موقع ألماني | استمرارا للتمييز الديني.. الحكومة الهندية تستغل رياضة «اليوغا» ضد الأقليات الدينية

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة: فريق رؤية

استعرض موقع “رليجيون أو أر إف” الألماني الجدل حول الحكومة الهندية الحالية التي ينتمي أغلبها الى الديانة الهندوسية، بسبب الانتقادات الموجّهة إليها من قبل الأقلية المسلمة والمسيحية، وذلك على إثر فرض الحكومة الهندية ممارسة تمرين تحية الشمس (جزء من رياضة اليوغا الدينية الهندوسية) أثناء تحية العَلَم في المدارس الهندية، الأمر الذي دفع الأقليتين المسيحية والمسلمة للاعتراض على هذا الإجراء باعتباره يتعارض مع التعاليم المسيحية والإسلامية، ويخالف معتقدات أتباع كلتا الديانتين.

وقد قرّرت الحكومة الهندية بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 75 لاستقلال الهند تضمين تحية العلم بالمدراس الهندية لتمرين تحية الشمس، الذي يعدّ جزءًا من رياضة اليوغا الهندوسية، وذلك حتى بداية فبراير 2022 وقد قوبل هذا القرار باعتراض من الأقليات الدينية وفي مقدمتها المسيحية، حيث قالت السيدة “ماريا تشارلز”، سكرتيرة لجنة الأساقفة الكاثوليك للتربية والثقافة إن توجيه التلاميذ والطلاب لممارسة شعائر دين معين أمر غير مقبول في بلد يحكمه دستور علماني، فيما صرح المتحدث باسم الأقلية المسلمة أن الإسلام يحرّم على أتباعه ممارسة شعائر الديانات الأخرى، وأنه لا يقبل أن يُجبر الأطفال المسلمون أو المسيحيون على طقوس دين مختلف؛ فاليوغا لها جذورها في الهندوسية.

تحية الشمس والنشيد الوطني

منذ الأول من يناير بدأت المدارس في الهند بأداء ما يُعرف بتحية الشمس أثناء النشيد الوطني للبلاد، وسيستمر ذلك حتى السابع من فبراير 2022. وتحية الشمس هي جزء من ممارسة اليوغا، التي هي عبارة عن فلسفة هندية قديمة تتضمن تمارين بدنية وعقلية، واليوغا ليست مجرد رياضة بدنية، وإنما هي أيضًا شعيرة وعبادة منتشرة في الهند منذ زمن بعيد. ويشتق هذا الاسم من اللغة السنسكريتية ويعني الاتحاد، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يمارسون هذه الرياضة بانتظام، خاصة في الغرب، حيث ينصبّ التركيز فيها غالبًا على الجانب البدني فقط.

استغلال اليوغا سياسيًّا

تستغل الحكومة القومية الهندوسية الحالية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي اليوغا إلى حد كبير لأغراض سياسية، وتستخدمها لنشر الهندوسية والقومية، ولدى رئيس الوزراء مودي قناة على اليوتيوب بعنوان: (اليوغا مع مودي،  Yoga with Modi)، والتي تروّج لممارسة تلك الرياضة باعتبارها عقيدة، وتبث القناة بالعديد من اللغات منها الألمانية، كما دعا مودي إلى ممارسة اليوغا خلال أزمة كورونا باعتبارها الدرع الواقي من خطورة هذا الفيروس، وخصّص يوم 21 يونيو من كل عام يومًا عالميًّا للاحتفال باليوغا، والذي يتم الاحتفال به منذ عام 2015. كما يعتمد حزب الشعب الهندي، الذي ينتمي إليه مودي، بشكل كبير على القومية الهندوسية، ولذلك يلاحظ ارتفاع حالات التمييز والعنف ضد الأقليات الدينية في الهند ذات الغالبية الهندوسية بشكل حاد منذ وصول الحزب للسلطة، ويشكو المسيحيون والمسلمون مرارًا وتكرارًا من الضغوط والقيود المفروضة على حريتهم الدينية مقارنةً بالهنود من أتباع الديانة الهندوسية.

استمرار اضطهاد الأقليات الدينية

هناك اضطهاد للأقليات الدينية في الهند وفي مقدمتها الأقلية المسيحية، وذلك طبقًا لما ذكرته كل من منظمة “جمعية حماية الحقوق المدنية “(APCR) ومنظمة الاتحاد ضد الكراهية والمنتدى المسيحي المتحد (UCF)في تقريرهما المشترك الذي نُشر العام الماضي، والذي ذكر أن الحزب الذي ينتمي إليه ويرأسه مودي يتبنى سياسة إقصائية دينية لا مكان فيها للأقليات الأخرى.

كما تعرضت الحكومة الهندية الحالية قبل سنوات لانتقادات بسبب إقرار القانون الذي سهّل على المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني من البلدان المجاورة ذات الغالبية المسلمة (بنغلاديش وباكستان وأفغانستان) الحصول على الجنسية الهندية إن لم يكونوا من المسلمين، ولا شك أن استمرار الحكومة الحالية على نفس المسار سيؤدي في النهاية إلى مزيد من الاحتقان بين أتباع الأديان، ويهدد باشتعال المزيد من الفتن الطائفية وتوتر الصراع مجددًا على الحدود الباكستانية، ولا سيما منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة.

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا