لماذا تبني الصين قاعدة بحرية في جزر سليمان؟

أحمد ليثي

تقول حكومة جزر سليمان إنها تنوع الشراكة الأمنية للبلاد بما في ذلك الشراكة مع الصين، لأن توسيع الشراكات أمر ضروري لتحسين نوعية حياة شعبها والتصدي للتهديدات الأمنية


سُربت مسودة اتفاقية أمنية يجري التفاوض بشأنها بين الصين وجزر سليمان التي تقع في جنوب المحيط الهادئ، يمكن أن تكون لها تداعيات أمنية على المحيط كله.

ووفق مقال الباحثة في برنامج جزر المحيط الهادئ التابع لمعهد لوي، ميهاي سورا، في الجارديان، أمس الأول السبت 25 مارس 2022، تحدد مسودة الوثيقة إطارًا واسعًا يغطي عمليات انتشار “الشرطة والعسكريين الصينيين.. وغيرهم من أجهزة إنفاذ القانون والقوات المسلحة ويمنح الفرصة لإقامة قاعدة بحرية” في جزر سليمان.

ما سبب قلق أستراليا من الاتفاقية؟

وفق تقرير دويتشه فيله، المنشور أمس الأحد، لطالما اعتبرت أستراليا ونيوزيلندا أن جزر المحيط الهادئ “ساحتهما الخلفية”، وأي اتفاق أمني مع بكين يمثل تهديدًا لموقفهما بالمنطقة، ما جعل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، يقر اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ عام 2018، خاصة أنه كان قلقًا من بناء الصين قاعدة بحرية جنوب المحيط، تسمح لها بالسيطرة على شرق آسيا كله.

ومن جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، للصحفيين، يوم أمس: “إن أستراليا ونيوزيلندا جزء من عائلة المحيط الهادئ، ولديهما تاريخ في تقديم الدعم الأمني ​​والاستجابة للأزمات، لكن توجد دول تسعى لبسط نفوذها على المنطقة، ونحن ندرك ذلك تمامًا”. وقال رئيس الوزراء الأسترالي السابق، كيفين رود، إن “اتفاقية جزر سليمان مع الصين تتعارض مع مصالح الأمن القومي”.

كيف ردت جزر سليمان؟

وفق تقرير دويتشه فيله، قالت حكومة جزر سليمان، في بيان، إنها تنوع الشراكة الأمنية للبلاد، بما في ذلك الشراكة مع الصين، وأضافت: “إن توسيع الشراكات أمر ضروري لتحسين نوعية حياة شعبنا، والتصدي للتهديدات الأمنية الصعبة التي تواجه البلاد، والترتيبات الأمنية التي وُقعت مع أستراليا لن تتأثر”.

في عام 2019، أقامت حكومة جزر سليمان علاقات دبلوماسية مع الصين، وقطعت العلاقات مع تايوان، في قرار عارضه العديد من كبار السياسيين، وحذروا من إمكانية المساس بسيادة القانون وحقوق الأرض والتراث الثقافي. وفي نوفمبر 2019 تحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى أعمال عنف، وسط مشاعر معادية للصين، وجرى إحراق جزء كبير من الحي الصيني بالعاصمة هونيارا.

هل يمكن للصين نشر قواتها؟

وفق تقرير جوان واليس في “إيه بي سي نيوز”، تثير تفاصيل الخطط المسربة بنحو خاص قلق أستراليا التي تبعد 2000 كيلومتر جنوب جزر سليمان. فقد حددت إجراءات تسمح لبكين بنشر قوات “لحماية سلامة الأفراد الصينيين والمشاريع الكبرى في جزر سليمان”، وقالت الوثيقة إن جزر سليمان، يمكنها أيضًا أن تطلب من الصين إرسال الشرطة والشرطة المسلحة والعسكريين.

وأوضحت واليس: “يقول محللون أمنيون إن الخطط تكشف نية الصين الواضحة في المنطقة للمرة الأولى”، وقال محلل مختص بجزر المحيط الهادئ في معهد لوي الأسترالي للأبحاث، جوناثان بريك: “قد نجد نوعًا من أنماط الجنود على الأرض أو قدرًا من أنواع الوجود العسكري الصيني في جزر سليمان، لكن نية الصين مقلقة”.

كيف يمكن أن تواجه أستراليا ذلك؟

وفق مقال الباحثة، ميهاي سورا، في الجارديان، فإن تغير النظام الإقليمي في السنوات الـ10 المقبلة لن يسمح لأستراليا بأن تكون الشريك الأمني الوحيد لدول المحيط الهادئ، لكن الوجود الأمني المتزايد لدولة مثل الصين في المحيط الهادئ يزيد من حدة المنافسة الجيوسياسية في المنطقة، خاصة وأن طبيعة التنافس بين القوى العظمى في المحيط الهادئ متوترة وغير محددة.

وقالت سورا: “على أستراليا أن تكون واقعية بشأن زيادة الوجود الأمني الصيني في المحيط الهادئ، لأن التحدي الذي ستواجهه هو كيفية الرد على الصين في منطقة المحيط الهادئ المزدحمة، دون تصعيد التوترات الجيوسياسية في المنطقة”، وإنه ينبغي أن تواصل أستراليا التركيز على توفير الدعم الأمني الذي يحمي سيادة بلدان المحيط، ويقدم أولويات الأمن البشري التي حددتها هذه البلدان لأنفسها.

ربما يعجبك أيضا