الصيف الأسوأ.. موجات حرارة شديدة تجتاح أوروبا

محمد النحاس

خلال العام الماضي توفى أكثر من 60 ألف شخص بسبب تداعيات ارتفاع درجات الحرارة.


تجتاح أوروبا موجة حارة قاسية وغير معتادة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية ونصحت المواطنين بتوخي الحذر.

وتعيش القارة العجوز صيفًا قاسيًّا، وصلت فيه الحرارة ببعض المدن إلى درجات قياسية غير مسبوقة منذ سنوات. ومن المتوقع أن تشهد موجة جديدة خاصةً بجنوب أوروبا وبمنطقة البلقان خلال الأيام المقبلة، وفقًا لاستطلاعات خبراء الأرصاد الجوية.

الصيف الأسوأ

تعد أوروبا أحد أكثر مناطق العالم تأثرًا بالتغيّر المناخي، وبحسب تقرير نيويورك تايمز فإن القارة العجوز تتعرض لموجات حارة تتزايد وتيرتها وشدتها بمعدل أسرع من أي مكان آخر على هذا الكوكب. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجويّة قد قالت إن السنوات الـ5 بدءًا من الصيف الحالي ستكون الأكثر حرارة مقارنةً بما مضى.

ومن المتوقع أن يكون هذا الصيف أسوأ من العام الماضي بسبب ظاهرة ما يعرف بـ “النينيو”، وهي ظاهرة مناخية طبيعية، ترتبط بارتفاع درجات الحرارة وتظهر للمرة الأولى منذ أربع سنوات، وفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية المنشور الأحد 16 يونيو 2023.

اقرأ أيضًا| تقرير: موجات الحر القاتلة بأوروبا 2022 لن تكون «الوحيدة»

تشير ظاهرة النينيو إلى ارتفاع في درجات حرارة مياه البحر السطحية على نحوٍ لا يتناسب مع الفترة الزمنية ما يؤدي لظواهر مناخية غير اعتيادية وقد يصحبها كوارث طبيعية.

درجات حرارة عالية

وفق تقرير الصحيفة الأمريكية، في دولة مثل إيطاليا من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في بعض مناطقها إلى ما يقترب من 39 درجة مئوية يوم الأحد. ونوهت وزارة الصحة في البلاد المواطنيين بضرورة توخي الحذر في 16 مدينة، ونصحت بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس من بين الساعة الـ 11 وحتى الـ 6 مساءًا.

اقرأ أيضًا|«الصحة العالمية»: أوروبا تخسر آلاف الأرواح بسبب موجة الحر

وفي إسبانيا، الوضع ليس أحسن حالًا، فحذر مرصد الطقس العام الإسباني من أن درجات الحرارة في شبه جزيرة أيبيريا الشرقية وجزر البليار قد تتعدى 41 درجة مئوية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفيات قياسية

أدت موجة الحر إلى جفاف الأرض وزادت مخاطر اندلاع حرائق الغابا كما حدث بالفعل في إسبانيا، فقد قالت السلطات إن حريقًا انتشر بسرعة يوم السبت في لا بالما، إحدى جزر الكناري، ليبتلع حوالي 11 ألف فدان من الأراضي، ويدمر عشرات المنازل وقاد لإجلاء أكثر من 4000 شخص.

وخلال العام الماضي توفى أكثر من 60 ألف شخص بسبب تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، وفق دراسة حديثة، وكان الأطفال وكبار السن هي الفئات الأكثر تضررًا، حسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية.

إجراءات غير كافية

قبل 20 عامًا، في عام 2003 تعرضت أوروبا لموجات حرارة مميتة، وللتعامل مع ذلك اتخذت السلطات المعنية جملة من الإجراءات، بما في ذلك أنظمة الإنذار للحرارة الشديدة، وأماكن تبريد عامة، وجربت بعض البلديات الأوروبية تجارب أخرى مثل إضافة طلاء عاكس للأرصفة أو إقامة مسطحات مائية لتبريد الأجواء.

غير أن الخبراء وفق نيويورك تايمز يرون أن السلطات لم تفعل ما يكفي للتخفيف من آثار موجات الحرارة على المدى الطويل، من خلال تكييف وسائل النقل والمناطق العامة على هذه المستويات المرتفعة، ومحاولة تخفيفها من خلال إنشاء مزيد من المساحات الخضراء، وسبل أكثر استدامة.

السلطات تحاول معالجة الأزمة

في اليونان، فعّلت الحكومة إجراءات الطوارئ والتي تتضمن إقامة مساحات تبريد عامة، والسماح للموظفين في الشركات الخاصة بالعمل عن بُعد، بالإضافة إلى منع العمال المُعرضين للإصابة بـ “الإجهاد الحراري” من العمل ابتداءًا من الظهيرة وحتى الساعة الـ 5 مساءًا.

وحذرت  السلطات من احتمال نشوب حرائق في 5 مناطق، وقالت إن المسؤولين الحكوميين والإقليميين في حالة تأهب للتدخل إذا ما استدعى الأمر ذلك. أما إيطاليا فأقام المسؤولون خيمات تبريد في بعض المناطق وأصدرت الجهات المختصة تحذيرات وتنويهات لاتباع إجراءات احترازية للتعامل مع مخاطر ارتفاع درجات الحرارة والموجات المتوقعة.

ربما يعجبك أيضا