«احتجاجات عمران خان» تفجر أزمات باكستان.. هل تسقط في الهاوية؟

شروق صبري
احتجاجات باكستان

فجرت الاحتجاجات التي خرجت لدعم رئيس الوزراء الباكستاني السابق العديد من الأزمات.


أدى اعتقال رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، بتهم فساد متعددة، إلى اندلاع أعمال عنف في مناطق متعددة بالبلاد.

وتصاعدت المواجهة بين الجيش وأنصار خان، الذين خرجوا إلى الشوارع وأثاروا مشاهد غير مسبوقة، واقتحمت حشود غاضبة منازل أفراد من الجيش وخربوا منازلهم.

اضطراب سياسي عميق

استمرت الاشتباكات، اليوم الأربعاء 10 مايو 2023، مع اقتحام المئات من أنصار حركة “إنصاف”، التي يتزعمها عمران خان، مقر الإذاعة الوطنية الباكستانية في بيشاور، وفق ما ذكره صحفي في شبكة «سي إن إن» الأمريكية في مكان الحادث.

وتعمق الاضطراب السياسي في باكستان، وعبر أنصار عمران خان عن غضبهم بعد أن ألقاء  القبض عليه، في تصعيد كبير للمواجهة السياسية المستمرة منذ عام، التي وضعت الدولة الواقعة في جنوب آسيا على حافة الهاوية.

احتجاجات باكستان

احتجاجات باكستان

استمرار الاشتباكات

أظهرت صور من شوارع بيشاور قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع على الحشود أنصار حركة “إنصاف”، الذين اشتبكوا مع الشرطة خلال احتجاج على اعتقال رئيس الوزراء السابق. وقال محامي من المكتب الوطني للمحاسبة (NAB) للشبكة الأمريكية إن خان محتجز  لمدة 14 يومًا.

وقالت الشرطة إن نحو 1000 من أنصار خان اعتقلوا في إقليم البنجاب، بعد إشعال النيران في 25 مركبة للشرطة، وأكثر من 14 مبنى حكوميًّا. وقالت شرطة المدينة على تويتر إن 43 متظاهرًا على الأقل اعتقلوا في إسلام أباد.

احتجاجات باكستان

احتجاجات باكستان

قطع خدمات الإنترنت

بعد فترة وجيزة في محاولة لإخماد الفوضى، أوقفت السلطات خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وعملت على منع الوصول إلى تويتر وفيسبوك ويوتيوب، وكذلك أغلقت المدارس الخاصة في جميع أنحاء البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة.

وقال الزميل الباكستاني في مركز ويلسون بواشنطن، سيد باقر سجاد، إنه على الرغم من تعرض القادة الباكستانيين السابقين للاعتقال، وتحدي السياسيين في الماضي هيمنة الجيش، فإن الدعم العام الكبير لخان جعل هذا الوضع “فريدًا”.

احتجاجات باكستان

احتجاجات باكستان

باكستان في أزمة

أطيح بخان في تصويت برلماني لحجب الثقة، العام الماضي، ومنذ ذلك الحين قاد حملة شعبية ضد الحكومة الحالية، بقيادة شهباز شريف، متهمًا إياها بالتواطؤ مع الجيش لعزله من منصبه.

وضغطت احتجاجات خان على الوتر الحساس لدى الشباب، في بلد تنتشر فيه المشاعر المناهضة للمؤسسة العسكرية، ويغذيها ارتفاع تكاليف المعيشة، خصوصًا أن التضخم المرتفع جعل السلع العادية لا يمكن تحملها.

تحدي صورة الجيش

قال سجاد أن المخاطر التي تواجهها باكستان عديدة بداية من تحدي صورة الجيش كقوة موحدة وحارسة للدولة، وفقدان ثقة الجمهور في المؤسسة، وصولًا إلى حالة من عدم الاستقرار والاضطراب الاجتماعي.

وأضاف إن هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة زادت الضغط على المؤسسة العسكرية، على وقع هجوم عمران خان المستمر ضدها، منذ الإطاحة به. ولفت إلى أن الحكومة فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، لإعادة تشغيل برنامج قروض بقيمة 6.5 مليار دولار توقف منذ نوفمبر، في محاولة للحفاظ على الاقتصاد متماسكًا.

الاضطرابات السياسية

يبدو أن الاضطرابات السياسية عززت شعبية خان، ففي العام الماضي، فاز حزبه في الانتخابات المحلية في مقاطعة البنجاب الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد، التي يُنظر إليها على أنها اختبار أساسي للانتخابات الوطنية، حسب ما أوردته الشبكة الأمريكية.

وقال سجاد إن الاستقطاب السياسي والأزمة الاقتصادية وضعت باكستان في “منعطف حرج”، وكان من الممكن أن يتحول الوضع إلى “أزمة دائمة”. وأضاف أن المسار المستقبلي لباكستان “سيعتمد إلى حد كبير على كيفية تعامل قادتها مع الأزمات الحالية، وما إذا كان بإمكانهم إيجاد طريقة لمعالجة مظالم الشعب واستعادة الاستقرار”.

اقرأ أيضًا| المعارضة الباكستانية تدعو إلى احتجاجات بعد اعتقال عمران خان
اقرأ أيضًا| بعد دعوات للاحتجاج.. باكستان تحاكم عمران خان بمكان احتجازه

ربما يعجبك أيضا