ماذا تستفيد إيران من حرب غزة؟ مجلة أمريكية تجيب

مجلة أمريكية: ماذا تستفيد إيران من حرب حماس وإسرائيل؟

آية سيد
ماذا تستفيد إيران من حرب حماس وإسرائيل؟

إيران تمتلك القدرة على بناء رأس حربي، والأزمة الإقليمية الأوسع من شأنها التسبب بقدر كبير من الفوضى الدولية التي ستشتت القوى الأخرى عن قرارات إيران النووية.


رغم عدم وجود أدلة تربط إيران مباشرة بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فإن طهران لا تخفي دعمها القوي للحركة الفلسطينية.

وفي تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية، الأربعاء 1 نوفمبر 2023، لفت الزميل بكلية كينيدي بجامعة هارفارد الأمريكية، محمد آية الله طبار، إلى أن القيادة الإيرانية تعتبر الحرب الحالية فرصة لتحقيق عدة أهداف.

دعم حماس

منذ عام 1979، صورت إيران نفسها كحليف قوي لحركة التحرير الفلسطينية، وخلال الثمانينيات، قدم الحرس الثوري الإيراني التدريب للجماعات الشيعية اللبنانية التي تحارب الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها حزب الله.

وبعدما نبذت منظمة التحرير الفلسطينية العنف واتجهت للدبلوماسية منتصف التسعينيات، ساعدت إيران في تنمية شبكة من الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل، وبمساعدتها نمت قدرة تلك الجماعات في مواجهة القوات الإسرائيلية، مثلما أظهر حزب الله في 2006.

ماذا تستفيد إيران من حرب حماس وإسرائيل؟

المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية

وبعد نجاحها مع حزب الله، بدأت طهران دعم حركة حماس الفلسطينية، التي تحكم قطاع غزة منذ 2007. وعبر تقديم الدعم المالي، والعسكري، والسياسي، أسهمت إيران في تطور قدرات حماس والتوسع السريع لترسانة صواريخها،  وظهرت هذه القدرات خلال هجوم 7 أكتوبر.

أهداف إيران

أشار المحلل إلى أن إيران لديها أهداف عديدة في الحرب الحالية في غزة. لكن الهدف المباشرة هو أن تخرج حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أكثر شهرة وقوة من ذي قبل.

وتريد إيران أن يُلحق شركاؤها ضررًا بالغًا بإسرائيل ويمنعوها من تحقيق الانتصار في غزة، ما سيردع الجيش الإسرائيلي عن شن هجمات جماعية على الفلسطينيين مجددًا.

وتعتقد طهران أيضًا أن هذه النتيجة ستحمي الفلسطينيين من المستوطنين الإسرائيليين، عن طريق مساعدة حماس المنتصرة، أو أي جماعات شبيهة، في الوصول إلى السلطة في الضفة الغربية، أو على الأقل توسيع نفوذها خارج غزة واكتساب المزيد من الشعبية لدى الفلسطينيين.

فتح جبهات جديدة

وضعت إيران خطة لحماية شركائها في حالة التصعيد الإسرائيلي، حسب طبار. وهددت إيران بأن محور المقاومة، الذي يضم حزب الله والجماعات المدعومة إيرانيًا في لبنان والعراق واليمن وأماكن أخرى، قد يهاجم إسرائيل والولايات المتحدة إذا أقدمت إسرائيل على حرب برية شاملة واستمرت في قصفها العشوائي للمدنيين الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أن محور المقاومة يضع “إصبعه على الزناد”، ومستعد لفتح جبهات جديدة إذا كان ذلك سيساعد حماس في مقاومة العدوان الإسرائيلي.

تشتيت إسرائيل

لفت طبار إلى أن التصريحات الإيرانية قد تكون مجرد تهديدات جوفاء، لأن طهران ربما تتوقع أن تتوسع أرض المعركة من غزة إلى الضفة الغربية والقدس، وإلى عرب 48، لكن ليس إلى دول أخرى.

العدوان الإسرائيلي على غزة

العدوان الإسرائيلي على غزة

وهذه نتيجة واردة، من وجهة نظر المحلل، لأن تحذيرات إيران قد تحوّل انتباه إسرائيل ومواردها الأمنية بعيدًا عن غزة، ما يخلق مساحة لانتفاضة جديدة. وحينها ستحرز إيران نقاط لدى الفلسطينيين وداعميهم لأنها أتت لمساعدتهم في تلك الأزمة الوجودية.

تهديدات حقيقية

في الوقت نفسه، رأى طبار أن تهديدات إيران بفتح جبهات جديدة تبدو موثوقة، مستشهدًا بالمناوشات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل، والهجمات الصاروخية الفاشلة لميليشيا الحوثي، التي رجحت وزارة الدفاع الأمريكية أنها كانت موجهة لإسرائيل، والضربات الصاروخية التي شنتها ميلشيات شيعية عراقية على القواعد التي تستضيف قوات أمريكية.

وتستطيع هذه التنظيمات، إذا أرادت، شن هجمات متزامنة ضد إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة، ما سيؤدي إلى أعمال انتقامية قد تتصاعد سريعًا إلى حرب إقليمية أوسع. وإذا توسع الصراع، ستزيد فرص أن تتخذ طهران الخطوات النهائية لتصبح قوة نووية.

وأشار طبار إلى أن إيران تمتلك القدرة على بناء رأس حربي، والأزمة الإقليمية الأوسع من شأنها التسبب بقدر كبير من الفوضى الدولية التي ستشتت القوى الأخرى عن قرارات إيران النووية أو تمنعهم من إيقافها. وإذا تورطت إيران في الصراع، قد يستنتج قادتها أنهم يحتاجون إلى أسلحة نووية للدفاع عن بلادهم.

اغتنام الفرصة

بالنسبة لطهران، فإن إيجابيات تجدد الصراع تتجاوز إضعاف إسرائيل، أو حتى الحصول على سلاح نووي. وأشار طبار إلى أن الحرب في غزة تعزز التضامن بين دول “الجنوب العالمي”، التي تعتبر الدعم الأمريكي لإسرائيل نفاقًا شديدًا، وهو شعور يشاركه الكثيرون في الغرب.

وهكذا، تأمل إيران، عبر وضع نفسها في قلب القضية الفلسطينية، أن تتمكن من إدعاء القيادة العالمية والتفوق الأخلاقي. وتعتقد طهران كذلك أن الحرب في غزة تغطي على قمعها الداخلي.

وعلى  الرغم من أن قادة إيران يعلمون أن الصراع الموسع قد يؤدي إلى هجوم مباشر على بلادهم، فإنهم يعتبرون الصراع دليلًا آخر على تحول العالم بعيدًا عن الغرب، وتراجع الولايات المتحدة، واضطلاع قوى عالمية وإقليمية جديدة في تغيير النظام الذي ظهر بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.

ربما يعجبك أيضا