تسلسل زمني للضربات الأمريكية على الجماعات الموالية لإيران

الرد الأمريكي بدأ لكنه لم ينتهِ.. أين تتجه المنطقة؟

محمد النحاس

من المتوقع خلال الأيام المقبلة، أن تتواصل الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، وكذلك استمرار الضربات على الجماعات الموالية لإيران في سوريا والعراق.. فهل يستمر التصعيد؟


شنت الولايات المتحدة موجة كبيرة من الضربات الانتقامية في الشرق الأوسط، حيث ضربت عشرات الأهداف التابعة للجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

وتمثل سلسلة الضربات في سوريا والعراق، تصعيدًا كبيرًا في المنطقة، وهو الأمر الذي سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تجنبه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر، وعلى مدار الأسابيع التالية للحرب تزايدت التوترات في المنطقة حتى وصلت إلى الاستهداف الأمريكي واسع النطاق للجماعات الموالية لإيران.

استهداف للقوات الأمريكي

الضربات الأمريكية الانتقامية ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، تأتي مع استمرار استهداف الولايات المتحدة وبريطانيا، لمناطق الحوثيين في اليمن مع تواصل استهدافهم لسفن الشحن الدولي، حسب ما ذكر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ورسمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها خط زمني للضربات الأمريكية الأخيرة، وما سبقها من استهدافٍ للقوات الأمريكية. ففي 28 يناير 2024، قال البنتاجون إن 3 من أفراد القوات الأمريكية قتلوا وأصيب عشرات في هجوم مسيّرة على موقعهم العسكري شمال شرق الأردن (نفت الأردن وقوع الهجمات داخل أراضيها).

توعد أمريكي بالرد

كان هؤلاء أول قتلى أمريكيين عسكريين جرّاء استهداف جماعات معادية لتواجد الولايات المتحدة بالمنطقة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة في أكتوبر. وقالت إدارة بايدن إن المسيّرة أطلقتها “ميليشيا في العراق مدعومة من إيران”، وتعهد بايدن بالرد، واتهمت الولايات المتحدة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران بشن 150 هجومًا منذ أكتوبر على القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط.

في 30 يناير، قال الرئيس الأمريكي إنه قرر الرد على الهجوم، لكنه لم يذكر ماهيّة الرد. في ذات التوقيت، دعا بعض المشرعين الجمهوريين إلى توجيه ضربة مباشرة لإيران، لكن مستشاري بايدن قالوا إنه مصمم على تجنب صراع إقليمي واسع النطاق.

بدء الرد الأمريكي

بحلول يوم الجمعة 2 فبراير، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على أكثر من 85 هدفًا في سوريا والعراق، مستهدفةً الجماعات الموالية لإيران، بما في ذلك المجموعة التي قالت إنها مسؤولة عن مقتل القوات الأمريكية.

وقال البنتاجون إن الضربات استهدفت مقار القيادة ومراكز الاستخبارات ومنشآت الأسلحة ومخازن الذخيرة. في أعقاب ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن بايدن لم يفكر جديًّا في توجيه ضربة داخل إيران، وإنه من خلال استهداف المنشآت التي يستخدمها فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني)، دون محاولة القضاء على القيادات، سعت الولايات المتحدة إلى إرسال رسالة مفادها أنها لا تريد الحرب.

مواصلة استهداف الحوثيين

يوم السبت 3 فبراير، شنّت مقاتلات حربية أمريكية بريطانية، بدعم من الحفاء، ضربات على عشرات المواقع في اليمن التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون.

وقال بيان مشترك من الحلفاء إن الأهداف شملت منشآت تخزين الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات، وأن الضربات تهدف إلى تقويض هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.

وفي يوم الأحد 4 فبراير، وبعد وقتٍ قصير من إعلان الحوثيين أنهم سيردون على الضربات الأمريكية والبريطانية، قالت القوات الأمريكية إنها نفذت هجومًا آخر على الجماعة اليمنية، ودمرت صاروخ كروز كان يشكل “تهديدًا وشيكًا لسفن البحرية الأمريكية والسفن التجارية في اليمن”.

استمرار التصعيد

من المتوقع خلال الأيام المقبلة، أن تتواصل الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، وكذلك استمرار الضربات على الجماعات الموالية لإيران في سوريا والعراق، إلا أنّ تلك الأخيرة لم تبدي إشارات على توقف مهاجمة المصالح الأمريكية في المنطقة.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية، “أود فقط أن أقول إن الرئيس كان واضحًا عندما أمر بها وعندما نفذها، كانت تلك بداية ردنا وسيكون هناك المزيد من الخطوات القادمة”.

وفي حين يردد المسؤولون الأمريكيون أن لا علاقة بين ما يحدث في أرجاء الشرق الأوسط، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تصر مختلف تلك الجماعات على أن الهجمات ستتوقف حال وقف إطلاق النار في غزة.

ربما يعجبك أيضا