الصحافة الفرنسية | باريس تعيد تنظيم الديانة الإسلامية.. ومتحور أوميكرون يخرج عن السيطرة

مترجمو رؤية
ترجمة – فريق رؤية

رغم متحور أوميكرون المزعج.. مطار دبييعمل بكامل طاقته

في الأزمة الصحية التي يعاني منها العالم، أشاد موقع “فان مينوت” الإخباري الفرنسي بالسياسة الصحية التي اتبعتها إمارة دبي والتي نجحت في اجتذاب مزيد من السائحين. فعلى مدار عامين، تسبب فيروس Covid-19 في شل حركة الطائرات على الأرض، وفرض الحجر على دول بأكملها، ومنع المواطنين من السفر، وأثنى بعض غير المطعمين عن قرار السفر … وأحد القطاعات التي عانت بلا شك أكثر من ذلك هو قطاع السياحة. ومع ذلك، يبدو أن إحدى المدن هربت بأعجوبة من هذه الصورة القاتمة. حيث أعلنت دبي مؤخرًا أن مطارها يعمل بكامل طاقته. وقالت سلطات المطار، الذي يُعدّ أحد أكثر مطارات العالم ازدحامًا، إن: “عدد زوّار دبي تجاوز المليون في أكتوبر الماضي، بينما تجاوز عدد المسافرين عبر مطار دبي الدولي مليون مسافر أسبوعيًّا في نوفمبر الماضي”.

لكن الفرنسيين لم يستطيعوا الهرب من هذه الحالة الجنونية التي سادت العالم. يقول جان بيير ماس، رئيس عدد من شركات السفر: “مقارنةً بعام 2019، سافر ضعف عدد الفرنسيين إلى دبي هذا العام”. وتابع: هذه الجاذبية ترجع بشكل أساسي إلى إقامة المعرض العالمي أكسبو 2020 في الوقت الحالي. من جانبه، قال غيوم لينتون، رئيس شركة “آسيا” للسياحة، والمتخصص في رحلات السفر إلى آسيا والشرق الأوسط والمحيط الهادي: “أدى هذا المعرض إلى توسيع نوعية السائحين، لا سيما المتقاعدين النشطين”. وإذا كان الفرنسيون يقبلون السفر على رحلة مدتها من سبع إلى عشر ساعات من أجل الذهاب إلى دبي، فلن يكون ذلك بهدف موضوع المعرض، “تواصل العقول وبناء المستقبل” فحسب.

دبي وجهة ساحلية نموذجية

كما تعدّ إمارة دبي أيضًا وجهة ساحلية تتميز بالطقس اللطيف على مدار السنة وبدرجات حرارة مثالية في الشتاء والربيع والخريف. وتلاحظ كارولين فيليت، مديرة شركة “أوبنيون أكت” لدراسات تحليل سلوك وآراء مستخدمي الإنترنت، أنه خلال الفترة “بين أغسطس وديسمبر من هذا العام، تضاعف ذكر كلمة “دبي” على شبكات التواصل الاجتماعي ثلاث مرات، لينتقل من 250 ألف إلى 629 ألف مرة. وخلال الأشهر الأخيرة، أو بالأحرى السنوات الأخيرة، انتقل المزيد من المشاهير ونجوم تلفزيون الواقع إلى دبي. هذا التوجه يمكن أن يكون قد ساهم في خلق الحالة الجنونية حول هذه الوجهة السياحية. وتؤكد الخبيرة في التحليل السلوكي عبر الإنترنت أن “دبي تعرف كيفية اجتذاب الشخصيات المؤثرة من مختلف المجتمعات للحفاظ على معالم الجذب في هذه الوجهة لعشاق التسوق، والدفء، ومنحدر التزلج في وسط الصحراء، ونمط الحياة المترف … ومن خلال هؤلاء “السفراء” تتواجد دبي على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي “انستغرام وتيك توك ويوتيوب” وغيرها؛ ما يمكنها من الوصول إلى الجماهير من جميع الأعمار والاهتمامات”.

وتشير الخبيرة في تحليل السلوك على شبكة الإنترنت إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تعدّ “أداة من أدوات إلهام المسافرين، لأن مستخدمي الإنترنت يشاهدون من خلالها صور الأحلام والمواقف المثالية. لكن من الصعب إيجاد العلاقة بين شبكات التواصل الاجتماعي وذروة حركة التدفق؛ وقد يعود السبب وراء هذا التدفق إلى تنظيم رحلة للتعرف على الرحلات الجوية والأسعار والفنادق.

من جانبه، يرى “غيلوم لينتون” أن السفر إلى دبي بات يعتبر أحد الأمور المثيرة للانتباه، وإحدى مزاياها المتعددة، ومن السهل حجز “رحلة طيران مباشرة، وفندق، وسيارة أجرة، وهذا أمر جيد». ففي فرنسا، تقلع رحلات يومية من تولوز ونيس ومرسيليا وباريس وليون باتجاه دبي. ويضيف رئيس شركة آسيا للرحلات أن “متوسط الإقامة يبلغ أربع أو خمس ليالٍ في نفس الفندق مع برنامج يتضمن الشاطئ وزيارة المدينة والتعرف على هندستها المعمارية المجنونة والأنشطة الترفيهية بما تمتلكه المدينة من مدن الملاهي وربما رحلة نهارية في الصحراء المجاورة”.

ثلاث نجوم بـ 600 يورو.. سياسة التسعير الجنونية في دبي

نعم سنجد الترفيه والشمس والشواطئ الرائعة، لكن دبي ليست الوحيدة التي تقدّم هذه الباقة الرائعة. ففي قارة آسيا، هناك أيضًا تايلاند وسريلانكا وفيتنام، وهي من بين الوجهات المفضلة لدى الفرنسيين … باستثناء أن هذه الدول أغلقت حدودها تمامًا أثناء الوباء. ويرى غيلوم لينتون، أن الأمر كان يشبه ظاهرة الأواني المستطرقة، فقد تحول رواد هذه الوجهات بعد ذلك إلى دبي، التي كانت حتى ذلك الحين في نظرهم مجرد محطة للتوقف قبل الذهاب إلى هذه البلدان الآسيوية. لقد أصبحت الخطة “ب” ممكنة، لعدة أسباب من بينها أن الإمارة لم تعد مخصصة للسياح الأثرياء فقط. ويحلل غيلوم لينتون هذا التحول قائلًا: “تنتهج دبي، منذ فترة، سياسة تسعير جنونية مفتوحة على جميع الميزانيات”. وأثناء الوباء، كان يمكن الحصول على باقة تشمل الإقامة لمدة خمسة أيام في فندق ثلاثة نجوم مقابل 600 يورو، شاملة تذاكر الطيران”.

ومع ذلك، فإن السعر ليس السبب الوحيد، حيث لعب المستوى المنخفض للقيود الصحية مقارنة بالدول الأخرى في العالم دورًا كبيرًا. فكان مطار دبي من أوائل المطارات التي أعيد افتتاحها في يوليو 2020، بعد أشهر فقط من بداية تفشي الوباء العالمي. ويضيف رئيس شركة آسيا للرحلات: “كان الشرط الوحيد للوصول إلى هناك هو إجراء اختبار تفاعل البوليميرات المتسلسل في غضون 72 ساعة. ولم يكن هناك أبدًا أي تخبط في الإجراءات الرسمية المفروضة، ولم يتم إغلاق الحدود. مثل هذه الإجراءات أثرت بشكل قاطع على قطاع السياحة في أماكن أخرى”.

ومن خلال هذه السياسة الواضحة، طمأنت دبي المسافرين الذين حجزوا رحلات وتبددت المخاوف بشأن إلغائها في اللحظة الأخيرة بسبب فرض إجراءات جديدة داخل الدولة، ولم تكن هناك أيضًا احتمالية الاضطرار إلى تغيير البرنامج أثناء الإقامة. يقول غيلوم لينتون: “ظل كل شيء مفتوحًا دائمًا.. المطاعم والحانات والنوادي الليلية، إلخ، كما لم يُفرض حظر التجول أو الحجر الصحي، وكانت القواعد الوحيدة المفروضة هي احترام التباعد، وارتداء الكمامات، واستخدام المطهرات الكحولية”، وبفضل هذا المزيج، خرجت دبي فائزة من هذه الأزمة.

الحكومة الفرنسية تعيد تنظيم الديانة الإسلامية

وسلّطت جريدة “لوجورنال دي ديمانش” الضوء على أحد أهم القرارات بشأن إسلام فرنسا. فمع بداية شهر يناير المقبل، من المقرر أن يحل منتدى إسلام فرنسا محل مجلس الديانة الإسلامية، الذي أُنشئ عام 2003، ويهدف هذا الأمر إلى تعزيز إسلام فرنسي مستقل عن القوى الأجنبية، ولا علاقة له بالتيارات المتطرفة.

سيبدأ عام 2022 بحقيقة لن تمر مرور الكرام لدى “ممثلي” الدين الإسلامي في فرنسا، والذي يحتل المرتبة الثانية في البلاد، حيث قرر الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير الداخلية جيرالد دارمانين التوقف عن العمل مع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الممثل المعتاد للديانة الإسلامية، ويتعلق الأمر، وفقًا للوفد المرافق لوزير الداخلية “بإعادة هيكلة عميقة للتمثيل والحوار” بهدف الحصول على محاورين راسخين على أرض الواقع وليس شخصيات منعزلة عنها. وهناك ثلاثة أسباب على الأقل وراء هذا القرار الجذري:

أولا، الحصيلة. يقول أحد المسؤولين بوزارة الداخلية: “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية مشلول تمامًا الآن”. وخلال تسعة عشر عامًا، لم يحقق المجلس أي شيء باستثناء السماح للإخوة الأعداء الذي يتشكل منهم المجلس بالاتفاق حول جانب ثانوي واحد وهو: التقويم الخاص بأعياد المسلمين. وبالطبع، سمعنا رؤساء المجلس ينددون بالإرهاب في اليوم التالي لكل هجوم. ورأيناهم يحضرون الاحتفالات الرسمية ويقفون أمام الكاميرات لتذكير الناس بأن الإسلام “دين سلام ومحبة”. ومع ذلك، لم يقوموا بأي عمل جوهري لمنع التطرف، ومحاربة التيارات المتطرفة، والسلفيين، والفكر الجهادي أو الجماعات التي تستخدم الإسلام لأغراض سياسية، مثل جماعة الإخوان المسلمين.

المخابرات المغربية تموّل شراء شقة محمد موسوي بباريس

وتعد المخابرات المغربية مكونًا مهمًا من مكونات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حيث تشارك في المجلس من خلال اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي أعيد تسميته فيما بعد مسلمو فرنسا. ومن بين المشكلات الأخرى: كانت الاتحادات المختلفة التي تشكّل “الهيئة التمثيلية للمجلس” أكثر انشغالاً في بعض الأحيان بمواجهة بعضها البعض، بدلا من إقامة روابط فيما بينها للدفاع عن مصالح المسلمين. يقول أحد المتخصصين: “لقد أصبح أعضاء المجلس أعيانًا حيث اكتسب أغلبهم مكانة اجتماعية من خلال تمثيل الإسلام”.

ثانيًا، ما جرى الكشف عنه في الأول من شهر ديسمبر الجاري، حول صلات رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المغربي الفرنسي محمد موسوي، مع المؤسسات الأمنية في بلده الأصلي، أدى في نهاية المطاف إلى إثارة السخط على أعلى المستويات، وأدى إلى اتخاذ السلطات الفرنسية لهذا القرار. إن الصلات التي تجمع بين الاتحادات الفيدرالية الرئيسية والدول الأجنبية باتت سرًا معروفًا للجميع، كما أن محمد موسوي كان على علاقة بعميل خائن، مطلوب من قبل القضاء الفرنسي، لأنه سرّب ملفات سرية أو امتيازات لجلب مواطنين مغاربة إلى فرنسا.

ودفعت أجهزة المخابرات المغربية ثمن شقته الباريسية، حيث تسعى الأجهزة المغربية للسيطرة على المغاربة في الخارج واستخدام القضية الإسلامية كمحرك للتأثير الدبلوماسي، مثل الأتراك والجزائريين. ورأت السلطات الفرنسية أن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تحول إلى ما يشبه وكيل لقوة أجنبية. ونتيجة لذلك، نحن في انتظار توقيع شهادة الوفاة الخاصة بالمجلس، ولم يعد يتم استقبال رئيسه على المستوى السياسي، واقتصر الأمر على مقابلة مسؤولي المكتب المركزي للديانات بوزارة الداخلية.

ثالثًا، يتعلق الأمر بإنهاء حقبة “الإسلام القنصلي”، على حد تعبير جيرالد دارمانين. ويهدف القرار، الذي أعلنه إيمانويل ماكرون خلال خطاب مورو في الثاني من أكتوبر 2020، إلى الحد من تأثير السفارات على الإسلام في فرنسا وإنهاء وجود الأئمة الأجانب. ومن المقرر الانتهاء رسميًّا من العمل بهذا النظام في عام 2023 وتم إخطار الدول المعنية – الجزائر، المغرب، تركيا – بهذا الأمر. ويهدف هذا الإجراء إلى خلق إسلام فرنسي يتوافق مع قوانين وقيم الجمهورية. لذلك لن يتم الاعتراف بالاتحادات المختلفة مثلما كانت عليه في الماضي، ولكن سيستمر استقبال ممثليها بصفة فردية.

وزارة الداخلية تريد التأكد من عدم وجود علاقة بين الأئمة المعينين والإسلاميين

كيف سيتشكل التنظيم المستقبلي؟ سوف ينتهي العمل بنظام التمثيل الرسمي من خلال شخصيات. وسيتم تشكيل تجمع يتألف من دعائم الإسلام في فرنسا، والتي كانت موجودة بالفعل في الأقاليم. يدعى هذا التجمع: “لو فوريف”: منتدى إسلام فرنسا. ووفقًا لفريق جيرالد دارمانين، يتعين على المحاورين الدينيين للسلطات العامة احترام نقطتين “غير قابلتين للتفاوض”، وهما: الاستقلال عن القوى الأجنبية، والاستقلال عن التيارات العابرة للحدود، وهي الحركات الأصولية المختلفة. وتريد وزارة الداخلية التأكد من عدم وجود علاقة بين الأئمة المعينين والإسلاميين

ويستعد جيرالد دارمانين لتوقيع دعوة، في صورة خطاب، للمشاركين، ويود تذكيرهم بضرورة احترام المبادئ الأساسية، لا سيما حرية الاعتقاد والعلمانية وحرية التعبير. والهدف المعلن لوزارة الداخلية هو “العمل مع أولئك الذين يحترمون جوهر القيم والذين يسعون للمضي قدمًا، وخاصة اللاعبين المحليين والإقليميين”.

المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يتحول إلى وعاء فارغ

في الوقت الحالي، جرى تشكيل أربع مجموعات مع وزارة الداخلية داخل منتدى إسلام فرنسا “لو فوريف”. الأولى خاصة بالأئمة، والثانية مسؤولة عن حصر الأعمال المعادية للمسلمين، بينما يتعين على الأخيرتين العمل من ناحية لضمان “تدريب المديرين التنفيذيين”، لا سيما الأئمة، ومن ناحية أخرى لضمان تطبيق قانون العبادة وفقًا للأحكام الواردة فيما يسمى بقانون مناهضة الانفصالية. وتعتقد وزارة الداخلية أنها ستعتمد على تجربة ليون التي تجدها “مرضية”. حيث أطلق مسجد ليون، بدعم من رعاته، بالشراكة مع جامعة ليون، برنامجًا جامعيًّا يضمن تدريب الأئمة العلمانيين بالإضافة إلى الدراسات الدينية.

في هذا التكوين، يتم تحويل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى وعاء فارغ، حيث يقول أحد المقربين من جيرالد دارمانين إنه “لا يستطيع العمل إلا إذا كان على اتصال بالسلطات العامة”. وبشكل أوضح، لن يستقبل السياسيون مجددًا “ممثلي” هذه المنظمة. بالإضافة إلى ذلك، لن تلعب الاتحادات التي يتألف منها المجلس دورًا رسميًّا بصفتها الاتحادية. فمن سيحضر في الإليزيه في يناير المقبل للمشاركة في التحيات التقليدية لممثلي الأديان؟

أوميكرون يخرج عن السيطرة.. وضغوط على ماكرون لتشديد القيود بعد أعياد الميلاد

ذكرت جريدة “لا تريبون” الفرنسية أنه لمكافحة المتحور أوميكرون، قد يتم اللجوء لحظر التجول واشتراط اختبار سلبي، بالإضافة إلى التطعيم من أجل دخول بعض الأماكن المفتوحة للجمهور. وقبل ساعات قليلة من ليلة عيد الميلاد، عاد كوفيد-19 ليفسد الأجواء مرة أخرى. فبينما يبدو المتحور أوميكرون سريع الانتشار، تدفع الأرقام القياسية للعدوى، والتي تتضاعف كل ثلاثة أيام، الحكومة إلى تسريع استجابتها؛ حيث أعلن الإليزيه لوكالة الأنباء الفرنسية، أن إيمانويل ماكرون سيعقد مجلس الدفاع الصحي الخاص بكوفيد19 بصورة عاجلة.

الاقتصاد الفرنسي تحت تهديد التعطل

قد يكون التوقف عن العمل بسب أوميكرون هو الكابوس الاقتصادي التالي بعد الموجة الأولى، حيث يتزايد القلق بشأن فوضى محتملة بسبب موجة الانتشار المتوقعة في شهر يناير المقبل. وبحسب أوليفييه غيران، عضو المجلس العلمي الفرنسي، هناك قائمة طويلة من القطاعات المعرضة لخطر التغيب عن العمل في الأعمال التي قد تتعرض “لمئات الآلاف” من حالات الإصابة اليومية التي يخشى حدوثها في بداية العام، مستشهدًا بصناعات “توزيع الغذاء، الأمن والطاقة والنقل والاتصالات والصحة”.

من جانبه، تحدث جان فرانسوا دلفريسي، رئيس المجلس، عن “الفوضى المحتملة في عدد معين من الخدمات الأساسية”. ومع ذلك، لم يتسبب أو ميكرون الذي لا يزال محدودًا في فرنسا، حتى الآن في فرض عزلة قسرية جماعية بسبب الحالات الإيجابية أو حالات الاختلاط، لكن بعض الإشارات التحذيرية ظهرت بالفعل وباتت الأضواء مسلطة على الموجة السادسة التي تحدث في يناير المقبل.

وفيما يخص السكك الحديدية، لاحظت سكك حديد فرنسا اضطرابات هامشية في القطارات الإقليمية ولكن بلا أي تأثير على الخطوط الرئيسية. ولا تشعر الهيئة المستقلة للنقل في باريس “بأي قلق في الوقت الحالي”، في حين أكد البريد الفرنسي أنه لم يواجه أي مشكلة. وفيما يخص المجال الجوي، اضطرت شركة “ساس” الاسكندنافية إلى إلغاء عشرات الرحلات الجوية بسبب غياب الموظفين المرضى، كما تعاني شركة لوفتهانزا الألمانية من نفس المشكلة في رحلاتها الطويلة دون تأكيد أن السبب يعود للمتحور أوميكرون. ولم تسجل فرنسا حاليًا أي إصابة للطيارين أو طواقم الطائرة بالمرض بدرجة تصل إلى الإلغاءات الإجبارية.

وفي قطاع الحرف وشركات المقاولات الصغيرة، هذا قطاع متأثر بالفعل بنقص الموظفين، حيث “تعني حالات الاتصال والحالات الإيجابية فقدان المزيد من القوى العاملة مما يطرح صعوبات كبيرة لتوفير أكبر قدر من النشاط”. من جانبها، تحاول الحكومة طمأنة الجميع، حيث أكد وزير الصحة أوليفييه فيران أن “هناك وحدات استباقية على جميع المستويات (…) مما يسمح للبلاد بمواصلة العمل”، في مجالات الصحة والتعليم والنقل، والاقتصاد. وأضاف: “يجب أن نتجنب أي مظهر من مظاهر الشلل في البلاد”. وردًّا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت وزارة المالية إنها تتحرى اليقظة وتراقب الوضع عن كثب، بينما تطلب العديد من القطاعات المساعدة مرة أخرى.

وتوصي الحكومة بشدة بالعمل من المنزل، لكن وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة هاريس لصالح وزارة العمل، يقول 44٪ من العاملين إنهم لا يستطيعون العمل من المنزل نظرًا لطبيعة العمل على غرار قطاع الفنون المسرحية، حيث أدى ارتفاع عدد حالات الإصابة إلى إلغاء عروض “مولان روج، وكريزي هورس ومسرح موغادور في باريس”؛ ما يعيد إلى الأذهان الموجة الأولى التي شهدها ربيع عام 2020.

ربما يعجبك أيضا