ضربة لطموحات الصين.. الأرجنتين تشتري طائرات F-16 وتعلن عن شراكة مع الجيش الأمريكي

قررت الأرجنتين هذا الأسبوع شراء طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-16، كما أعلنت في أوائل أبريل الجاري عن الشراكة مع الجيش الأمريكي في قاعدة بحرية في الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية.

وذكرت إذاعة صوت أمريكا، اليوم السبت 20 أبريل 2024، أن محللي الشؤون الدولية يروا في هذا تحولاً في السياسة الخارجية له تداعيات بعيدة المدى على الولايات المتحدة والصين في

ضربة ضد طموحات الصين

أدى قرار الأرجنتين بشراء 24 طائرة من طراز F-16 من الدنمارك بدلاً من الشراء من الصين إلى دفع بعض المراقبين الصينيين إلى التعبير عن أسفهم بشأن هذا الأمر، بل ووصفه البعض بـ “النكسة”.

وتحاول بكين منذ أكثر من عقد بيع طائرات مقاتلة من طراز JF-17 للأرجنتين طورتها الصين مع باكستان، فيما قال الباحث المتخصص في شؤون الأرجنتين والمقيم في لندن، كريستوفر ايكلستون، إن اختيار الأرجنتين كان منطقيًا إلى حد ما، نظرا للموقف المؤيد للديمقراطية والمناهض للشيوعية الذي اتخذه الرئيس الأرجنتيني المنتخب مؤخرا، خافيير مايلي.

فيما قال الزميل البارز في المركز الدولي للتقييم والاستراتيجية ومقره واشنطن، ريك فيشر، إنه حتى تولي مايلي منصبه، بدا أن الأرجنتين تسير على طريق يتجه نحو تعاون سياسي واقتصادي وعسكري أعمق بشكل متزايد مع بكين، وهو المسار الذي يهدد المصالح الأميركية في المنطقة وخارجها.

أهمية مضيق ماجلان

أضاف فيشر أنه لو نجحت الصين في بيع طائراتها إلى الأرجنتين، بالإضافة إلى أسلحة أخرى بما في ذلك المركبات المدرعة، لكانت قد تمكنت من الدخول إلى البنية التحتية الدفاعية والأمنية للبلاد، مضيفًا أنه كان من الممكن تشجيع دول أمريكا اللاتينية الأخرى على أن تحذو حذوها.

وقال محللون إن قرار مايلي الدخول في شراكة مع الولايات المتحدة على نطاق أوسع، بما في ذلك إنشاء قاعدة بحرية بالقرب من مضيق ماجلان، كان له نفس القدر من الأهمية، وتم الإبلاغ على نطاق واسع عن جهود الصين المستمرة للدخول في شراكة مع الأرجنتين في تطوير القاعدة.

وفي خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا الشهر، قال مايلي إن الأرجنتين ستنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بشأن تطوير قاعدة أوشوايا البحرية.

خطط الصين

ووصف فيشر تصرفات مايلي بأنه رد فعل ضد طموح بكين في الهيمنة العالمية، فيما قال الخبراء إن أهمية القاعدة البحرية في أوشوايا لها علاقة بموقعها، فهي تواجه مضيق ماجلان والقارة القطبية الجنوبية جنوبًا، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية مثل قناة بنما.

وقال فيشر إنه لو تمكنت الصين من السيطرة على مضيق ماجلان، فمن المحتمل أن تمنع البحرية الأمريكية من عبور القوات العسكرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

وبدلاً من ذلك، أشار المحلل السياسي إيكلستون إلى أن تعاون الأرجنتين مع الولايات المتحدة في الطرف الأدنى من أمريكا اللاتينية يمنع وصول الصين إلى جنوب المحيط الأطلسي من الجانب الغربي.