أسود أحمر أبيض أخضر.. البطيخ الفلسطيني أيقونة وطنية لا تعرف القمع

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

أحمر أخضر أسود أبيض، كلها ألوان اجتمعت في العلم الفلسطيني وفي أكثر الفاكهة شهرة وحبا بين الفلسطينيين، فأصبحت فاكهة البطيخ رمزا وطنيا لدى الفلسطينيين.

وشاءت الأقدار أن يكون العلم الفلسطيني بلون قطعة البطيخ، أخضر وأحمر وأسود وأبيض، لذا في مواضع كثيرة صار البطيخ رمزا لفلسطين إلى جانب الحَطة أو الكوفية التقليدية.

ولم توقف قيود وأغلال الاحتلال نضال الشعب الفلسطيني وسعيه لتوصيل قضيته بشتى الطرق، فبعد حظر رفع العلم الفلسطيني الذي يضم ألوان الأحمر والأخضر والأبيض والأسود تاريخيًا في بعض الأحيان في إسرائيل، وهو اليوم يثير حفيظة سلطات الاحتلال، فإن البطيخ -المزروع محليًا والملون- قد خدم لعقود القضية الفلسطينية وأصبح من أبرز الأيقونات الفلسطينية. 

199768223 5639111182827281 1951779715896747267 n

ومثل أيام الفلسطينيين، ترمز ألوان البطيخ إلى الأبيض الذي قلما رأوه قرابة قرن من الزمن، والأسود الطاغي الذي اتشحت به نساء فلطسين على مر العصور والأزمنة حزنا على فراق أطفالهم وأحبتهم تحت وابل القصف والعدوان الإسرائيلي، والأحمر لون دماء مئات الآلاف الفلسطينيين الذي امتزج بتراب الأراضي الفلسطينية، والأخضر هو شباب فلسطين الذي يأبى التخلي عن قضيته في أرض الشتات فكل يوم يظهر بطل فلسطيني جديد يجسد كفاح ونضال أجداده من أجل نصرة قضيتهم.

وتعود رمزية البطيخ إلى التكتيكات التنظيمية الفلسطينية قبل الانتفاضة الأولى، أي الفترة التي سبقت اتفاقيات أوسلو عام 1993 التي خلقت السلطة الفلسطينية وأطلقت عملية سلام لم تعد موجودة الآن. لكنها وجدت صدى جديدًا.

200784317 5639110582827341 5066999005543558954 n

واستخدم الفنانون الفلسطينيون البطيخ كرمز للعلم الفلسطيني وللتحايل على الحظر عبر الإنترنت، فيما يحاول الفلسطينيون الذين لا يثقون في منصات التواصل الاجتماعي ويخشون المراقبة الإسرائيلية عبر الإنترنت.

وفي الأسابيع الأخيرة، انتعش البطيخ على وسائل التواصل الاجتماعي ، كجزء من جهود لاستباق أو التحايل على الرقابة على الإنترنت ومراقبة المحتوى، في مواجهة المراقبة المشددة التي أشعلها الصراع بين إسرائيل وحماس في مايو والموجة المصاحبة له من النضال الشعبي الفلسطيني.

ويعكس المستخدمون الذين ينشرون الرموز التعبيرية والصور والأعمال الفنية -الفلسطينيون في إسرائيل والأراضي المحتلة والشتات ، جنبًا إلى جنب مع مناصريهم- فيضًا من النشاط والتضامن الغامض عبر الإنترنت ، خارج الحدود السياسية والجغرافية التقليدية.

11 2

وقال خالد حوراني ، الفنان الفلسطيني المقيم في رام الله بالضفة الغربية لصحيفة «واشنطن بوست»، والذي ظهرت أعماله ضمن صور البطيخ المنتشرة على الإنترنت ، إن الفن “يمكن أن يكون في بعض الأحيان سياسيًا أكثر من السياسة نفسها”.

وأضاف الحوراني: «لقد تم التغاضي عن المواطنين العرب في إسرائيل منذ فترة طويلة ، وهم يؤكدون بشكل متزايد على هويتهم الفلسطينية».

48971 حصاد البطيخ 5

تم حذف الملايين من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للفلسطينيين بشكل غير صحيح من قبل فيسبوك وتويتر وسط الأزمة الأخيرة ، فيما قالت الشركة إنها خلل تقني ، مما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين شعروا منذ فترة طويلة بأن خطابهم على الإنترنت كان مبالغًا فيه. وبمعدل مرتفع ، تم أيضًا حظر وسوم وحسابات ذات صلة بالفلسطينيين أو تمت إزالة المحتوى.

لكن العديد من نشطاء الحقوق الرقمية يرفضون هذه التفسيرات ويقولون إنها اتجاه طويل الأمد تصاعد مؤخرًا مع توجه الفلسطينيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتنظيم حول سلسلة من الأحداث التي توحد الفلسطينيين بشكل متزايد في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة و الشتات، فيما تتواصل الاعتقالات التي تستهدف الفلسطينيين في القدس الشرقية وفي أنحاء إسرائيل في أعقاب الصراع والاحتجاجات

وكشفت الحرب الأخيرة على غزة التي استمرت 11 يوما عن جيل فلسطيني جديد، سبعون بالمائة منهم تحت سن الثلاثين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تشكل وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية المصدر الرئيسي للإلهام ووصول أواتهم إلى العالم ومنهم الشاب محمد الكردي أحد سكان حي الشيخ جراح الذي نجح أن يكون صوت لبلاده أمام الإعلام الغربي.، للتغلب على القمع الرقمي، حيث يعامل الذكاء الاصطناعي على فيسبوك النشطاء الفلسطينيين كما يعامل الناشطين الأمريكيين السود عبر منعهم.

ربما يعجبك أيضا