الصحافة العبرية| محاربة إيران أكبر من السياسة.. ومخالفات أعضاء الكنيست تنتهي بصفقات مشبوهة

مترجمو رؤية
الكنيست

رؤية

ترجمة: محمود معاذ

قرارات قاتلة

بعد مقتل ضابطَيْن في لواء “النخبة” من زميلٍ لهم عن طريق الخطأ، وذلك خلال أعمال حراسة بالقرب من معسكر في غور الأردن، وصفت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الحادث بالخطير الذي يوقِد الضوء الأحمر للجيش الإسرائيلي بضرورة مراجعة تعليماته لجنوده بخصوص عمليات إطلاق النيران، وأوضحت أن الجيش مؤخرًا كانت له تعليمات جديدة بإطلاق النيران الحية على المشتبه بهم بسرقة أسلحة، وذلك بعد ضغوطات بعض الشخصيات اليمينية التي حشدت دعمًا شعبيًّا لإقناع الجيش بإطلاق النار مباشرة فور مجرد الاشتباه بوجود سارق أسلحة على مرمى نيرانهم، ودعت الصحيفة الجيش إلى ضرورة مراجعة قراراته الأخيرة في هذا الصدد.

وفي إطار مماثل، رأى الكاتب “تال عوفاديا” ضرورة مد يد العون للضابط الذي أطلق النيران بجانب الحزن والحداد على الضابطين، موضحا أنه ربما عاد ذلك الضابط حيًّا بجسده لكنه ميت نفسيًّا، والذي قد تستمر أزمته إن استمر تجاهل حالته، مشيرا إلى ضرورة أن يأتي دعمه أولًا عن طريق قائده المباشر ثم القيادات العليا للجيش.

محاربة أيران أكبر من السياسة

أكد المحلل بصحيفة معاريف “إيلي كوهين” أن إدارة الرئيس بايدن لا تزال تحاول تشكيل سياستها تجاه إيران، لا سيما وأن مجلس الوزراء في إسرائيل لا يتحدث بلغة واحدة في مواجهة التهديد الإيراني، بينما في طهران الأمر ليس كذلك، حيث يواصلون مساعيهم للحصول على سلاح نووي هدفه الوحيد تدمير دولة إسرائيل.

وأضاف المحلل بأنه أصبح واضحًا للجميع أن حصول إيران على سلاح نووي سوف يلحق ضررًا لا رجعة عنه بالمجال الأمني والجوي الإسرائيلي، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد إقليمي، واحتمال كبير إلى معركة دولية، كما أن محاولة الولايات المتحدة والدول الكبرى الحثيثة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران لا علاقة لها بأي تقدير استخباراتي، ولا تمتّ بصلة لتجارب الماضي.

وألمح الكاتب إلى أن الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يحافظ على الاستقرار الإقليمي هو تنفيذ سياسة حازمة من طرف إدارة بايدن، واستمرار العقوبات، والاستعداد لعملية عسكرية إسرائيل عند الحاجة، وهو ما سيدفع قدمًا بخطوات سياسية، فمنذ نشأتها عام 1948 اعتمدت دولة إسرائيل فقط على نفسها، وهكذا يجب أن نتصرف في المستقبل.

واعتبر كوهين أن التخبط في السياسة الإسرائيلية قد بلغ الآن ذروته، لكن محاربة البرنامج النووي الإيراني هي فوق كل الخلافات السياسية، وإذا قامت إيران بنشاطات تجعلها تصل إلى نقطة لا رجعة عنها، فستحصل الحكومة على دعم كامل من معسكر اليمين القومي للقيام بعملية عسكرية عند الحاجة.

التغيير في سوريا مصلحة لإسرائيل

تناول المحلل بصحيفة إسرائيل اليوم “يتسحاق ليفانون” التوجهَ المتزايد في الفترة الأخيرة في الدول العربية إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في سوريا، والتي قُطعت جراء الحرب الأهلية السورية، إذ إن الأمر بدأ في سنة 2011، وبعد عدم استجابة الرئيس الأسد لمطالبة الجامعة العربية بوقف سفك الدماء في بلاده، حيث أعلنت معظم الدول العربية آنذاك قطع علاقاتها مع النظام السوري.

 والآن أعلنت عدد من الدول العربية علنًا عن رغبتها في استئناف العلاقات، حتى أن السلطة الفلسطينية انضمت إلى ذلك، من خلال الزيارة التي يقوم بها وفد برئاسة جبريل الرجوب في هذه الأيام إلى دمشق. ورأى الكاتب أنه من الممكن أن يكون العرب أدركوا ضرورة إبعاد نظام الأسد عن إيران، ومن المحتمل أيضًا أنهم أدركوا أنه لا استقرار في الشرق الأوسط من دون سوريا، فكل هذه الاحتمالات صحيحة.

واعتبر المحلل أن تلك الخطوة بإبعاد سوريا عن حضن إيران مفيدة جدًّا لإسرائيل، حيث إن هذا من شأنه أن يفتح سبل حوار سوري – إسرائيلي، ربما يكون برعاية روسية، وهو ما قد يترتب عليه عملية إنعاش اقتصادية واجتماعية وسياسية في دمشق، من خلال المحافظة على سلامة أراضيها، لا سيما وأن وضع إسرائيل القوي في المنطقة يسمح لها باستخدام بعض أدوات الضغط لإحداث التغيير بسوريا، والعمل على استقرار الأوضاع فيه دون الحاجة لإيران.

خزائن الدولة في يد رجل مخيف

أجرت صحيفة معاريف حوارًا مع وزير المالية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان عن طريق كبير محلليها “بن كاسبيت”، والذي تناول كيفية تعويض وزارة المالية لمتضرري قطاع الأعمال في إسرائيل بسبب متحور أوميكرون.

 ووجه المحلل سؤالًا لوزير المالية حول عدم تعاطفه مع المتضررين من الوباء، لا سيما وأن هناك أشخاصًا يمرون بأوقات عصيبة اقتصاديًّا، وأن الوضع ليس جيدًا بالفعل، وأجاب ليبرمان أن وظيفته كوزير للمالية هي الحفاظ على الخزانة العامة، والحفاظ على استقرار الاقتصاد، ومحاربة تكاليف المعيشة وضمان النمو الاقتصادي، وأنه عندما تولى منصبه وعد باتخاذ قرارات بشأن الاعتبارات الاقتصادية فقط، وليس بشأن الاعتبارات الشعبوية، ولذلك يرى ضرورة التعامل دون العاطفة.

وأكد ليبرمان في حديثه أيضًا أنه بصدد مساعدة أي شخص يحتاج إلى المساعدة، ولكن بطريقة مركزة وعادلة ومسؤولة، وأن هذا ما فعله في صناعة السياحة على سبيل المثال، وأنه لن يسمح لأحد بالحصول على مساعدات تحت الضغط عن طريق استغلال الأزمة، مؤكدًا أن وزارته تدرس جميع التعويضات والطلبات بالمساعدة الاقتصادية بشفافية كاملة.

صفقة مشبوهة!

مع استمرار التوقعات بحدوث صفقة بين المستشار القانوني للحكومة أفيخاي مندلبليت مع رئيس حزب شاس أرييه درعي تتم باعتراف الأخير بمخالفات التهرب من الضرائب مقابل خروجه من الكنيست الحالي دون محاكمة فعلية، رأى رسام الكاريكاتير “عاموس بيدرمان” أن الصفقة رغم تأخرها ستتم لا محالة، مستدلًا بالمحادثات الطويلة التي عُقدت بين مندلبليت ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، والتي لم تنتهِ بحبس الأخير حتى الآن رغم ثبوت العديد من المخالفات ضده.

وتخيل الرسّام نقاشًا ثنائيًّا يدور بين المستشار القانوني للحكومة وبنيامين نتنياهو، وفي الجانب الآخر نقاش بين أربيه درعي والمحامي الخاص به، والذي يطمئنه قائلًا: “هم يقترحون أن تنسحب من الكنيست (تعتزل السياسة دون وصمة عار)، في إشارة إلى الثقة الكبيرة في عدم تفعيل القانون على أعضاء الكنيست، ودائمًا تنتهي مخالفاتهم القانونية باتفاقات سياسية حتى لا يقعون تحت طائلة العقوبات القانونية.

image 7

ربما يعجبك أيضا