أيد تجارة الأعضاء وتواصل روحيًّا مع الكلاب.. من هو رئيس الأرجنتين الجديد؟

يواصل اليمين المتطرف زحفه على دول العالم، فبعد الولايات المتحدة وإيطاليا والبرازيل وأوروبا وإسرائيل، وصل هذه المرة إلى الأرجنتين.

وفاز المرشح اليميني المتطرف، خافيير ميلي بالانتخابات الرئاسية الأرجنتينية، الأحد 19 نوفمبر 2023، محققًا مفاجأة كبيرة بحصوله على أكثر من 55.95% من الأصوات.

رأسمالي فوضوي

حسب قناة فرانس 24، حصل منافس ميلي، وزير الاقتصاد، سيرخيو ماسا، على 44.04% بعد فرز 86% من الأصوات، وأقر بهزيمته قائلًا إنه اتصل بميلي لتهنئته، ومن المنتظر أن يتولى ميلي الرئاسة في 10 ديسمبر المقبل، خلفًا للرئيس ألبرتو فرنانديز.

وتبلغ سن الرئيس الأرجنتيني المنتخب، 53 عامًا، وهو اقتصادي ليبرالي يصف نفسه بأنه “رأسمالي فوضوي”، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية، ودخل المعترك السياسي قبل عامين فقط.

ليلة تاريخية

قال ميلي في خطاب النصر، إن “اليوم تبدأ نهاية الانحطاط” وتنطلق “إعادة إعمار الأرجنتين”، محذرًا من أنه لن تكون هناك “أنصاف حلول”، مشددًا، من مقر حملته في بوينس آيرس بعد فوزه الساحق، على أن “هذه ليلة تاريخية للأرجنتين”.

تابع ميلي متوجهًا إلى الآلاف من أنصاره: “انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنى نموذج الحرية، كي نصبح مجددًا قوة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى”، مضيفًا: “نحن نواجه مشاكل هائلة، التضخم، والركود، ونقص الوظائف الحقيقية، وانعدام الأمن، والفقر والبؤس، هذه مشاكل لن تحل إلا إذا تبنينا أفكار الحرية مرة أخرى”.

الأرجنتين الجديدة

حذر ميلي، الذي يدعو إلى العلاج بالصدمة لاقتصاد أنهكه تضخم مزمن يبلغ حاليا 143% على مدار عام واحد، قائلًا: “لا يوجد مجال للتدرج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول”، ومد يده إلى “جميع الأرجنتينيين والقادة السياسيين وجميع من يريدون الانضمام إلى الأرجنتين الجديدة”، لكنه حذر أيضًا من حركات مقاومة اجتماعية محتملة لإصلاحاته.

وأضاف: “نعلم أن هناك أشخاصًا سيقاومون ويريدون الحفاظ على نظام الامتيازات (الذي يستفيد منه) البعض ولكنه يفقر الغالبية. أقول لهم: كل ما هو في القانون جائز ولكن ليس ما هو خارج القانون”.

طفولة قاسية

يحمل ميلي شهادة في الاقتصاد، ويقترح فرض تغييرات جذرية في الاقتصاد والمجال الاجتماعي في الأرجنتين. وتعتبر شقيقته كارينا بمثابة يده اليمنى وأكثر المقربين منه، وهو متزوج وليس لديه أبناء. ووفقًا لميلي لم يتواصل مع والديه، اللذين عاملاه بقسوة في طفولته، إلا أنهما كانا حاضرين في آخر ظهور علني كمرشح رئاسي.

ويحب ميلي الكلاب كثيرًا، ويعتبرهم بمثابة الأصدقاء والأبناء، لكن الأكثر إثارة وغرابة في شخصيته، فهو عدم إنكاره التواصل الروحي مع كلبه الميت، ليطلب منه نصيحة سياسية.

دولرة الاقتصاد الأرجنتيني

يؤيد ميلي دولرة الاقتصاد الأرجنتيني وإلغاء البنك المركزي، وفاجأ السياسيين والناخبين أنفسهم في الانتخابات التمهيدية في أغسطس، حين حصل على نحو 30% من الأصوات، واحتل المركز الأول، وفي انتخابات 22 أكتوبر انتقل بثقة إلى الجولة الثانية.

ودخل ميلي مجال السياسة منذ فترة غير بعيدة، حين انضم إلى الحزب الليبرالي عام 2019، ونال عضوية البرلمان عام 2021، وكان يظهر دوريًّا على شاشة التلفزيون، وفي مناسبات مختلفة كخبير اقتصادي، وبفضل موهبته الخطابية وقدراته الاستعراضية وعمله النشط على الشبكات الاجتماعية، تمكن من كسب ثقة العديد من الشباب الذين أصبحوا، وفق استطلاعات الرأي، ناخبيه الرئيسين.

أبو منشار

ظهر ميلي في إحدى الفعاليات واقفًا في سيارة ويلوح بالمنشار، الأمر الذي أدى على الفور إلى ظهور موجة من التعليقات على الشبكات الاجتماعية. وبالنسبة له يعد المنشار رمزًا لكيفية وضع حد لـ”الطبقة السياسية”، التي تطورت في السنوات الأخيرة بالأرجنتين، والتعامل مع أجهزة الدولة المتعثرة، وخفض الإنفاق الحكومي ومحاربة التضخم، الذي تجاوز بالفعل 100%.

ومن بين تصرفاته الغريبة كذلك، انتقاده للبابا فرانسيس، وهو أرجنتيني ويحظى باحترام كبير في البلاد، ووصفه بأنه “ممثل كل ما هو أكثر ضررًا على الأرض”، ودعا أحد المقربين من ميلي إلى قطع العلاقات مع الفاتيكان.

الاتجار بالأعضاء البشرية

أيد ميلي المتاجرة بالأعضاء البشرية، وقال: “جسدي ملكي، لماذا لا استطيع التحكم في جسدي؟. يوجد الكثير من الناس في الأرجنتين ينتظرون أعضاء المتبرعين، لذلك يجب البحث عن آليات السوق لحل هذه المشكلة”. وفي نفس الوقت يعارض الإجهاض ويدعو للسماح بحمل السلاح بحرية في بلد ارتفع فيه عدد الجرائم بقدر ملحوظ في السنوات الأخيرة.

ويعتزم ميلي التركيز على التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ووقف العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسين للأرجنتين، الصين والبرازيل، مشيرًا إلى أنه لا يريد التعامل مع الشيوعيين والاشتراكيين. معلنًا أن الأرجنتين لن تشارك في مجموعة بريكس، رغم تلقيها الدعوة للانضمام في 1 يناير 2024، لكنها لا تنوي العمل مع روسيا.