تعاون روسيا والصين في مجال الفضاء يُقلق الغرب.. ما علاقة أوكرانيا؟

لماذا حذّر مركز أبحاث غربي من تعاون بكين وموسكو في مجال الفضاء؟

محمد النحاس

أشار مركز أبحاث غربي إلى أن تقنيات المسيرات تتطلب اتصالًا ثابتًا ودعمًا جغرافيًّا، ما يجعل التعاون مع الصين حلًا محتملًا لرغبة موسكو في تحقيق تقدم عسكري.


مرارًا وتكرارًا، تحذر وسائل الإعلام الغربية والمراكز البحثية في أوروبا والولايات المتحدة مما تعتبره مخاطر “التعاون بين روسيا والصين في مجال الفضاء”.

وتزايدت المخاوف بهذا الصدد، خاصةً بعد حديث وسائل إعلام أمريكية عن سلاح نووي روسي فضائي بإمكانه استهداف الأقمار الصناعية، وبعد تحذير مسؤولين كبار من القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية USSTRATCOM والقوة الفضائية للولايات المتحدة من التقدم الصيني والروسي المتسارع في تقنيات الفضاء أمام الكونجرس الأمريكي.

زيادة التعاون بين روسيا والصين

في تقرير حديث، حذر المعهد الملكي للخدمات الموحدة (المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع RUSI) ومقره لندن، من زيادة التعاون بين روسيا والصين في مجالات تكنولوجيا الجيل الـخامس والأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أنه من الممكن تسهيل مساعي روسيا خلال الحرب في أوكرانيا عن طريق هذا التعاون.

يقول التقرير، المنشور 1 مارس 2024، إن البنية التحتية للمساعدة الصينية لأنظمة الأقمار الصناعية الروسية موجودة بالفعل ويمكن أن “تسهل العمل العسكري الروسي في أوكرانيا”.

تطور متسارع

في حديث المسؤولين الدفاعيين للمشرعين الأمريكيين نهاية فبراير، أوضحوا أن التقدم الصيني في تكنولوجيا الفضاء وثالوثها النووي يمضي سريعًا، بما في ذلك تطوير قاذفات قنابل خفية، كما لفتوا إلى أن روسيا “تظل تهديدًا خطيرًا لا يمكن التنبؤ به، وفق ما نقلت ديفنس نيوز. ولفت رئيس قيادة قوة الفضاء الأمريكية، إلى مواصلة روسيا تطوير مجموعة من الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، محذرًا من أن روسيا والصين في مجال الأسلحة الفضائية المضادة “يتحركان بسرعة”.

وخلال الجلسة حذر رئيس قيادة قوة الفضاء الأمريكية الجنرال ستيفن وايتنج من قدرات الروس المضادة للأقمار الاصطناعية، تمثل تهديدًا للمجال الفضائي وللأمن القومي الأمريكي، “وقدرة قيادتنا على الرد الحاسم لحماية مصالحنا ومصالح حلفائنا”.

ولم يتحدث وايتنج على وجه التحديد عن السلاح النووي الروسي المضاد للأقمار الصناعية، والذي سلطت وسائل الإعلام الضوء عليه خلال الفترة الماضية، غير أنه أشار بشكل غير مباشر إلى أن روسيا لن يكون لديها سبب استراتيجي لاستخدام مثل هذا السلاح لأنه سيدمر الأقمار الصناعية الروسية كذلك.

دور حاسم

بالعودة لتقرير المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع RUSI فقد أوضح كيف يمكن للتعاون بين روسيا والصين في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس والأقمار الصناعية أن يساعد روسيا أيضًا في ساحة المعركة في أوكرانيا.

وبحسب التقرير فـ “إن النشر المكثف للمسيرات وأجهزة الاتصال الحديثة، كان أمرًا حاسمًا على جميع الجبهات في أوكرانيا، من جمع المعلومات الاستخبارية وحتى شن الضربات الجوية”.

ويردف التقرير: “هذه التقنيات، على الرغم من أهميتها، تتطلب اتصالاً ثابتًا ودعمًا جغرافيًا مكانيًا، مما يجعل التعاون مع الصين حلاً محتملاً لرغبة موسكو في تحقيق تقدم عسكري”.

صراع معقد وتعاون وثيق

يأتي التقرير في الوقت الذي تكثف فيه الحكومات الغربية جهودها لمواجهة محاولة روسيا التهرب من العقوبات المفروضة عليها، ومع تعقد الوضع ميدانيًّا وتزايد الإحباط في العواصم الغربية نتيجة فشل الهجوم الأوكراني المضاد عام 2023، وعدم وجود أفق لنهاية محتملة في صراع يستهلك كمايات هائلة من مخزونات الذخيرة الغربية.

ومن جانبها، ترفض الصين التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع موسكو، إدانة الحرب الروسية الأوكرانية، وكان التعاون الاقتصادي بين الجانبين أحد العوامل التي مكّنت الاقتصاد الروسي أمام سيل جارف من العقوبات الغربية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

وتقول بكين إنها لا تبيع أسلحة قتال لروسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، لكن الحكومات الغربية اتهمت الصين مرارا وتكرارا بالمساعدة في إمداد روسيا بالتكنولوجيا اللازمة للعمل العسكري.

ربما يعجبك أيضا