الملك تشارلز يستقر على عرش بريطانيا بعد انتظار طويل

شيرين صبحي
الملك-تشارلز-الثالث

أصبح الملك تشارلز (74 عامًا)، الذي سيتوج رسميًّا ملكًا لبريطانيا، السبت المقبل، أكبر ملك يتولى العرش في أسرة يعود تاريخها إلى ألف عام.

وبعدما انتظر تشارلز لفترة أطول من أي وريث للعرش كي يصبح ملكًا لبريطانيا، يستقر بهدوء في مكانه الجديد مع قليل من الأحداث المؤسفة التي توقعها بعض المعلقين، لكن في ظل انقسامات عائلية وبعض القضايا الأساسية التي لا تزال تلوح في الأفق.

اقرأ أيضًا| تتويج الملك تشارلز.. دعوة العامة إلى أداء قسم الولاء

تغييرات مستقبلية

ورغم أن الملك الجديد ألمح عن تغييرات مستقبلية سيجريها في المؤسسة، فإنه لم يستمر في التعبير عن الآراء القوية التي اعتقد بعض المنتقدين أنها ستضر بالمؤسسة، وهو المعروف بدفاعه المباشر عن البيئة منذ أن كان أميرًا لويلز.

وقالت الكاتبة المتخصصة في الشؤون الملكية تينا براون لوكالة أنباء رويترز، اليوم الاثنين 1 مايو 2023 :”أعتقد أننا جميعا فوجئنا بالطريقة الجيدة التي بدأ بها الملك تشارلز”.

الملك تشارلز يرث أمورًا شائكة

قال تشارلز، في السنوات الأخيرة، إنه يدرك تمامًا أنه لن يستطيع المشاركة في بعض الحملات التي كان يشارك بها وهو وريث عندما يصبح ملكًا، كما تعهد بأنه لن تكون هناك تصريحات لاذعة.

ولا ينال تشارلز نفس التأييد الذي كان لوالدته، لكن معدلات التأييد الشعبي له إيجابية بشكل عام، غير أنه ورث بعض الأمور الشائكة.

اقرأ أيضًا| مراسم تتويج الملك تشارلز.. شاشة خاصة للجزء الأكثر قداسة

دعوات لتحويل بريطانيا إلى جمهورية

ظهر علنًا الداعون إلى تحويل المملكة إلى جمهورية، وهي دعوة كانت مختفية تقريبًا في عهد إليزابيث، وألقى محتجون البيض عليه وعلى عقيلته كاميلا في إحدى الزيارات وعبرت مجموعات صغيرة من المتظاهرين عن معارضتهم لمحتجين آخرين.

وأيَد قصر بكنجهام تحقيقا في صلة النظام الملكي بالعبودية وسط دعوات متزايدة للاعتذار والتعويضات.

ونشرت صحيفة الجارديان سلسلة من المقالات تثير تساؤلات بشأن الطبيعة الغامضة للثروة والشؤون المالية للمؤسسة والعائلة المالكة، وهي قضية يتردد صداها في وقت يواجه فيه البريطانيون أزمة في تكاليف المعيشة.

مشكلات من الداخل

تأتي أكبر المشاكل عادة في قلعة وندسور من الداخل. فلا تزال طريقة معاملة شقيقه الأصغر الأمير أندرو بدون حل، بعد أن قام بتسوية دعوى قضائية أمريكية اتهمته فيها امرأة بالاعتداء الجنسي.

ولم يُتهم أندرو بأي جريمة جنائية وينفى دائمًا ارتكاب أي مخالفة.

الصراع مع الأمير هاري

تظل القضية الأبرز بالنسبة لتشارلز هي الصراع المستمر مع ابنه الأصغر الأمير هاري.

فمن مذكراته، التي حملت عنوان (سبير) أو “البديل”، إلى مسلسل وثائقي على نتفليكس ومقابلات تلفزيونية، انتقد هاري قصر بكنجهام وعائلته بسبب فشلهما في حمايته هو وزوجته ميجان من تدخل الصحافة في شؤونهما حتى أنه اتهم بعضًا من أفراد العائلة، لا سيما زوجة أبيه كاميلا، بالتعاون مع الصحف.

حفل التتويج

سيطرت مسألة حضور هاري حفل التتويج وقرار ميجان البقاء في المنزل في كاليفورنيا مع طفليهما على الكثير من التغطية الإخبارية قبل الحفل المقرر في 6 مايو، إلى جانب معاركه القضائية المستمرة مع دور نشر الصحف.

وقالت تينا براون: “أعتقد أن ما كشفه الأمير هاري يحطم الملك الجديد شخصيًّا لأنه ابنه، كان مخلصًا جدًا له بالفعل وأظن أنه لا يزال. بالتالي فإنه يشعر بإصابة غائرة”.

ومع ذلك، يعتقد معلقون آخرون على الشأن الملكي أن الضجة المثارة بشأن هاري ستصبح في طي النسيان مع استمرار أفراد العائلة المالكة ببساطة في أداء مهامهم وحضور المناسبات الرسمية ودعم المؤسسات الخيرية.

ربما يعجبك أيضا