النهج الأمريكي.. هل يشجع إيران على امتلاك سلاح نووي؟

باحث إيراني: طهران قد تقرر تطوير سلاح نووي

آية سيد
هل يشجع النهج الأمريكي إيران على بناء سلاح نووي؟

الحرب في أوكرانيا، والصراع بين إسرائيل وحماس، حولوا تركيز وموارد الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وإسرائيل بعيدًا عن إيران.


رأى الزميل بمشروع “فيلوس” الأمريكي، فرهاد رضائي، أن موقف إدارة جو بايدن الدبلوماسي تجاه إيران عزز موقفها في الشرق الأوسط وسعيها لامتلاك قدرات نووية.

وفي تحليل بمجلة “ناشيونال إنترست الأمريكية”، أمس الاثنين 26 فبراير 2024، قال رضائي، إن التقدمات التي حققتها إيران في برنامجها النووي، مصحوبة بنقص الشفافية وارتفاع الدوافع الأمنية، تشير إلى إمكانية أن تقرر طهران تطوير سلاح نووي.

طموحات نووية

أشار الباحث إلى أن إيران، مستفيدةً من ضعف معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، أطلقت مشروعًا نوويًا غير قانوني تحت ستار برنامج مدني. لكن في 2002، كشف المجلس القومي للمقاومة الإيرانية أن إيران تنتج مواد نووية سرًا في منشأتين سريتين في نطنز وآراك.

صواريخ إيران

صواريخ إيران

ونتيجة هذا، فرض المجتمع الدولي عقوبات صارمة على النظام، مجبرًا إياه على المشاركة في تحليل جاد للتكاليف والمنافع. ولهذا، قرر النظام أن تكلفة البرنامج تفوق منافعه. وفي 14 يوليو 2015، وافق النظام على القيود المفروضة على برنامجه النووي عبر خطة العمل الشاملة المشتركة.

إلا أن الولايات المتحدة، تحت حكم دونالد ترامب، قررت الانسحاب من الاتفاق، في مايو 2018، وأعادت فرض العقوبات على إيران. ومنذ ذلك الحين، حقق النظام تقدمًا تقنيًا خطيرًا في برنامجه النووي.

تقدم إيراني

حسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر 2023، تحتاج إيران إلى أسبوع واحد لتخصيب يورانيوم يكفي لإنتاج 3 أسلحة، وأسبوعين لإنتاج 4 أسلحة، و3 أسابيع لإنتاج 5 أسلحة.

وأشار رضائي إلى أن شفافية البرنامج النووي تضاءلت بدرجة كبيرة بسبب تعنت إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي يونيو 2022، أزالت إيران كل معدات المراقبة التابعة للوكالة، وطردت مراقبيها من البلاد.

عوامل مساعدة

إضافة إلى التقدم الخطير في البرنامج النووي الإيراني، لفت الباحث إلى وجود عوامل أخرى قد تسهل القدرة على بناء قنبلة، خاصة في الوقت الذي يتجه فيه الاهتمام العالمي إلى مناطق أخرى.

هذا لأن الحرب في أوكرانيا، والصراع بين إسرائيل وحماس، حولوا تركيز وموارد الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وإسرائيل بعيدًا عن إيران. وقد يستفيد النظام الإيراني من هذا التشتت ويمضي قدمًا في برنامجه النووي.

وبنحو غير متوقع، ربما تسببت الضربات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد وكلاء إيران في في زيادة دافع النظام للسعي لامتلاك أسلحة نووية. فقد يستنتج النظام الإيراني أن امتلاك أسلحة نووية هو الطريقة الوحيدة لردع هذه الدول عن مقاومة الطموحات الإقليمية لطهران وسعيها للهمينة في الشرق الأوسط.

صواريخ باليستية إيرانية

صواريخ باليستية إيرانية

تحول في الخطاب

حسب رضائي، شهدت الفترة الأخيرة تحولًا في الخطاب الإيراني. فالمسؤولون الإيرانيون، الذين التزموا الصمت في الماضي بشأن المسألة، تحدثوا بصراحة تامة عن استعدادهم لتطوير سلاح نووي إذا قرروا ذلك.

وعلى سبيل المثال، قال الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في تصريح لصحيفة إيرانية يوم 23 فبراير الحالي، إن إيران تمتلك كل المكونات اللازمة لبناء قنبلة نووية.

وفي تصريح لصحيفة “إيران إنترناشيونال”، في 8 فبراير، أشار خبير الأسلحة ومؤسس معهد العلوم والأمن الدولي، ديفيد أولبرايت، إلى أننا وصلنا إلى مرحلة “الخطر الشديد” في ما يتعلق بالتهديد النووي الإيراني. وقال: “إنها المرة الأولى منذ سنوات التي نرى فيها كل الظروف مهيأة بحيث قد تقرر إيران بناء أسلحة نووية”.

تداعيات كارثية

أشار رضائي إلى أن امتلاك إيران لسلاح نووي سيكون له تداعيات كارثية على الأمن العالمي والحد من الانتشار النووي في المنطقة. وبمجرد ملاحظة أن إيران تطور ترسانة نووية، ستحاول القوى الإقليمية الحصول على أسلحة نووية.

ولذلك يجب أن تطبق الحكومة الأمريكية استراتيجيات لمنع طهران من استغلال الموقف لتطوير أسلحة نووية.

ماذا تفعل إدارة بايدن؟

رأى الباحث أنه يتعين على واشنطن وحلفائها الضغط على النظام الإيراني من أجل السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ اتفاقيات المراقبة والحماية. وهذا سيمكّن المفتشين من التحقق من عدم اختلاس مخزون اليورانيوم المخصب أو نقله من المواقع الحالية لاستخدامه في صناعة الأسلحة.

وينبغي على الرئيس بايدن إخطار القادة الإيرانيين أن الفشل في مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يدفع الولايات المتحدة إلى التفكير في العمل العسكري. ويجب أن تشعر طهران أن هذا التحذير ذا مصداقية وليس مجرد حديث دبلوماسي. فالفشل في كبح التطور النووي لإيران قد يشجع نظامها على بناء القنبلة.

ربما يعجبك أيضا