الضربات الأمريكية لن تردع الحوثيين.. ما السبب؟

ضربات جديدة على مواقع الحوثيين.. لماذا لن تردع الجماعة المسلحة؟

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث| استهداف أمريكا للحوثيين.. وصراعات 2024.. وعلاقات الهند وإفريقيا

حفر الحوثيون المزيد من الخنادق والأنفاق في جبال محافظة حجة، شمال غرب صنعاء المطلة على البحر الأحمر، وكذلك حول القمم الداخلية، ما يصعب عمليات الاستهداف.


شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سلسلة من الضربات على 18 هدفًا للحوثيين في 8 مواقع مختلفة داخل اليمن السبت 24 فبراير 2024.

يأتي ذلك في إطار حملة الولايات المتحدة وحلفائها المستمرة ضد الحوثيين، والتي تأتي بهدف تقويض هجمات الجماعة اليمنية على السفن التجارية وسفن الشحن العالمي في البحر الأحمر، ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، بالإضافة إلى السفن البريطانية والأمريكية.

تفاصيل الهجمات

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، اليوم الأحد 25 فبراير 2024، أن القصف أصاب عددًا من أهداف الحوثيين، بما في ذلك منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومخازن صواريخ، وطائرات مسيرة، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، وطائرة هليكوبتر، وفقًا لبيان صادر عن البنتاجون.

وأفاد البيان: “تهدف هذه الضربات الدقيقة إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية والسفن البحرية وحياة البحارة الأبرياء في أحد أهم الممرات المائية في العالم”.

عملية السبت تأتي ضمن سلسلة من الضربات على أهداف ومواقع الحوثيين الذين شنوا أكثر من 45 هجومًا ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر منذ نوفمبر، وبدأت تلك الهجمات على في أعقاب الحرب الإسرائيلية في غزة، حسب التقرير.

ما مدى الضرر الذي ألحقته الضربات؟

ردًا على الهجمات الأمريكية، قال المُتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، الأحد، إنهم سيواجهون “التصعيد الأمريكي البريطاني بالمزيد من العمليات النوعية في مياه البحر الأحمر والعربي”، مشيرًا إلى استهداف سفينة نفط أمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ، بالإضافة إلى استهداف عدد من السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر باستخدام الطائرات المسيّرة، وفق ما أفادت به فضائية العربية.

وقال مسؤول حوثي كبير، لم تسمه وول ستريت جورنال، إن أهدافا عسكرية تعرضت للاستهداف لكن تم إخلاءها بالفعل، في المقابل يعمل الحوثيون بحسب ما ذكر تقرير سابق لوكالة بلومبرج الأمريكية على تعزيز قدراتهم العسكرية والدفاعية لمواصلة مهاجمة السفن حول الممر المائي الحيوي.

تمثل عملية الجولة الرابعة منذ الشهر الماضي، والتي تنفذ فيها الولايات المتحدة عمليات مشتركة استراتيجية مع المملكة المتحدة ودول أخرى ضد أهداف متعددة في وقت واحد. وفقًا للتقرير، تختلف هذه العمليات عما يسمى بضربات “الدفاع عن النفس” التي نفذتها الولايات المتحدة بشكل روتيني خلال الأسابيع الأخيرة.

تحدٍ للولايات المتحدة

حسب وول ستريت جورنال، مثلّت هجمات الحوثيين تحدٍ كبير للولايات المتحدة ودول أخرى في محاولتها ردع الجماعة -التي تسلحها وتمولها وتدعمها إيران-، خاصةً أن هجمات المجموعة باتت أكثر جرأة.

ووفقًا للمسؤولين أمريكيون إن الحوثيين لديهم عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة التي يستخدمونها لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.

الحوثيون يحصنون مواقعهم

وفقًا لبلومبرج، حفر الحوثيون المزيد من الخنادق والأنفاق في جبال محافظة حجة، شمال غرب صنعاء المطلة على البحر الأحمر، وكذلك حول القمم الداخلية، ما يصعب عمليات الاستهداف.

الهدف من اللجوء إلى تلك المواقع النائية والوعرة، إخفاء مخزونات الصواريخ، في حين أن المرتفعات الجبلية، التي يزيد ارتفاعها عن (2000 متر) تسمح باستهداف السفن في البحر، بما فيها تلك التي في خليج عدن، وحتى في بحر العرب.

من جهتها، تزعم الولايات المتحدة أن الحوثيين، لم يكونوا قادرين على تنفيذ هجماتهم في البحر الأحمر، ومواصلتها دون دعم تقني وعسكري واستخباراتي من الحرس الثوري الإيراني. وحسب ما نقلت بلومبرج عن مصادر أمنية، يعمل مئات العناصر والخبراء من الحرس الثوري، والمليشيات المتحالفة معه، على مساعدة الحوثيين في هجماتهم على البحر الأحمر، وقد قتل بعضهم في الضربات الأمريكية والبريطانية الأخيرة، لكن تنفي إيران أي مشاركة لها في الهجمات على حركة الشحن.

هل يتم ردع الحوثيين؟

من جانبها، قالت المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي خلال إدارة ترامب والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط الأمنية، كيرستن فونتنروز: “نعتقد دائمًا أن الضربات الجوية كافية، لكنها لم تكن كذلك أبدًا”، وفقًا لما نقلت عنها مجلة فورين بوليسي الأمريكية في وقتٍ سابق.

أما في ما يتعلق بردع الحوثيين، قالت خبيرة الشؤون الأمنية: “لا أعتقد أن الحوثيين سيتوقفون عن التصعيد بهذه الضربات”، ومن غير المرجح بنحوٍ أعم أن يتوقف الحوثيون، حيث حذر خبراء من أن الضربات قد تزيد من شعبية المجموعة على الصعيد المحلي والإقليمي وتعزيز سرديتهم بشأن ما يسمى بـ “محور المقاومة”.

ربما يعجبك أيضا