بتحديد «خط أحمر» لإسرائيل.. هل وضع بايدن نفسه في مأزق؟

لماذا لم يوضح بايدن عواقب تجاوز إسرائيل خطه الأحمر؟

آية سيد
بدعمه إسرائيل.. بايدن يخاطر بتوريط أمريكا في «حرب أبدية» جديدة

بايدن، باستخدام عبارة "الخط الأحمر"، يُدخل نفسه في منطقة خطيرة دخلها أسلافه من الرؤساء الأمريكيين، الذين تحدثوا عن حدود لا يجب تجاوزها، ثم ندموا لاحقًا.


أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه رسم “خطًا أحمر” للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة، دون توضيح ماذا سيحدث إذا تجاوزت إسرائيل ذلك الخط.

وفي تحليل بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الثلاثاء 12 مارس 2024، أشار الكاتب، ديفيد سانجر، إلى أن بايدن، باستخدام عبارة “الخط الأحمر”، يُدخل نفسه في منطقة خطيرة دخلها أسلافه من الرؤساء الأمريكيين، الذين تحدثوا عن حدود لا يجب تجاوزها، ثم ندموا لاحقًا.

«خط أحمر» غامض

عندما تحدث الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي عن الخط الأحمر لإسرائيل، بدا أنه يحاول رفع التكلفة المحتملة على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي تتدهور علاقتهما إلى أدنى مستوياتها.

لكنه لم يفصح عما سيحدث بالضبط إذا تجاهله نتنياهو ومضى قدمًا في العملية العسكرية الإسرائيلية عبر غزو رفح. ومن جهته، تجاهل نتنياهو الخط الأحمر لبايدن، ورد قائلًا إنه أيضًا لديه خط أحمر، وهو “ألا يتكرر هجوم 7 أكتوبر مجددًا”.

بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو

وأشار سانجر إلى أن الحديث عن الخطوط الحمراء ليس جديدًا. فالزعماء من جميع الأطياف يستخدمون العبارة لوصف خطوات لا ينبغي على الدول الأخرى التفكير فيها، لأن العواقب ستفوق تصوراتهم. لكن الغريب في هذه الحالة هو رسم خطوط حمراء بين حليفين مقربين.

تردد أمريكي

إن التداعيات الواضحة لتهديد بايدن هي أنه سيفرض للمرة الأولى قيودًا على طريقة استخدام إسرائيل للأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة. وحتى الآن، رفض بايدن هذه الخطوة، رغم أن واشنطن تفرض شروطًا على كل صفقات السلاح تقريبًا، مثلما تشترط على أوكرانيا عدم استخدام الأسلحة الأمريكية للهجوم على الأراضي الروسية.

لكن حسب ما نقل سانجر عن بعض المسؤولين الأمريكيين، يبدو أن بايدن يعيد التفكير ببطء في عزوفه عن وضع قيود على استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية، ولم يتخذ قرارات حتى الآن.

صفقات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل منذ بدء العدوان على غزة

صفقات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل منذ بدء العدوان على غزة

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن البيت الأبيض لن يناقش المسألة في العلن. وفي إيجاز صحفي أمس الاثنين، رفض متحدث باسم البيت الأبيض توضيح الثمن الذي ستدفعه إسرائيل إذا تجاوزت الخط الأحمر لبايدن. فيما استبعد الرئيس نفسه قطع الأسلحة الدفاعية، مثل منظومة “القبة الحديدية”، عن إسرائيل.

ما سبب التردد؟

وفق سانجر، ليس من الواضح ما إذا كان بايدن مترددًا لأنه لا يرغب في توضيح الرد الذي يجهز له، أم لأنه لا يريد التعرض لانتقادات إذا تراجع عن الإجراء الذي يفكر فيه. أو ربما تذكر كيف اتخذت الخطوط الحمراء منحى سيئًا مع باراك أوباما بالنسبة لسوريا، وجورج دبليو بوش بالنسبة لكوريا الشمالية وإيران.

وفي أغسطس 2012، صرّح أوباما أنه إذا استخدام الرئيس السوري، بشار الأسد، كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية، سيتجاوز “خطًا أحمر”. إلا أنه في صيف 2013، بات واضحًا أن الأسلحة الكيميائية تُستخدم في سوريا، لكن أوباما ألغى الضربة المزمعة، خشية أن تؤدي إلى المزيد من الهجمات الكيميائية وتورط واشنطن في صراع آخر بالشرق الأوسط.

وفي 2003، تعرض بوش لموقف مشابه عندما صرّح أنه لن “يتساهل” مع امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية، وكرر التحذير نفسه بالنسبة لإيران. لكن خلال رئاسته، اختبرت كوريا الشمالية سلاحًا نوويًا، وحقق الإيرانيون تقدمًا باتجاه امتلاك تلك القدرة.

ربما يعجبك أيضا