هآرتس | فقط التهويد هو ما يعنيكم!

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة: محمود معاذ

الرأس الصهيونية تعمل عن كثب: البدو يسيطرون على النقب، بعد لحظات.. هم يسيطرون على الدولة كلها، إسرائيل في خطر، يجب أن نتصرف على الفور، من الواضح أنه يجب أن يكون ذلك بالقوة. يبدو الحدث من الخارج وكأنه عشية حرب أهلية. غرباء وانفصاليون وغزاة وأعداء من الداخل يحاولون الاستيلاء على قطعة أرض وانتزاعها من أيدي الدولة، لكن في الواقع، هؤلاء هم مواطنو الدولة الذين يقاتلون من أجل حقوقهم في أراضٍ هي ملكهم، نعم؛ هي على الأقل أرضهم كما هي أرض اليهود، في الوقت الحاضر، هم ليس لديهم انتماء وطني.

الحقيقة المجردة هو أن النقب بدوي الهوية قبل فترة طويلة من كونه يهوديًّا، ما الخطأ في ذلك؟! بنى باراك منطقة حريدية والنقب بدوي، الكيبوتسات أشكنازية، وبلدات التطوير شرقية وروسية. هذا هو الحال في بلد متعدد الجنسيات ومتعدد الثقافات، لكن عندما يبني اليهود الحريديم مزيدًا من الأحياء والمدن لأنفسهم، فإن الدولة لا تحاربهم، وحين يريد البدو أراضيهم لأنفسهم، فهم خطر على الدولة.

الآن يتم حشد جميع الشعارات الصهيونية الزائفة، وكذلك أساليب العمل القديمة والسيئة، لهذا الغرض وكأن الدولة لم تقم بعد، وهو أن النقب لن يقع في أيدي العدو، فمفهوم ازدهار البرية الذي نشأنا عليه هو ازدهار لليهود فقط، واستيطان النقب هو قيمة صهيونية أخرى نمت جيدًا، هو يهودي، لذا فتأهيل النقب وازدهار البرية لا يعنون شيئًا، الصهيونية، ما يعنيها فقط هو التهويد!

يتضح من ذلك أن التهويد هو الجانب الآخر من التطهير العِرقي، إذا كان استصلاح الأراضي القفر قيمة – وليس من الواضح سبب ذلك – فما العيب في أن يكون ازدهارها على أيدي أهل النقب، أليس الناس الذين يعرفون الصحراء واعتادوا العيش فيها يحبونها أكثر من أي شخص آخر؟ وإذا كانت إسكان وتوطين النقب قيمة – وأيضًا ليس من الواضح لماذا – فما الخطأ في استيطان البدو لها. أليسوا بشرًا؟! ألا يحملون الجنسية؟! على الأقل دعنا نقول ذلك!

لكن الآن يجري إخراج الأسلحة الصهيونية، والجميع يتباكون لأجل زيادة الرقعة الخضراء، فهذه هي الصهيونية المناصرة للبيئة، فالأمر مثير حقًّا، إذ لم نكن نعرف أن بأموال الصندوق الأزرق كانت الأرض مغطاة بأشجار الصنوبر، وهي عملية كبيرة لزراعة أشجار الصنوبر للتغطية على جرائم عام 1948 والآثار الصامتة، وحتى لا يعود أي عربي إلى منزله الذي أصبح الآن بستانًا، الآن جرى زرع مثل هذا البستان غير الطبيعي في الصحراء.

لقد حصل إيتامار بن غفير بالفعل على إذن ليقوم بالزراعة، لذا من الطبيعي والصهيوني أن يزرعوا الأشجار للتستر على الجرائم، فقد أحضروا جميع السفراء لزرع “غابة السفير” في النقب، دون أن يخبروهم أن الغرض الوحيد من الغابة الخيالية هو غلق الطريق أمام قرية عراقيب البدوية البائسة والتي جرى تدميرها بالفعل 183 مرة.

أوفير ديان على تويتر قال: “سنبني ونزرع ونفتح، سوف يحرقون ويدمرون ويخربون، ومن الواضح جدًّا لمن هذه الأرض المقدسة”، وكيف يمكن للمرء أن يقارن المزارعون اليهود بالمدمرين البدو، تلك الحيوانات البشرية؟ دعونا نزرع البساتين في الأراضي الخاصة ونرى لمن تكون الأرض مقدسة”.

لقد قمنا بالفعل بتطهير النقب جزئيًّا في عام 1948، ونحاول الآن طرد أحفاد لاجئيه من مكان لجوئهم الجديد، في جنوب جبال الخليل، حيث يعيش نحو ربع مليون بدوي إسرائيلي في النقب، وهم ينتمون إلى تلك البلاد على الأقل بقدر ما ينتمي إليها أي إسرائيلي آخر، هذا المجتمع لديه العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تحتاج إلى معالجة بطرق مختلفة، النقب البدوي ليس أقل شأنًا من أي نقب يهودي، وفي اليوم الذي ندرك فيه ذلك حقًّا، ستحل بعض المشاكل نفسها بنفسها.

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا