بعد 6 أشهر من حرب غزة.. إسرائيل تكرر نفس خطأ أمريكا في العراق

إسراء عبدالمطلب

بايدن موجهًا نصيحة لإسرائيل، "لا تفعلوا ما فعلناه بغزو العراق واحتلاله".


حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة خلال وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

وحذر بايدن، نتنياهو خلال زيارته إلى إسرائيل لإظهار الدعم عقب أحداث 7 أكتوبر، من ألا يتورط في مستنقع لا نهاية له ولا يوجد مخرج منه، وحذره من خلق المزيد من الإرهابيين باستخدام التكتيكات الوحشية.

تحليل: توترات غير مسبوقة بين البيت الأبيض ونتنياهو مع شعور بايدن بثمن سياسي لوقوفه مع إسرائيل - CNN Arabic

إسرائيل تنجرف نحو مستنقع 11 سبتمبر

حسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، قال بايدن خلال زيارته إلى إسرائيل في أكتوبر الماضي: “لا تفعلوا ما فعلناه بغزو العراق واحتلاله، يجب تحقيق العدالة، لكنني أحذر من ذلك، فعندما تشعر بهذا الغضب، لا تنشغل به، فبعد أحداث 11 سبتمبر، شعرنا بالغضب في الولايات المتحدة، وبينما سعينا لتحقيق العدالة وحصلنا على العدالة، ارتكبنا أخطاء أيضًا”.

وبعد مرور 6 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يمكن القول إن إسرائيل لم تقبل النصيحة، ومن الواضح أن إسرائيل لا تزال تنجرف إلى مستنقع يشبه العراق في غزة، وكما حدث مع حزب البعث في عراق صدّام حسين، فإن قسمًا كبيرًا من قيادات حماس يتم تدميره تدريجيًا.

نفس سيناريو العراق

يقول المسؤولون الأمريكيون إن التكتيكات الإسرائيلية كانت أكثر فعالية مما كانوا يعتقدون، خاصة في اختراق شبكة الأنفاق بأقل قدر من الخسائر الإسرائيلية، ولكن إسرائيل لم تبدأ حتى بالتفكير في مخرج قابل للحياة، وكما هو الحال في العراق، يوجد بالفعل علامات تشير إلى تصاعد التمرد، وظهور جيل جديد من المسلحين، وهو ما يمكن أن يربك إسرائيل لسنوات.

وفي الواقع، ورغم الانتقادات العلنية لحملة الأرض المحروقة العسكرية التي شنتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، يقول المسؤولون الأمريكيون إن ما يزعجهم أكثر من الكارثة الإنسانية المستمرة هو فشل إسرائيل الكامل في التفكير في ما ستفعله في غزة حتى بعد يوم واحد.

المرحلة الرابعة

قال مسؤول كبير في إدارة بايدن خلال مقابلة تليفزيونية: “إذا كان هناك إحباط شديد تجاه الجانب الإسرائيلي، فهو عدم وجود أي خطة ذات مصداقية للمرحلة الرابعة”، في إشارة إلى مرحلة ما بعد الصراع عندما تتم استعادة شكل من أشكال الحكم في غزة، إذ أن المرحلة الأولى كانت القصف الجوي بعد 7 أكتوبر، والمرحلة الثانية الغزو البري، والمرحلة الثالثة ستكون التطهير”.

ولم تتجاوز الحكومة الإسرائيلية فكرة تنظيم العشائر المحلية لإدارة الأمور، وهي ترفض تمامًا فكرة “إعادة تشكيل” السلطة الفلسطينية لتولي السلطة في غزة، وأضاف المسؤول أنه حتى زعيم المعارضة الأكثر اعتدالًا، بيني جانتس الخليفة الأرجح لنتنياهو كرئيس للوزراء  لا يريد ضم السلطة الفلسطينية، وظلت الخطط عالقة في مفاهيم غامضة لمجلس انتقالي يتكون من أعضاء محتملين غير معروفين.

ربما يعجبك أيضا