تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حتى السابع من أكتوبر (2– 2)

صبت إسرائيل جام غضبها على الأبرياء داخل قطاع غزة

محمد النحاس

بعد هجوم الـ7 من أكتوبر، الذي زلزل أركان الاحتلال، صبت إسرائيل جام غضبها على المدنيين في قطاع غزة، الذين يتعرضون منذ أكثر من 22 يومًا لقصف مروّع خلف أكثر من 7 آلاف شهيد ونحو 20 ألف جريحًا.


تناولت شبكة “بي إن إن بلومبرج” الكندية تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسلطت “رؤية” سابقًا الضوء على الجزء الأول من التقرير.

وجاء في التقرير الشبكة أن الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987، قادت إلى ظهور حركة حماس، والتي سرعان ما اكتسبت زخمًا لدى عموم الفلسطينيين من خلال إنشاء شبكة من الجمعيات الخيرية، وأنشطتها في الرعاية الصحية ومكافحة الفقر، لكنها أوضحت في ميثاقها، أن هدفها الرئيس يتمثل في تدمير إسرائيل.

منظمة التحرير وتحوّل الأهداف

على شاكلة هدف حماس، كان لمنظمة التحرير الفلسطينية، الحركة العلمانية التي حظت بقبول دولي -نسبيًّا- لكن بعد أن خسرت أعداد كبيرة من مقاتليها إبان الغزو الإسرائيلي لـ لبنان1982، المعقل الرئيس للحركة آنذاك، اعترفت الحركة ضمنيًّا بـ “حق إسرائيل في الوجود”.

وبعد تكبد الحركة خسائر كبيرة، انخرطت إسرائيل في مفاوضات سلام سرية مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي أسفرت عن اتفاقيات أوسلو عام 1993، وبموجبها اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بشرعية إسرائيل، وكإجراء مؤقت، حصل الفلسطينيون على حكم ذاتي محدود، تديره “السلطة الفلسطينية”.

مفاوضات بلا جدوى

في السنوات التالية، تآكلت الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشنت حماس هجمات وتفجيرات انتحارية في إسرائيل، وواصل الإسرائيليون توسيع المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية، ومرارًا وتكرارًا فشلت المفاوضات بين الطرفين في إنشاء دولة فلسطينية.

بحلول عام 2000 بدأت الانتفاضة الثانية، والتي استمرت حتى عام 2005 وكانت أكثر دموية من الأولى، وفق ما ذكر تقرير شبكة “بي إن إن بلومبرج”.

صعود حماس

مع توقف المفاوضات، اضطرت إسرائيل في عام 2005 لسحب قواتها من قطاع غزة جرّاء هجمات المقاتلين الفلسطينيين، وأجلت المستوطنين الإسرائيليين من القطاع، مع الحفاظ على سيطرتها على مجالها الجوي وأراضيها البحرية ومداخلها إلى إسرائيل.

وبعد ذلك تمكنت حماس من هزيمة الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية، حركة فتح، في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وبعد أشهر من الصراع المسلح بين المجموعتين سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007، وتستخدمها دوريًّا لشن هجمات صاروخية على إسرائيل، وفق التقرير.

ولا تزال فتح تقود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث لديها صلاحيات محدودة، وفرضت إسرائيل من جانبها قيودًا مشددة على حركة البضائع والأشخاص دخولاً وخروجًا من قطاع غزة منذ نحو 17 عامًا.

كيف خدعت حماس إسرائيل؟

في السنوات الأخيرة، اتخذت إسرائيل خطوات محدودة لتخفيف القيود، بما في ذلك إصدار تصاريح لعشرين ألف من سكان غزة للعمل داخل الأراضي المحتلة، حيث يمكنهم كسب 10 أضعاف ما يكسبونه في القطاع الذي تبلغ فيه نسبة البطالة نحو 50%.

أمام هذه المعطيات ساد في إسرائيل اعتقاد بأن حماس تهدف لتحسين اقتصاد غزة وأنها لا تمثل تهديدات جديّة لإسرائيل، وأرسلت الحركة من جانبها إشارات مختلفة لتأكيد هذا التصوّر، ومن ثم جاء الـ 7 من أكتوبر ليقلب الموازين كافة، ويغير أبعاد الصراع تمامًا.

الانتقام الإسرائيلي

بعد هجوم الـ7 من أكتوبر، الذي زلزل أركان الاحتلال، صبت إسرائيل جام غضبها على المدنيين في قطاع غزة، الذين يتعرضون منذ أكثر من 22 يومًا لقصف مروّع خلف أكثر من 7 آلاف شهيد ونحو 20 ألف جريح، أغلبهم من الأطفال والمسنين والنساء، ما أثار مخاوف من إسرائيل تفرض على القطاع عقابًا جماعيًّا، في حين ذهب آخرون أبعد من ذلك واصفين الأمر بـ “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.

وقطعت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء عن غزة، بينما دمرت منازلها ومبانيها وبنيتها التحتية بضربات جوية عنيفة وغير مسبوقة، لكنها وافقت في ما بعد على استئناف بعض خدمات المياه خاصةً جنوبًا حيث تطلب من السكان النزوح إلى هناك.

أوضاع مأساوية

بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع الصراع، بدأت القوات البرية الإسرائيلية ما يبدو أنه عملية الغزو البري، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو عن “المرحلة الثانية” من الحرب، والتي وصفها بأنها ستكون “طويلة وصعبة”.

وقبل الحرب الحالية، خاضت إسرائيل وحماس ستة مواجهات عسكرية كبرى في قطاع غزة، كما وقعت بعض المواجهات الأقل حجمًا، وهي المواجهات التي يعاني من تبعاتها المدنيين وبشكل خاص الأطفال في القطاع الذي تقل 47% من أعمار قاطنيه عن 18 عامًا، وفي عام 2021 أشار تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن 9 من كل 10 أطفال يعانون من الصدمات النفسية جرّاء الصراعات.

ربما يعجبك أيضا