بعد التصعيد الإسرائيلي.. ما فرص الهجوم البري على غزة؟

آية سيد
غارات إسرائيلية على غزة

بينما تمتلك إسرائيل القدرة العسكرية والإرادة لإعادة احتلال غزة فإن التكلفة قد تكون باهظة.


ردًا على عملية طوفان الأقصى، تستمر إسرائيل في قصف قطاع غزة وصعّدت تهديداتها بـ”مواصلة الهجوم على القطاع وكل مكان توجد به حركة حماس”.

وتوقع مراقبون أن تبدأ إسرائيل عملية اجتياح بري لقطاع غزة، خلال أيام. فكيف يمكن أن تسير هذه العملية؟ وهل تتمكن إسرائيل من إعادة احتلال غزة؟

نمط معتاد

قال الكاتب البريطاني، بيتر بيمونت، في تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2023، إن القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس يتجه لاتباع النمط نفسه.

وأوضح أن عمليات الاجتياح البري، التي شُنت على مدار السنوات على نطاقات مختلفة، كان يسبقها عادةً قصف مكثف يستهدف المناطق والمواقع التي يستخدمها الإسرائيليون للوصول.

تكيّف حماس

أضاف بيمونت أن إسرائيل استخدمت أيضًا القوة الجوية والقصف من المدفعية البرية والزوارق الحربية بكثافة في المرحلة الأولى من الحملات، لاستهداف ما تزعم أنه البنية التحتية العسكرية لحماس.

لكن في حين أن إسرائيل تتمتع بأفضلية ضخمة من ناحية حجم الجيش، والتكنولوجيا، ومنظومات الأسلحة واللوجيستيات، تكيفت حماس بدرجة كبيرة على مر السنوات، للاستفادة من البيئة الحضرية المزدحمة لغزة.

دور الجغرافيا

تفرض الطبيعة الجغرافية لقطاع غزة قيودًا على العمليات الإسرائيلية، ولهذا السبب يستخدم الجيش الإسرائيلي نفس الطرق للوصول، حسب الكاتب البريطاني.

بعد التصعيد الإسرائيلي.. ما فرص الهجوم البري على غزة؟

خريطة لقطاع غزة

ولفت بيمونت إلى وجود مناطق من الأراضي الزراعية بجانب معبر بيت حانون في أقصى شمال غزة، وحول مخيم البريج، وإلى الشرق من مدينة خان يونس في الجنوب، حيث يمكن للدبابات والمدرعات التحرك بسهولة أكبر واتخاذ مواقع لإطلاق النار، إضافة إلى نقطة وصول أخرى حول محور صلاح الدين في أقصى الجنوب.

تضاريس صعبة

استخدمت إسرائيل في الماضي المواقع المطلة على وسط غزة لمحاولة قطع الاتصالات بين مدينة غزة والجنوب والأماكن الأخرى لتقسيم المنطقة. وتعلم حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى أن القوات الإسرائيلية قد تستخدم هذه الطرق وسيضعون خطوط دفاعهم الأولى في هذه المناطق، التي كانت مسرحًا للقتال العنيف في الماضي.

وأوضح بيمونت أنه مع تحول الريف إلى مناطق حضرية، تزداد التضاريس صعوبة على إسرائيل، بسبب المباني السكنية المرتفعة، التي توفر غطاءً لحماس، والمناطق الصناعية التي استخدمتها الحركة بطريقة دفاعية في الماضي.

دخول المدن الرئيسة

أشار الكاتب البريطاني إلى أن القوات الإسرائيلية تكبدت خسائر كبيرة في أثناء محاولتها التقدم في المراكز الحضرية الكبرى، لأن حماس والفصائل الأخرى يمتلكون ألغامًا مضادة للدبابات وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، التي استخدموها بفاعلية إلى جانب قذائف الهاون.

وفي حين يمتلك الجيش الإسرائيلي خبرة في القتال بالمدرعات في المدن الفلسطينية، لا سيما في الضفة الغربية في أثناء الانتفاضة الثانية، يُعتقد أن حماس تمتلك الآن مخزونًا ضخمًا من صواريخ كورنت المضادة للدبابات، التي يمكن استخدامها بفاعلية ضد دبابات القتال الرئيسة الإسرائيلية.

وأضاف بيمونت أن حماس طوّرت أيضًا مسيّرات مزودة بالذخيرة من النوع المستخدم على نطاق واسع في أوكرانيا، التي يمكنها إسقاط القنابل على المركبات والقوات، ما يشكل تهديدًا جديدًا.

كيف ترد حماس؟

تمتلك حماس سنوات من الخبرة في قتال الجيش الإسرائيلي وأصبحت قوة حضرية فاعلة وقابلة للتكيف، وفق بيمونت. وتمتلك أيضًا مجموعة من القادة المتمرسين الذين لديهم معرفة وثيقة بطريقة القتال الإسرائيلية، وبعضهم يتحدث العبرية ودرس الجيش الإسرائيلي بتعمق.

والمشكلة الكبرى، التي تواجه إسرائيل في أي محاولة لشن هجوم بري، هي أنها ستضطر إلى مواجهة مواقع حماس المجهزة، التي تشمل أنفاقًا قتالية جرى تطويرها على مدار السنوات، وبعضها مجهز بأنظمة اتصالات.

شبكة أنفاق

بينما كانت شبكة أنفاق حماس بدائية من قبل، بات مهندسوها الآن يمتلكون قدرًا كبيرًا من الخبرة في بناء مواقع محصنة ومخفية جيدًا تحت الأرض، لاستخدامها كمراكز قيادة ولنشر المقاتلين منها، وفق الكاتب البريطاني.

وفي حين كانت إسرائيل تمتلك أفضلية واضحة على غزة في المراقبة، فإن المسيّرات المدنية الرخيصة والمتوفرة بسهولة التي حصلت عليها حماس حققت تكافؤ الفرص، بما يتيح لها مراقبة طرق الوصول الإسرائيلية.

هل تحتل إسرائيل غزة؟

رأى بيمونت أنه في حين أن إسرائيل تمتلك القدرة العسكرية والإرادة، بعد هجوم السبت الماضي، لإعادة احتلال غزة فإن التكلفة قد تكون باهظة على الجيش الإسرائيلي والمدنيين الفلسطينيين، وتحمل مخاطر على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وختامًا، قال الكاتب البريطاني إن إعادة الاحتلال الكامل لغزة ستكون صعبة بشدة، وقد تتجاوز قدرة إسرائيل على إدارتها في المدى الطويل، ما يشير إلى أنه إذا اختارت إسرائيل الغزو الكامل، سيكون هدفها على الأرجح هو الهزيمة الشاملة لحماس.

ربما يعجبك أيضا