الأتراك الجدد.. من هم؟ ولماذا يدعمون أردوغان؟

محمد النحاس
الانتخابات الرئاسية التركية

تبنت المعارضة خطابًا غير مرحب باللاجئين.. هل يصب ذلك في مصلحة أردوغان؟


بدأت الانتخابات التركية، اليوم الأحد 14 مايو 2023، في تمام الساعة 8 صباحًا، وهي انتخابات مهمة للغاية وتشهد تنافسًا محمومًا.

ويدور أكثر الجدل حاليًّا في وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، حول فرص كل مرشح، ويسلط مقال منشور في مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على كتلة ليست بالقليلة لا يمكن الاستهانة بدورها في هذه الانتخابات.

اللاجئون المجنسون وكفة أردوغان 

حسب مقال للصحفية المعنية بالشرق الأوسط، ستيفاني جلينسكي، نشرته فورين بوليسي، يتشارك عشرات الآلاف من الأشخاص من خلفيات متشابهة المشاعر تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هم السوريون والأفغان الذين حصلوا على الجنسية التركية خلال حقبة أردوغان.

ويلفت المقال إلى أن هذه المجموعات ستظهر امتنانها للرئيس التركي، بمنحه أصواتهم في انتخابات هي الأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث، وفي وقتٍ يواجه في أردوغان منافسة شرسة مع زعيم الائتلاف المعارض، كمال كليتشدار أوغلو.

ورغم ارتفاع الأسعار، ووصول التضخم إلى مستويات قياسية، يرجح المقال أن تميل هذه المجموعات إلى أردوغان لأنهم يقولون إنه ليس لديهم خيار أفضل. ويشكل اللاجئون المجنسون جزءًا بسيطًا من الناخبين البالغ عددهم 64 مليونًا، لكن في ظل منافسة محتدمة يمكن أن يكون لهم دور بارز.

اقرأ أيضًا| كل ما قد تريد معرفته عن الانتخابات التركية قبل يوم الحسم

كم عدد المجنسين في تركيا؟

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، كما تسميها جلينسكي، قبل أكثر من عقد من الزمان، حاز أكثر من 210 آلاف سوري الجنسية التركية، بعد فرارهم من المعارك في سوريا. ويرجح أن عددًا مساويًّا من الأفغان يحمل الجنسية التركية. وكان حزب الشعب الجمهوري، المعارض أعلن وجود 200 ألف ناخب سوري وأفغاني وإيراني في تركيا، بالإضافة إلى بعض الجنسيات الشرق أوسطية الأخرى. 

ومع ذلك، من غير الواضح تمامًا عدد أولئك المُجنّسين منذ تولي أردوغان الحكم قبل ما يزيد على العقدين. ومن الصعب الحصول على أرقام دقيقة لأن البيانات المتعلقة بالتجنيس “ليست ذات شفافية عالية” وفقًا للأستاذة في جامعة جالطة سراي بإسطنول، ديديم دانيس.

ولفتت دانيس إلى أنه “مهما كان عددهم (المجنسين) فالأرجح أنهم سيصوتون لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان“، وفقًا لما نقلت عنها مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

لماذا يعزف المجنسون عن المعارضة؟

علاوةً على دعم الرئيس التركي لهذه المجموعات، يرجح خبير شؤون الهجرة بجامعة أنقرة مراد أردوغان، أن السبب في التفاف المُجنّسين من المهاجرين حول حزب العدالة والتنمية، يكمن في أن “خطاب أحزاب المعارضة مناهض للهجرة بشدة، ما يعني أن تلك الفئات ليس لديها خيار سوى التصويت لأردوغان، خاصةً إذا كان أفراد عائلاتهم المقيمون في تركيا لم يحصلوا على الجنسية بعد”.

ويلفت مراد أردوغان إلى أن موقف المعارضة “ليس سيئًا”، موضحًا أن رفض الهجرة يرحب به الكثير من الأتراك، و88% يتمنون أن يعود السوريون إلى ديارهم طوعًا أو كرهًا، على حد قول خبير شؤون الهجرة التركي.

ماذا تقول الأرقام؟ 

تعد تركيا أحد أكثر بلدان العالم إيواء للاجئين واستقبالًا للمهاجرين، بحكم الموقع الجغرافي والسياق الثقافي والديني. وأكثر أولئك اللاجئين من سوريا وأفغانستان، وبطبيعة الحال زاد عدد اللاجئين السوريين بعد اندلاع النزاع في سوريا، كما تذكر الصحفية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في مقالها بالمجلة الأمريكية.

وحسب منظمة اللاجئين (مقرها تركيا) ارتفع عدد السوريين “الخاضعين للحماية المؤقتة” المسجلين في تركيا بمقدار 7.794 شخصًا اعتبارًا من 21 إبريل 2022، مقارنة بشهر إبريل السابق، ليصبح المجموع 3 ملايين و762 ألفًا و385 شخصًا. في حين ازداد عدد السوريين بمقدار 25 ألفًا و16 شخصًا منذ بداية العام.

لماذا يصرون على اختيار أردوغان؟

 نتيجة تزايد الضغوط الشعبية والأعباء الاقتصادية، رحّلت الحكومة العديد من الأفغان والسوريين، ووصل عدد المرحّلين من تركيا إلى 124 ألفًا في العام الماضي فقط، وهي النسبة الأعلى في تاريخ تركيا. ورغم ذلك، يميل المجنسون بالجنسية التركية إلى أردوغان. 

وكانت السفارة الأفغانية قالت إن حوالي 70 ألفًا من المُرحّلين كانوا أفغانًا. وسعت تركيا لترحيل 58 ألف سوري تقول السلطات إنهم وصلوا بنحو غير شرعي.

ومع ذلك يشير مقال فورين بوليسي إلى أنّ غالبية الأتراك المجنسين يعتقدون أن هذا لا يزال أفضل مما يمكن أن يحدث في ظل رئاسة كمال كيليتشدار أوغلو، الذي تبنى ككل المعارضة خطابًا غير مرحب باللاجئين والمهاجرين، فضلًا عن منحهم الجنسية ليصبحوا مواطنين أتراكًا. والتيار الرافض لهذه التوجه ليس نخبويًّا فحسب، بل لديه كذلك رصيد شعبي لا يمكن التقليل منه.

اقرأ أيضًا| هل ستتمتع الانتخابات الرئاسية التركية بالحرية والنزاهة؟

ربما يعجبك أيضا