بيونج يانج تستعد للحرب.. هل تشتعل شبه الجزيرة الكورية؟

أمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، القطاعات الصناعية والعسكرية في بلاده بالاستعداد للحرب مع الولايات المتحدة.

وبحسب صحيفة “يو إس إيه توداي”، الخميس 28 ديسمبر 2023، استشهد الزعيم الكوري الشمالي بالنشاط الصدامي “غير المسبوق” للولايات المتحدة وحلفائها، مع استمرار لنمط الخطاب التهديدي الذي تنتهجه بيونج يانج في الأشهر الأخيرة.

تسريع الاستعدادات

كيم جونج أون في اجتماع حزب العمال الكوري

في الاجتماع التخطيطي لعام 2024 لحزب العمال الكوري الحاكم، الأربعاء، قال كيم إن تحليلًا معمقًا أشار إلى أن “الوضع السياسي والعسكري الخطير” في شبه الجزيرة الكورية “بلغ حده الأقصى”، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية.

وأفادت الوكالة التابعة للدولة، أنه جرى حث القطاع الصناعي العسكري، وقطاع الأسلحة النووية، وقطاع الدفاع المدني على “تسريع إتمام الاستعدادات لهذه الحرب”.

تصريحات أمريكية

بحسب “يو إس إيه توداي”، جاءت التصريحات بعد أقل من أسبوعين من إعادة تأكيد البيت الأبيض على “التزامه الراسخ بتقديم الردع الموسع” ضد بيونج يانج، ولم يستبعد الخيارات العسكرية، ومن ضمنها الخيار النووي.

وقال البيت الأبيض في بيانه: “أي هجوم نووي من كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها غير مقبول، وسيؤدي إلى نهاية نظام كيم”، محذرًا أن أي هجوم نووي يستهدف كوريا الجنوبية سيُقابل بـ”رد سريع وساحق وحاسم”.

تحركات كورية شمالية

الشهر الماضي، وضعت بيونج يانج قمر تجسس عسكري في المدار، بعد محاولتين فاشلتين. وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها القمر الاصطناعي انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن.

والأربعاء 27 ديسمبر 2023، تعهد كيم بتوسيع العلاقات التعاونية مع “الدول المستقلة المناهضة للإمبريالية استعدادًا للمشهد السياسي الدولي سريع التغير”، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية.

سيول تستعد

من جهتها، رجحت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أن ينفذ كيم استفزازات عسكرية قبيل الانتخابات الكبرى في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في 2024، مستشهدةً بسجل بيونج يانج في القيام بأعمال استفزازية قبل الانتخابات العامة في جارتها الجنوبية.

يون سوك يول يصافح جندي كوري جنوبي

وحسب ما نقلت “يو إس إيه توداي” عن وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، أمر رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، قواته بعدم انتظار الأوامر للرد في حالة وقوع هجوم، وقال إن الجيش ينبغي أن “يسحق رغبة العدو في الأعمال الاستفزازية على الفور”.

هل تقع الحرب؟

في تصريحات للصحيفة الأمريكية، أعرب مدير شؤون الأمن القومي بمركز ناشيونال إنترست، هاري كازيانيس، عن قلقه من أن الحرب مع كوريا الشمالية قد تصبح “إمكانية حقيقية”.

وقال إن بيونج يانج تعمل على تطوير الأسلحة النووية التكتيكية منذ سنوات، ومجرد اختبارها قد يشعل أزمة مع واشنطن وسيول، مضيفًا أن كوريا الشمالية قد تختبر صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات عبر إرساله لمسافة آلاف الأميال في المحيط الهادئ للتأكد أن صواريخها تستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة.

تعزيز العلاقات مع روسيا

فلاديمير بوتين وكيم جونج أون

أشارت “يو إس إيه توداي” إلى أن كيم عزز علاقاته مع روسيا في الأشهر الأخيرة، والتقى بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي، وقالت السلطات الامريكية، الشهر الماضي، إن بيونج يانج شحنت أكثر من ألف حاوية من المعدات العسكرية والذخيرة إلى روسيا.

ورأى كازيانيس أن كيم يعتقد أنه يستطيع القيام بأعماله الاستفزازية “دون دفع الثمن” لأن الصين وروسيا تقفان في المعسكر الكوري الشمالي بسبب التوترات مع واشنطن.

وأضاف: “تعلم عائلة كيم أيضًا أن انتباه أمريكا سيتجه إلى الداخل نحو الانتخابات الرئاسية في 2024، ما يمنحهم المساحة لإحداث الفوضى دون دفع الثمن”.