كيف يشكل حزب الله تهديدًا لتايوان؟

احتياجات إسرائيل العسكرية ستقتطع من الاستعدادات الأمريكية للهندوباسيفيك

آية سيد
عناصر ميليشيا «حزب الله»

دخول حزب الله في حرب حماس وإسرائيل سيخلق تحديًّا للولايات المتحدة.


تتصاعد المخاوف في آسيا بشأن تأثير المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وإسرائيل في قدرة واشنطن على الدفاع عن تايوان في حالة تعرضها لهجوم صيني.

وبينما يشير الخبراء إلى أن الأسلحة التي تحتاج إليها أوكرانيا وإسرائيل تختلف عما يحتاج إليه الصراع البحري في مضيق تايوان، فإن دخول حزب الله اللبناني، المدعوم إيرانيًا، في حرب إسرائيل وحماس قد يغير قواعد اللعبة.

تحدي قابل للتنفيذ

في تقرير لمجلة نيكي آسيا اليابانية، أمس الثلاثاء 31 أكتوبر 2023، لفت محللون إلى أنه في حالة انضمام حزب الله إلى الحرب بين إسرائيل وحماس، وشن هجوم صاروخي على شمال إسرائيل، سيخلق هذا مقايضة مباشرة بالأسلحة اللازمة في حالة الطوارئ في تايوان.

وفي هذا الشأن، قالت الزميلة بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، جنيفر كافانا، إن حرب إسرائيل وحماس في غزة محدودة النطاق “ولا تُسبب مشكلة كبيرة للولايات المتحدة من ناحية توفير الموارد”.

إنفوجراف| المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

وعلى سبيل المقارنة، قد تستخدم أوكرانيا 6 آلاف إلى 8 آلاف دفعة ذخيرة في اليوم، في حين قد تستخدم القوات الإسرائيلية 5 آلاف في الأسبوع. وأوضحت كافانا أن هذا “سيخلق تحديًا للولايات المتحدة، لكنه قابل للتنفيذ، نظرًا لأن واشنطن تكثف إنتاجها”.

دخول حزب الله على الخط

إذا توسعت الحرب بين إسرائيل وحماس لتشمل حزب الله، رأت كافانا أن الأمر “سيصبح أصعب والمقايضات ستصبح أكثر حدة”. وحسب المحللة الأمريكية، يمتلك حزب الله “أكثر من 150 ألف صاروخ وقد يطلقها بمعدل يتراوح من 6 آلاف إلى 8 آلاف في اليوم وفق التقديرات الإسرائيلية”.

وأشارت نيكي آسيا إلى أن حزب الله يمتلك صواريخ متطورة دقيقة التوجيه، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، حصل عليها من إيران. وهذه الصواريخ المتطورة ستشكل تهديدًا أخطر على منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية من صواريخ حماس البدائية.

ورجحت كافانا أن هذا سيدفع إسرائيل كي تطلب من الولايات المتحدة تزويدها بمنظومات دفاع جوي مثل باتريوت، التي تعاني نقصًا بالفعل وستقتطع بطريقة مباشرة من الاستعدادات الأمريكية لمنطقة الهندوباسيفيك.

الصواريخ بعيدة المدى

أحد المجالات الأخرى التي قد تشكل تحديًا هي الصواريخ بعيدة المدى، حسب كافانا، التي قالت إنه “إذا اشتد صراع إسرائيل مع حزب الله، أو إذا تورطت إيران بنحو مباشر، قد ترى إسرائيل حاجة إلى تنفيذ بعض الضربات بعيدة المدى، ربما لضرب أهداف حزب الله في سوريا، أو ضد المعدات الإيرانية”.

الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزةوفي يناير الماضي، نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية نتائج محاكاة الغزو الصيني لتايوان، التي أظهرت أن الصواريخ بعيدة المدى ضرورية في العمليات الأمريكية للدفاع عن تايوان.

وأوضح تقرير المركز أن “الصواريخ بعيدة المدى ضرورية لأن الدفاعات الجوية الصينية كانت قوية لدرجة تمنع أي طائرة من الاقتراب منها”. لكن الصواريخ بعيدة المدى المتطورة كانت متوفرة فقط في المراحل الأولى من الحرب، و”مع استنفاد هذه المخزونات، يجب أن تستخدم الطائرات ذخيرة قصيرة المدى وتقبل المخاطرة”.

تحديد الأولويات

في تصريح للمجلة اليابانية، قالت الزميلة بمركز ستيمسون الأمريكي، كيلي جريكو، إن الولايات المتحدة “تظن أنها لا تزال في التسعينات، عندما كانت في ذروة قوتها النسبية، وبإمكانها فعل كل هذه الأشياء”، مضيفةً أنه “في النهاية، إذا كنا جادين بشأن الهندوباسيفيك، هذا يعني أن نحدد أولوياتنا”.

ورأت جريكو أن هذا سيُحتّم على واشنطن أن تكون صادقة بشأن المقايضات. وقالت: “توجد دائمًا مقايضات في الاستراتيجية. وإذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن الهندوباسيفيك وردع الصين، سيتعين عليها التوفيق بين أهدافها والوسائل المتاحة لديها، وهذا يتطلب خيارات صعبة في بعض الأحيان”.

فرصة للصين؟

تساءلت مجلة نيكي آسيا عما إذا كان ذلك سيقدم فرصة للصين للتحرك ضد تايوان. وبينما استبعدت كافانا، من مؤسسة كارنيجي، تلك الاحتمالية، رأت أنه سيمنح بكين “مرونة إضافية” لتصبح أكثر عدوانية في المنطقة.

وقالت: “قد يشبه ذلك المواجهات التي نراها مع الفلبين بشأن سكند توماس شول“، موضحة أن الصينيين “يشعرون أن لديهم مساحة أكبر، أو على الأقل قد يكونوا مهتمين باختبار الحدود التي يمكنهم تخطيها”.

ربما يعجبك أيضا