات، ووجّه الكاتب كلامه للمعسكر للأخير قائلا: “ربما لديكم حق في عدم وجود شريك فلسطيني ولكن ليس هناك شريك إسرائيلي أيضًا، فرئيس الحكومة الحالي نفتالي بينيت كان رئيس مجلس الضفة، وكان من داعمي السيطرة على أراضي الضفة دون أي اتفاق مع الجانب الفلسطيني.

وأضاف “زينجار” أنه من الصعب أيضًا على محمود عباس أبو مازن تحقيق السلام، وأن الرؤية عند الجانبين الآن هي إما كل شيء أو لا شيء؛ نظرًا لانعدام ثقة الطرفين في بعضهم البعض، وأشار إلى أن عدد المستوطنات تضاعف بشكل رهيب منذ اتفاق أوسلو وزاد تطرف المجتمع اليهودي لدرجة وجود تعبيرات كراهية ثابتة تجاه العرب واليساريين، وأحيانا ضد اليمينيين المعتدلين نوعًا ما، مع هجوم متواصل للمستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين دون ردع حكومي لهم، موضحًا أن كل هذه الأمور لا تبشّر بأن الجيل القادم سوف يشهد سلامًا بين الطرفين.

ورغم ذلك رأى الكاتب، الذي عمل كرئيس قسم القانون الدولي بالنيابة العسكرية، أن الوقت لم يفت بعد لاستغلال فرص تحقيق سلام، أولًا بأن يوافق الجانبان على بعض التنازلات ويتبنون سياسة تنفيذ خطوات بسيطة في سبيل السلام وعدم السعي لتحقيق سلام كامل لاستحالة تنفيذ ذلك في الوقت الحالي، ومع الوقت سوف يظهر قادة مستعدون لتحقيق السلام الشامل وإنهاء الصراع بين الجانبين، وفي المرحلة الثانية وضع أطر ثابتة لحل بعض المشاكل بتقديم تنازل فلسطيني واحد أمام تنازل إسرائيلي واحد، وفي المرحلة الثالثة، يجب توسيع مجال سيطرة السلطة الفلسطينية جغرافيًّا للمناطق أ/ب/ج.

لا للاستخفاف بالتهديد الإيراني

أبدى الكاتب “مائير بن شابات” أن منع إيران من التحول إلى دولة نووية، هو على رأس التحديات التي تواجهها إسرائيل عام 2022، وألا تكون دولة لديها تكنولوجيا وقدرة على إنتاج سلاح نووي.

وأوضح الكاتب بصحيفة “إسرائيل اليوم” أن السعي الإيراني الحثيث لامتلاك السلاح النووي يأتي لعدة أسباب، منها أن إيران تريد حماية نظام الملالي في مواجهة تدخل عسكري خارجي يسعى لإسقاطه، فبقاء النظام هو بمثابة ضمانة لكيلا تكون الجمهورية الإسلامية مجرد ذكرى عابرة في التاريخ، وبقاء النظام هو أيضًا الأداة الأساسية لتحقيق رؤيته الطموحة.

كما أن وجود إيران كدولة على عتبة النووي، يمنحانها حرية العمل في خطواتها الإمبريالية وتنفيذ خططها لترسيخ الهيمنة الإيرانية في المنطقة، وهو ما سيمكنها من استخدام قوات بالوكالة في حماية الردع الكبير الذي سيُضاف إليها، وسيجعلها تتمتع بمكانة عالمية جيدة، وسيزيد بصورة كبيرة في قدرتها على المساومة في مسائل عديدة، ولذلك فإن حصول إيران على سلاح نووي يشكل خطرًا وجوديًّا على إسرائيل.

واعتبر الكاتب أنه لا يمكن قبول الافتراض بأن إيران ستتصرف طوال الوقت وفي أي سيناريو بصورة عقلانية، وأن حسابات الربح والخسارة ستمنعها من إلحاق الضرر بإسرائيل، حيث إن وصف إسرائيل بالسرطان والتهديد الدائم بتدميرها يعكسان موقفًا إيرانيًّا عميقًا حيالها؛ ولهذه الأسباب فإنه لا يمكن قبول وجهة النظر الداعية إلى احتواء إيران النووية؛ إذ يتعين على إسرائيل الإصرار على المطالبة بخطوات تمنع إيران من التحول إلى دولة نووية.

مصير القضية الفلسطينية في عصر ما بعد أبو مازن

أكد المحلل بموقع المركز القومي للدراسات الأمنية والسياسية “يوحانان تسوريف” أن مكانة محمود عباس أبو مازن كرئيس، ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، آخذة في التلاشي، حيث كان إلغاء انتخابات المجلس التشريعي في مايو الماضي أحد المسامير في نعش الشرعية.

وأشار المحلل إلى أن هناك ضغطًا إسرائيليًّا مستمرًا منذ عام 2009 لإخراج القضية الفلسطينية من جدول الأعمال الإقليمي والدولي، كما أصابت “صفقة القرن” التي صاغتها إدارة ترامب السلطة الفلسطينية وأبو مازن بطريقة تجعل من الصعب عليهم استعادة مكانتهم، فحماس تستفيد من هذا الوضع، ومكانتها تتعزز في نظر الجمهور كبديل، وبالتالي يتم خلق واقع يشك فيه أن أبو مازن أو من يخلفه من التيار الوطني سيتمكن من العودة إلى العملية السياسية.

واعتبر الكاتب أن مفتاح التغيير يقع على عاتق الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وإسرائيل، الذين لديهم القوة لإحياء عملية الاحتضار وإعادة الشرعية المفقودة لأبو مازن أو من خلفه. وطالب الكاتب بالتحرك الضروري لمنع فقدان خيار التسوية، وحشد كل العوامل المذكورة أعلاه لإعادة فتح عملية تحدد أساسًا سياسيًّا واضحًا، وتوضيح أن القضية الفلسطينية لم تسقط من جدول الأعمال، والتعبير عن الثقة في أي قيادة وطنية فلسطينية ملتزمة بالاتفاقات مع إسرائيل، ولكن حتى ذلك الحين، من الأفضل لإسرائيل ألا تعارض تجديد العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والولايات المتحدة، بما في ذلك تجديد المساعدة للسلطة الفلسطينية، وإعادة فتح سفارة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وافتتاح قنصلية مغلقة في القدس الشرقية.

لا تقلق.. لن أقول عنف!

بعد الضجة التي أحدثتها تصريحات وزير الأمن الداخلي “بار ليف” أمام نائب وزير الخارجية الأمريكي بأنه يعاني من “عنف” المستوطنين، والرفض الشديد الذي أبداه معسكر اليمين في إسرائيل وهجومهم الممنهج ضد تصريحات الوزير، عرض رسام الكاريكاتير “عيرين وولكوفيسكي” قلق الجيش والشرطة من المستوطنين الغاضبين الذي غالبًا ما يأتي على حساب ممتلكات الفلسطينيين، وصور أحد المستوطنين قد قام بقطع عددٍ من الأشجار في أرض مواطن فلسطيني.

وصور لنا “وولكوفيسكي” مشهدًا ينظر فيه المستوطن الذي يقوم بقطع الأشجار تجاه أحد جنود الجيش متوعدًا، بينما الجندي يرد قلقًا: “أنا لا أقول عنف” بدلًا من منعه من قطع الأشجار، وفي الجانب الآخر يقف الفلسطيني الذي يمتلك الأرض والأشجار يرى المشهد لا حول له ولا قوة!

image 20

ربما يعجبك أيضا