مسؤولون أمريكيون: مخزون المسيرات الروسي ينضب.. وموسكو تلجأ لإيران

كشف البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، أن روسيا تسعى للحصول على مئات من الطائرات المسيّرة من إيران، لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.

وبحسب تقرير الكاتب إريك شميت في صحيفة “نيويورك تايمز“، يوم أول أمس الأحد 17 يوليو 2022، يعكس هذا التحرك حاجة موسكو لسد فجوة في ساحة المعركة، والعثور على مورد طويل الأجل لتكنولوجيا قتالية حاسمة.

روسيا استنفدت الطائرات المسيّرة

قدم مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، تفاصيل قليلة بشأن التقييم الاستخباراتي الذي كشفه للصحفيين، يوم الاثنين الماضي، وقال مسؤولون أمريكيون آخرون إن إيران تستعد لتوفير ما يصل إلى 300 طائرة مسيّرة، وستبدأ في تدريب القوات الروسية على كيفية استخدامها، في وقت مبكر هذا الشهر.

واستنفدت روسيا العديد من الطائرات المسيّرة التي استخدمتها لمساعدة المدفعية بعيدة المدى في ضرب أهداف أوكرانية، وفي الوقت نفسه، دمرت الدُفعات الأولى من قاذفات الصواريخ الأمريكية المحمولة على الشاحنات أكثر من 20 مستودع ذخيرة روسي، ومواقع دفاع جوي ومراكز قيادة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

جاك سوليفان

بوتين يتوجه إلى إيران

وفقًا لتقرير “بي بي سي”، الأربعاء الماضي، قال الكرملين إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيتوجه إلى العاصمة الإيرانية، طهران، اليوم، ومن المتوقع أن يلتقي بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في محادثات سلام بشأن سوريا.

من جهته، قال سوليفان إن المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها الولايات المتحدة تدعم وجهة النظر القائلة إن هجوم روسيا على شرق أوكرانيا استنفد عتادها من الطائرات المسيّرة فلجأت إلى إيران، لكن الولايات المتحدة ستواصل “الدفاع الفعّال” عن أوكرانيا.

إيران زودت حزب الله بالمسيّرات

وفقًا لتقرير “نيويورك تايمز”، زودت إيران حزب الله في لبنان بتكنولوجيا الطائرات المسيّرة، والميليشيات الشيعية في العراق التي نفّذت ضربات ضد القوات العراقية والأمريكية، في حين قال المتخصص في المسيّرات الروسية، صامويل بينديت، إن موسكو ليست لديها كل الأنواع التي تحتاجها من المسيّرات، ولذلك تطلب المزيد من إيران.

ويجدد اتفاق روسيا مع إيران الأهمية المتزايدة للطائرات المسيّرة للحرب الحديثة، ليس فقط لقمع حركات التمرد أو عمليات مكافحة الإرهاب بل أيضًا في النزاعات التقليدية، التي تلعب الطائرات المسيّرة خلال دورًا محوريًا في ساحة معركة، مثل أوكرانيا، لأنها عامل حاسم في فشل الهجوم أو نجاحه.

روسيون يزورون إيران لتفقّد المسيّرات

قال سوليفان، في بيان أصدره البيت الأبيض وأوردته شبكة “سي إن إن” في وقت سابق، إن وفدًا روسيًّا زار مطارًا في وسط إيران مرتين على الأقل في الأسابيع الخمس الماضية، بين 8 يونيو و5 يوليو، لفحص الطائرات المسيّرة التي يمكن تسليحها، واستعرض الروس طائرات شاهد-191 وشاهد-129، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي زودها البيت الأبيض بالبيان المرسل.

من جهتهم، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن أوكرانيا كان لديها أسطول طائرات مسيّرة خاص بها قبل بدء الحرب، واستخدمت أيضًا مئات الطائرات التي قدمتها الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي، مثل تركيا، لتدمير مئات الدبابات وناقلات الجند الروسية.

معدات الحرب الروسية أضعفت نجاح المسيّرات الأوكرانية

قال محللون إن الطائرات الروسية المضادة للطائرات المسيّرة ومعدات الحرب الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة التشويش، أضعفت النجاح المبكّر للطائرات الأمريكية والتركية دون طيار، في حين خلص تقرير حديث صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة RUSI، وهو منظمة بحثية في لندن، إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من معدات الحرب الإلكترونية لمكافحة الأنظمة الروسية المتقدمة.

وذكر التقرير أن طائرات الاستطلاع الأوكرانية المسيّرة التي تساعد في استهداف القوات الروسية، واصلت مهمتها لمدة أسبوع واحد فقط قبل أن تنجح الدفاعات الروسية في تحطيمها أو إسقاطها.

أوكرانيا تستغل إحداثيات المسيّرات لضرب الأسلحة الروسية

وفقًا لتقرير إريك شميت، منذ غزو أوكرانيا في فبراير، قلل الجيش الروسي من استخدامه للطائرات المسيّرة واعتمد في الأساس على حرب مدفعية، لأن الطائرات المسيّرة كان من السهل استهدافها من قبل القوات الأوكرانية، واستخدام الإحداثيات لضرب الأسلحة الروسية، بما في ذلك مدافع الهاوتزر وقذائف الهاون.

من جهته، قال رائد في الجيش الأوكراني يدعى كوستيانتين، رفض ذكر اسمه الأخير لأسباب أمنية، حول استخدام الجيش الروسي للطائرات المسيّرة: “إنهم بالتأكيد حسّنوا مهاراتهم في استخدامها، وغيروا كيفية تحرك طائراتهم في ساحة المعركة، لتجنب اكتشافها من خلال المراقبة العلوية”.

إسقاط 50 مسيّرة روسية

وفقًا للتقرير، قال محللون عسكريون إنه في الأسابيع الأخيرة، تضاءل تفوق روسيا في حروب الطائرات المسيّرة، بسبب إسقاط نحو 50 طائرة من طراز “أورلان-10” بنيران أو تشويش أوكراني، ولكن حتى مع التمويه المناسب، تنشر القنوات الإعلامية الموالية لروسيا في كثير من الأحيان مقاطع فيديو للمعدات الأوكرانية التي تُستهداف وتدمّر.

ونتيجة لذلك، لا يزال الطلب مرتفعًا على النماذج الاستهلاكية الجاهزة والطائرات المسيّرة المعدلة المقاومة للتشويش، في حين قال محللون إن الجانبين يستخدمان حملات تمويل جماعي لاستبدال المعدات المفقودة، في حين قال بعض المحللين الروس إن موسكو لم تكن مستعدة لاستخدام كم كبير من الطائرات في الحرب الروسية الأوكرانية.