«انهيار العقد الاجتماعي».. «طوفان الأقصى» تدمر ثوابت إسرائيل

باغتت حركة حماس الفلسطينية إسرائيل بهجوم مفاجئ، أطلقت عليه “عملية طوفان الأقصى“، السبت الماضي 7 أكتوبر 2023.

عناصر حماس والفصائل الفلسطينية استطاعوا التسلل إلى مستوطنات غلاف غزة وقتل مئات الجنود والمستوطنين وأسر المئات غيرهم، ما دفع الجانب الإسرائيلي إلى قصف غزة والتوعد بالانتقام من حماس. فكيف تفاعل الشعب الإسرائيلي مع تلك الأحداث؟

الخوف على الأسرى

في ظل استمرار القصف الصاروخي الإسرائيلي على قطاع غزة، تخشى عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس أن يؤثر هذا على ذويهم، حسب تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، اليوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2023.

وكانت حماس حذرت من أنها ستعدم أسيرا في كل مرة يقصف الجيش الإسرائيلي أهدافًا في غزة.

وذكرت الصحيفة أن تحديد مواقع الأسرى قد يكون صعبًا على إسرائيل. برغم أن القطاع صغير المساحة، وخاضع للمراقبة الجوية المستمرة، ومحاط بالقوات الإسرائيلية، إلا أن أراضيه تظل غامضة بشكل كبير على الاستخبارات الإسرائيلية.

عملية «طوفان الأقصى»

مصير مجهول

تُلقي الحيرة بظلالها على العائلات الإسرائيلية التي لا تعرف حتى الآن مصير ذويها، سواء قُتلوا أو تعرضوا للأسر أو هربوا، وفق تايمز أوف إسرائيل.

وقال روتيم نيومان، قريب إحدى الفتيات التي كانت في حفل غنائي على حدود غزة: “إن ما يشغلني الآن ليس الحرب أو القصف. كل ما نريد معرفته هو أين هي وماذا حدث لها”.

انهيار العقد الاجتماعي

أفاد تقرير منفصل لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، بأن عملية “طوفان الأقصى” وتأخر استجابة الجيش الإسرائيلي تسببا في صدمة كبرى للمواطنين الإسرائيليين، و”انهيار العقد الاجتماعي الصلب” بين المواطنين والجيش، الذي يقوم على خدمة الإسرائيليين في الجيش مقابل الدفاع عنهم.

المواطنون في جنوب إسرائيل استنجدوا لساعات بالجيش دون استجابة، بحسب الصحيفة، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أدى إلى شعورهم بالضعف والتخلي، ففي ذروة الأحداث، لم يجد الشعب من يتوجهون إليه للحصول على الإرشاد أو المعلومات.

وأشار جوناثان سيلفر، الذي اختفى 6 أفراد من عائلته وشاهد 3 منهم يتعرضون للأسر في مقطع فيديو، إلى أن عائلته لم تتلق أي معلومات حتى الآن، قائلا:”حاولنا الوصول إلى الجميع، الشرطة والأصدقاء والمعارف، لكن لم نجد من نتحدث إليه”.

مدينة أشباح

في ظل استمرار القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تحولت القدس إلى “مدينة أشباح”، على حد تعبير المواطنة الفلسطينية المقيمة بالقدس، مي بحبح، التي قالت، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أمس الاثنين، إن الناس “في حالة خوف وقلق”.

دوريات شرطة في شوارع القدس

وأضافت أن الفلسطينيين المقيمين في شرق المدينة، الذي ضمته إسرائيل مؤخرًا، “يقلقون من أن تسيء القوات الإسرائيلية معاملتهم”، قال حازم، 42 عامًا، إن ضابط شرطة إسرائيلي صفعه بقوة بعد تفتيش سيارته، وأراد الضباط الآخرون مهاجمته، لكن ضابط عربي منعهم.

وفي غرب المدينة، قالت سارة، 70 عامًا، إنها لا ترى الكثير من الأشخاص في الشوارع، ما وصفته بـ”الأمر الطبيعي، لأنها حرب”. لافتةً إلى أن الأجواء الحالية تذكرها بحرب عام 1973.

إلغاء الرحلات الجوية

أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت، الأحد 8 أكتوبر 2023، أن جميع شركات الطيران الأجنبية تقريبًا ألغت الرحلات من وإلى إسرائيل، وأجرت شركات الطيران الإسرائيلية تعديلات على جدولها لإعادة أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين العالقين بالخارج، عبر تنظيم ما يُعرف بـ”رحلات الإنقاذ”.

خسائر الاقتصاد الإسرائيلي من طوفان الأقصى

وتجمع العديد منهم في مطار بن جوريون قبل يوم من موعد رحلاتهم، من أجل محاولة العثور على رحلة، أو لأنهم جرى إخبارهم أن المطار أكثر أمنًا من الفنادق أو الشقق المستأجرة في تل أبيب.

وفي تصريحات للصحيفة الإسرائيلية، أعرب عدد من السائحين عن شعورهم بالخوف من الأحداث التي تشهدها إسرائيل، وقالوا إنهم يعتقدون أن المطار أكثر أمنًا ويخشون العودة إلى تل أبيب.