الحرب في غزة.. كيف أثرت على سمعة أمريكا؟

تراجع شعبية الولايات المتحدة في المنطقة؟

محمد النحاس

ألحقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والدعم الأمريكي الواسع لتل أبيب خسائر كبيرة بسمعة الولايات المتحدة في جميع أرجاء العالم العربي.

وحسب مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” في تقرير نشرته 8 فبراير 2024، أفاد استطلاع حديث شمل 16 دولة عربية، بتضرر سمعة الولايات المتحدة بشدة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر.

تراجع سمعة الولايات المتحدة

كلف الدعم الأمريكي لإسرائيل في الحرب على غزة، الولايات المتحدة، سمعتها في المنطقة، ويبدو أنه لن يسهل ترميمها، وجعلت الحرب الكثيرين، ليس فقط في المنطقة، بل في جميع أرجاء العالم ينظرون إلى سلوك واشنطن على أنه متناقض وتحكمه المصلحة التي تسبق ما عداها، بما في زلك معايير الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفقًا للتقرير “ريسبنسبول ستيت كرافت”، فقد وصف نحو 82% من المشاركين في الاستطلاع تعاطي الولايات المتحدة مع الحرب بأنه “سيء للغاية”، في حين وصفه 12% آخرون بأنه “سيء”.

وقال 72% من المُستطلعين إن سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب في غزة ستضر بسمعة واشنطن بالمنطقة إما “نسبيًا” (22%) أو “بدرجة كبيرة” (50%).

وأفادت نسب مماثلة بأن ذلك سيضر “بمصالح” الولايات المتحدة في المنطقة أيضًا، وأفاد ما مجموعه 76% أن وجهات نظرهم بشأن سياسة الولايات المتحدة في العالم العربي “أصبحت أكثر سلبية” منذ بدء الحرب على قطاع غزة، حسب التقرير.

تهديد الاستقرار في المنطقة

أفاد متوسط ​​إجمالي لأكثر من نصف المشاركين (51%) إنهم يعتبرون الولايات المتحدة تشكل “أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة”، مقارنة بـ 39% في عام 2022.

ويعتقد المشاركون أن واشنطن هي العنصر الرئيسي الذي يمكن إسرائيل من تنفيذ حربها على غزة، والتي قُتل فيها حتى الآن أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. واعتبر نصف الجمهور العربي بالضبط أن “الدعم العسكري والسياسي الأمريكي” هو العامل الأكثر أهمية، ومن شأن نتائج الاستطلاع، أن تثير بعض القلق في واشنطن، بحسب خبراء.

وفي ضربة أخرى لسياسة بايدن، التي زعمت مراراً وتكراراً على التزامها بإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل منذ بدء حرب غزة، قالت أغلبية كبيرة من المشاركين في كل دولة إنهم لا يعتبرون أن واشنطن جادة في هذا الصدد.

وقال 68% من المشاركين في الاستطلاع إن واشنطن “ليست جادة على الإطلاق” بشأن التزامها في إنشاء دولة فلسطينية، في حين قال 13% آخرون إن واشنطن “غير جادة إلى حد ما”.

ازدياد الاهتمام بالقضية الفلسطينية

وجد الاستطلاع أن القضية الفلسطينية استعادت مكانتها كـ”أولوية قصوى” لدى الجمهور العربي ككل، وعندما سُئلوا عما إذا كانوا يعتبرون القضية الفلسطينية “قضية لكل العرب وليست للشعب الفلسطيني وحده”، اختار نحو 92% من المشاركين الخيار الأول، أي أعلى بنسبة 16 نقطة مئوية عما كان عليه عندما تم طرح السؤال نفسه في عام 2022.

ناهيك عن الدعم الأمريكي للحرب على غزة، فإن الضربات الأمريكية المتزايدة في المنطقة، لا تحظى بشعبية كبيرة، وقد استهدفت الولايات المتحدة مؤخرًا أهدافًا في العراق وسوريا، قالت إنها على صلة بالحرس الثوري الإيراني، وجماعات شيعية مسلحة موالية لإيران، كما أن هناك تساؤلات عن الجدوى وما إذا كان استهداف سيردع الجماعات التي تهاجم المصالح الأمريكية.

وبالإضافة إلى الاستهداف الأمريكي المتكرر لمواقع في سوريا والعراق، تتواصل أيضا، الهجمات التي تنفذها على أهداف للحوثيين في اليمن، بهدف وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.

ربما يعجبك أيضا