«TSMC» التايوانية.. السيطرة على العالم عبر الرقائق الإلكترونية «بروفايل»

فاروق محمد
شركة TSMC التايوانية عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية

تصنع TSMC وحدها 65% من أشباه الموصلات في العالم إلى جانب 90% من الرقائق المتقدمة.


تضم جزيرة تايوان أكبر وأحدث شركة على مستوى العالم لإنتاج أشباه الموصلات أو الرقائق الالكترونية، وهي الصناعة الأهم في أغلب المنتجات التكنولوجية الحديثة.

وامتلاك شركة “تي إس إم سي” للتقنية التكنولوجية الأحدث في صناعة الرقائق الالكترونية، واستحواذها على حصة تتجاوز 50% في إنتاج أشباه المواصلات، جعلها محور لصراعات سياسية واقتصادية، نظرًا لما لديها من قدرات تقنية وإنتاجية كبيرة.

أهمية أشباه الموصلات

تصنع TSMC وحدها 65% من أشباه الموصلات في العالم، إلى جانب 90% من الرقائق المتقدمة، في حين تنتج الصين ما يزيد قليلًا عن 5% وتنتج الولايات المتحدة نحو 10%، ورغم أن “الأشباه” رقائق صغيرة بحجم 5 نانومترات، أي أقل حجمًا من أظافر الأصابع، إلا أن دورها الصناعي كبير للغاية ضمن مدخلات الإنتاج.

عملاق صناعة الرقائق التايوانية TSMC

عملاق صناعة الرقائق التايوانية TSMC

وتحولت الصناعة إلى أن تكون ذات أهمية عسكرية، عقب الحوسبة التي أصبحت سمة الأسلحة العسكرية الحديثة، علاوة على ذلك، يعدّ تصنيع أشباه الموصلات نشاطًا عالي القيمة للغاية، يولد الكثير من الإيرادات، والكثير من الوظائف ذات الأجر الجيد.

نمو الطلب العالمي يدفع الأرباح للنمو لـ8 مليارات دولار

أرباح العملاق التايواني قفزت خلال الربع الثاني من العام الحالي 2022 بنحو 76% لتصل إلى 8 مليارات دولار، في حين قفزت الإيرادات، خلال نفس الفترة، بنحو 43.5%، مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 18.1 مليار دولار مع تنامي الطلب العالمي على الرقائق الالكترونية. وتتوقع TSMC، وفق موقعها الرسمي، نمو الإيرادات ما بين 19.8 و20.6 مليار دولار خلال الربع الثالث.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، سي سي وي، إن الشركة تعمل بكامل طاقتها لتخفيف النقص العالمي، خصوصًا أنها تستحوذ على 50% من السوق العالمية، وتعدّ شركتي آبل وكوالكم أبرز عملائها.

أمريكا تسابق الزمن للمنافسة

في حين يستبعد البعض أن تتمكن الولايات المتحدة من اللحاق بالركب بسرعة، من خلال دعم الشركات الأمريكية على المدى القصير، أطلقت وزارة التجارة الأمريكية، سبتمبر الماضي، خطة استثمارية تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لدعم صناعة أشباه الموصلات.

وأعلنت شركة انتل الأمريكية، في يناير 2022، عزمها استثمار نحو 20 مليار دولار لإنتاج الرقائق الالكترونية، مع استهداف رفع الاستثمارات إلى 100 مليار دولار خلال العقد المقبل، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل دعمت أمريكا الشركة التايوانية في توريد الرقائق إلى شركة “هواوي” الصينية.

الرئيس الأمريكي جوبايدن برفقة بات جيلسينجر رئيس شركة انتل الأمريكية

الرئيس الأمريكي جوبايدن برفقة بات جيلسينجر رئيس شركة انتل الأمريكية

وتسرع أمريكا من عمليات الدعم والمساندة للشركات العاملة في القطاع، للحاق والمنافسة مع شركات شرق آسيا، مثل العملاق التايواني tsmc وسامسونج الكورية الجنوبية، ووقع الرئيس جو بايدن قانونًا يسمح بمنح مساعدات بقيمة 52 مليار دولار لإعادة تحريك عمليات الإنتاج، وفق ما ورد عبر موقع قناة “العربية”.

TSMC ترفع مكانة تايوان في الاقتصاد العالمي

يعود الفضل إلى TSMC في تعامل معها العالم حاليًّا مع تايوان، التي تعدُّها الصين مقاطعة، بحسابات مسبقة وخطط ذكية، رغم أنه، قبل ذلك، كان دور البلاد في الاقتصاد العالمي هامشيًا حتى ظهرت على السطح بفضل الصناعة الحديثة، بعد معاناة صناعة السيارات من نقص في الرقائق التي تستخدم في كل شيء، بدءًا من أجهزة استشعار وقوف السيارات إلى تقليل الانبعاثات.

وعلى الرغم من وقوعها تحت تهديد مستمر من غزو صيني، تحكم تايوان قبضتها على صناعة أشباه الموصلات، وهذا يخنق سلسلة التوريد العالمية، ما يجدد ضرورة التعجيل بخطط طوكيو، وواشنطن، وبكين من أجل زيادة اعتمادهم على الذات.

ربما يعجبك أيضا